الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ الاهواز- عربستان- منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن ، الفصل العاشر ،الحلقة الرابعة

جابر احمد

2011 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تاليف موسى سيادة
التنافس الالماني البريطاني على اقليم عربستان .
رفع الالمان وفي سبيل الحفاظ على مصالحهم وتحقيق اهدافهم التوسعية شعار " الى الامام نحو الشرق " وبذلك يكونون قد دخلوا في منافسة شديدة مع البريطانيين ، وانطلاقا من ذلك فقد سيرت شركة الملاحة الالمانية في هامبورك المعروفة بأسم APAG) H) عام 1906 خطا للملاحة بين اوروبا والخليج العربي وفي هذا المجال دخلت في منافسة شديدة مع شركة الهند الشرقية البريطانية التي كانت تنقل البضائع الى تركيا و الخليج ، كما جهود المانيا الحثيثة من اجل الحصول على امتياز بناء الخطوط الحديدية في العراق هو الاخر اثار حفيظة البريطانيين لانهم كانوا يخشون بعد ان تسيطر المانيا على الطرق البرية ومن ثم الانتقال للسيطرة على الخليج الامر يجعل مصالحهم معرضة للخطر ، لذلك بذلوا قصارى جهودهم لمنع المانيا من ربط بغداد بالخليج عبر السكك الحديدية و في هذا المجال لم يدخروا جهدا من تخريب المؤسسات الالمانية ، الا ان الدولة الالمانية الفتية استمرت في توجهاتها على الرغم من المعارضة البريطانية ورغم كل العراقيل التي وضعتها بريطانيا تمكنت المانيا ان تستمر في تنفيذ مشروعها حتى تسنى لها انجازه بالكامل عام 1910. ولم يكتفوا الالمان بانجاز خطط السكك الحديدية وحسب بل كانوا يسعون جاهدين مده و ايصاله الى الكويت وبقية انحاء الخليج العربي الا ان البريطانيين ومن خلال مساعيهم الحثيثة تمكنوا آخر المطاف منعهم من تحيق هدفهم هذا نهائيا .
وعلى اثر هذه الخلافات ونظرا لحاجة بريطانيا الماسة لهذه الخطوط مستقبلا فقد فتتحوا باب الحوار والتفاهم مع الالمان بحيث ان تكون شريكة للألمان في هذه الخطوط واخير وفي حزيران من عام 1914 ان توقع عقدا مع الالمان ، هذا من جهة و من جهة اخرى ونظرا للتعاون السياسي و العسكري السابق الذي كان قائما بين بريطانيا وروسيا القيصرية ومصالحهما المشتركة في ايران و الامبراطورية العثمانية والخطر الذي مثلته الدولة الالمانية الفتية في المنطقة فقد وقعوا اتفاقا ينص على الامتناع عن مواجهة فيما بينهما وذلك تماشيا مع المباحثات التي بدأت بين الجانبين منذ عام 1905 والتي اسفرت بعد سنتين اي في عام 1907 الى تقسيم مناطق نفوذهما في كل من ايران وافغانستان ومناطق التيبت .
وفي عام 1902 طلب الشيخ خزعل مرة ثانية من بريطانيا ان تمنحه ضمانة تنص على استقلال امارته كتلك الضمانة التي منحت الى امير الكويت عام 1899 ، الا ان بريطانيا رفضت طلبه هذا ، وفي المقابل ونتيجة لمكانة المحمرة السياسية و حكم الشيخ خزعل في المنطقة والاهمية الاقتصادية لاقليم عربستان خاصة بعد اكتشاف البترول و عقد معاهدة عام 1902 مع " ويليام ناكس دارسي " ان تضمن بعض التعهدات التي ابرمتها فيما مضى مع الشيخ خزعل ، مثل معاهدة 1899 – 1900 وذلك تجنبا لاي مواجهة قد تحصل بينها وبين ايران . وفي الحقيقة ان الاطماع الروسية في عربستان اجبرت السفير البريطاني " آرتر هاردينك " على ان تعلن بريطانيا حمايتها الضمنية للشيخ خزعل ، الامر الذي من شأنه ان يدخل الطمأنية الى نفس هذا الرجل ومنعا من تمدد النفوذ الروسي الى امارته ، وفي المقابل طلبت بريطانيا من الشيخ خزعل ان يستمع الى نصائحها ، وذلك تفاديا لأي اشكال قد يحدث بينها و بين الدولة المركزية الايرانية ، و في عام 1911 ابرمت بريطانيا معاهدة مع الشيخ خزعل بموجبها لا يحق لأي شخص ان يحصل على اذن بصيد اللؤؤ في سواحل الخليج العربي المجاورة لاقليم عربستان الا بأذن مسبق من الحكومة البريطانية .
من جهة اخرى تعهدت بريطانيا في 22 نوفمبر من عام 1914 ان تحافظ على الوضع السابق والمتمثل " بالحكم الذاتي" وانها لن تدخر وسعا من اجل الحفاظ عليه . ولعل هذه اكبر وثيقة التي من المفترض ان تحدد العلاقة بين الشيخ خزعل وبريطانيا و لمدة على اقل تقدير .
سياسة الشيخ خزعل ازاء العشائر و القبائل غير العربية في المنطقة :
شهدت العلاقات السياسية بين الشيخ خزعل والزعماء البختياريين منذ توليه السلطة عام 1897 حالات من المد والجزر ، فخلال ثورة الدستور " المشروطة وتحديدا في السنوات الواقعة ما بين اعوام 1905 و 1909 كان البختياريون بحاجة ماسة الى دعم الشيخ خزعل المادي و الى تأييده السياسي ولهذا الغرض توجه ثلاث من كبار زعمائهم في ربيع عام 1908 الى اقليم عربستان للاجتماع بالشيخ خزعل و بعد تبادل وجهات النظر معه عادوا الزعماء الى موطنهم في منطقة البختيارية هذا من جهة ومن جهة اخرى كانت للشيخ خزعل علاقات مميزة مع ملوك القاجار وفي الوقت الذي كان يدعم فيه قادة ثورة الدستور كان يتألم من ضعف " محمد علي شاه " ازاء الثوار لذلك عندما تم احتلال اصفهان من قبل القادة البختياريين لم يرحب الشيخ خزعل بهذا الاحتلال الامر الذي اثار سخط الزعماء البختياريين ، ولكن عندما ايقن خزعل بضعف محمدعلي شاه السياسي امام الثوار عاد وايد بشدة قادة ثورة الدستور .
وبعد ان سقطت طهران بيد الزعيم اسعد البختياري " علي قلي خان " بادر الشيخ خزعل على الفور الى تقديم مساعدة مالية له بلغت 5000 ليرة عثمانية ، ولكن عندما ايد الشيخ خزعل هجوم قبيلة القشقاي على مدينة اصفهان ساءت العلاقات بين الشيخ خزعل وجماعات ثورة الدستور ، وفي عام 1910 تعمقت الخلافات السياسية بينه وبين زعماء البختياريين المقيمين في طهران ، وعلى اثر ذلك هاجم البختياريين في الاعوام الواقعة ما بين 1911 و 1912 مدينتي شوشتر ودزفول ، واحتلوا المدينتين المذكور تين ، ونصبوا حكاما من اجل ادارتها ، الا ان الشيخ خزعل ومن خلال جمع العشائر وجعلها تحت قيادة ابن اخيه " الشيخ خلف " تمكن من تحرير المدنتين في اقل من ستة ساعات وذلك بعد حرب قاسية وعلى اثرها تم وبرعاية القنصل البريطاني " المستر هوارث " في المحمرة عقد معاهدة لوقف اطلاق النار بين الجانبين الا انه لم تمر الا ايام معدوة على هذه الهدنة حتى هاجم البختيارين مرة ثانية اطراف نهر الجراحي ومدينة " رامز " الامر الذي دفع الشيخ خزعل عام 1913 الى ارسال قوات لتحرير هذه المناطق ومدينة رامز من قبضة البختياريين ، وفي معمعان تلك الاحداث غير البختاريين مواقفهم بعد ان علموا ان قوات يقودها ضابط سويدي قد استقرت في الجنوب لذلك فضل البختيارين التفاهم مع الشيخ خزعل و بريطانيا و السعي لاقامة علاقات حسنة معهم ، ولما اعتلى " رضا خان " سدة الحكم عام 1921 تحسنت العلاقات بين الشيخ خزعل وزعماء البختياريين الى درجة كبيرة ، وعندما ساءات العلاقات بين خزعل ورضا شاه اعلن زعماء البختياريين دعمهم و مساندتهم للشيخ خزعل لانهم كانوا يسيئون الظن برضاشاه كونه كان يعارض بشدة اي نوع من الاستقلال الذاتي الداخلي للاقوام الايرانية التي كانت تتمتع به انذاك و تحت اسم "الممالك المحروسة الايرانية " لذلك عندما عقد رضا شاه العزم على التحرك عسكريا باتجاه عربستان تصدت له قوات مسلحة تابعة لزعماء البختياريين بلغ قوامها ما يقارب 400 محارب بختياري محاولين التصدي لتقدم القوات الايرانية باتجاه اقليم عربستان وبالفعل تمكنت هذه القوات من التصدي ببسالة لجيش رضا شاه ملحقة به خسائر فادحة . وعلى اثر هذا الموقف النبيل تعمقت اواصر العلاقة بين الشيخ خزعل والبختياريين اكثر فاكثر ، حتى وصل الامر ان يشترى الشيخ اسلحة من البريطانيين لصالح البختياريين كما انه زوج ابنته الى " امير مجاهد " احد ابرز الزعماء البختايريين . واثناء الهجوم التي تعرضت له عربستان واميرها خزعل من قبل رضا شاه ارسل الزعيم البختياري المعروف " امير مجاهد" 200 مقاتل بختياري لمساعدته للتصدي لهذا الهجوم وقام فيما بعد اثنان من البختيارية وهم "مرتضى قلي خان " قائد حامية دسبول وشوشتر والاخر " الحاج شهاب السلطنة بمساعدة الشيخ خزعل ، الاول قام بتدريب افراد العشائر العربية على استعمال السلاح والثاني ارسل وجهز ما يقارب 3000 مقاتل وهم في حالة الاستعداد وقد استقروا في مدينتي دسبول وشوشتر ، من جهة اخرى كان اثنان من زعماء البختيارية و هما " سردار حشمت " ابن " حسام السلطنة " و سالار اقبال " اعضاء في حلف السعادة الذي تراسه خزعل عام 1924 عبر مساعدة " امير مجاهد " البختياري وعندما علم رضا شاه اثناء هجومه على عربستان بهذه التحركات غير مسير قواته لتفادي اي مواجه مع البختيارين تعيق تقدمه ، وبذل قصارى جهده لشق وحدة قادة البختياريين وذلك لمنعهم من تقديم اي دعم للشيخ خزعل ، من جهة اخرى كانت للشيخ خزعل علاقلات حسنة مع عشائر القشقائيين خاصة و ان الشيخ قدم لهم مساعدات مالية سنة 1910 وذلك عندما احتلو اصفهان عام 1910 لا يمكن للقشقائيين نساينها ابدا . ولكن في الحرب العالمية الاولى لم يقف ومثل ما كان متوقعا ان يقف القشقائيين الى جانب الشيخ خزعل و انخدوا بالدعاية الالمانية المغرضة ، ووقفوا الى جانب المتفقين " المانيا ، النمسا ، المجر و الطليان و العثمالنيين " من جهة اخرى كانت للشيخ خزعل علاقات حسنة مع عشائر " سكوند " الذين يقيمون بالقرب من مدينة الشوش الا ان زعيم هذه القبيلة المدعو " غلام رضا خان " واثناء الحرب العالمية الاولى وقف ضد الشيخ خزعل الا ان الشيخ خزعل بادر على الفور الى ارسال قوات بقيادة ولده عبد الحميد " و ابن اخيه " الشيخ خلف " الى منطقة الشوش الامر الذي ادى الى هزيمة " غلام رضا خان " وطرده من قلعة الشوش كما كانت للشيخ خزعل علاقلات طيبة مع قبائل " بشتكوه " ومن بينهم " حسين قلي خان " الذي عقد عام 1911 معاهدة صداقة ومودة مع الشيخ خزعل وفي عام 1924 عندما تعرضت عربستان الى هجوم رضا شاه الغادر وقف هذا الرجل وافراد قبيلته الى جانب الشيخ خزعل مدافعا عنه بكل امكانيته .
انتهت الحلقة الرابعة - الفصل العاشر من كتاب تاريخ الاهواز- عربستان- منذ عصر الافشار حتى الوقت الراهن ، تأليف موسى سيادة – عرض وترجمة : جابر احمد وتليها الحلقة الخامسة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست