الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين، مصر، وسوريا.. أمل الأمة

عصمت المنلا

2011 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لافرق بين عباس وبين دحلان في الفساد والعمالة للعدوّ، لافرق بين سلطة الضفة وسلطة غزة
في الفساد والإفساد وفي خيانة القضية..سوى أن خوَنة الضفة مكشوفين حتى من ورقة التوت،
بينما خوَنة غزة مُقنعين ب"ماسك" المقاومة المزعومة، لأن اليمين الديني لم يكن يوماً مؤهّلاً
للمقاومة والثورة، فهذه من سِمات الليبيراليين العلمانيين الثوريين أصلاً في عقيدتهم التقدمية التي
وحدها الحافز الأساس للثورة وللمقاومة الحقيقية، لاالفولكلورية النفعية كما هي حال حماس اليوم.
وتتضح حالياً جريمة الإنقسام بأسوأ تفاصيلها التي لولاها مااستمر في السلطة أمثال عصابة رام
الله وعصابة غزة.. وكلّهم شذاذ آفاق أنهكوا الشعب الفلسطيني بظلمهم (وظلم ذوي القربى أشد)،
وأجهضوا بانحرافاتهم أروع ثورة كان يُمكن للفلسطينيين أن يشنوها على العدو المُحتل.. وها نحن
نرى اليوم خبثاءهم يتلاعبون بأماني الشعب، فيُقزمونها بحملة واسعة شعارها وهدفها"دويلة"
فلسطينية على جزء من أراضي الضفة إن تحققت..ستكون"كانتوناً" على الورق، لاترقى– حتى –
الى دويلة كرتونية.. لكن الإنقساميون الفاسدون نجحوا في إشغال وإلهاء الفلسطينيين والعرب في
الإصطفاف وراء هذا الهدف الذي ليس سوى "السراب" رغم أنه ضئيل ومُخجل، ومُخزي في آن،
بدلاً من إعلانها ثورة عارمة ضد الإحتلال بمشاركة فلسطينيي الداخل الصامدون منذ 1948 ،
ثورة تحرير حقيقية تهز الكيان العبري (ليست كالثورة المزعومة من قبل)..مستفيدين من أجواء
الفوضى الهدّامة التي تمّ تعميمها في الوطن العربي بقدرة قادر..!
لماذا تكون فلسطين المحتلّة إستثناءً، ويُحْجِمُ الفلسطينيون عن تقويض كيان العدو آخذين بثورتهم
سلطة رام الله وسلطة غزة في آن معاً..؟
إن النمط الذي بدأه اليهود في تقويض الكيانات العربية تحت مُسمّى "ثورات" هي ليست في
حقيقتها غيرصناعة إسرائيلية يامتياز،لكن أمل الأمة كبيرفي الثوارالحقيقيين الذين تمخضت عنهم
الفوضى الهدّامة ضد مصر، فهم النخبة المصرية التي لم تنجح المؤامرة في التغرير بهم، ونراهم
اليوم وقد حوّلوا محاولة هدم مصرالى ثورة بناءة يحسب لها قادة المجلس العسكري (المُعَيّنون من
مبارك وأميركا وإسرائيل) ألف حساب، بدليل إنصياع المجلس العسكري أخيراً لمطلب محاكمة
مبارك ونجلَيْه يهدف من ذلك إفتداء النظام بأكمله الذي لايزال يتلقى التعليمات من واشنطن، بدليل
إعلان المشاركة مع تنظيم "الأخوان" بدعم أميركي مباشر.. ولاشك أن مُواكبة ثوار مصر لمجرى
محاكمة الرئيس المخلوع سيكشف لنا إذا كانت المحاكمة لعبة جديدة من المجلس العسكري لتبرئة
مبارك، أو السماح للقضاء بإدانته؟
كما أن أمل الأمة كبير في إجهاض التآمر الكثيف والمُرَكّز على سوريا، بتصحيح النظام أخطاءه عَبْرَ
الإصلاحات التي ترضي كل الأطراف في الشارع السوري وتحقق التطلّعات والمطالب الشعبية التي
يُؤكد النظام على مشروعيتها وضرورة تلبيتها، وهذا ما سينقذ الدولة من الإنهيار، بخاصة أن المسألة
السورية قد تحولت – للأسف – الى واقع الحسم:"ياقاتل.. يامقتول..!" وذلك نتيجة التدخلات الدولية
المواكبة للأجندة الإسرائيلية في تبني الإحتجاجات من خلال وسطاء قطريين وسعوديين وأميركان،
يعملون معاً على مدارالساعة لإزالة سوريا من الوجود..فنراهم وقد أحرجوا النظام الى الحد الأقصى
