الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عجيب؟!!

سعدون محسن ضمد

2011 / 7 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عجيب أمر القوى السياسية العراقية، فقد درجت على عدم تحقيق أهدافها إلا عبر ممرات ملتوية ومتعرجة الغرض منها إدخال الشعب بمتاهات التضليل!! فمثلاً، أكثر الكتل العراقية تريد التمديد لبقاء القوات الأمريكية في العراق، لكن سياسيو هذه الكتل يرفضون التصريح برغبتهم هذه بشكل واضح، باستثناء كتلة التحالف الكردستاني، والتيار الصدري من كتلة التحالف الوطني.
العراقية لا تريد خروج الأمريكان، لأنها تعرف بأنه سيمنح إيران وحلفائها في العراق هيمنة أكثر، كما أنها لا تثق بالقوات الأمنية، لاعتقادها بأن التوازن فيها يعاني من خلل لصالح قوى التحالف الوطني.. ومع أن هذه المخاوف ملحَّة بالنسبة لها، لكنها ترفض التصريح برغبتها في بقاء الأمريكان!!
لكن، لماذا تفعل ذلك؟
أكثر القوى في التحالف الوطني أيضاً مع بقاء القوات الأمريكية، فدولة القانون مُحْرَجة من الضغط الأمريكي على الحكومة لإجبارها على استخدام مبرر عدم جاهزية القوات من أجل التمديد. كما أن دولة القانون من جهة أخرى لا تجد نفسها، وهي المسؤولة عن الملف الأمني، قادرة على مواجهة الاختراقات الأمنية، خاصَّة تلك المدعومة من قبل الجارة (الحليفة) التي لا يستطيع أحد التنبوء بنواياها ولا الوثوق بوعودها. وبالتالي فإن التفريط بالشريك الأمريكي بمثابة إخلاء الساحة لهذه الجارة ولأهدافها المريبة جداً.
أما بقية قوى التحالف، أقصد المجلس الأعلى وحزب الفضيلة، فهما يخافان من زيادة في هيمنة حزب الدعوة، على مرافق الدولة كالقضاء والأجهزة الأمنية والهيئات المستقلة، في حال خرج الأمريكان.
ومرة أخرى، لماذا إذن أعلنت جميع قوى التحالف الوطني، مجتمعة، عدم رغبتها ببقاء القوات الأمريكية؟
أعتقد أن الجواب بسيط على كلا السؤالين، فهذه القوى لا تستطيع أن تكون صريحة لأنها قوى شعاراتية، وأدعت دائماً بأنها ضد الـ(احتلال) ووقفت طويلاً بجانب أعمال العنف متَّخذة من شعار المقاومة غطاء لتصفية حساباتها مع بعضها البعض.
وفي نهاية المطاف وبعد أن وجدت القوى السياسية نفسها متساوية بالقدرة على اللف والدوران، صار الموقف محرجاً للجميع، الأمر الذي دفع التحالف لمباغتة العراقية بإعلان رفضه التمديد، وهكذا صار على العراقية أن تتَّخذ قرارها الأصعب، أي أن ترفض هي الأخرى التمديد للأمريكان، وتنسجم مع شعاراتها، لكن المشكلة بهذا القرار أنه يحقق النصاب داخل مجلس النواب ويحرمها من ضامنها الأهم؟ إذن ماذا عليها أن تفعل؟ هل تتخلى عن شعاراتها وتطالب ببقائه، أم ترفض التمديد معولة على إحراج التحالف الوطني بإعادة الكرة إلى ملعبه؟
وبالمقابل ماذا على التحالف أن يفعل لو ركبت العراقية رأسها ورفضت هي الأخرى التمديد؟
أعتقد بأن الموقف سيزداد تعقيداً بسبب اللف والدوران، والقوى المتفقة، باطناً، على ضرورة بقاء الأمريكان، ستحتار كيف تتفق على إبقائهم ظاهراً؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
حسن احمد ( 2011 / 7 / 14 - 12:49 )



لاتتعجب فالجميع يشتهي ويستحي لانهم جميعهم دخلاء على الوطن ويحتاجون الحامي والضامن لهم وهو الاميركي وحتى ايران تريد بقاء القوات لانها تحتاج لمن تساوم به في العراق وهو عدو خارجي يسكت شعبها ويجعلها حامي الحمى للاسلام


2 - اختبار صعب
بسمان العراقي ( 2011 / 7 / 14 - 20:58 )
الاستاذ سعدون المحترم لك تحيتي
الكل يعلم ان القوات الامنية العراقية بكل مفاصلها مخترقة وهي عاجزة عن حماية الشعب لابل لاتستطيع حماية مقرات وزاراتها...والارهاب قادر ان يضرب متى يشاء واينما يريد...والجارة المؤمنة حد النخاع بأمكانها ارباك الوضع الامني في الجنوب من خلال مليشياتها... وتصريحات القادة الامنين تقول
ان القوات العراقية غير جاهزة في الوقت الحالي
اما سياسيي المصادفة فهم يعرفون جيدا الحقائق على الارض لكنهم يبحثون عن كبش فداء يأخذ على عاتقة المطالبة بتمديد الاتفاقية الامنية فالموضوع محرج و كما يقول المثل العراقي ( مثل بلاع الموس )... لكنه بحاجة الى قرار حازم ومسؤول امام الشعب ...وهذا ما لايتوفر في ساستنا خصوصا وان العد التنازلي بدأ منذ فترة


3 - لا تتعجب
كاظم الخفاجي ( 2011 / 7 / 15 - 10:41 )
الكل يريد بقائهم ولكنهم يخافون من حساب يوم عسير ,ولولا الامريكان لما كثر عدد القادة الكبار ولا الخبراء الستراتجيين ولا المحليين السياسيين ولا كثر النهابين فكل هؤلاء مرتبط مصيرهم باولاد العم سام والسلام

اخر الافلام

.. حزب الله ينتقم لمقتل 3 من قادته وإسرائيل تحشد ألوية عسكرية ع


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يسحب اهتمام الغرب من حرب غزة




.. الأردن يؤكد أن اعتراضه للمقذوفات الإيرانية دفاعا عن سيادته و


.. رئيس وزراء قطر: محادثات وقف إطلاق نار بغزة تمر بمرحلة حساسة




.. تساؤلات حول أهلية -المنظومة الإسرائيلية الحالية- في اتخاذ قر