الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمضان كريم

حسن الشرع

2011 / 8 / 2
المجتمع المدني



لم أكن انوي أن اكتب مقالا أهنئ القاري الكريم فيه بحلول شهر رمضان فقد قمت بحملة استنزفت رصيدي المسبق الدفع لشركة الاتصال الهاتفي النقال التي تكثر من إغوائها لي وللمشتركين المساكين أمثالي بان رصيدا إضافيا سيضاف أو آلاف الدولارات ستسجل في حسابي أو السيارة الفورد (المستونك)ستكون لي إن أنا عرفت أن النيل نهر في مصر أو إن روتانا ليست أميرة خليجية أو أن مارادونا لم يسبق له أن غرق في التايتانيك.
لم نكن نقول في العراق رمضان كريم ...مصطلحنا هو رمضان مبارك، وبين الكرم والبركة وجدنا أنفسنا عالقين في وحل ذنوب الدنيا التي ارتكبها لنا غيرنا لنجد أنفسنا بعيدين كل البعد عن الغفران حتى وان دعونا الله أن يجعل من الزمن كله شهرا واحدا ثم صمناه منذ فعلة الإرهابي هابيل وحتى يرث الله الأرض ومن عليها بعد أن يفسدها الظلم ويملؤها التلوث وتغمرها الآثام .
الناس في بلادي يشكون الشح في الأشياء والمعاني والضيق في الأنفس والتيبس في الأمزجة..أين الكرم إذن في ذلك كله أو بعضه..رمضان كريم ليس من شاننا ولا في أدبنا ولا حتى في استهلالنا. مازلت عالقا في إشكالية كيفية التولي وتولي الكيفية ...كيفما تكونوا يول عليكم أو كيفما يولى عليكم تكونوا. لم نجرب غير تولي الإقطاع والمأبونين وسقط المتاع ولم نعط غير الفتات من مكرماتهم بعد إن ضاقت أفواهم الكبيرة عن لقمهم فسقطت منها مكرمات لنا فأخذناها ودعونا الله غفران ذنوبنا من اجلهم وإنما الحق غير ذلك أكاد أقول أنهم هم ذنوبنا ومازلنا ندعو الله ألا يغفرها حتى لا يشعروا بالضيق والتكدر.لطالما قارنت بين معيشة رجلين احدهما يأكل الفالوذج ..وهو شيء من طعام الملوك الذي نسمع به فقط والآخر مدمن على أكلة (المحروك إصبعه) والتي تعد من ثريد كسر الخبز اليابس ..انه كرم من غني حميد أن ينعم بهم علينا فنخافهم ونهابهم ويجوعونا ويذلونا فنشكرهم ثم يدخلون الجنة لتقواهم وعلمهم وورعهم وعدلهم وندخل النار على ما نضمره لهم في قلوبنا من عدم رضا .إنها حمر النعم، بل أنها كرم وبركة لا يبلغها مبلغ.
ليت الأمر يقع في الفالوذج والمحروك إصبعه وحسب فقمة الكرم الرمضاني الذي ننعم به نحن أهل العراق هي الكهرباء الوطنية جدا جدا ..فلولا لم يبق في الدنيا غير يوم واحد لمده الله حتى ينفذ حكمه في حكومة الكهرباء الوطنية ويريهم أسوء الذي كانوا يكرمون..مازلت اشعر بالخجل والحرج كلما أردت خوض حديث الكهرباء.وكأنني أنا السبب. هل يعقل أن حكوماتنا المنتخبة أنفقت ما يزيد على مبلغ شراء اكبر شركات صناعة معامل الإنتاج في الطاقة ومنظوماتها (كما ورد في الإنباء) ومازالت الكهرباء تنقطع لمدة غالبا ما تزيد عن عشرين ساعة يوميا...إي عذر يبرر الفرق بين ساعات تجهيز بيت( المسؤول) أو من تشملهم رعايته وبيت صاحب المحروك إصبعه وبيتك وبيتي أنا...أليس هذا كرما رمضانيا في ظهيرات الأيام القائضة ...وبعد فهل سنقول لهم انكم ستكونون حصب جهنم انتم لها واردون.
يقول العارفون إن العراقيين بارعون جدا في التحوير ...سمعت يوما ما من الدكتور خالد ناجي رحمه الله وهو يتحدث عبر برنامج تليفزيوني انه اخترع الطريقة البغدادية في معالجة الحروق الشديدة بعد أن ذهب إلى شارع الشيخ عمر فطور وحور مثرمة مناسبة. ولقد استأثرت مبردة الهواء كثيرا من اهتمام العراقيين الذين كانوا يشاركون في برنامج العلم للجميع للمرحوم كامل الدباغ..فأشبعوها تحويرا وتطويرا حتى انه رحمه الله كان يبتسم كلما قرأ رسالة ترد إليه عبر بريد البرنامج ويكون موضوعها تحويرا جديدا لمبردة الهواء.يقول أصحاب الصنعة ما نصه (مادام اكو كص ولحيم .كلشي يصير) أي أن كل شي ممكن بوجود إمكانية القطع اللحام.
لقد طور العراقيون مضخة لسحب المياه يدويا من أنابيب شبكة مياه الشرب تمهيدا لتشغيل المضخة الكهربائية بديلا عن عملية مص الأنابيب الخاوية التي أجهدتهم ردحا من الزمن...قال احدهم لصديق له :يبدو انك فقدت الكثير من وزنك أجابه:وكيف عرفت ؟قال:أرى إن رقبتك بانت فضحك وقال لا ياصديقي أنها برزت وبانت بسبب مص بوريات المي(أنابيب الماء)،ربما كانت هناك إشكالات شرعية وفقهية في المص...فما حكم الصائم إن دخل الماء حلقه وهو صائم ...لسنا بحاجة لجواب فقهي فللأسف لا ماء عندما تنقطع الكهرباء وعند عودتها الكريمة.
هل هي لعنة العراق التي تطال أهله ..من هو صاحب الدعاء المستجاب الذي جعل الحكومات العراقية حتى وان كانت منتخبة تسعى في ذل شعبها وتبالغ في إفقارهم...أم أن كل ذلك هرطقة قساوسة لمن يطرد من الرحمة الربانية التي لا يقدم عليها غير الحكومة الوطنية جدا جدا حكومة التوافق على إذلال الشعب واللعب بمقدراته حتى في مواسمه الإيمانية .
سنقول إذن رمضان مبارك..نعم فالبركات تنزل من السماء في قطرات المطر واللطف الإلهي والسكينة النفسية .. وفي انهمار دماء المعارك في عمليات رمضان مبارك المظفرة!لا باس فالبركة تمتد عبر الشهر المبارك إلى العيد المبارك مرورا بالفعل غير المبارك...الجبنة الدانيماركية أهم ما يزين موائد سحور رمضان ، بركات أهلنا في الدانيمارك...مازال بريدي متخما بالرسائل غير المقروءة تدعوني لان أساهم في قطع الرزق الدانيماركي من خلال السعي لأكل الجبنة المصرية والسورية والإيرانية التي قد لا يثق بها أهلنا في هذه البلدان ثقة أهل في الدانيمارك بجبنتهم ومقانقهم المباركة..أرجو أن لا تنحبس بركات الشهر عني،فمازال بي جوع مزمن للأكل الشهي والنظيف ورثته من أيام ما قبل مذكرة التفاهم ..الغذاء مقابل النفط ،الجبنة مقابل العقيدة ،السياسة مقابل التجارة....العهر أمام الطهر.لقد تضاعفت البركات الرمضانية فزاد كل شيء .زاد المعروض السلعي الاستهلاكي الغذائي وزاد الغش وزاد الجشع وزاد السعر، وزاد البطيخ وزاد العدس وزاد سعره بعد أن أعلن انه لن يكون مادة تموينية كما كان في السابق.فهل أن رمضان هو السبب
الذنب موذنب الشمس ....
رمضان من يحمس حمس ..
شكيت آني بكل كرم
إنسان ما يفوت الفلس..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل: إسرائيل لم تقدم إلى الآن أدلة على انتماء موظفين


.. البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل يتيح ترحيل المهاجر




.. كاريس بشار: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى البعض..


.. مشاهد لاعتقال العشرات من اعتصام تضامني مع غزة بجامعة نيويورك




.. قانون ترحيل طالبي اللجوء من بريطانيا لرواندا ينتظر مصادقة ال