الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
جمعة أوسلو الحزينة
علي شايع
2011 / 7 / 27الارهاب, الحرب والسلام
في جمعة حزينة استهدف متطرف أهوج قلب العاصمة النرويجية بتفجيره مفخّخة أعقبها بمجزرة مروعة استخدم فيها سلاحاً نارياً على تجمع شبابي أعزل. 93 ضحية ستبقى ذكراهم ماثلة كحدث مأساوي يشملنا بفداحته مادام فينا إحساس بالآخر وتمثّل لحظة حزنه.
عراقياً.. جمعة أوسلو لا تعدّ في حسابات أيامنا الموجعة، لكنها مفجعة وموحشة ويرعبنا فيها أن يلاقي الأبرياء ما لقينا. والنروج ليست بعيدة!، فحتى وقت قريب كان مدرّب منتخبنا الوطني النرويجي (دريللو) يسعى بكل قواه ليكون فريقنا متصدّراً. عاد بعدها إلى بلاده ليصبح مدربا لمنتخبها.. صلة لعلّها لا تكون قوية، لكن في دلالتها تواصل إنساني يربط هذا الرجل بين أن يحقق للعراق مجداً كروياً، وبين أن يرتقي الآن بفريقه الوطني إلى الأفضل.
تذكّرت هذا الرجل باهتمام رياضي قليل وبمحبة إنسانية أكبر ميّزته عن القاتل المتطرّف المتوحش (برييفيك) وهو يعلن تضاده مع التعدّد الثقافي والتواصل الإنساني، فشتان ما بينه وسعاة الغاية النبيلة.
أيضاً تحضر النروج في ذاكرتنا مع اسم الباحث وعالم الآثار النرويجي تور هيردال الذي عاش في أهوار الجنوب لأيام طويلة بنى خلالها سفينة القصب الشهيرة (دجلة)، ليكتب حكايته عن أناس أنصفهم كما لم ينصفهم قبله أحد، في كتاب يحمل ما يعجز عن فهمه سفاح أوسلو، لأن هيردال كان ينشد الصفاء الحقيقي لدى سكان راهن على حضارتهم وتواصل معهم خارج الدين واللون والعرق.
في عمق أهوارنا سيتذكّر أهل الهور ذلك النرويجي النبيل متعلقاً بروح الحضارة الممتدّ في أرواحهم، وهم يعيشون الحياة من منهلها الأصلي. كانوا يسمونهم "المعدان"! وكان يصحّح للقائلين؛ بل هم "المهدان" أي أهل المهد والباقين في كنف الطمأنينة. وسيواسي أصحاب هيردال أهل النروج لأنهم عانوا قبلهم مواجع الإرهاب وكانت أحراشهم ملاذاً للفرار من فتك الطغاة والقتلة.
عراقياً.. يتوجه الملايين بآمالهم إلى عالم آمن متحاب، يجول فيه تلاميذ (هيردال) من أهل المعرفة والاكتشاف بوثوق المطمئن في ترحاله، عالم لا يدركه المتطرّف في أي زمان أو مكان، مهما ادعى صلة بالأخلاق أو الدين، فمن أين لشرير أوسلو أن يفهم معنى كلمة السيد المسيح العظيمة وهو يقول: "إن أحببتم الذين يحبونكم فأي الأفضال لكم؟!" .. "أحبوا أعداءكم" لأنها محبة الإرادة الحقيقية، محبة القوة التي تغيّر كلّ شيء، وتنتصّر..انتصار الدم على السيف وعلى المُفخخات.
ليست هذه الكلمات وعظاً ولكنها تذكرة، فالمحبة هي السلاح الوحيد الباقي بعد فناء كلّ شيء، وهي النجاة، وفيها المُعتصم، وهي الدرس الأول بعد كل مأساة، ولعلّ من ينظر إلى تعاضد الناس في النروج سيدرك بعمق خيبة مسعى الإرهابي، لأنه أيقظهم إلى أن يميلوا على بعضهم بمحبّة.
--------------
كم أتمنى أن تكون كتابتي أعلاه منشورة في موقع الحوار المتمدن الأغر ومترجمةً الى اللغة النرويجية..طلبت من أحد الأصدقاء هذا وبانتظار فرصة للتواصل الإنساني في نبذ العنف والإرهاب والدعوة الى السلام العالمي ..ولعلّها تكون تعزية له ولأهلنا في النروج من أصدقاء ومعارف وشركاء في الأوطان عن مصابهم وما راع قلوبهم..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الأدميرال ميغويز: قدراتنا الدفاعية تسمح بالتصدي للأسلحة التي
.. صدامات بين الشرطة وإسرائيليين عند معبر كرم أبو سالم
.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية ليلية تستهدف مناطق في مدينة ر
.. احتجاجات حرب غزة تقاطع حفل تبرعات للرئيس بايدن
.. ضربات إسرائيلية على مدينة حلب تسفر عن مقتل 38 شخصا من بينهم