الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليحكم المتأسلمون رغم أنف شفيق والترابي

أشرف عبد القادر

2011 / 8 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خابرني الكاتب والمعلق اللامع الدكتور شاكر النابلسي منذ أسبوعين وتشعب بنا الحديث إلى رسالة العظيم نيسلون مانديلا التي طالب فيها التونسيين والمصريين بالمصالحة الوطنية و الإ ذهبت ثورتهما أدراج الرياح،قال لي الصديق الدكتور شاكر النابلسي إن العفيف الأخضر ـ شفاه الله وعافاه من داء السرطان الخبيث ـ الذي داهمه وهو في أوج عطائه الفكري وجعلنا نحن تلامذته نشم رائحة اليتم قبل الرحيل قد سبق مانديلا بالدعوة إلى المصالحة الوطنية والتنديد بحزب الانتقام الذي يحفر قبر الثورتين المصرية والتونسية ،كما قال لي أن أستاذ الأجيال العفيف الأخضر كان دائما يقول: لن نتخلص من الإسلاميين إلا إذا تركناهم يحققون مشروعهم الظلامي تطبيقا لفلسفة التاريخ عند هيجل التي يتبناها العفيف الأخضر والتي تقول انه لا يمكن تجاوز فكرة أو مذهب إلا إذنا وقع تحقيقه.وبكلمة هيجل"التحقيق لفكرة أو مذهب هو شرط تجاوزهما"إلى الفكرة والمذهب الجديدين المناقضين لهما. مثلاً كالانتقال من القدامة إلى الحداثة،فالعالم لم يتجاوز قدامة الإقطاع إلى حداثة الرأسمالية إلا بعد أن حقق قدامة الإقطاع. أوربا الغربية لم تتجاوز المسيحية التفتيشية المتمثلة في القراءة الحرفية لنصوص الكتاب المقدس،إلا بعد أن حققت المسيحية التفتيشية في بلدانها وكلفها ذلك نهراً من الدم .هذه هي الضريبة التاريخية لتجاوز القديم إلى تحقيق الجديد ، و التي لابد لكل امة من دفعها إذا هي أرادت مسايرة التقدم التاريخي.ونحن اليوم مطالبون في جميع بلداننا بدفعها حتى نتجاوز التدين الشرعي القديم إلى تدين علماني وديمقراطي جديد.وبعبارة أخرى حتى نتجاوز التأسلم السياسوى وقراءته الحرفية للكتاب والسنة إلى إسلام مسالم لا جهاد فيه ولا شريعة، يفصل بين الدين والعلم، ويفصل بين الدين والأدب، والفن ويفصل بين الدين والسياسة.
تذكرت هذه الدردشة مع الدكتور الفاضل شاكر النابلسي عندما قرأت هذا الصباح على الانترنت الجريدة الغراء "الشرق الأوسط" والتقيت فيها كالعادة بمقالين مهمين،مقال الأستاذ غسان الإمام بعنوان "أسلمة الانتفاضة المصرية"،وهو مقال رائع أوقعه معه إذا تكرم علي بذلك،وقرأت في الصفحة ذاتها مقال الإسلامي المستنير الأستاذ مشاري الذائدي بعنوان"نصيحة الترابي"ولكني هذه المرة وعلى غير العادة اختلف معه على طول الخط.
لقد سقطت يا أخي في فخ ثعلب المتاسلمين حسن الترابي الذي نصح راشد الغنوشي ومحمد بديع بعدم اخذ السلطة في تونس ومصر،يقول الذائدي:"بكلمة واحدة :الترابي يقول أن الإسلاميين ليسوا مؤهلين لتنفيذ برنامج حقيقي وعميق للإنقاذ ورسم خارطة للشعوب العربية الثائرة". لان الترابي كما قال في حديثه للشرق الأوسط يعتقد بان الإسلام لم يحكم منذ انتهاء الخلافة الراشدة،والفقه الإسلامي ليس فيه لا سياسة ولا اقتصاد ولا علم ولا رياضة كله مخصص للعبادات والطهارة و نواقض الوضؤ وما إلي ذلك.
لقد سقطت يا أخي في فخ الترابي الذي يردد ما قاله منذ عشر سنوات منير شفيق للمتاسلمين عندما تأكد من إفلاس المشروع الإسلامي الإيراني الذي أنتج في 30 عاما 30 % من الملحدين وجعل الشعب الإيراني المسلم ينفر من الإسلام فيترك الصلاة والصوم وكل فرائض الإسلام رغم أسلمة جميع البرامج التعليمية من الابتدائي إلى العالي وأسلمة الإعلام والسينما الخ ....أرعب ذلك منير شفق فقال للمتاسلمين حذاري من اخذ السلطة فسيفشل مشروعنا الإسلامي ويفشل معه الإسلام متعظا في ذلك بإفلاس التجربة الإسلامية الإيرانية والسودانية سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا أيضا فتحولوا إلى لصوص وفاسدين وجلادين لشعوبهم.ونصحهم بدلا من اخذ السلطة بالبقاء إلى الأبد في المعارضة لمنع الحكومات الديمقراطية من تطبيق مشاريعها لتنمية بلدانها.
نعم ستفشل النهضة في تونس وسيفشل الإخوان المسلمون في مصر ومع الأسف سيفشل معهم الإسلام الذي انتسبوا إليه كذبا،ولكن لابد مما ليس منه بد.إلى متى نترك سيف المتأسلمين مسلط على رقاب شعوبنا؟لابد من فقأ الدمل ليخرج كل ما فيه من قيح ثم نستريح.
إن المتأسلمين اليوم في تونس ومصر واقفون أمام مقصلة التاريخ لتقطع رقابهم ولا ينبغي أخي مشاري الذائدي أن ننقذهم من هذا المصير المحتوم الذي يستحقونه ليريح التاريخ شعوبنا من كابوسهم الذي سيجثم على صدورنا بضع سنوات ثم نرتاح منه إلى الأبد.انظر أخي ماذا في إيران :شعب علماني وعقلاني وحكومة دينية وخرافية من قلب القرون الوسطى،فرئيسها المجنون احمدي نجاد يبني فندق عظيم لاستقبال الإمام المهدي الذي غاب أي مات منذ 10 قرون،ويزعم جنونا انه يلتقي به مرتين في الاسبوع في قعر بئر في جنوب طهران اختاره الإمام مسكن !!!. ويملي عليه سياسته الداخلية والخارجية، إن رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجنون 100 %... وفي المقابل شعب ذكي يرجمه يومياً بعشرات النكت الضاحكة والمضحكة،ويتأهب لإسقاط الدولة الدينية الإسلامية سلميا في أول فرصة.
وأقول للأحزاب الإسلامية المستنيرة والديمقراطية ارغموا الإسلاميين على تجرع كاس السلطة المسموم وإذا رفضوا فشنعوا بهم عند ناخبيهم وقولوا لهم انتخبتموهم وأعطيتموهم الأغلبية في البرلمان وها هم يخونون ثقتكم ويرفضون الحكم باسمكم لتحقيق الوعود الكاذبة التي وعدوكم بها.
عليهم أن يحكموا ليفشلوا وتتخلص شعوبنا منهم ،وإذا رفضوا فلنفضحهم أمام أغلبية الشعب التي انتخبتهم، وإذا حاولوا تطبيق نصيحة منير شفيق لمنع حكومات الأحزاب الديمقراطية من تحقيق برامجها بسبب نشر الفوضى .في هذه الحالة يجب اعتبار أحزابهم عصابات أشرار ومنعها وإحالة قادتها على العدالة وسيكون الشعب ضدهم.لأنه عند ذلك سينطبق عليهم الإهداء الساخر الذي كتبه طه حسين في صدارة كتابه "مع المتنبي":"إلى الذين لا يعملون،ويؤذي نفوسهم أن يعمل الناس".
وعلى الباغي تدور الدوائر .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من زمان
الحر ( 2011 / 8 / 6 - 21:48 )
الحفق اقول لك استاذي الفاضل انها اذكى طريقة للتخلص من كذب الاسلاموين هو اعطاهم الفرصة للحكم وسيكون انتحارهم و الى الابد لنتخلص من عائق كلفنا مستقبل وحلقة مفرغةونعم نريد ان يحكموا الايسلاموين


2 - ما هكذا تورد الابل ايها الحر!
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 8 / 7 - 13:30 )
الاخ الحر :ان اعطاء الفرصة للاسلاميين للحكم هو الانتحار بعينه. لماذا؟؟. لانه يجب عليك ان تؤمن بالخطوط العريضة في الاسلام: وهي
الايمان بالقدر خيره وشره وهذا يبرؤ الحاكم من اي تقصير في ادارة البلد لان السبب فيه هو الشعب الذي لا يؤدي الواجبات الدينية:
الحاكم ظل الله في ارضه لانه منصب في السماء وان جاء عبر صناديق الاقتراع.
اذا كان الحاكم عادلا فاليه الاجر وعليك الشكر لان البلد ومن عليها هي ملكه وما العدل الا منة منه وليس حقا لرعيته.
اذا كان الحاكم ظالما فعليك الصبر وعليه الوزر لان الله يوفي الصابرين اجرهم بعير حساب.
اطع الامير وان جلد ظهرك وهتك عرضك :لان درء المفاسد مقدم على جلب المنافع.
اياك ثم اياك والحسد لان صاحب الحسد في النار لذى اذا رايت رموز النظام يلعبون بالمال العام فقل الحمد لله الذي فضل يعضنا على بعض في الرزق.
اما العلاقات الخارجية فلا اعتراض لان ولي الامر اعرف بالمصالح.
اتباع السلف الصالح: هو تقصير الثياب واسبال اللحى واستعمال المسواك.
واليك الدليل على ما قلت:
حكومة غزة جاءت عبر صناديق الاقتراع وماذا كانت النتيجة؟؟؟. اقصاء منظمة التحرير لانها علمانية. المتاسلمون حية رقطاء.

اخر الافلام

.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن