الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سوريا: الثورة والطوائف والنظام الفاشي
مهند صلاحات
2011 / 8 / 6العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الآن والثورة السورية المقدسة تدخل مراحلها الحاسمة، وتقارب على حسم الكثير من الموضوعات التي انطلقت لأجلها، وأهمها كسر هيبة الدولة الأمنية الشمولية وتحقيق الحرية للشعب والتي واجهها النظام القمعي بالقتل والدم، فكان رد الشعب بالمطالبة الشعبية بإسقاط النظام
يقع بعض مناصري الثورة ببعض الأخطاء الصغيرة، كان الأولى أن لا يقع بها الذين انحازوا لإنسانيتهم فوق مصالحهم الشخصية والفئوية الضيقة، ومن أهمها انحدار الخطاب السياسي والإعلامي أحياناً لمكانٍ كان يجب أن لا ينحدر لهذا الشكل، بالتالي هم مطالبون أكثر اليوم بانتقاء مفردات العوام مثل "شيعة، نصيرية، علويين، مسيحيين، سنة، وغيرها من مفردات أمنية استخباراتية" اعرف وأتابع "بشكل شخصي" الحدث السوري من داخل سوريا عن طريق أصدقاء ينتمون لطوائف وأديان وقوميات مختلفة، علويين، مسيحيين، أكراد، وغيرهم، بعضهم يعمل ضمن تنسيقيات الثورة، أي بالخطوط الأمامية للثورة.
لا يجب أن ننجر ونجر خلفنا الناس خلف خطاب النظام "الأسدي" الفاشي ونختار مفرداته، فزعرانه يتحدثون ليس في داخل سوريا فقط بل وبدول عربية مجاورة لها، بخطاب فئوي مفرداته "العراعرة، الإخوان المسلمين، المتأمركين، المتصهينين" وغيرها من مفردات سمجة وتافهة لوسم الأخر، أي كل من يختلف معهم بصفة مسبقة لتخوينه وتكفيره على طريقة الأحزاب التكفيرية، وعلى طريقة الأحزاب النازية والفاشية، والتي منها أصلاً قام حزب البعث كإنموذج للفاشية والنازية الأوروبية. لذا فعلينا أن لا نقع بالفخ، فخ الطائفية الدينية، وعدم الانجرار كذلك لخطابات موجهة مثل خطابات رجال الدين الطائفيين سواء رجال دين النظام السوري في دمشق أو رجال الدين الأنظمة الأخرى مثل "الشيخ السلفي العرعور في السعودية أو غيره" وكلهم في المحصلة يصبون في بوتقة لا تخدم سوى النظام السوري، ومثلها أيضاً البيانات الإعلامية الأمريكية أو بيانات ما يسمى بالظواهري. وهذه سأفرد لها بالأسفل لتحليلها.
أساس الفكرة "الثورة" ليست المذبحة اليوم، فهي ليست أكثر من القشة التي قصمت ظهر البعير، نحن يفترض أساساً أن نكون ضد شكل الدولة الشمولية الأمنية التي أقامها حافظ الأسد عبر أربعين عاماً من اغتصابه السلطة في سوريا بانقلاب عسكري مع صلاح جديد، ومن ثم انقلابه على جديد، ليورثها اليوم لأبنه، ويورثه كافة أساليب القمع والقتل، كما فعل بوش الأب حين ورث دمويته وإستراتيجيته العسكرية لبوش الابن.
هذا الشكل الأمني القمعي للدولة هو الذي نقف ضده، وضد استبداد ما يسمى بحزب البعث "الحزب الأوحد"، وما يجري اليوم ليس إلا نتيجة حتمية لشكل الدولة الشمولية واستبداد الحزب الأوحد "البعث". وبالمناسبة عناصر وقيادات حزب البعث السوري تحديداً هي من كافة الطوائف والأديان، ونظام وشكل الحكم ليس طائفياً، لكن الورقة الطائفية هي أحد أسلحة النظام في الرد على أي محاولة ثورة، ويستخدمها لشرخ مسيرة الثورة وحرفها عن مسارها الحقيقي.
الاستبداد والقمع لا دين ولا طائفة له، وحزب البعث السوري بعكس البعث العراقي سابقاً، الذي كان طائفياً من لون واحد تقريباً، وما هو مطلوب على الأقل كأصحاب موقف علينا نتبنى خطاب توعوي، نهضوي، واضح، يوضح أن رفضنا ليس انفعالي ينطلق من اللحظة وإنما له أساس لرفض مفهوم الدولة الشمولية الأمنية من أساسها ورفض المذابح في سوريا يأتي استكمالا لنتيجة هذه الدولة وحزبها الفاشي وفي ذات السياق.
وخاصة في الوقت الذي بدا فيه مفكري ومثقفي سوريا يخرجون عن صمتهم حول الثورة، والذين كان أخرهم الشاعر والمفكر السوري أدونيس الذي أعلن مؤخراً تأييده للثورة، ومحذراً بذات الوقت من الوقوع بفخ الخطاب الديني، وهذه الدعوة أو الخروج عن الصمت الذي جاء من أدونيس، وهو ما كان بالحقيقة مطلوباً منه بعد أن سبق وأعلن موقفه بإنهاء مظاهر التظاهر سابقاً، لكن على ما يبدو كانت الحالة بحاجة لإعادة قراءة، بل إن الوضع في البداية كان غامضاً مضللاً، وهنا تتجلى مهمة المثقف أن ينحاز لضميره لا أكثر.
موقف أدونيس الأخير يمكن قراءته بإيجاز بأنه من واجب المثقف أن يستشرف المستقبل، ويضع رؤاه وتصوراتها حول ما سيأتي وإلى أين ستؤول الأمور، وبداية الثورة السورية كان واضحاً التجييش السني تحديداً ضد العلويين والمسيحيين، وهذه نقطة مقتل حقيقية في قلب الثورة، ولربما كان له رؤية إستشرافية مختلفة نحو هذه النقطة وهو الداعي دوماً لعملية غربلة التاريخ كما فعل آخرون من أمثال جلال صادق العظم وغيره.
ولربما اليوم بدأ يشاهد رؤية مختلفة مردها أن الشارع السوري لم يعد ينخدع بالخطاب السلفي والإخواني الممنهج وأن الوعي والالتفاف حول الثورة لم يعد يحمل صفة طائفية أو دينية، ومن هنا جاء موقفه واضحاً مثل كثيرين من السوريين الذين تحفظوا بالبداية واليوم أعلنوا مواقف حاسمة من المذبحة التي تجري.
أما حول سائل الظواهري وتصريحات الأمريكان الخيرة حول نظام آل الأسد، فلا يمكن فهم خروج الظواهري الأخير ليزعم بأن رجاله من القاعدة يحاربون في سوريا ضد النظام، ما هي إلا هدية أمريكية للنظام السوري لتدعيم موقفه مما يجري من مذابح، الظواهري يأتمر بأوامر الأمريكان ويقرأ بيانات تأتيه من ضابط مخابرات أمريكية كما كان يفعل بن لادن، مكتوبة فقط ليقرأه، وما خرج ليقوله ما هو إلا رسالة واضحة لنصرة النظام السوري بوسم المعارضة السورية بوسم الإرهاب والقاعدة والتأكيد على مزاعم النظام حول المندسين والمسلحين، وتكريس طائفية الثورة. ومثلها كذلك الرسائل الأمريكية الموجهة للرأي العام، ليست سوى تضليل لفكرة نظام الممانعة التي يتحجج بها النظام السوري لقتل شعبه، وهو ما يبدي بوضوح أن الأمريكان قد باتوا يخشون فعلا من سقوط نظام الأسد ويخيفهم أكثر البديل القادم، بأنه لن يكون سلمياً ولن يدخل مفاوضات رباعية المحاور مع إسرائيل كما فعل الأسد، ولن يكون نظام هدنة ضمنية مع الاحتلال.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فلسطينيون ينتظرون على الحواجز الإسرائيلية للسماح لهم بالمرور
.. إجراءات أمنية مشددة في محيط البلدة القديمة وعند أبواب المسجد
.. مسلسل الحشاشين الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تأمر بقتل إحدى حو
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون