الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
استقالة الأسد وخيارات المواجهة
عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)
2011 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية
طال أمد التوترات في سوريا وقد يطول لعدة سنوات في ظل العديد من المعطيات المتوفرة. فالتوترات التي قد تتحول إلى حرب أهلية بدأت بوادرها، تحظى بتهديد روسي باستخدام الفيتو ضد أي قرار للتدخل في الشأن السوري على مستوى مجلس الأمن، وتحظى بتجاهل تام على مستوى الدول العربية وجامعتها، فلا يهتم بها إلاّ التيار السلفي في البلاد المحيطة بسوريا لا سيما لبنان والأردن، مع اهتمام على مستوى شعبي في مصر لا ارتباط له بعض الأحيان بالحركات الإسلاموية بل بالرغبة بنقل عدوى انتصار الثورة إلى الشارع السوري.
أمامنا اليوم بلد سقط فيه المئات من الضحايا في الأشهر الفائتة، وما زال يسقط يومياً العديد من الضحايا، عدا عن تهجير السكان وترويعهم، وضرب السياحة والإنتاج المحلي، وخنق الإقتصاد الوطني وفرص العمل في العديد من القطاعات الحيوية. وعلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد ما زال المتحكم بكلّ شيء في البلاد بما فيها من قوات مسلحة وأجهزة استخبارات فإنّ الحلّ في سوريا لن يأتي عبر ممارسة المزيد من أعمال القتل مهما كان الوضع الحزبي واتجاهات المعارضة السياسية داخل البلاد. وهنا لا بدّ من أن نستعيد قضية مخيم نهر البارد وتنظيم فتح الإسلام عام 2007، حيث نفض اللبنانيون أيديهم من المخيم وأطلقوا يد الجيش للقضاء على "الإرهاب"، فما الذي حصل يومها سوى قتل للمئات من الأهالي وعناصر الجيش اللبناني، وتدمير مباني المخيم وبيوته بالكامل وتهجير لاجئيه إلى مخيم لجوء آخر، حيث لم تكتمل حتى يومنا هذا إعادة إعمار مخيم نهر البارد. أما قائد تنظيم فتح الإسلام شاكر العبسي ومن معه فقد اختفوا بقدرة قادر!!
أمام مثل هذا الوضع اليومي لا بدّ أن الرئيس السوري يدرس العديد من الخيارات، قد يكون من بينها:
- الإستقالة وتسليم حكم البلاد إلى القوات المسلحة في مرحلة انتقالية، لا إلى حزب البعث الحاكم أو إلى الجبهة الوطنية أو إلى الحكومة السورية. مثل هذا الأمر بحدّ ذاته سينهي كلّ مظاهر الإحتجاجات في سوريا وسينقذ الكثير من مشاريع الضحايا، حيث سيعتبر تنحي الرئيس بمثابة الإنتصار الكامل كما حصل في مصر أوائل العام.
- إيقاف الحملة العسكرية على المدن والقرى السورية وسحب الجيش إلى ثكناته وتسليم الأمن إلى الأجهزة الأمنية المختصة، والمسارعة إلى تطبيق الإصلاحات الشاملة بشكل فعلي، والبحث في مشاريع قرارات للعفو العام، وإطلاق كافة المعتقلين السياسيين وأصحاب الجنح، وإعادة إعمار ما تهدم، وتعويض أسر الضحايا بما يلزم من أموال.
- إستدعاء قوات الإحتياط في الجيش السوري ويصل تعدادهم إلى مئات الآلاف، حيث سيتم عندها سحب الكثير من المعارضين من الشارع انضواء تحت راية الجيش من جهة، وفي المقابل اعتبار كلّ من يتخلف عن الإلتحاق من دون تقديم الأسباب الموجبة، ملاحقاً من قبل المحكمة العسكرية.
- تحريك العمليات ضد القوات الغربية في الدول المحيطة بسوريا عبر التنظيمات المحلية بشكل مكثف، واستهداف سفارات تلك القوات في تلك الدول. وعلى الرغم من صعوبة ذلك فإنّ نجاحه سيعطي الأسد فرصة للمساومة مع الدول المؤثرة في مجلس الأمن والتي تناصب النظام السوري العداء اليوم، أو تسعى إلى تأديبه.
- نقل الفوضى المسلحة وعمليات الإغتيال والتفجير وزرع بذور الفتنة إلى دول على صلة بتأجيج الإحتجاجات ضد سوريا عبر دبلوماسييها ومؤسساتها الإعلامية الرسمية ومنها دول عربية وغربية، ما سيشغل كلّ دولة بوضعها بعيداً عن ممارسة التدخل في شؤون النظام السوري.
- وعلى خط مواز تأمين التسهيلات اللازمة لبعض أحزاب المعارضة في الدول المجاورة التي تتخذ من سوريا ولبنان قاعدة لها، لممارسة نشاطاتها داخل تلك الدول.
- فتح الجبهة السورية مع الصهاينة إن عبر الأراضي السورية أو اللبنانية، فمثل هذا الأمر سيقضي لا على الثورة السورية فحسب بل على ثورات وتحركات أخرى أيضاً جرت في المنطقة في ظل أولويات التركيز لدى الولايات المتحدة والعالم بأكمله على حماية الصهاينة.
- إطلاق يد أحزاب المعارضة السورية التقليدية في الشارع ضد النظام السوري، حيث ستحمل شعارات هؤلاء على الرغم من معارضتها للأسد انكساراً لجبهة المعارضة الحالية وتخفيفاً من وهجها واستقطاباً لشرائح شعبية لم تحدد موقف معارضتها بعد للنظام السوري.
- السعي إلى التحالف مع بعض التيارات الإسلامية ذات الشعبية الكبيرة والتي لم يظهر تدخلها حتى اليوم في الشارع السوري، علماً أنّ لها كلمة سلطان على أتباعها.
تلك خيارات لا بدّ أنّ الرئيس السوري يدرسها أو يقدمها مستشاروه له مع العديد من الخيارات الأخرى، ككلّ نظام يسعى إلى إنقاذ نفسه. لكنّ الواقع يقول إنّ كلّ خيار لا يستند على تنحّي الأسد عبر استقالته، لن يوقف الأزمة بل سيطيلها ويطيل معها النزيف اليومي لدماء الشارع السوري.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هاريس: يجب على الوكالات الحكومية إثبات عدم تسبب الذكاء الاصط
.. تجنيد الحريديم .. أزمة جديدة في إسرائيل | #غرفة_الأخبار
.. روسيا تهاجم الرئيس الفرنسي وتصف مواقفه بأنها الأكثر تطرفا بي
.. 12 شهيدا في غارة للاحتلال على مبنى سكني بحي النصر شمال رفح
.. لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب مج