الذي لم يعد ينفع فيه سوى المجابهة مع المتآمرين في"ياقاتل.. يامقتول".. ومُؤكد أن مآل المؤامرة
للفشل في مواجهة نظام قوي يخوض بالدم معركة الحفاظ على الدولة السورية وشعبها من التشظي.
إن الدماء التي تسيل الآن في سوريا..هي طَوْق الإدانة في أعناق مجرمي القرن الواحد والعشرين،
الذين يُديرون من مكاتبهم"المُكيّفة"في الدوحة والرياض وتل أبيب وواشنطن رحى المطحنة البشرية،
ومهما غلظت أعناق هؤلاء المحرضين والمُمولين للمؤامرة،فإن طَوْق الإدانة سيظل يضغط عليها حتى
نرى اليوم الذي يختنق فيه هؤلاء، وينكشف للعالم مالم ينكشف علانية حتى الآن من همجية الجريمة
اليهودية ووكلاؤها الحصريون الذين يُمثلون أقصى اليمين المتطرف في بلدان الخليج.
نجح هؤلاء في تهيئة الأجواء العربية مُسبقاً بكل ألوان الحروب الإعلامية والمعنوية والنفسية للوصول
الى اللحظة المناسبة والتوقيت الملائم لضرب العرب بالفوضى الهدّامة بهدف إعادة بناء المنطقة
تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة..!
إفشال الأجندة الإسرائيلية الآن أمانة في عنق الفلسطينيين المدعوين الى ثورة شاملة ضد الإحتلال أينما
وُجد، في داخل فلسطين، وفي جوارها وخارجها، وضد أذناب الإحتلال أينما وُجدوا، فهؤلاء جميعاً
قد تورطوا – أيضاً – في حشر الفلسطيني بخانة "ياقاتل.. يامقتول"..ولا يجوز أن يستمر الفلسطيني في
وضعية المقتول الى ما لا نهاية!
لتكن ثورة الفلسطيني (في الوقت عينه) مؤازرة لثورة مصر العظيمة التي وجدت أخيراً طريقها الصحيح
وكشفت أقنعة قادةالمجلس العسكري،ولتكن الثورةالفلسطينية حقيقية هذه المرة،لاإصطناعية أو إستعراضية
كما كان يُمارسها بعض القادة في العقود التي مضت عبثيّة، خاسرة، إلاّ من مصالح أولئك القادة التي كانت
مضمونة بامتطاء ثوارالفصائل الفلسطينية، حتى لَوْ ساقوهم بطرق ملتوية سبّبت الأذى للقضية الفلسطينية،
فكان الإنحدار الخطير في القِيَمْ والتطلعات الى أن وصلوا الى "أوسلو"..ثم إنهيار الأمور الى اكتفاء القادة
الحاليين بمجرد التلويح بمطلب "الدويلة" في أيلول - سبتمبر من الأمم المتحدة.. ذلك المجتمع الدولي
المزعوم الذي لم يحقق يوماً إنجازاً لمصلحة الفلسطيني، بل كان يُركزمساعيه على تحقيق مصالح اليهود!
لقد كانت نكبة فلسطين البداية.. وحان الأوان لنردّها متضامنين في الصف والهدف الى نحور اليهود،نكبة
إرتدادية شديدة،بإشعال ثورةكبرى لاتبْقي ولا تذر، تستمرحتى النصروتقويض الكيان اليهودي كردّ شرعي
حقوقي، إنساني، على كل الجهود المعادية المبذولة لهدم الدول العربية من أجل بناء شرق أوسط يهودي..
فإذا استعدنا زمام المبادرة بثورة حقيقية، نكون قد استردّيْنا حقنا المشروع في شرقنا الأوسط العربي..
وليُحاذر الأخوان والسلفيون من صبغه دينياً، فإن هذا هو أقصى ماتتمناه وتعمل له الإدارات الإسرائيلية
المتعاقبة: "أن ينفجر الصراع الديني الطائفي المذهبي في المنطقة"..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة بلينكن..محادثات عربية -غربية حول غزة في الرياض


.. لبنان - إسرائيل: تصعيد بلا حدود؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أوروبا: لماذا ينزل ماكرون إلى الحلبة من جديد؟ • فرانس 24 / F


.. شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف




.. البحر الأحمر يشتعل مجدداً.. فهل يضرب الحوثيون قاعدة أميركا ف