الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جديد الميلشيا الطائفية الحاكمة خلاف مع ايران وتقرب الى امريكا

عبدالصمد السويلم

2011 / 8 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


 في اخر تطور للصراع  الاخير بين ايران ومقتدى الصدر وردت انباء مؤكدة عن غلق السلطات الايرانية لمكتب زعيم التيار الصدري في قم وهروب (كاظم العيساوي)قائد لواء اليوم الموعود من ايران الى لبنان بسبب فضيحة فساد مالي داخل تشكيل لواء اليوم الموعود.وتنوعت  الاجتهادات  في التحليلات لتفسير هذا الخلاف وهذه التطورات الاخيرة في الاحداث والتي  يمكن ان تنصب في مسار اتجاه واحد وهو العداء المتزايد لايران ازاء ما يسمى بالجماعة التي انشقت منه الا وهي عصائب اهل الحق حيث يزعم السيد مقتدى الصدر بانه هو الذي اسسها لكن قياداتها انشقت عنه لصالح الولاء لايران ويعمل الان على التحريض لدى الامريكان والساسة السنة والشيعة والاجهزة الامنية على القضاء عليها فضلا عن مقاطعتها شعبيا  والتحريض الاعلامي ضدها بتهمة ارتكاب الجرائم ضد ابناء الشعب العراقي من قتل وارهاب ولصوصية  وفساد مالي  .ولذا نجد بان السيد مقتدى الصدر والذي يحاول ان يسلك دوما سلوكا مشاكسا في علاقته مع ايران ليظهر بمظهر الحر المستقل وليظهر من انشق عنه بمظهر العميل لايران او الاحتلال  حيث قال مرة بانه نصح السيد علي الخامنئي المرشد الاعلى بعدم التدخل في الشان العراقي لاجل تحقيق المصالح الايرانية ونراه لاحقا  يقول في احد استفتائه بانه هو الذي يضغط على ايران  والقوى السياسية اثناء ازمة تشكيل ما يسمى بالتحالف الوطني وازمة تاخر تشكيل حكومة المالكي الحالية بعد اكثر من 9 اشهر  من ظهور نتائج الانتخابات العامة ،وكل ذلك كان بسبب من ضغط مقتدى الصدر لقمع ومطاردة المنشقين وقطع التمويل عنهم .ولقد مارست قيادات التيار الصدري جهودا دبلوماسية اقليمية  لايصال رسالة ضغط سياسي  الى ايران مفادها قدرة التيار على التخلي عن الحليف الايراني وكذلك السعي من اجل ايجاد بدائل عن ايران  لتمويل  التيار والمقاومة المسلحة له  (لواء اليوم الموعود) فضلا عن النفوذ في مفاصل الدولة من اجل الحصول على موارد من المال العام لدعم تمويل التيار ككل  ولواء اليوم الموعود الجناح العسكري خاصة ظهرت في عمليات فساد اداري واضحة واستغلال للسلطة في صفقات عقود لصالح قيادات التيار الصدري.بل ازداد ت حرب التيار الصدري ضد من انشق عنه بدلا من تجميد جيش المهدي اعقاب احداث الشعبانية في كربلاء في ايقاف أي نشاط ضد القوات الامريكية والحكومية وانتهاءا بموجات بيانات التفسيق والتهديد والمقاطعة والحملات المعادية اعلاميا والتحريضية ضد من انشق عنه على اساس انهم لصوص وقتلة وللسنة  ويجب على الحكومة العراقية والاجهزة الامنية مطاردته بل وساهمت عناصر من اتباع السيد مقتدى الصدر بابلاغ  وتسريب معلومات عن تحركات المنشقين في العمليات الاخيرة ضد القوات الامريكية لتصل في اخر الامر الى القوات الامريكية وساهمت في اعتداءات عديدة كان اخرها اغتيال عنصرين من المنشقين واختطاف ثالث بعد ان جاء القرار الاخير بالابقاء على تجميد نشاط جيش المهدي اثر الزوبعة الاعلامية الرافضة لاستمرار القوات الامريكية والاكتفاء بنشاط لواء اليوم الموعود وهو نشاط اعلامي محدود التاثير من ناحية حجم عملياته العسكرية كما ونوعا. ومن عوامل ازدياد الخلاف الايراني الصدري هو ادراك ايران ان هناك تخاذلا في موقف التيار الصدري من بقاء القوات الامريكية ظهر في تصريحات النواب من التيار الصدري الاخيرة التي تسربت عدة مرات الى وسائل الاعلام ليتم تكذيبها لمرات عديدة على اثر استياء القواعد الشعبية الصدرية من ذلك التخاذل والفشل في الاداء السياسي لما يسمى بالمقاومة السياسية وهو امر رفضه السيد مقتدى الصدر عندما رفض تحفظ الهيئة السياسية على مفاوضات الحكومة العراقية حول تدريب القوات الامريكية للجيش والاجهزة الامنية العراقية بدلا من رفض تفويض الحكومة في اجراء تلك المفاوضات. وبالتالي سينهار تمويل اللواء الموعود من قبل ايران مما يعني انهيار عملياته العسكرية وعدم استمرارها.
لما هذا  التصعيد المتواصل في الصراع ضد المنشقين؟
كلما تذكر كلمة صراع في اذهان قيادات تيار مقتدى الصدر فان الارتكاز النفسي لدى تلك القيادات ولدى اتباعها والمتبادر فورا في الذهن هو العراك والعدوان والعنف والخصومة الدائمة والقضاء على الاخر المختلف وتدميره ورفض وجوده. رغم ان الصراع لا يعني بالضرورة ذلك في المجتمعات المتحضرة. لكن ونظرا لتاريخ العراق الدموي الطويل تمت صياغة ارتكاز نفسي على ان الصراع هو صراع من اجل البقاء أي الصراع هو حصرا في صراع الوجود أي فيما اما ان تكون او لا تكون وان تبقى معناه فناء الاخر المغاير .والحقيقة ان الصراع امر موجود في كل تفاصيل حياتنا اليومية فلدينا صراع مع الذات ومع الصديق ومع الاهل ومع العدو ومع الغريب وصراع مع الطبيعة وما القوى فيما وراء الطبيعة.ان العامة من الناس في العراق تكره الصراع وتحاول ان تتجنبه قدر الامكان لانها تعيش صراعات لا تنتهي ولا تتوقف اغلبها غير مجد لضيق اليد والحيلة في حلها وذلك في كل الصراعات من الخلافات البسيطة مع الاصدقاء والعائلة والكبيرة في  العمل والنظام السياسي والعرف الاجتماعي ويحارب الانسان العراقي في هذا الصراع من اجل تحقيق الطمانينة والهدوء والسكينة والسلام النفسي الداخلي باي ثمن كان ولو بالاستسلام للامر الواقع والتقية والتكيف مع الظلم في بعض الاحيان وبيع الضمير والطغيان في احيان اخرى او القتال المستميت لرفض الظلم والجور والحيف في احيان ثالثة او تجنب الصراع بدلا من المواجهة المباشرة ومحاولة احتواء الاخر بذكاء في احيان قليلة والحق ان الهروب من الصراع والفشل في انهائه يستنزف طاقة الانسان العقلية والنفسية ويدمر الصحة الجسدية وينتج اضطراب دائما في المشاعر العاطفية .وقيادات التيار تعيش فراغا نفسيا في ابتعادها عن معاناة المواطن وجل اهتمامها منصب في تاكيد الذات الى حد يصل الى التصرف في سلوك مشابه لجنون العظمة ،لذا فان تلك القيادات باسلوب تسقيط الاخر تجعل الصراع معلقا بلا حل .وهي لا تدرك ان الحل يكمن في طبيعة ادارك الصراع وفق المنظور الفكري فتلك القيادات تتحكم فيها فكرة قسرية وهي ان حل الصراع يكون بوجوب القضاء على الآخر والانتصار عليه باية طريقة كانت وهذا ما يظهر السلوك الميكافيلي الاخر في الصراع ضد المنشقين من خلال تحريض الحكومة العراقية خاصة القوات الامنية ضدهم ولذا فان هناك وسواسا قهريا بالحذر في التعامل مع المخالف على اساس سوء النية وتاويل وتفسير كل موقف وان كان فيه حسن نية للاخر المخالف على اساس الشك والريبة، مما ينتج مشاعر كره متراكم يصبح من الصعوبة ازالته الى درجة ان تكون تلك المشاعر ضاغطة الى حد ارتكاب ما هو محرم وهتك القيم الثابتة بدلا من تحويل الصراع الى منافسة شريفة تقلب العدو صديقا . ما هو شائع الوجود هو اقتران الصراع بالاحباط في تفكير وقرارات السيد مقتدى الصدر الذي يريد القاء الفشل على الغير تهربا من اعادة تقييم الذات مما ظهر في سلوك عدواني انفعالي سلبي وتخبط في قرارات هروبا من مواجهة العجز في حالة الازمات الداخلية لذا فان الاحتجاج على وجود الانشقاق والفساد والرغب في رفضه ومقاطعته هي الحل للصراع فهو يامر بالصوم او يغلق قبر والده او المسير او لبس السواد او الاعتكاف او الدعاء ضد المنشقين والمفسدين فضلا عن كتابة تعهدات واعلان براءة من البعض وتفسيق الاخر وكأن تلك هي الحلول للصراع الداخلي في التيار الصدري ولا ادري كيف . أن السيد مقتدى الصدر صار ينظر الى الطرف الآخر بوصفه عقبة تحول دون تحقيق مصالحه الى درجة اهمل فيها الصراع ضد الاحتلال وجعله امرا ثانويا وهو يعني زيادة اتساع وتطور مظاهر و اساليب السلوك العدواني وازدياد حدّة الاحساس بالاحباط واليأس،والخطير في الامر انه باستمرار يوصل الى نتيجة كارثية هي (يقينه )أن الصراع يستلزم نجاح احد الطرفين الحاق الضرر والاذى بالطرف الآخر أو اقصاءه أو القضاء عليه تماما باي ثمن ظهر في اعتداءات دموية ظهرت مؤخرا مما يجعل ازمة السيد مقتدى الصدر وتياره مستعصية عن أي حل عقلاني ما دام السيد مقتدى الصدر يعاند في اتباع اساليب خاطئة في التعامل في صراعه مع الغير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نداءات لتدخل دولي لحماية الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية | #


.. غارات إسرائيلية استهدفت بلدة إيعات في البقاع شرقي لبنان




.. عقوبات أوروبية منتظرة على إيران بعد الهجوم على إسرائيل.. وال


.. شاهد| لحظة الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرا




.. مسؤول أمريكي: الإسرائيليون يبحثون جميع الخيارات بما فيها الر