الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الخيبة والفشل .. فضائياتنا في رمضان

علي لطيف الدراجي

2011 / 8 / 14
الصحافة والاعلام


هناك من يعمل جاهداً وباذلاً اقصى مايملك لكي يلفت انتباه الأخرين ولكنه يقع في مأزق الفشل ، وهناك من يريد ان يفشل فينال الدرجة الكاملة لأن هذا هو استحقاقه وبكل جدارة ، وآخرين يواصلون السير بخطى حثيثة لتحقيق النجاح ، هذا هو حال بعض فضائياتنا وبعض برامجها( الهزيلة) في شهر رمضان المبارك.
البعض اراد ان يقول من حيث لايشعر اذا لم تستحي فأصنع ماشئت ولكن يامن تنعتون انفسكم بــــ (الإعلاميين) هذا الامر غير مقبول اطلاقاً في شهر رمضان الفضيل حيث جعلتم من المحطات التي تعملون بها فاصل مثير من السخرية والهزل.
فأحد المقدمين يرتدي قميصاً مبتذلاً يحتوي على عبارة انكليزية تقول(لاتُهدر الخمر .. بل اشربه)!! جاعلاً من جسده لوحة اعلانية متنقلة امام الملأ وفي طريقة (مودرن) ربما لم يسبق لأحد ان راودت افكاره ، هذا المقدم(الفلتة) اراد ان يقول لكل عشاق الخمر بإن التبذير شئ مذموم وهى احدى وصايا الشيطان الرجيم لان النار قطعاً بإنتظاركم لكي يكتمل النصاب.
واخر يرتدي قميص ربما لايرتديه طفل في الروضة لم يتجاوز السادسة من عمره مدون عليه ارقام انكليزية ، ومقدم أخر ادمن على الفشل وللسنة الثانية على التوالي حيث حطم مجموعة من الأرقام القياسية في اسلوب الإبتذال والتدني من خلال برامج لاتغني من جوع.
ومحطة فضائية لم تتعب نفسها كثيراً فقررت سرقة فكرة( مستهلكة) لبرنامج يقدم في محطة أخرى ولكنها اصطادت الفشل بسنارة خيبتها ولم تفلح حتى في فكرة مسروقة.
ومحطة اخرى تخرج الينا بمقدمين يرتدون ملابس اشبه بملابس افراد العائلة الحاكمة في النيبال ، فيصنعون (حزورة) لايقوى على حلها(اينشتاين) لا لغرض المتعة وانما لتمطية الإتصال والتلاعب مشاعر الناس.
ولكن لكي يأخذ كل ذي حق حقه لابد من الإشارة الى ايجابيات احدى البرامج التي نالت استحسان الكثير من المشاهدين وهو برنامج( موناسين) الذي يقدمه الفنان الجميل( ماجد ياسين) عبر فضائية الرشيد ، حيث تمكنت أسرة هذا البرنامج من اقتحام قلوب المشاهدين بفكرة بسيطة وتحمل طابعاً انسانياً كبيراً من خلال مد يد المساعدة لعوائل كابدت الصعاب وعانت كثيراً من وحش الفقر المدقع ولكن القدر شاء ان يضعها في طريق (ابو ياسين) الذي نقول له شكراً لك ولعدسة الكاميرا التي سرقت لنا من ثنايا الزمن لقطات مؤلمة لعوائل عراقية طفح العوز من ارواحها وشاهدناها في موقف لايحسد عليه وكأنها تذوق مرارة الفرح بين شفاهها لأول مرة.
وبرنامج جميل أخر أثرى المشاهدين بالمعلومة وهو البرنامج الذي يقدمه الزميل(سامر الانباري) من خلال فضائية الفرقان بطرحه اسئلة تتعلق بكتاب الله المجيد ، حيث ظهر الأنباري كعادته بإناقة بدلته وربطة عنقه ونظارته الشفافة يسأل ويحاور وتتفجر من احاسيسه شذرات الإبداع يصوغها كيفما شاء فأستطاع ان يخطف اعجاب المشاهد ببراعة الأستثمار الحقيقي للوقت.
لايزال البعض ممن يجهل الكثير من أسرار العمل في المجال الإعلامي يعتقد بأن الولوج الى قلب المشاهد ربما يأتي من جرح مشاعر الناس والأصدقاء واستفزازهم والنيل من كرامتهم وارتداء القمصان والبنطلونات و(نفش) الشعر واستخدام مايدعى بــ( السبايكي) وطلي فروة الرأس بشتى انواع( الدهون والجل) لكي يقف الشعر شامخاً ابتداءاً من جذوره ، وكل هذا وغيره _ اذا كانت هناك ثمة أفكار عبثية تدور في خيالات صناع البرامج _ لايعني شيئاً في مجالات الإبداع ومنها مجال الإعلام.
في هذا الشهر الفضيل تابع المشاهد العراقي العديد من البرامج الترفيهية عبر المحطات الفضائية العربية ونالت رضاهم ليس بسبب الوان الملابس البراقة والديكور والميك _ اب وانما من خلال الفكرة التي يقوم عليها البرنامج والإعداد الصحيح الذي يدرس بشكل علمي لأنه يلبي حاجة المشاهدين وعلى اختلاف اعمارهم وهذه هو الخطاب الذي يهدف الى جعل المشاهد يتابع بشغف كل البرامج وان كانت غير ترفيهية ، فنجد اجواء تنافسية رائعة بين المحطات لجلب المشاهد وخطف الأضواء ، وهذا النجاح لايقف عند هذا الحد بل يتعداه الى الرقي ، ولكن مايحصل عبر شاشات المحطات الفضائية العراقية يجعلنا نضع الأسف بكل تفاصيله وملامحه في مدفع الإفطار لنسمع دويه في كل يوم من ايام شهر رمضان بعد ان فاضت نفوسنا ببؤس نوعية البرامج المقدمة في وقت لايوجد فيه محطتان للبث كما عهدناه سابقاً لكي نضطر ان نتابع البؤس ، ولكن في خضم ثورة من النهوض الإعلامي عبر محطات فضائية عديدة تبدع في صنع البرنامج ، وهذه المحطات تسعى في كل عام الى طرح كل ماهو جديد وممتع فنجدها تأخذ فرصتها في شهر رمضان لعرض بضاعتها التي توازي مجهود سنة كاملة اما محطاتنا وبكل بسالة واقدام تزرع النفور في قلب المشاهد لكي يدير وجهه سنة كاملة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى