الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات على دفتر 25 يناير

حسين عبد العزيز

2011 / 7 / 12
الادب والفن


إن ما يحدث على الساحة المصرية من تكالب الجميع على السلطة ما هو إلا نذير شؤم؟ لأن الحقيقة والتاريخ يقولان لنا هو أن تكالب جميعاً على خدمة هذا الوطن الذي يعاني ومن ثم تصل الخدمة إلى جميع الناس وهنا فقط نكون قد خدمنا ديننا الحنيف.
لأن الحقيقة الربانية تقول لنا أن الإنسان خلق ليعمر الأرض ومن ثم يكون خليفة الله ولأن الإنسان خلق وبه حاجة ماسة إلى قوة أقوى منه وأعلى منه يحتمى بها خلال رحلته على ظهر الأرض فكانت تلك القوة فى الدين وظهرت جلية وواضحة تماماً فى الإسلام. فالإسلام دين به مقومات الانتشار والتقدم دون الاحتياج إلى أحد لأن به كما نقول بلغة العصر القوة الناعمة القادرة على أن تنشر وتقدم الإسلام إلى الأمام دون الحاجة إلى أحد من البشر لأن الإسلام قادراً على أن ينتشر ويتوغل فى الصدور ويلمس المنطقة الفطرية داخل كل إنسان كما حدث مع سيدنا عمر بن الخطاب والذى أول مجدد فى الإسلام وكان حدث مع كل من أمن بالإسلام وبرسول الإسلام .
ونفهم من هذا أن الجهاد فى 2011 هو جهاد عمل وتقدم وتعلم وتحصيل علوم حتى نحقق غاية الله سبحانه وتعالى من بعثه للرسول عليه الصلاة والسلام من جعل أمته أمه قدوة خلقنا ليقتضى بنا الناس ومن تلك النقطة يجب علينا أن نفهم أن الدين ليس غاية وإنما هو وسيلة للوصول للغاية يستخدمها الإنسان لكى يكون إنساناً فاضلاً إنسان ملتزماً أخلاقيا ودينياً واجتماعيا ودينياً.
لكن الفرق الدينية الموجودة على الساحة الآن جعلت من الدين غاية فى ذاته أى أن الإنسان خلق ليصلى ويصوم ويحج أى خلق ليؤدى الفروض الخمس ولكي تحقق تلك الفروض عملت على توقيف العقل وعندما يتوقف العقل عن العمل ليرتد الى الماضي ليبحث من خلاله عن خلاصه من محنته التى وجد نفسه فيها وتقصيره فى حق نفسه بتوقيف عقله عن العمل والتخيل والإبداع.
بمعنى أن كل الأعمال العظيمة وكبيرة الشأن بدأ تخيلاً حرب أكتوبر كمثال بدأت تخيلاً ولتحقيق هذا التخيل اشتغل العلم بجوار العلم وأمام العلم وخلف العلم وتحت العلم فى ظل رغبه جامحة تحتل الجميع من أجل تحقيق هذا التخيل.
وقد كان رغم محاولات بعض المشايخ إفساد تلك اللحظة العبقرية من تاريخ الإنسان وقوله أن الملائكة كانت تحارب مع جنود مصر بالضبط كما حدث عندما وقعت هزيمة حزيران 67 عندما خرج علينا أحد المشايخ بعدها بقترة طويلة ليقول أنه صلى لله شكراً على أننا انهزمنا لأننا كنا نحارب الكفرة الملحدين.
نفس اللامنطق نفس اللافهم.
نفس ما يحدث مع 25 يناير حيث قالها لي شاب لا يعى من دينه غير اللحية والجلبان بأن اشكر الأخوان والسلفيين على أنهم خلصوا مصر من حسنى مبارك فثورت فى وجهه وقلت كلاماً كثيراً إلى أن أتى شاب آخر فقلت له لو سمحت يا كابتن (مين) اللى عمل ثورة 25 يناير فقال بالحرف الواحد شوية الشباب اللى قعدوا على الفيس فكروا وتخيلوا ثم قعدوا فى التحرير).
فقلت له شكرا وتوجهت إلى الشاب السلفي الذى لا يفهم من دينه غير اللحية والجلباب أن القوانين الأرضية والشرائع السماوية "يهودية – مسيحية - إسلام" أن الجنين ينسب لواضعة ولا ينسب لمن راعاه ورباه أى من وضع النطفة (الفكرة) هو صاحب النتائج (الطفل) ونحن نعلم أن التبني حرام والتحايل حرام والسرقة حرام والنشل حرام فلماذا تحاولون جاهدين على سرقة ونشل 25 يناير تحت ادعاءات قسمت ظهر المسلمين الى سنة وشيعة.
والآن تقسم ظهر المصريين إلى جماعات وأناس تحب البلد فكما حدث فى الفتنه الكبرى من تحرش السياسة بالدين من أجل مكاسب سياسية لن تتحقق إلا عن طريق التحرش بالدين وقد كان ما كان فى الفتنة الكبرى عن تحرش فج بالدين تحرش قسم ظهر المسلمين إلى سنة وشيعة كما أشرنا منذ قليل.
فهل سوف يعيد التاريخ نفسه وتحدث فتنه تقسم ظهر المصرين إلى أناس تتحرش بالدين من أجل إيجاد مكاسب سياسية ومن أجل أن تصل إلى تلك النتيجة خلطة السياسة بالدين وهى لا تعى ما هى السياسة وما هو الدين.
وها هى جميع الجماعات تتحدث باسم الدين وهى تتحرش بالسياسة من أجل أحلام سياسية أعلنتها صراحة وأحدث وأغرب حالات التحرش تلك ما قام بها الدكتور/ بديع فنحن جميعاً صدمنا مما قاله محمد بديع مدير إدارة الإخوان يوم الخميس 9/6/2011 حيث قال (الله سبحانه وتعالى وقف مع الأخوان فى كل محنة فبسبب حرمان الأخوان من كعكة ثورة 1952 غضبوا ومن ثم كانت حملة الاعتقالات التى أمر بها عبد الناصر عام 1954 فكان العدوان الثلاثي وكانت هزيمة 76 بسبب الاعتقالات التى عرضوا لها فمحولة استئصال شأفه الإخوان من جانب عبد الناصر وكانت 25 يناير نتيجة لما قام به حسنى مبارك ورجاله فى حق الأخوان).
مع أن التاريخ والحقيقة والواقع يقولوا أن باغتيال سيدنا عثمان بن عفان تم اغتيال فكرة تولي من ينزل بين سلطتين الدينية والسياسية التى ماتت بموت سيدنا عثمان بن عفان وأن ما حدث بعد هذا الحادث الجلل هي أعمال سياسة تتحرش بالدين من أجل إيجاد قداسة لها.
إن الواقع يقول أن القوى السياسية والقوى الدينية يبدأن من أناس معينة لا يلتقيان إلا فى محطة الوطن والناس أى أن القوى السياسية والقوى الدينية لا يلتقيان إلا فى مصلحة الوطن مصلحة البلاد والعباد.
فإن حدث هذا سوف نكون حقاً خلفاء الله فى أرضه وسوف يتباهى بنا الرسول الأعظم يوم الدين .
أما التكالب على الكراسى والمناصب فسوف نحاسب عليه حساباً عسيراً لأننا كنا كحائط صد فى وجه تقدم الإسلام إلى الأمام وسوف تضيع بلادنا منا و......... و......... فإن ضاعت بلادنا فكل كل شيء سوف يضيع كما ضاعت الأندلس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة