الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجاء احتلوا المزيد من الدول العربية و الإسلامية

خليل الفائزي

2011 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


رسالة مفتوحة إلى الإدارة الأمريكية
الرجاء احتلوا المزيد من الدول العربية و الإسلامية !
خليل الفائزي
عندما كنا يافعين و لا ندرك معنى وهدف الألاعيب السياسية و مخططات القوى الاستعمارية كنا نعتقد و لا زال الكثير منا يتصور من الأجانب هم بالأساس أولياء نعمتنا و لواهم لما اكتشف النفط و لما أسست الدول و المملكات و الجمهوريات و لم تنجح الثورات والانقلابات التي قام بمعظمها قادة القوات المسلحة الذين هم بالأساس وعلى الأغلب عملاء للأجانب و هم الذين انقلبوا على الأنظمة السياسية المدنية و أسسوا أنظمة دكتاتورية و قمعية في معظم دول المنطقة و العالم خاصة في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية و حتى يوميا هذا.

متعجب خالقه بعيره!
الشغف والانبهار والعجب بقدرة وعلم وصناعة الأجانب و المستعمرين الجدد لم يخصصنا نحن القاطنون في المدن فقط بل و انبهر بذلك سكان الصحراء و البدو الرحل الذين يرعون البعير و النوق في مناطق نائية و لم يكونوا قد شاهدوا دبابة و قطار او اي صناعات حديثة و عندما حلقت طائرة حربية بريطانية الصنع فوق رؤوسهم لتقصف بلدا عربيا بهدف احتلاله إبان الحرب العالمية أصاب البدو العجب و انبهروا برؤيتهم لجسم كبير معدني طائر يحلق فوقهم، فنسوا فجأة عظمة خلق الله و أطلقوا (هوستهم) المعروفة على نغم الدبكة العربية هاتفين بأعلى صوتهم في الصحراء وكأنهم يقارنون بين علم المستعمرين و خلق الله بقولهم: ها ها متعجب خلقه بعيره ! متعجب خالقه (الله) بعيره! ، اي انهم قالوا ببساطتهم و بعفوية ان صناعة الطائرة افضل بكثير من خلق الله للنوق والبعير رغم تسميتها بسفن الصحراء!

انبهار زعماء العصابات
الانبهار بعلم و قدرة الأجانب دفع الكثير من حكام المنطقة الحاليين و آبائهم و أجداهم الذين كانوا بالأساس زعماء عصابات لنهب خلق الله وسلب قوافل الحجاج والتجار وقطاع طرق معروفين، لدعوة المستعمرين والتوسل إليهم علانية لاحتلال بلدانهم و إرسال قوات مسلحة إليها و البقاء فيها منذ بداية الحرب الكونية الأولى تحت ذريعة التنقيب عن النفط ونقل مظاهر العلم والتقدم والازدهار الى دول المنطقة الفقيرة و المحرومة آنذاك و فجأة و بعد اكتشاف النفط و اتساع نشاط الشركات العالمية و استقرار الجيوش الغربية تحولت دول المنطقة التي كان حكامها و سكانها قبل 75 عاما يعيشون على زكاة و فتات أموال تجار مصر والعراق والسودان ودول أخرى الى دول غنية جدا تمتلك حضارة و تاريخ و أمجاد مصطنعة!. و بفضل سياسة المستعمرين و ناهبي خيرات الشعوب حصل قطاع الطرق وزعماء القبائل الذين لم يعرفوا على موائدهم سوى الجرذان والسحالي والضبان على ألقاب مثل الملك و الأمير والعاهل القدير و احتكر هؤلاء النفط و خيرات البلدان لهم وحدهم و كأنه ملكا و إرثا لأجدادهم و آبائهم و أبنائهم فقط حيث تذهب العائدات الى السيد المستعمر أولا و يحصل الحكام على فتات المستعمر بينما ينال الشعب فتات الحكام و المسئولين و تقطر عائدات النفط على المواطنين و المشاريع الإنمائية بالقطارة و كل من يسأل من الناس عن مصير النفط و حقه فيه يداس بالحذاء والمداس لانه حسب قولهم ان النفط ليس ملكا للمواطن بل إرثا حصل عليه الحكام بامتياز من أسيادهم المستعمرين!

خيرات أمريكا تتواصل
وعندما استولت أمريكا على دفة التحكم بمصائر الشعوب و الدول بعدما ان هرمت بريطانيا و أصيبت بسوء هضم بسبب نهبها المتواصل لخيرات والنفط الخام من دول المنطقة العربية والإسلامية، صعدت أمريكا من سياسة استعمارها للدول و إذلالها للشعوب تحت يافطة دعم الأنظمة الحاكمة و استقرار السلام في الشرق الأوسط والدفاع عن حقوق الإنسان و الرفق بالحيوان و حماية أهل المحلة و الجيران!
و من ابرز النعم و الخيرات التي منت أمريكا بها على دول المنطقة كان دعمها الكبير و اللامتناهي للنظام المصري بعد توقيعه على معاهدة الاستسلام لإسرائيل في كمب ديفيد حيث ادعت أمريكا و لا زالت ان موائد المصريين امتلأت بالفراخ والخروف واللحمة بعدما انهرت بطونهم في السابق بأكل الفول والطعميه والطرشي والطحينة ، و بفضل المساعدات و المنح الأمريكية نسى المصريون حقيقة ان في بلادهم اكثر من 20 مليون شخصا يعيشون تحت خط الفقر و تم إسدال الستار على وجود ملايين من الفقراء والعاطلين والمحرومين من ابسط وسائل العيش الكريم وحتى ان النظام المصري كان قد أعلن من ان المصريين و بسبب فرحتهم وغرقهم بالمساعدات الأمريكية وهبوا غاز و خيرات بلادهم الى إسرائيل بكل طيب خاطر، و للحفاظ على أمن إسرائيل و ضمان استمرار المنح الأمريكية احكم النظام المصري الحصار على أهل غزة و كمم أفواه المعارضين و جعل أبناء البلد أذلة و منح المستعمرين غير الظاهرين كل الصلاحيات لاستباحة شرف البلد و هتك عرضه على خشبة صندوق المنح الأمريكية المجانية.
و في العراق البلد الذي إن وزعت عائداته و خيراته بشكل عادل على شعبه لاصبح أغنى شخص في الدول النفطية خادما عند المواطن العراقي ، دخل الأمريكيون و ممن ساندهم و وقف الى جانبهم تحت مظلة تحرير البلاد على ظهر الدبابات و نيران الطائرات رافعين شعار تحرير البلد لكنهم سرعان ما احتلوه و حولوه الى قاعدتين عسكريين إحداها لهم و الأخرى للتنظيمات الإرهابية التي تلقت الضوء الأخضر من أمريكا لنقل عناصرها و متفجراتها وأسلحتها وأموالها بكل حرية و دون قيود من أفغانستان و دول في المنطقة الى العراق لتتعاون وتعمل أمريكا والمنظمات الإرهابية معا على استباحة دماء الشعب العراقي و قتل خيرة أبنائه، وإذا كان العراق يستباح عرض و شرف شعبه أسبوعيا او شهريا على يد حكامه السابقين صار عرضه و شرفه اليوم يهتك بالدقيقة و الثانية و قد تحول البلد المحرر اسميا إلى بلد محتل رسميا.

وعبر بوابة باكستان دخلت أمريكا بجيوشها وأسلحتها الفتاكة الى أفغانستان وتحالفت علانية مع تنظيم القاعدة و جماعة طالبان تحت يافطة محاربة الروس والوقوف امام المد الشيوعي وتحرير أفغانستان من جنود الكفر والشرك السوفيت وتحولت أفغانستان بفضل الوجود الأمريكي لاكبر مصدر للإرهاب والمخدرات والأفكار الرجعية المتطرفة. و بهدف تشويه سمعة العرب والمسلمين نشرت أمريكا عن قصد التطرف و الإرهاب عبر تنظيمات و دول عميلة لها الى أقصى بقاع العالم و وصل هذا التطرف الى أسبانيا وبريطانيا والسويد و دخل الى عقر دار أمريكا التي استغلت أحداث 11 سبتمبر لتحتل المزيد من الدول العربية و الإسلامية و لترسل أساطيلها و قواتها الغازية تحت عناوين و مبررات هي من افتعلتها مثل إسقاط أنظمة متطرفة و محاربة الإرهاب و الدفاع عن الأمن القومي والإقليمي والحفاظ على المصالح الأمريكية،الا ان هدف أمريكا الأول والأخير كان و لا زال نهب ثروات الشعوب خاصة النفط و تبرير الوجود العسكري والاستعماري الأمريكي في المنطقة و العالم

أمريكا و الانتفاضات العربية
كنا و الكثيرون معنا نتصور أن الانتفاضات التي اجتاحت العالم العربي قد (فلتت) من أيدي الإدارة الأمريكية و ان إسرائيل أصيبت بالهلع و الخوف الشديدين من مصير هذه الانتفاضات التي أطاحت ببعض القادة العرب من الذين احتكروا السلطة لانفسهم و لأولادهم و أنجالهم و استباحوا أموال الشعوب و نهبوا خيراتها الا اننا قطعا كنا على خطأ لان أمريكا والغرب تحكما بمصير بعض الانتفاضات وحولوها الى صالحهما. فالليبيون الذين يطالبون بإسقاط نظام القذافي المستبد يصرون على تحرير بلادهم تحت إشراف حلف الناتو وهؤلاء لا يطلقون رصاصة و لا يشربون قدح ماء الا بإذن مسبق من أمريكا و أوروبا، و لا نعرف ماذا سيصبح مصير بلد يحرره الناتو و تشرف على تشكيل حكومته أمريكا بالرغم من اننا ندرك ونعلم مثل هذا المصير الذي شاهدناه و رأينا ناتجه في العديد من دول المنطقة و العالم.
و في سوريا يرتكب النظام والمعارضة في آن واحد اكبر خطأ بعدم الاحتكام للعقل والمنطق و ضرورة حل الأزمة الراهنة بشكل سلمي و القبول بإجراء انتخابات عاجلة على ان تكون حرة و نزيهة و بإشراف عربي وإسلامي ودولي او بمشاركة جميع هذه الأطراف معا على ان نضع حصول الطرف الحاكم على 99% من الأصوات في أرشيف التاريخ و نغلق بابه للابد و ان يضحي كل طرف بما لديه للوطن ويتنازل عن غروره و سلطته ومطالبه للأمر الواقع ولصالح الشعب و الا فان مصير سوريا سيكون كمصير أفغانستان و ان سوريا قطعا معرضة للحرب الأهلية و مزيد من الخسائر البشرية و المادية التي لا تعوض بسهولة خاصة مع بلد مثل سوريا محدود القدرة المالية و الاقتصادية و ان معظم الأطراف التي تتدخل في الشأن السوري تهرول وراء مصالحا فقط و قطعا ان أمريكا حاولت و تصر استغلال التطورات والأحداث في سوريا لصالحها بهدف تغيير الخارطة السياسية وربما جغرافية المنطقة على مدى الأعوام القليلة القادمة. ومن المؤكد ان أمريكا تخشى على مصالحها ووجودها العسكري في المنطقة وتراقب التطورات في كافة الدول التي تشهد انتفاضات و اعتراضات وهي (أمريكا) لا تدافع لا من قريب و لا من بعيد عن حقوق الشعوب و لا عن حقوق الإنسان و لا حقوق المعارضة السلمية بل همها وهدفها النهائي هو مصالحها وإبقاء سلطة التابعين لها وعلى هذا الأساس نرى أمريكا والغرب عموما يتعاملان بمكيالين مع الانتفاضات العربية و يدين الغرب وأمريكا انتفاضة بعض الشعوب فيما تدافع أمريكا والغرب عن انتفاضات لهما مصالح كبرى فيها لتغيير الأوضاع السياسية في تلك الدول.

الإنترنت، المعارضة و حقوق الإنسان
ظلت الإدارة الأمريكية و دول غربية طيلة العقود الماضية تخرج علينا كل يوم بمصطلح جديد و اسطوانة مكررة و تفتح ملفات متشعبة او مركزة ضد دول في المنطقة و العالم تارة تحت ذريعة الدفاع عن حقوق الشعوب وتارة أخرى تدافع عن حقوق الاقليات و المعارضة الا ان معظم هذه المزاعم الأمريكية و الغربية كانت و لا زالت جوفاء و من يصدقها فهو ساذج خاصة مما يتعلق بالدفاع عن المعارضة في الدولة الفلانية و حقوق الإنسان في الجزر النائية وتهديد العديد من الأنظمة بالعمليات العسكرية الوهمية وضربها بالطبع بالطائرات الورقية او إصدار قرارات ضدها في مجلس الامن الدولي (الأمريكي) وهي القرارات التي لم ترو الضمآن ولم تسمن الجائع ، و هذا الأمر يثبت جليا ان أمريكا اما انها ضعيفة و خاوية من الداخل و لا تستطيع او لا تريد الدفاع حقا عن المعارضة السلمية و حقوق الإنسان الواقعية و ان امريكا تفتح فمها اكثر من قدرتها و إمكانياتها التي تتبجح بها او انها في الواقع ترفع الفؤوس والسيوف والهراوات في الهواء لتهدد فقط و فقط بعض الدول و لأنظمة والجماعات و انها غير قادرة او لا ترغب بالدفاع الواقعي عن حقوق الإنسان و المعارضة وغيرها من الشعارات التي يتباهى بها الغرب و لكننا قد لا نراها و لا نلمسها بشكل متساو وغير عنصري على ارض الواقع حتى بتعامل أمريكا مع الدول التي تحتلها رسميا او ذاتيا و تنهب عائداتها و خيراتها، ذلك ان الانتهاكات لحقوق الإنسان و احتقار المعارضة و سلب حقوقها في مثل هذه الدول هو أوسع و ابشع بكثير من الدول التي ليس لأمريكا اي وجود عسكري و اقتصادي و سياسي فيها.
و في الأيام الماضية خرجت امريكا علينا بذريعة أخرى ادعت فيها انها تريد نشر إنترنت و اتصالات جديدة سوف تهز العالم برمته و بشكل لا تتمكن فيه الأنظمة المعادية للإنترنت او تلك التي تخشى من نشر الأخبار و التقارير عنها بين مواطنيها و في الساحة الإعلامية المفتوحة، فرض اي قيود جديدة او رقابة صارمة على الإنترنت الأمريكي بصيغته الجديدة!. قطعا ان مثل هذه المزاعم هي ايضا جوفاء كسابقاتها من الشعارات الأمريكية وسوف تدفع بعض الأنظمة فرض المزيد من التضييق على الإنترنت و الاتصالات دون ان تستطيع أمريكا ان تفعل اي شئ حيال ذلك لان أمريكا تعلم جيدا بوجود طرق وأساليب عدة يمكن من خلالها إفشال الإجراءات الأمريكية في الإنترنت وغير الإنترنت و ان أمريكا لم تتخذ حتى الآن اي خطرة واقعية او بادرة محمودة لصالح الشعوب و يمكننا القول أيضا من ان ما زعمت به أمريكا من تقديم خدمات و اتخاذ مواقف لصالح الشعوب في مجال الدفاع عن المعارضة و حقوق الإنسان و غيرها من الشعارات لم تكن واقعية و ان المعارضة السياسية في بعض الدول هي التي تصورت واختلقت و تأملت بوجود مثل هذا الدعم الأمريكي في هذه المجالات و ان الشعوب في المنطقة و ربما العالم برمته لم تر اي خير و لا فائدة من المساندة و الدعم و المنح والخدمات الأمريكية المزعومة.
وعليه ندعو و نقترح على أمريكا و بكل صراحة و رحابة صدر اما ان تكف نهائيا و الى الأبد عن التدخل في شئون الدول والشعوب لانها لا تريد خدماتها و منحها المزعومة و لا ترغب بالوعود الفارغة في مجال الدفاع عن المعارضة وحقوق الإنسان او ان تبادر أمريكا فورا و دون تأخير الى احتلال جميع او اغلب دول المنطقة لكي تتحول هذه الدول الى مستعمرات رسمية للوجود الأمريكي حتى يلمس المنبهرون و المشغفون بالسياسة والديمقراطية و المنح و المواقف الأمريكية و الغربية عن قرب و مباشرة معنى و حقيقة هذه السياسة و المنح و كيف تتعامل أمريكا المدافعة زيفا عن حقوق الإنسان من خلال جنودها و مرتزقتها مع المواطنين المدنيين و الأبرياء والعزل في الدول التي تحتلها رسميا و قسرا منذ عدة سنوات او عقود و حتى الآن.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد