الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دمعتي البِكر / قصة قصيرة

احمد مكطوف الوادي

2011 / 7 / 31
الادب والفن


هذا أول يوم أرى فيه المدينة منذ ولادتي ، كنت اسمع عنها كثيرا ، كنت أراها وفق تصميم مخيلتي ، لكني اليوم أمامها وكما خططتها أصابع المعماري ويلسون .
أول تلك الأشياء التي لفتت نظري هو هذا الشارع الذي أسير فيه ، انه ضيق ومليء بالحفر ، النفايات تطوق نهاياته السوداء ، كما الشيب الذي يطوق شعر جدتي المصبوغ ، جدتي التي تتحدث دائما عن شيبها المتمرد والذي ينمو سريعا فيفسد عليها تأنقها ، لقد رأيته ذلك الصباح حين رقصت جدتي فرحا بإبصاري النور لأول مرة منذ ثلاثين سنة .
على الأرصفة تتناثر أشجار ميتة ، عطشى ، أحزنني منظرها جدا فذرفت دمعتي البكر على أغصانها ، وأغمضت عيني ، فلم استطع أن انظر إليها طويلا وهي تتلوى من الألم ، تذكرت كلمات أمي التي ترددها دائما كلما انفردت بي " انه ذنبي يا ولدي فلقد حرمتك من الماء ففقدت بصرك" ، كان أبي دائما ما يذكرها بذلك وخاصة عندما "يتعاركان" ، وكان صراعهما من أكثر الأشياء التي امقتها في حياتي لأني دائما ما أكون محورا للصراع ، كان أبي لواما دائما رغم معرفته بأن ما تعترف به أمي من تقصير ليس حقيقيا بل نابع من محبتها وشعورها الغريزي بتحمل المسؤولية .
ذكرتني الأشجار العطشى بذلك ، حاولت أن أتقمص شخصية أبي واحمل " أمي " مسؤولية جفاف الأشجار ، لكني لم أجد من يقوم بدورها !
لقد وجدت الجميع يجيدون نفس الدور الذي اخترته أنا ، دور أبي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن