الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اين منتوجنا الوطني

حميد الموسوي

2011 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


اين منتوجنا الوطني
حميد الموسوي
ينقل لنا العائدون من الدول العربية مصر وسوريا خاصة انه من النادر ان تجد بضاعة اجنبية في الاسواق هناك بدءا بالمواد الغذائية والخدمية والملابس ومرورا بالسلع المنزلية المعمرة والاستهلاكية وانتهاء بالكثير من السلع الثقيلة , ومن بينها السيارات , والمكائن والاسلحة ، هذا النجاح لم يتحقق مالم تكن هناك سياسة رشيدة لرعاية وتحسين الحقول الزراعية والصناعية وثقافة وطنية جماهيرية لتقبل المنتج الوطني وتشجيعه ، وتعاون واخلاص القطاع الخاص وسعيه لتطوير منتجاته وجعلها اقرب او افضل من المنتوجات الاجنبية واقل سعرا .
في العراق نشات صناعات غذائية ونسيجية وخدمية في بداية ستينات القرن الماضي حتى ان جميع العراقيين كانوا يفضلون منتجات معامل تعليب كربلاء الغذائية ومنتجات حليب والبان ( ابو غريب ) , ومنتجات معامل الزيوت النباتية , ومنتوجات الاحذية من معامل الكوفة ودجلة ,وبطانيات فتاح باشا , والسجاد العراقي في الكوت , ومنسوجات حرير الحلة ومعامل شهداء الجيش...وسكر معامل ميسان والموصل، واطارات سيارات معامل الديوانية ، وبطاريات ومصابيح النور من معمل بغداد وادوية معمل سامراء.. وكهربائيات معامل ديالى..
وجاءت فترة السبعينات لتشهد انتاج صناعات للسلع المنزلية مثل ثلاجة ومجمدة عشتار وتلفزيون وراديو القيثارة , ومدافئ علاء الدين , ودراجات بغداد وغيرها .
ووضعت خطط لصناعة السيارات , وشارك القطاع الخاص بانتاج صناعات غذائية واستهلاكية متميزة , من بينها المربيات , ومعجون الطبخ والصوابين والمبردات ,والمدافئ الكهربائية ومواد احتياطية للسيارات والاصباغ وادوات البناء والمواد الانشائية والصحية والاثاث وتجهيزات المطابخ والمطاعم والمكاتب وغيرها الكثير .
وقد كان التعاون واضحا بين الدولة والقطاع الخاص ساهم في تطوير الصناعات بكل اشكالها وحمى المنتج الزراعي والصناعي من هيمنة المنتج الاجنبي .
لكن توجه الدولة للصناعات العسكرية واهمالها رعاية المنتج الزراعي والصناعي بعد تحويل اكثر من اربعين منشاة صناعية متطورة الى انتاج حربي يعتمد البارود والمتفجرات ومسدسات طارق وصواريخ الصمود والرمانات اليدوية وغيرها جعل الصناعة والزراعة تتراجع شيئا فشيئا حتى ماتت بفعل تداعيات الحرب مع ايران وحرب الكويت والحصار المتفق عليه وتحول العراق الى بلد مستورد فقط حاله حال دول الخليج ان لم يكن اسوا .
وبعد زوال سلطة الحروب العبثية توقع العراقيون ازدهار الزراعة والصناعة بفعل تزاحم الشركات الاستثمارية الوطنية منها والاجنيبة ووجود الثروات الوطنية والمواد الخام والارض الخصبة والرا سمال الوطني لكن ذلك لم يتحقق وان كان هناك امل في بعض المنتجات من الشركات القديمة مثل الشركة العامة للزيوت النباتية والتي تحارب منتجاتها من الزيوت ومساحيق الغسيل والصابون ومعاجين الاسنان , تحارب مرة بوفرة المستورد المنافس الذي لايخضع لقوانين الضريبة والسيطرة النوعية .
ومرة بامتناع المؤسسات الحكومية عن شراء منتجاتها مع ان قرارا من مجلس الوزراء صدر لدعم الصناعة الوطنية والزم المؤسسات بالتعاقد مع الشركات الوطنية لتوفير احتياجاتها .
ان المنتوج الذي تطرحه الشركة العامة للزيوت النباتية ذو مواصفات عالية وخاضع لمتطلبات السيطرة النوعية ولذلك يكون اكثر كلفة من المنتج المستورد .
الموضوع بحاجة الى اهتمام جدي من جانب الحكومة وتثقيف مجتمعي من قبل مؤسسات المجتمع المدني للنهوض بصناعة عراقية متجددة تحافظ على رصيد العراق من العملة الصعبة وتحول دون تسرب الثروة الوطنية الى جيوب الاجانب من خلال استيراد مواد غذائية واستهلاكية باستطاعة العراقيين توفير افضل منها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح