الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


درجال في ميزانين

طارق الحارس

2011 / 8 / 7
المجتمع المدني


هل هناك أشد قساوة على أبناء المقابر الجماعية ، على الأمهات اللواتي فقدن فلذات أكبادهن في المعتقلات وغياهب السجون ، هل هناك أشد قساوة من أن نرى عراقيا يقيم مجلس عزاء لقاتلنا بعد أن صدر بحقه حكم الشعب وينعت أبنائه المقبورين ( عدي وقصي ) بالشهيدين . لقد فعلها عدنان درجال ، إذ أقام مجلس عزاء للمجرم صدام حسين ونعت المقبورين عدي وقصي بالشهيدين علنا على قناة الجزيرة الرياضية !!.
لن أتحدث عن درجال بسوء فالرجل له الحرية المطلقة في اتخاذ مواقفه السياسية ، لكنني أتحدث هنا عن صناع القرار الكروي ، عن اتحاد الكرة القديم – الجديد الذي يطرح بين حين وآخر اسم درجال كمدرب للمنتخب الوطني في محاولة منه لاستفزاز مشاعرنا ، مشاعر أبناء المقابر الجماعية ، أبناء الشهداء الذين لم نر جثامينهم بعد أن أعدمهم ( الشهيد ) صدام ، حسب وجهة نظر درجال ، من دون أن يسلمها الى أمهاتنا .
لن أتحدث بسوء عن درجال فالرجل له الحرية المطلقة في اتخاذ مواقفه السياسية ، لكنني أجد أن من أبسط حقوقي وضع السؤال التالي : هل يحق لدرجال بعد الذي فعله بحق أبناء العراق أن يقود المنتخب الوطني العراقي . هل نثق نحن أبناء العراق الجديد بشخص ينتمي الى صدام وعدي وقصي بلا حياء من دماء الشهداء ودموع الأمهات ؟ .
نعم ، يجب أن نأخذ في نظر الاعتبار الميزان السياسي للشخص قبل تسميته لأية مهمة وطنية ومن المؤكد أن تدريب منتخب العراق الوطني يعد من المهمات الوطنية الكبيرة . جميعنا نتذكر الفعلة الشنيعة التي اقترفها نصير ( المقاومة الشريفة جدا ) عدنان حمد مع المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم الأخيرة وبالتحديد أمام المنتخب القطري ( الشقيق ) حيث الأوزون والعسل الملكي وتداعيتهما المعروفة للجميع .
أما إذا أردنا أن نتحدث عن الميزان الآخر وهو الذي يتعلق بالجانب الفني فسنجد أن ( درجال ) يعد من المدربين الفقراء في العمل على مستوى المنتخبات الوطنية مقارنة بأسماء محلية أخرى فالرجل يشير تاريخه الى أنه أشرف بأمر من ( شهيده ) عدي في مقتبل عمله التدريبي على المنتخب العراقي وخسر في أول مباراة رسمية ضمن تصفيات كأس العالم أمام المنتخب الكوري الشمالي ذلك المنتخب الذي لم يفز في هذه التصفيات على أي منتخب آخر غير منتخبنا وهي الخسارة التي تسببت في حرماننا من التأهل ، فضلا عن ذلك فانه لم يعمل الا في الدوري القطري خلال السنوات الماضية وفي بعضها تفرغ للعمل التجاري نتيجة لعدم حصوله على فرصة تدريب في أندية قطر ، لكن والحقيقة يجب أن تذكر أن هذه الأندية كانت دائما ما تجد ضالتها فيه بعد طرد مدربها الأجنبي كمدرب بديل ، أو مدرب طوارىء الى أن تتعاقد مع مدرب جديد فتلقى به الى محاله التجارية مجددا .
هناك قضية فنية مهمة أخرى تتعلق بابتعاد درجال عن الملاعب العراقية منذ سنوات طويلة وهو الأمر الذي يعني عدم معرفته بقدرات اللاعبين المحليين ، لذا فانه سيعتمد اعتمادا كليا على التشكيلة نفسها التي مثلت المنتخب تحت قيادة سيدكا وهنا تكمن خطورة الموقف ، إذ لا نعتقد أن هناك أية اضافة ستحصل على صورة منتخبنا تحت قيادة عدنان درجال ، فما الجدوى من اناطة المهمة له ؟ .
المشكلة لا تكمن في درجال مطلقا ، بل تكمن في الاتحاد الذي طالما استفزنا في قرارات سابقة . نحن نعرف أن ذلك يحصل أما لفوضويتهم المستمرة نتيجة عدم وجود خطة عمل حقيقة ، أو للاستمرار بمنهج تدمير الكرة العراقية والا بماذا نفسر عدم وجود مدرب لمنتخب العراق الوطني وهو مقبل على أهم استحقاق كروي ، وهو مقبل على تصفيات كأس العالم التي لم يبق على موعد انطلاقها الا بضعة أسابيع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل مستاءة من تقرير لجنة التحقيق المستقلة عن الأونروا


.. الأمم المتحدة ومجلس أوروبا يدعوان بريطانيا للعودة عن قرار تر




.. بدء ترحيل اللاجئين من بريطانيا إلى رواندا ينتظر مصادقة الملك


.. الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لمراجعة قرار ترحيل المهاجرين إلى




.. هل واشنطن جادة بشأن حل الدولتين بعد رفضها عضوية فلسطين بالأم