الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرواية بين أسبقية الكتابة واستراتيجيّة المحاكاة

مازن لطيف علي

2011 / 8 / 9
الادب والفن


يذكر نواف يونس مدير تحرير كتاب دبي الثقافي في تقديمه لكتاب «الرواية العربية ورهان التجديد» للدكتور محمد برادة، أن برادة من الأسماء الأدبية التي تحظى باحترام المشهد الثقافي العربي، وهو لم يصل الى هذه المكانة المتقدمة؛ سواء على مستوى الكتابة الأدبية، أو النقدية، أو في مجال الترجمة، إلا عبر طريق مضنية؛ بذل فيها الكثير من عمره وعمله وجهده، منذ بداية الستينيات في القرن الفائت حتى يومنا هذا، إذ يمثل شعلة مضيئة في عالم الأدب من خلال سعيه نحو التجديد والتفاعل مع المشهد الإبداعي العربي.
يرى برادة أن ما يسعى اليه في كتابه الجديد يختلف عن التاريخ، أو التصنيف بحسب اتجاهات تيماتية. تقسم الرواية الى تاريخية، أو بوليسية، أو عاطفية، أو رواية حرب، أو مقاومة، وإنما انطلق من التمييز بين رواية تصدر عن استراتيجية المحاكاة التي تستهدف القبض على الواقع وتحقيق تخييل يبحث عن التماهي، و رواية تعطي الأسبقية للكتابة؛ بوصفها عنصرًا أساسيًّا يوظف فيها الروائي عناصر السرد والتخييل ضمن تذويب للكتابة ينطوي على تخصيص اللغة والشكل والرؤية الى العالم.
يفرّع برادة موضوع « الرواية والكتابة « الى النقاط الآتية :
■ مفهوم الرواية وإجرائيته في السياق.
■ استقلالية النص الروائي وتذويب الكتابة.
■ الكتابة والانتماء إلى الفضاء الأدبي العالمي.
يؤكد برادة أنه ليس من السهل تحديد المقصود بـ«الرواية الجديدة» لأن عناصر التجديد والابتداع لا تخضع لعامل التعاقب الزمني، إذ نجد كـُتـّابًا، من أجيال سابقة، يوالون الابتكار والتجريب، كما أنه يصعب تحديد الجِدّة من حيث التنسيب والإطلاق؛ من حيث المقاييس «المحلية» والمقاييس «الكونية».

الشوارع الخلفية

يؤكد برادة أن الخطاب الروائي ينحو الى استيعاب وتمثيل الجوانب الملتصقة بما نعيشه عبر تمرير محتوى الحياة في مصفاة الذات ومسالك « الأنا» ومن خلال وعي يجابه العالم وأسئلته ويصارع الآخرين، ويستبطن قيماً لا تنفك عن التحول والتبدل. من هنا يكون الخطاب الروائي مُندسًّا بين ثنايا وحدود ومناطق لا تخضع، بالضرورة، للوضوح العلمي والقانوني والآيديولوجي، المفترض؛ إنه خطاب الشوارع الخلفية، وخطاب ردهات النفس المنسية، وتلعثمات الذات المتكلمة بلغةٍ مِشكالية تسعى الى الإمساك بما يرسم هوية مُنفلتة باستمرار.
حاول برادة، من خلال قراءته لنصوص روايات مختلفة، أن يعرّفنا بها، أو يجعلنا على قاربها، منها رواية «موسم الهجرة الى الشمال» للطيب صالح، الصادرة في العام 1966 إذ يرى أن هذه الرواية ألقت ضوءًا قويًا على قيمة الفرد، وخصوصيته، رغم غلبة الغيرية، وسطوة الرقابة الجماعية.
وقد تناول برادة عددًا من الروايات منها رواية «جنوب الروح: الصادرة في العام 1996» لمحمد الأشعري، ورواية «دموع باخوس» الصادرة في العام 2010 لمحمد منصور، ورواية «حلبي التين» (دار الآداب2010) لسامية عيسى، وعدد آخر من الروايات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ


.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني




.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق


.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع




.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر