الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقلية المسيطرة في سوريا واليمن

ساره عبدالرب

2011 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية



بعد هذا التعثر الذي أصاب الثورة اليمنية والسورية والليبية ، نجد أنفسنا أمام الأسئلة التي لا تملك الا اجابة صافعة ،
أساس المشكلة الليبية الجيش الأشبه بالمرتزقة متعددي الجنسيات ، لكن المشكلة اليمنية والسورية ،سواء أجلّنا المواجهة
أم لا ، لها اسم واحد هو: حكم الأقلية المسيطرة .

الطائفة العلوية والزيدية ، ودون مواربة الشيعية ، تحولت من أقلية مبدعة إلى مسيطرة !
**ذكر المؤرخ البريطاني توينبي TOYNBEE) في دراسته للتاريخ (STUDY OF HISTORY) إن الحضارات
تنطلق بزحف الأكثرية على وقع خطى الأقلية المبدعة، تمشي على أنغام المزمار، وتنهار الحضارة عندما تتحول الأقلية
المبدعة إلى أقلية مسيطرة تسوق الناس بالسياط والذل والرعب والعذاب**.

يمثل العلويون في سوريا 11.5% ، والزيود في اليمن 20% .
ورد في وكبيديا في تعريف الزيدية (وتمكنوا من تأسيس دولة لهم في اليمن إلى ان اقصيت الزيدية عن الحكم في اليمن
بحلول الجمهورية في سنة 1962.)
هذه المعلومة مغلوطة كليا ً ، فثورة سبتمبر 62، سُـلمت إلى الزيود ، وهكذا خرج اليمن الشمالي من المملكة الامامية
الزيدية ، إلى جمهورية زيدية ، وتحول اسم الامام الى رئيس ، وظلّت سيطرة العائلة الزيدية الأحمر ، الانقلاب
السبتمبري كان مجرد بورتريه لثورة لم تكتمل .

في سوريا يتكرر الوضع بكربونية ، فقد أسس انقلاب 1966لسيطرة علوية على مفاصل الدولة فأقصى
الضباط العلويون القيادات السنية من المراكز الحساسة في الجيش والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية .

واذا اشتركت العلوية والزيدية في التمييز العنصري بكافة أشكاله ، ومنها الوظيفي حيث الأولوية لأبناء طائفتهم ،
فان مقصلة الفترة الزمنية تغلق شفرتهاعلى اليمن ، فقد حكم الزيود اليمن منذ ألف وميئتين وأربعة
وأربعين عاما ً رغم الأغلبية الشافعية 70% ، وحكم العلويون سوريا أربعة عقود .

قرأتُ في مكان ما( إن المفاصل التاريخية للحضارات تصنعها الأقلية المبدعة التي تعشق المحاولات وتهيم
في ايجاد الحلول )
أعتقد أيضاً أنها تهيم في ايجاد حلول لمشاكل هي السبب الرئيسي في استفحالها !


أنا هنا.. لا أحاكمهم بصفتي شافعية أو منتمية الى أغلبية ، لكني أجرب وقوفاً مباشراً أمام المرآة ، دون ارتداء قناع
الوحدة الوطنية والرضوخ للمسكوت عنه .

إنهم أقلية ، أقلية تخشى على نفسها الانزلاق خارج مركز القرار، ربّما لم تحقق ما يذكر لبلدها بوصفهم أقلية
كانت مبدعة ً،كالزيدية في اليمن . لتتحول الى مسيطرة عنصرية .

بالعودة الى الثورة اليمنية التي نبتت الطحالب في مياهها الراكدة ، لا أحد يجرؤ على القول إن التدخل الزيدي
أخرج الثورة عن مسارها ، ويدق المثقفون وترهم على الثورة المصرية والتونسية ، غاضين الطرف عن
حساسية الوضع اليمني .
أين واجبهم تجاه الأقلية القلقة على مستقبلها ؟ قلقها الذي يدفع ثمنه الأبرياء يوميا ً على امتداد الوطن .

متى تصورنا_ دون ضحك أو خوف _رئيساً يمنيا ً من عدن، اب ، تعز ، شبوة ، حضرموت ،
جنوبيا ً ، أو من المناطق الوسطى ببساطة متناهية .
ستكون الأقلية الزيدية آمنة على نفسها ،تتعايش على أساس المواطنة لا الطائفية .

**المقطع من مدونة د.خالص جلبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا