الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روح الزمن-2-

لقمان محمد

2011 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ثورة الشباب والانتفاضة السورية بكسرها حاجز الخوف، فتحت الباب على مرحلة جديدة وغيّرت معطيات وشروط كل شيئ، لهذا تم اعتبار 15 آذار منعطف تاريخي جديد في سورية. إن ما أحدثته هذه الثورة من تغييرات، تفرض على جميع قوى المعارضة بكل أطيافها اعادة بناء ذاتها من جديد وترتيب أولوياتها السياسية حسب معطيات المرحلة الجديدة، لأن السياسة هي فن اتخاذ الموقف المناسب حسب تغير الشروط ومتغيرات المرحلة. وبغير ذلك لايمكن للقوى المعارضة في سورية وبكل أطيافها الفكرية والقومية ناهيك على أن تلعب دورها المساند لثورة الشباب، بل أنها ستكون حجرة عثرة في طريق الثورة، وحتى تخدم النظام البعثي السوري موضوعياً. لذلك يجب على المعارضة بشقيها العربية والكردية قراءة الواقع من جديد واستيعابه وفهمه وتفهمه، وبالتالي بناء عقلية وذهنية تكون قادرة على تحمل مهمات المرحلة الجديدة، والتي بدورها ستنعكس على اسلوب ولغة التحاور بين جميع أطراف المعارضة، وتجعلها تتحلى بروح الزمن والحضارة الديمقراطية و التي ستخلق منها بنية قوية قادرة على الوقوف في وجه أعتى الأنظمة الشبيحية والقمعية.
بدون التغيير حسب معطيات المرحلة، لايمكن للمعارضة تطوير أساليب النضال والوقوف في وجه الاستبداد وقمع الأمن للانتفاضة الشعبية السورية. وبدون تغيير العقلية التفكيرية القديمة لايمكن لهذه التنظيمات أن تواكب العصر وأن تستجيب لصوت الشعب والشارع المنتفض.
أو بمعناً آخر هل يمكن أن تدعي التنظيمات والشخصيات أنها تنظيمات وشخصيات معارضة، أو أن تتخذ من نفسها موقعاً للمعارضة، من دون أن تكون ذات عقلية وذهنية منفتحة على الآخر فكرياً وقومياً ودينياً ومذهبياً؟!!!
هل يمكن للتنظيمات والشخصيات المعارضة أن تنادي بإسقاط نظام الحزب الواحد، وترفع شعار بناء دولة مدنية تعددية ديمقراطية، وهي لاتعترف بالآخر فكرياً وقومياً، ولاتمتلك روح الديمقراطية؟!!!
هل يمكن للقوى التي لاتتعاطى بشكل موضوعي مع المستجدات على الساحة السورية والواقع الاجتماعي السوري، أن تشكل البديل للنظام الديكتاتوري؟!!!
هل يمكن للشعب أن يعقد الأمال على هذه القوى والشخصيات المعارضة لبناء مستقبل حر؟!!!
هل يمكن لهذه القوى أن تصبح قوى حضارية بدون أن تستوعب روح الزمن وتفهم روح الديمقراطية؟!!!
من خلال هذه الأسئلة إذا نظرنا إلى مواقف القوى والشخصيات التي تدعي المعارضة في فترة الإنتفاضة الشعبية، نراها تراوح في مكانها وتتخبط وتعقد المؤتمرات ولكن بدون نتيجة ملموسة، والسبب الرئيسي يكمن في عدم تغييرها الذهني وعقمها الفكري.
فالقوى العربية المعارضة والشخصيات ذات التوجه الاسلامي من خلال المؤتمرات التي عقدتها في الخارج انطاليا وبروكسل وأخيراً استنبول، قاموا بتهميش وانكار النسيج السوري وفي مقدمتهم الشعب الكردي. فما الفرق إذاً ما بين الفكر البعثي الشوفيني الاقصائي للكردي والفكر الاسلامي الاخواني؟ أو حتى لنقل مدى موضوعية قراءة هذا التيار للواقع الاجتماعي السوري و رؤيته لحقائق هويات مكونات المجتمع السوري. وهذا إن دلّ على شيئ، فهو يدل على عقلية وذهنية هذا التيار الاقصائي للآخر، وعدم تغيير فكره وبما تتطلبه المرحلة. وهذا مايولد في الأذهان السؤال التالي: هل يمكن لهذا التيار أن يمثل المستقبل في سورية، أو هل يمكن لهذا التيار أن يجعل المجتمع السوري يواكب الحضارة والتمدن، أم سيعيده إلى القرون الوسطى؟!!!
أما القوى والتنظيمات والشخصيات العربية القوموية واليسارية فلا تختلف عن نظرة البعث الشوفينية، حيث يعتبرون عروبة سورية شرط أساسي ولايمكن مناقشته. هذا التفكير العقيم وشعاراته الرنانة والخيالية ليست إلا انعكاس لعقلية عدم الاعتراف بالآخر.
بالنظر إلى التيارات المختلفة للمعارضة في سورية، نرى أنها بعيدة عن روح الزمن روح الديمقراطية، وبعيدة أيضاً عن لغة العصر، لغة الفهم والتفاهم والاستيعاب والتوافق والحل.
هذا ماينعكس أيضاً على واقع الأحزاب والتنظيمات والشخصيات الكردية أيضاً. أي أن النظام البعثي من خلال نصف قرن من حكمه القمعي أثر على المعارضة العربية والكردية بحيث جعل من الصعب خلق معارضة قوية وعدم تحولها إلى قوة اجتماعية. وهذا التأثير يتضح بشكل جلي من خلال أفكار هذه المعارضة التي لم تتعلم لغة الاختلاف والنضال في آن واحد، ألا وهو الحوار مع الآخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية