الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منودراما -الطابور-

عقيدي امحمد

2011 / 7 / 25
الادب والفن


كنت نمشي شفت قائمة معلقة على لوحة الإعلانات الي تبان من عهد عاد وثمود ، كي تشوفها متفرقهاش مع صورة منحوتة فاتت عليها كل عوامل الزمن ، من رياح وأمطار ، شفت قدامي القوافل من عصر ثمود كانت تحوس على بلاصة لها في القائمة ، شفت روحي من كثرة الغاشي والازدحام طفل صغير رقيق مايقدرش حتى يرفع رقبتو القصيرة الى اللوحة الخشبية في اعلى الباب والله لا يوريكم في الرجل الي كان قاعد في القيشي الضيق من كثرة الفوضى انتاع الشعب تعلم السكوت في المواقف الحارجة والنظر الى الجدران ، او مرة على مرة من القلقلة بزاف تسمع كلمات تحشم تسمعها في مجمع محترم هات الورقة الله أينعل .... توقف الموظف المحترم ورفع صبعوا ليمن الى الاعلى وخرج ايديه من القيشي غير شفاتو المرأة والي معها عرفو بلي القائمة معلقة ، وعليها رج عوا بخطوات الى الوراء اوبدوا ايشوفوا في اللوحة ، مندهيشين ، حسيت بالنعاس يداهيمني ، مشيت بلا منخرج كواغطي لكن المشكلة حسيت براسي يوجعني كيف شفت الرجال وقفين كالبروج وهم يتلون علي وعلى الناس كرما طويلا مافهمتش فيه والو ، ولم أعرف معناه الى حد الساعة أيه الناس ، ايه الشعب ، أيه القوم اليوم الناس راهي في العولمة والتكنولوجية ، وانتما اليوم لاخبر مازال راكم تتزحموا على الخبز وعلى القيشيات ، ايها الشعب سمعوني مليح راني نتكلم معكم من كل أعماقي لازم عليكم تتطورو وتخطوكم من سياسة كول أورقد ، ياخي حالة ياخي حالة والله ماتقدرش تعرف منين جاب هذا الكلام من السند ولا من الهند لكن المشكلة كيفاش في عصر كيما هذا تتعامل الناس بالقوائم ، في السكن ، في المأكل ، والملبس ، حتى في حاشكم بالقوائم صبحت كل حاجة كبيرة ولا صغيرة من شؤون الناس الدينية والدنيوية ما يسمى بالقائمة سوى تكون أسمية ولا فعلية لكن الفعلية مايعرفها غير صحاب الحل والربط وصحاب النفود وأصحاب العزم والقرار في كل بيت وقرية وإدارة . الحاجة لمليحة فيا انشوف مليح أو نسمع مليح المدير ، والعمال عندما ايقولوا كلمة من بعيد نسمعها حتى قالوا لي عندي رضال وماهي الالحظات وبات الاسماء تتلى من وراء القيشي عجب في المرة الاولى ذكرو قوائم بأسماء التلاميذ الناجحين في مختلف الامتحانات سيزايم ، شهادة التعليم الاساسي وبكلوريا وقائمة الموجهين الى الحياة العملية ، من الخطرة الاولى خممت أني نلقى اسمي سيادتي الضعيفة ضمن قائمة المردوبلين الموجهين الى مؤسسات إعادة التربية باش على الاقل ينفع فيها الواحد صحتوا ، ويربح فيها بكالوريا لحقاش الحبس اليوم ايدخل ليه غير فلان او فلاتان ، لكن الرجل الي ايطل من القيشي نبح في وجهي كي الكلاب هو هو هو قال لي روح حوس على بقايا اسمك على الحيط او قال لأحد ان يدخلني الى قاعة صغيرة ما فيهش النوافذ تشبه لطواليت حشاكم . عطاني كرسي قديم قال لي هذه هي بلاصتك بقاعة الانتظار خممت بأن هناك قائمة أخرى سوف يعلقونها فيما بعد ، لكن أشكون الي ايكون معيا من اصحابي أوجيراني ، وابناء قريتي ن شويا وقت سلمني واحد الشخص أوراق مكومة وسيئة الطباعة وطلب من فخامتي البحث فيها ونسطر تحت كل اسم نعرفوا بدون زيادة أونقصان كي عرفت أن الرجل ، جدي في طلبه قلت ليه أعطيني النظارات لي مرمية على المكتب سلمهم لي أوزاد وصاني بالدقة وارجاع الامانة لبلاصتها كي نكمل من الخدمة الشاقة ساعة من الوقت مادرت ش سطر تحت أي أسم أوحسيت بالتعب في عيني اليمنى على خاطر العين اليسرى للنظارة كانت مكسرة .سقسيت نفسي عن موضوع الامانة فخطر ببالي بان القاعة بطولها وعرضها مافيهاش اثر يدل على مكان الامانة ، جاني الضحك وقاومته والتزمت الجدية واللياقة اللازمتين قلت في نفسي وقيلا هذه الغرفة غرفة التعذيب ايام الاحتلال الاجنبي. دخلت على الرجل صاحب اللباس المنسجم وعطيتوا النظارة قلت له : شكرا سيدي فطلب مني الاوراق طلبت منه الصبر باش نحضرها لو لكن سيدة محترمة أعفتني من هذه المهمة ، أوقالت لرئيسها بأني مدرتش أي سطر في تلك الاوراق المكومة سألني مستغربا لماذا ، أجبته بعد أن استعدت هدوئي وأتزاني قدام ضوء عينيه ، بأني مانعرفش حتى واحد بدون زيادة أو نقصان غضب الرئيس وأرسلت عيناه سؤلا كيف ذلك بسهولة لا حقاش مانعرفش أي شخص اجبته كنت نحسب أني ساقنعه وستكمل مهمتي بقاعة الانتظار تلك لكن السيدة المحترمة حملت شكارة كبيرة اومشات معيا خارج الغرفة حتى وصلنا الى مكتب صغير بناهية الكولوار المعمر بالغبار وبروائح نتينة كي تشمها تحكمك لقريب قالت لي اجلس أو طلب من هذه المرة باش نشطب على الاسماء المكررة ، حوالي نصف ساعة وأنا اقرأ في الاسم الواحد وأعيد قرأته عند الانتقال الى الاسم الثاني وأتأكد من الشبه والاختلاف حتى حسيت برأسي يوجعني ، وحكمت اصابعي الرجفة لما أصابني فشطبت جميع الاسماء ، وقلت الى السيدة فرحا مسرورا أنهيت المهمة فأعترضني المسؤول صاحب الليقاقة وأستفسرني عن سر ذلك شكيت ليه عن ضعف عقلي وقلة تركيزي مضطربا ، اثناء كلامي ، خلي كلشي كيما راه سأقوم بنفسي بأعداد قائمة بأسماء المشطوبين من الاستفادة ماقدرتش نسقسيه عن نوع الاستفادة قال للسيدة : افتحي الأبواب الداخلية السيدة كي لي طاحت السماء على الارض وأخذت السيد تنفذ كل ماطلب منها من أوامر ، وطلبت مني الصمت والسكوت وان أخذ مكان في القاعة النتنة . سمع صوت محرك سيارة طلق روحو اوقال بصوت مرتفع لقد جاءت سيارة الحماية المدنية . وسمعت صياح أمي وهي تطلب النجدة من المؤمنين من انهيار فظيع لسقف ، فيما طرقت أختي باب جارنا الذي لم يكن في بيته بأصبحت تطرق ابواب جيران الحي طلبا للاغاثة نصحوها بالاتصال بالحماية المدنية .ورقدنا في تلك الليلة خاج البيت والخوف في قلوبنا ونحن قاعدين على الطاولات المدرسية بعمارة مهجورة تذكرت مبادئ الحساب ، دخل السائق الى الرواق واشعل سيجارة ، ليتبين موطئ قدميه قرب مني وسألني ، واش علقو القائم ة ، واش من قائمة تقصد ، تقصد قائمة المشطوبين مافهمش كلامي ، سأل السيدة المحترمة بصيغة مفهومة ـ هل علقو قائمة المستفيدين .....؟ شافت فيه ثم جابت ليه كرسي ووثائق قائلة له ..أبحث عن اسمك هنا .كي شاف الوثيقة الفاسدة الطبع أحرق علبة سجائر بكاملها ، وانهك الكثير من أعصابه لكي يتهجى ماتبقى من أثر أسماء ، وأستظهر بطاقة هويته لتأكد من رسم كتابة لقبه وعندما جاءت المهمة الصعيبة نهض يطلب الاعتزار من الموظف الي ثاني هو طلب الاعتزار عن صعوبة الاستجابة لطلبه اوشر ليه على الرجل الي من وراء الشباك يدخن سيجارة قرب منه وسأل : لم أجد إسمي سيدي مالعمل توقف الرجل عن التدخين وضحك قليلا ثم أجابه ـ خبط رأسك على الحيط ـ حط رأسه ومشى توقف المطر عن النزول برك الماء في الساحة والغيوم في السماء ..وبقيت أنا محبوس الذكرى منفردا مطبقا نصيحة الرجل ..تقلب كي قطعة طبشور على السبورة فكرت كثيرا في وجه الشبه بيني وبين ذلك السائح فلم أجد لنفسي مكان في القاعة حتى سمعت صوت ينادي جاء وقت الخروج خرجت من عقلي وأرميت روحي في بركة من المياه العكرة قلت ـ هكذا باش أنطهر روحي من الذنوب ونغسل عظامي كان راسي يمتص طحالب ، وبقايا زواحف رمت بها الريح أخيرا في تل ك البقعة ، جاني الهم والدمار وترميت في بركة ثانية شربت فيها أضراسي الي أكلتها السوسة دخلت لكرشي ذبابة موسخة الاجنحة وعندما هي في طريقها الى الامعاء الباطنية أستوقفتها دورية للحرس الحدودي بالقصبات الهوائية سألوها عن إنتمائها العشائري وعلى من تنتخب في الانتخابات القادمة على هذا الناس ولا على هذوك ...يسبحان الله زبابة أومطلقوهاش ، لكن الذبابة التومت بواجب التحفظ وقالت الانتخابات واجب وطني وسري لا يعلمه الا الناخب والصندوق ، وإحترما لوظيفتها السامية في الدولة ومراعاة لحالتها الصحية السيئة بعد مشاركتها في حفظ السلم بآسيا الصغر على إثر تعرضها للطاقة الكبرى . فاضت على بركة ثالثة بأعقاب سجائر ، وصمامات بالوعات المياه القذرة فيضانات ، وعليها مشيت نحضر لانتخابات مسبقة . وصلت لي فكرة مع الاخر على أن السائح كان معلمي ، وقررت فورا إلغاء تنظيم الانتخابات احتجاجا شخصيا من سيادتي على ضياع الحقوق المادية للمعلمين ومحترفي القلم ، ونادت بعدها ، ذبابة سليمة القوى كانت تنتظر عودة صديقتها من عيادة الجراحة طلبت مني السماح عن ضيق الوقت وقتها الامر الذي أثار حنقي فانكببت على بالوعة مياه امتصصت من رحيقها ماشاء الله من القاذورات الى أ ن تقيأت ، والقت معدتي بجثة الذبابة فهرعت صديقتها باكية على عدم نجاح العملية الجراحية المميتة فكرت فيما لوكان الشباك مفتوحا لا قترحت على موظفة وعلى رئيس المستخدمين اعداد ضحايا الفيضانات في إطار اعداد قائمة ضحايا رداءة الطقس التي من عادة الادارة المحلية ضبطها وتعليقها على الجدران ، حتى يستطيع الناس والكائنات الحية الاخرى من التعرف على ذويهم الهالكين بسبب أو أخر ولابد من هلاك أي شخص لايجد أسمه ضمن سكان القائمة السحرية ، اخذني فكري الى حال المعلم المسكين لي ملاقاش اسمه منذ فجر الاستقلال الوطني في أية لائحة سحرية كانت أم سرية وتيقنت من هلاكه المادي الوقت الي عرفت انه مسكين بلا ملجأ ... وتصورت شدة الضيق والغبن اللذين يكابدهما المسكين منذ تلك الليلة الماطرة الراعدة الحبلى بقوائم إضافية للضحايا . بعد ذلك حبست عند فكرة بدت لي بارعة قلت ماذا لو ترشح معلمي لأول انتخابات بلدية في تاريخ البلد اه لوفاق الى هذا المشروع الاكثر ربحا من التجارة ذاتها ، سمعت حينها طنين ذبابة رفضت فكرة اللجوء الى بركة مجاورة فطردتها دون جهد وانتبهت الى مكانها فإذا هي فكرة وليدة وقيلا معلمي ماكانش عندو الانتباه الكافي الى مجريات الواقع كي يظفر ب صفقة انتخابية ..او ستبعدت شكي هذا الصنف من الغفلة القاتلة التي تعاب على مرب مهمته شحذ الاذهان وتحفيزها باستمرار لخوض معترك الحياة والاستعداد لمعارك المستقبل وطوارئه، جفت برك الماء وراحت الافكار ومابقى من الذبابات سوى طنينها عمت في حوض ىخر لم يكن الذباب قد تسلل الى محتوياته طفت فوق سطحه بداية فنفحتني روائح عطرة اشعلت خواطري انقادا فرحت أغوص تحت طيفه الماء كأنما كنت في حلم ، وتساقطت قطرات مطر مفاجئة فغدا الحوض ملجأ سحريا ، تلفحت فيه بدفء وشعور بالمغامرة لذيذة كان صوته جهوريا يخاطبني ـ بلاصتك انت هل أنجزت واجبك ـ قعد في مكاني تحت الماء ونهضت مرتبكا إثر دوي رعد قوي لمست أطرافي فإذا كمشة من الجراد وكائنات البر تملأ يدي وأحسست بالفوز رجعت بدون وعي الىسطح الحوض وحاولت الخروج منه كي شفت ثيابي معلقة مثل قائمة على غصن شجرة هرمة جاء امامي رجل الشباك ، واعطاني ملابس داخلية قبل أن يقول السلام وعلمني كيف أعمل حتى أتحصل على دوري في الطابور أمام الشباك مولحا على أهمية لزوم دوري في الطابور ذلك الصباح والانصات الجيد للأسماء الواردة في قائمة اليوم الاخير موضحا لي أنها فرصة العمر والله ماقدرتش نعرف الى شكرتو على النصيحة لي اعطا ني ولا لا ، لكن درت المستحيل ولبست السروال والقميص من قبل دخول الناس الى الساحة تمنيت باش ايكون اسمي هو الاول في القائمة ماهي الاسوعات حتى زحفت الحيات وحوم الذباب والطائرات من مختلف الاحجام ، اخرج حمار الزرد ودنيه من فتحة الشباك وأصبح ينادي واحد من دار كأنهم صمم ، واصبح يعيط واحد ماجواب وقع الاختيار على قائمة الكائنات الاخرى ، شفت نملة تطير بجناحين وتهتف بسرعة ـ أنا هنا أنا قادمة ـ اصبر شوية يارجل وكأنها كانت تزيدان تستلم شئ ماعند اقترابها من الشباك دارت على رؤوس الحلق ودخلت من الفتحة معلنة حضورها بطريقة ذكية حتى اهتزت السيدة في مكتبها لبس الرجل نظارته وراح ينظر في المخلوق العجيب وكأنه عمرو ماشف نملة تمشي ولا تطير قال لاحول ولا قوة الابالله العلي العظيم ، وأشعل سيجارة وناب عنه في الشباك موظف حالتو لاحالة تقول زرطى لعزرين من القبر وصبح ينادي على بني آدم بصوت واحد اديو النعاس وبصوت ضجر حسبت برأسي حبس ، وعرفت بلي أسمي مايتذكرش بدأ يعمل التسخين لأحبلوا الصوتية غنى غنية قديمة ـ من غرداية الى الاغواط لغنم تتمشى والرعي مسكين ايسايس في النعجة يايايا ـ صوته كما حمار الغاشي قاع هربو من القاعة قائلا أنه سوف يلغي كل الت ظاهرات الخاصة بإحياء الموتى مفضلا إعداد برنامج لاحياء ليالي رمضان لاول مرة في تاريخه الشخصي منذ اعتناقه الاسلام الافغاني خاطبا لي وقائلا باللغة العربية الفصحى لا ينبغي للادارة أن تتماطل وتجمد القوانين وهذا فضلا عن امتعاضه من رائحة الحروب جميعا بما في ذلك تلك التي أخرجت المسلمين من قارة آسيا وان الالزمن القادم سيحط راحلته بأفريقيا ، وستدين كل الرقاب بديانة التوحيد عندما يبلغ المعلمون سن التقاعد ، في يوم واحد عبر مناطق الكرة الارضية ، ولايتحقق هذا الحلم مالم تتكاثف جهود المنظمات غير الحكومية وجمعيات الرفق بالحيوان وأعضاء المجتمع المدني الدولي .
سقسيتو عن لغز النملة ، ضرب على كتفي وأوصاني بالصبر والالتزام المكان المناسب ، والححت في طلب جواب على مصير معلمي وقد نشره في اوصال البلدة الممزقة ، فغضب وتحرك من مكانه قائلا : لأجل ذلك شكلت النملة نقابة مهنية وسترى نتائج دبيبها وطيرانها المدني في الميدان العسكري ، قاطعته لم أفهم هل لك أن توضح المسألة ..؟ خرجتو من عقلي وطرق باب العقل ليستريح على أريكة أعتدل في جلسته كانه كان على موعد مع التلفزيون ، وخاطب الجمهور أيها البالغون لسن الخدمة الوطنية أنصرفوا الان وعودا مساء الى ساحة الفيلة ، حيث ستتلوا النملة الطائرة على مسامعكم أسماء المعنيين بالامر ، لحظتها فوجئ الجمهور بأن السعيد المهبول استعاد عقله ، سكت الموظف وجاء الرجال وليس بين أصابعه سيجارة ، رحب بالحضور وطلب منهم حسن الانتباه لتلاوة قائمة غير المعنيين بالأمر . لحظتها تحرك الوقت في عقلي وشرعت أسعل لأطرد ما تبقى من ذباب داخل قلبي ، فجأة وقف امامي ملك سمين ، حسن الصورة ، مسك بمنكبي وأمرني بمغادرة الطابور هامسا في أذني " أنا سليمان" حوقلت قليلا وأستأذنت الوقت للانصراف في مهمة مع ذلك الطيف المهبول الذي حام حولنا جلسنا على العرش ، ورأيت الملك منهمكا باله بقائمة ما . بحثت داخل قلبي على بقايا الناس العابرين ، شفت رجل يبيع الحشاوش ، قزبور ، كرافس ، الحنتيت ، والشيح ، والعرعار ، يبكي المسكين بقوة على حبيبته التي تركته ، المسكين يشكي للناس همو، نسى المسكين البيت الشعري الي أيقول ، لاتحكي للناس همومك إن الناس أن لم يذيدوك فلن ينفعوك ، شفني المسكين قلت ليه لماذا لاتبيع سلعتك وتترك عنك التفاهات ، زعف ، وسبني وشتمني ، وهرب وترك السلعة وقال لي رهي ليكم يالعرب .سقساني تعرف عيسى ،وبدا يبكي المسكين ناداه أحد المارين وين رايح يا تاجر حب يبتك راهي بجوار سلعتك الاتقابلها . سقط على الارض وصرخ " اه يالدنيا المعوجة " هربت على السلعة وفتحت أذني وسئلته واش ايسموك قال مايسمونيش ، اسمي ماكنوش في القائمة كيف ايسموك في الحي قلت ليك مايسمونيش ، ناسك كيف ايلقبوك لا أهل ،ولا ولد ولا بنت ، كيف ايعرفوك الناس ..؟ لا أعرف أحد ، مالعمل معك إذن شوية وقت اتجمع الخلق امام الشباك وتعلقت القائمة على الباب الخشبي ، في إلاطار ، تندرج أسماء الناس وأحلامهم وشكاواهم وكل متاعب الدنيا . لكن المشكل أن المعلمين يخلطون بين الصف ، والطابور ، وهذا ماجعل بعضهم لايحس بقواعد اللعبة والعاقبة هي التشرد وضياع حقوق ، وضياع نفسي وجسدي احد الليلة كره المعلم فيها روحه ورخست عليه نفسه فاذهب الى الوادي ولم يصدق أنه اصبح عضوا في جمعية أشرار ، شرفاء أحتس معهم الخمر والكلام الردئ وسب سوء الحظ وشتم البيروقراطية ولم يستثن أحد في حملته الليلية المعسورة اللهم الا الشهداء وذويهم وفخامة رئيس الجمهورية لوداعته وفصاحة لسانه وإن لم يف في الواقع بكل الوعود التي قطعها على نفسه أثناء الحملة الانتخابية وأعلى المعلم تحت تأثير الليل أنه سينضم الى لجنة تحضير الانتخابات الرئاسية المقبلة وأنه سينفذ وعود الرئ يس القادم وهذا بإنجاز عدد لا يحصى من السكنات وتوفيرها لكل الموطنين والمواطنات بمن فيهم اعضاء جمعيات الاشرار والنوادي الليلية ، والمشطوبين من القوائم في الصباح نزل المعلم المخلص الى حي البلدة ليحصي مساكنها القديمة وقبورها ، وجذوع أشجارها المقطوعة ، وأعمدة النور المحطمة وكذلك إطارات العجلات المطاطية وملاجئ إطارات الامة وموظفي الدولة ، وبالجملة أعد قائمة للمحتاجين لسكن وسلمها لي قبل المغرب وطلب مني أن أسلمها لسليمان بقصد دفنها قرب شجرة الخلد التي لا تبلى بحيث تصبح هذه القائمة المقدمة في عداد الغيب الذي لا يعلمه الا الرسل وأولو العزم ، صرح المعلم بأنه واثق من كتمان سليمان كل أمر له صلة بالملك والملكوت ، وأنه مخلوق لا يجب أن تشيع الفاحشة في المؤمنين ، بعد مدة حاول مواطن تمزيق القائمة ، أحتج المصطفين في الطابور واحضروا فرقة الدرك الوطني ، قامت بتمزيق المعتصمين أمام مبنى الادارة البلدية وإقامة حواجز في مداخل الاحياء والشوارع التي شملها إحصاء المعلم اثر ليلة بيضاء في جانب الوادي العتيق ، ثم تسريح المستخدمين بينما احيل مسؤول الشباك والسيدة السمينة على ذمة التحقيق القضائي أعلى ن حاكم البلدة الحداد لمدة أربعين يوما نكس ليقرر الحاكم في خطاب بثه التلفزيون الاجنبي إلغاء مظاهر الحياة العامة واقصاء الجمهور من الطوابير وعلق المكاتب الادارية وساحات اللعب التي كان يستخدمها الشباب بديلا عن ملاعب الرياضة لم تنجز منذ الاستقلال البلدة الشريفة من أختصاص نواة الشعب في مجلس الامة ، ومما قاله الحاكم في كلمته التاريخية التي كتبت بماء من ذهب وعلقت على أستار الكعبة بأعتبارها قائمة القوائم إن بلدنا جميل يحتاج منا الى التزام مزيد الهدوء ونصح المنكوبين بالصبر والهدوء الى أن خرجت السيدة المحترمة تسرح شعرها قرب بركة ماء ناشفة فاستدار الجمهور ناحيتها وأهملوا واجب الانتظار ساعة من الوقت عندما أطمأنت الى انسجام هندامها استدارت ، وهمت بالعودة الى وظيفتها لكن عينها سبقتها الى الاندهاش لم تصدق السيرك فخرت مغشيا عليها هرع أحد الموظفين بأمرض مسؤول فتحة الشباك الى محاولة اسعافها وماهي الا دقائق حت نزل رجال مدربون من شاحنة تابعة للحياة المدنية فانتشلوها في طرقات البلدة الى غاية بلوغ المستشفى حيث كان الاطباء يعدون قائمة جرحى حوادث المرور وصنفت حالة السيدة على أنها حادث مهني ، ودخلت في قائمة المسعفين لذلك اليوم المشئوم بعد اسابيع عاد المسؤول الى الشباك فغلق ه هذه المرة كي يستريح من رؤية الوجوه القذرة والتزمت السيدة حمية طيبة للتخفيف من وزنها ، وبحكم العادة اليومية اصطف الجمهور أمام شباكه سرعان ما فوجئ بتغير في الواجهة رفعوا أعيونهم اعلى الباب فإذا اللوحة الاشهارية خرج المسؤول سائل من هولاء وماقصة عرضهم على الملأ بعد كل الذي حصل بعد دقيقة فتح الشباك فتقزز من فضول العيون المشرئبة وأمر موظفا جديدا ينزع الصور من الحائط ، تشتت الجمع الغفير دون أن يدري شيئا مما كان وظل طيلة النهار وبات الليل كله ييبحث عن تفسيرات لتلك الالغاز المحيرة .

******عن رواية الكتاب عبد الحميد مغيش الحياة في إسطبل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي