الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يجب العفو عن مبارك؟

أشرف عبد القادر

2011 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


أعرف أنه بمجرد ذكري لكلمة "العفو" عن مبارك ستصيب البعض بالهستيريا،ولكن علينا أن نعمل عقولنا قبل غرائزنا،وأفكارنا قبل انفعالاتنا،فرغبة الانتقام والتشفي المنحدرة إلينا من الثقافة البدوية متمكنة منا لدرجة الهوس،وأصحاب الرغبة في الانتقام وتصفية الحسابات مع ثورة 23 يوليو 1952 وجدوا الفرصة التي لم تسنح لهم في الماضي فلا يريدون أن يضيعوها،أذّكر "حزب الانتقام" الذي يطالب بمحاكمة مبارك وإعدامه في ميدان التحرير بموقف الرسول صلى الله عليه وسلم، حينما طارده مشركو مكة ،وأرسلوا من يقتله،وفر هارباً بدينه إلى المدينة،وعاد قوياً منتصراً،فماذا فعل بعد عودته؟ سألهم:ماذا تظنون أني فاعل بكم؟. قالوا:خيراً،أخ كريم وابن أخ كريم. فكان رد المبعوث رحمة للعالمين: اذهبوا فأنتم الطلقاء(أي الأحرار).
ماذا لو أقام لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم المشانق وشنقهم؟فهذا قمة الانتقام والتشفي لأنه عاملهم كما عاملوه ؟،لكن الرسول الكريم أراد أن يعلمنا أن الذي يعفوا ويرحم هو القوي،والذي ينتقم ويقتل هو الضعيف، ولذلك يقولون دائماً الحلم هو"العفو عند المقدرة".ورسالة نبينا الكريم في العفو والصفح هي التي ينصحنا بها الآن حكيم إفريقيا نيلسون مانديلا فاقرأوا رسالته إلى تونس ومصر المنشورة بالعربية على الانترنت.
هل كان مبارك ديكتاتوراً؟
نعم كان ديكتاتورا،كما كان سلفه السادات،وكما كان سلفه عبد الناصر وكما كان الملك فاروق،فهل ورث مبارك الحكم من السادات ومصر تمرح في ربيع الديمقراطية، وجاء مبارك وغير كل ذلك وحوله إلى ديكتاتورية؟ فهل نسينا تهديد السادات الشهير"اللي ها يتكلم ها أفرمه"،وهل كان عبد الناصر ديمقراطياً أم كان ديكتاتوراً هو الآخر؟ففي عهده لا أحزاب ولا حرية رأي، وسجون صلاح نصر تشهد بذلك،ومن يريد المزيد عليه بمشاهدة فيلم "الكرنك"لأديبنا العالمي نجيب محفوظ، وكذلك كانت دول العالم الثالث باستثناء الهند ،و دول المعسكر الاشتراكي جميعاً كانت ديكتاتورية أكثر مائة مرة من عبد الناصر والسادات ومبارك مجتمعين .وإلى سنة 1991 لم يكن يوجد في العالم كله إلا 23 دولة ديمقراطية نسبيا، وباقي الدول ديكتاتورية.فعبد الناصر والسادات ومبارك لم يكونوا شذوذا عن القاعدة العامة بل كانوا تطبيقاً لها.
هل لم تكن لمبارك حسنات تذكر في فترة حكمه؟
لا يرى أنصار "حزب الانتقام"سوى نصف الزجاجة الفارغ،فلم يروا سوى سيئاته،وتعاموا عن رؤية نصف الزجاجة الملآن،فلمبارك حسنات كثيرة تذكر له منها:
1_ قاد مصر بسلام في أخطر مرحلة مر بها الشرق الأوسط،حيث حرب العراق،وتحرير الكويت، وحرب لبنان،ولو كان هناك رئيساً آخر متهور لغامر بأرواح أبناء مصر في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل،تماماً كما فعل عبد الناصر في اليمن.
2_ انتصر على الإرهاب الذي أمسك بتلابيب مصر في فترة التسعينات.
3_ ارتفع بمعدل التنمية لأول مرة في تاريخ مصر الحديثة،حيث تفوقت معدلات النمو الاقتصادي على معدلات النمو السكاني.ووصل إلى 6,5 وهذه معجزة مصرية حقيقية ،باعتراف البنك الدولي.
4_مشاركته في حرب أكتوبر وتحقيق الانتصار على العدو الذي لا يقهر في 1973.
هذه الانجازات غير المسبوقة تتطلب منا العفو على صانعها كما طالب بذلك حكيم إفريقيا نيلسون منديلا في رسالته المذكورة.حيث قال:" إن النظر إلى المستقبل والتعامل معه بواقعية أهم بكثير من الوقوف عند تفاصيل الماضي المرير،أذكر جيدا أني عندما خرجت من السجن كان أكبر تحد واجهني هو أن قطاعا واسعا من السود كانوا يريدون أن يحاكموا كل من كانت له صلة بالنظام السابق، لكنني وقفت دون ذلك وبرهنت الأيام أن هذا كان الخيار الأمثل ولولاه لانجرفت جنوب إفريقيا إما إلى الحرب الأهلية أو إلى الديكتاتورية من جديد. لذلك شكلت “لجنة الحقيقة والمصالحة” التي جلس فيها المعتدي والمعتدى عليه وتصارحا وسامح كل منهما الآخر،إنها سياسة مرة لكنها ناجعة"
ما هي مخاطر محاكمة مبارك وإعدامه؟
هي زيادة احتمالات الحرب الأهلية في مصر،بين أنصار العهد السابق، وهم كثيرون بل هم أكثر من نصف الشعب،إنهم الأغلبية الصامتة،وأنهم الشباب الذين يتظاهرون يوميا مطالبين بالعفو عن مبارك. وحزب الانتقام والتشفي لا يريد فقط محاكمة مبارك بل محاكمة ثورة 23 يوليو العظيمة عبر محاكمة مبارك،ويريدون خاصة محاكمة جيش مصر العظيم والنيل من قائد هذا الجيش الماريشال طنطاوي . إذن علينا أن نوجه صفعة إلى هؤلاء الحاقدين على ثورة مصر وجيش مصر ومصر ذاتها بالعفو عن الرئيس مبارك والمحافظة على النخب التي أنجبتها ثورة 23 يوليو والتي قامت على كاهلها نهضة مصر الحديثة.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اقتضاء حق المجتمع ليصبح عبرة لغيره
جاك عطالله ( 2011 / 7 / 21 - 21:09 )
يا صديقى تصدق بالله ان احنا اللى طالبين مبارك يعفو عنا ويسيبنا فى حالنا موش زى ما انت فاهم العكس؟؟يا استاذى كل اللى طالبينه يرجع لنا فلوسنا اللى حطها فى كرش الملك عبد الله اللى موش ناقص و حالب السعودية هو واخواته و اللى قهرنى ان عبد الله اخذ الفلوس اللى هيه اصلا فلوسنا وبقشش بيها ع السعوديين فى ظل حماية وسعادة صبيانه المجلس العسكرى - النص التانى من فلوسنا راح ع كرش بتاع الامارات واللى برضو موش محتاج بس اخدهم فراغة عين - لو رجع المليارات اللى سرقها اللى عازوه يشيله ده بلوه مسيحة ماحدش عاوزها واظن بعد ما ناخد فلوسنا منه يموت عند حبايبه اللى سرقوا فلوسنا و جوعونا-- دا حق المجتمع يا دكتور اشرف وانا شخصيا ممكن اسامح فى حقى لكن حق المجتمع موش من حقنا نسامح فيه وكفاية فى كل عمايله كان خاين للوطن و منبطح لاسرائيل كفاية حط عقد الغاز كملحق لمعاهدة كامب ديفيد ووزرع اراضى الدولة على عياله واصهاره اما حكاية الضربة الجوية ما اظنش انه طار باى طيارة وضرب اسرائيل اللى عمل الضربة هما ولادنا الطيارين ومبارك ماجابش ذخيرة وطيارات من بيت ابوه ده كان بيؤدى وظيفه بتاكله الشهد موش لوجه الله فلا يمن علينا


2 - العفو عند المقدرة
ياسر محمود مصطفى ( 2012 / 1 / 5 - 21:11 )
استاذى العزيز كاتب المقال السابق ؛تحية طيبة وبعد: العالم كله من زعمائه ورؤسائه وملوكه قد تغير بدرجة عاليه بسبب او بفضل الثورات العربية نعم لقد تغير العالم غربه قبل شرقه لقد تعلم الحكام المتغطرسين ان لا احد فوق القانون ولا احد فوق الثورة انظر لاسرائيل رمز الشر فى العالم كله كيف انهم يحاكمون زعمائهم بتهم التحرش مرة وآخر بتهم الفساد وهؤلاء لهم ايضا افضال على بلادهم فى تطهير بلدهم النازى الصهيونى من الانجاس العرب الفلسطينيين كيف نظفوا اسرائيل من الهمج بتوع حماس وغيرهم وكيف قتلوهم غير عابئين بهم ولكن هذا لايمنع من محاكمتهم اذا افسدوا تتصور حتى هؤلاء النجس الصهاينة يحاكمون زعمائهم غير نادمين على ذلك سيدى العزيز انت لم تجرب بكاء ام على ولدها الشاب او قهر اب على فقده لولده اتقى الله فى نفسك قبل الغير وتذكر هل مبارك يحاكم بالفعل ام انها مسرحية وللحديث بقية

اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة