الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
جذور إقتباسات الأديان التوحيدية -- الجزء الأول
الحكيم البابلي
2011 / 8 / 17العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أكبر نبل للإنسان يكمن في المعرفة والعلم - عالِم السومريات جان بوتيرو .
تمهيد ...
يُجمع أغلب علماء الآثار ( آركيولوجي ) على حقيقة أن التأريخ يبدأ في سومر - في بلاد الرافدين السفلى ( شنعار ) ، في مطلع الألف الثالث ق.م . وكانوا يُسمون أنفسهم ( ذوي الرؤوس السود ) .
[ تعارف المؤرخون على ان إصطلاح ( ماقبل التأريخ – بْري هِستري ) يُعنى به العصور التي سبقت إكتشاف التدوين بظهور الكتابة ( سومر ) .
أما إصطلاح ( بداية التأريخ ) فيعني بداية نشوء الحضارة والعمران في مراكز الحضارات القديمة الأولى في الشرق الأدنى ، وأقدمها حضارة وادي الرافدين ووادي النيل ، حيث تنتهي عصور ما قبل التأريخ في هذين القطرين في مطلع الألف الثالث ق.م .
أما بداية العصور التأريخية في اليونان مثلاً ، فهي تبدأ بين القرنين التاسع والثامن ق.م ، وفي أوربا الشمالية في القرن الأول ق.م ، وفي شمالي أفريقيا إلى مطلع الألف الأول ق.م ، في حين أنه ظلت جملة شعوب أخرى تعيش في همجية عصور ( ما قبل التأريخ ) إلى العصور الحديثة ] . إقتباس بتصرف من كتاب : مقدمة في تأريخ الحضارات القديمة – د. طه باقر .
حضارات الشرق القديم وفي مقدمتها حضارة وادي الرافدين ( سومر وبابل ) وحضارة كل من مصر ( الفراعنة ) والشام ( الكنعانيين ) ، تُعتبَر بالنسبة للعلماء من الحضارات ( الأصلية ) ، والمقصود من ( الحضارات الأصلية ) : هو كل حضارة لم تتوارث من حضارة سبقتها ، بل بزغت من تلقاء نفسها ، ويحصرها علماء الآثار والتأريخ بالحضارة السومرية والمصرية والكنعانية وحضارات الهند والصين وجنوب أميركا ( المايا و الأنكا ، وهما حضارتان لم تعرفا الكتابة ) . وأعتقد غابت عني حضارة أو إثنتين كون المعلومة قديمة في ذاكرتي .
تتميز حضارات الشرق الأدنى بعمقها التأريخي وغِناها الحضاري قياساً لما كان يُعاصرها من جهل وبداءة ، كذلك تميزت بشموليتها لأغلب الأمور الحياتية : الدينية والإجتماعية والحربية والسياسية والعلمية والفنية وغيرها الكثير .
وتأتي حضارة السومريين ( 3500 سنة ق.م ) في مقدمة كل تلك الحضارات ، حيث نرى أنه في الألف الثالثة ق . م أو قبلها بقليل إخترع السومريون نعمة الكتابة والتدوين والتي مرت بمراحل عديدة : الصورية والرمزية ثم الصوتية ، كذلك إخترعوا وفي أوقاتٍ متفاوتة المحراث والعجلة ومبادئ وأوليات علوم الرياضيات والفيزياء والفلك والقانون ، ولأول مرة يتم على أيديهم هندسة بناء المدن الكبيرة وعلم التحصينات ، الزراعة وزراعة النخيل ، تربية المواشي وتدجين الحيوانات ، إعداد الطعام والمشروبات ( البيرة والخمور ) ، الإقتصاد والتجارة الجاخلية والخارجية ، وعرفوا قبل غيرهم نظام الري وشبكات الأقنية والنقل المائي ، وتفننوا في النحت والرسم وكل أنواع الفنون التشكيلية : الخزف والنقش والصياغة والفسيفساء والتلوين وفن الأنصاب والموسيقى والآلات الموسيقية والغناء وكل أنواع الآداب ، وتطول القائمة وتكبر . وخلقوا في تلك الأزمنة القديمة ما عجزت عن خلقه شعوب وأقوام لا زالت تتخبط في عماها وظلام جهلها لحد اللحظة .
كذلك نرى أن آداب وأساطير بلاد النهرين إنتقلت لكل حضارات شعوب الكرة الأرضية تقريباً ، مع بعض التغيير والتحوير الحتمي الذي يُصاحب عملية الإقتباس وإنتقال الحضارة عادةً ، وخاصةً في مجال وحيز الأسماء والزمان والمكان ، وكمثال : نجد في أغلب حضارات وأدبيات الشعوب - وخاصة القريبة والمُجاورة - أساطير رافدية كأساطير خلق وتكوين العالم ، الموت والعالم السفلي ، قصص البطولات ( كلكامش وغيره ) ، قصص الحب ( تموز وعشتار ) ، قصة الطوفان ، قصة خلق الإنسان ( جذور آدم وحواء ) ، قصة سقوط الإنسان ( ملحمة آدابا ) ، الجنة وجهنم والعقاب والثواب ، الجن والعفاريت والملائكة والمخلوقات الخرافية ، المحرمات ( الحلال والحرام ) ، الترهيب والترغيب ، التوحيد ، الديانة والآلِهة ، وغيرها الكثير من الحكايات والأساطير وطريقة التفكير والحياة الرافدية التي تسربت بصورة إنتشارية هائلة ومُذهلة ، ودخلت في أغلب تفاصيل الحضارات والآداب العالمية . ويظهر هذا واضحاً في - مثالاً وليس حصراً - الأُوديسا والألياذة وأسطورة ثور الأوربية والحورية كاليبسو وشعب فيكن وحكايات الشعوب الفارسية والبلقانية والمجرية ورحلة أوديسيوس للعالم السفلي والإله السوري أدونيس ، وأخبار هرقل وجيسن والإسكندر ، وحكايات أرجونت ، ومعظم أساطير اليونان وبقية شعوب البحر المتوسط والتي نقلتها لهم - من خلال الحرب والسلام – الشعوب الفينيقية والكنعانية والحثية والفارسية والعبرية ، وكذلك الشعوب المحلية لبلاد الرافدين التي توارثت الحضارة السومرية وهي الأكدية والبابلية والآشورية والكلدانية وشعوب الجزيرة العربية وغيرها من الشعوب والحضارات التي تلاقحت مع حضارة سومر الأولى وكانت إمتداداً لها ، كون بلاد الرافدين تعتبر جغرافياً نقطة إلتقاء وتواصل لكثير مما يتعلق بالتأريخ القديم والحديث ، وكل من كان يمر عبر مُدنها وعواصمها الشهيرة أو يقع تحت نفوذ حكامها وملوكها وجيوشها كان ينقل بعضاً من تُراثها وأساطيرها الجميلة وبذور وثمار حضارتها الراقية للعوالم القريبة والبعيدة التي تُحيطها .
قبل أيام كنتُ أقرأ رائعة الشاعر الإيطالي دانتي الجيري المعروفة ( بألكوميديا الإلهية ) أو ( جحيم دانتي ) ، ولم أكن قد أعدتُ قرائتها منذ صبايَ ، وإبتسمتُ ... كون بعض أفكارها مُقتبس من آداب وأساطير بلاد الرافدين ، وخاصة ما يتعلق بتفاصيل العالم السفلي .. عالم الأموات ، والتي قال أغلب نقاد العالم الغربي بأنها مُقتبسة من الإغريق واليونان !!، وما دروا بأن ( أغلب ) ما للإغريق واليونان هو من أصل وجذر رافدي أو مصري ، ولا بأس ... فنحنُ نؤمن بإنتقال الحضارة زمكانياً ، ولكن على الضمير العالمي أن يُرجع الأمور لجذورها الأصلية عند البحث العلمي النزيه ، وقد تم نهبنا على كل المستويات وبمختلف الطرق ، ولكن أن ينهبوا جذور حضاراتنا المنقوشة على اللوح الصلب ، ويُنسبوها لحضاراتٍ لاحقة وينكروا أصلها الرافدي مع أن كل الحجج والوثائق والإثباتات تنام في متاحفهم وكتبهم ووثائقهم !!!، فهذا قمة الغباء والتجاهل للحقيقة .
والأدهى هو أن يؤمن ويُصدق الغرب بأن الفضل الرئيسي في نشوء الحضارة الأوربية يعود للإغريق واليونان !!، اللتان كانتا جسراً لإيصال حضارة الشرق إلى الغرب ، ومتناسين أن كل علوم اليوم والبحوث والمكتشفات والحفريات المدعومة برأي غالبية علماء الدين الأكاديميين وعلماء الآثار وعلماء ( الأنثروبولوجيا – علم الإنسان ) تقول وتُثبت بأن الفضل الأصلي إنما يعود لحضارة وعبقرية الشعوب القديمة لحضارات وادي الرافدين ووادي النيل ، وخاصةً عندما نقرأ الحقيقة المُذهلة التي تقول بأن الأدب السومري - وبعده بزمن قليل الأدب المصري - قد سبق غيره من آداب الحضارات الأرضية بما لا يقل عن الف سنة ، كالأدب الكنعاني 1400 ق.م ، والأدب العبري 600 ق.م ، كذلك نُلاحظ أن الألياذة والأوديسة اليونانيتان ، والركفيدا الهندية ، والأفستا - الأبستاق - الفارسية ، لا يرتقون جميعاً إلى ما قبل 500 سنة ق.م !!.
لكن ما يُعزينا هو إعتراف العلماء الحقيقيين بجذورنا ، حيث يقول عالِم السومريات جان بوتيرو تقييماً : [ لا أحد يستطيع اليوم أن ينكر إلى أي مدى تلقت بلاد الإغريق القديمة من الشرق ، على الصعيد الثقافي وعلى جميع الأصعدة ، وذلك يعني إنها تلقت أولاً من بلاد الرافدين الجليلة والعظيمة .
أما نحنُ ، فقد إبتدأت ( حضارتنا الغربية ) وإنطلقت من الديانة المسيحية ، شِئنا أم أبينا ، وهذه الديانة ذاتها وجدت في ملتقى آيدلوجيا الكتاب المقدس من جهة ، والآيدلوجيا الإغريقية الهلينية من جهة أخرى . لِذا فنحنُ بهذا الإنتساب المُزدوج مدينون للسومريين والبابليين الذين يُشكلون أقدم أسلافنا المعروفين على الخط التصاعدي المُباشر ، فإنهم من بعيد ، من بعيد جداً ، من أسرتنا ، ويُشكلون جزءاً من ماضينا ، كان من شأنهِ ألا يفصل في المعرفة التي يمكننا إكتسابها منه ، كما إنه لم يفصل في إمتداده الخاص . فإذا أردنا أن نفهمهُ على الصعيد الوراثي ، وإذا شئنا العثور على أسلافنا ، وأن نُجري جرداً لأعرق جزء من تُراثنا وأكثره عُمقاً ، وأن نبحث عن هذا الشرح التَيِر الذي لا يُضاهى ، وذلك ( بالأسباب الفردية والسوابق ) التي بوسع التأريخ وحده أن يُزودنا بها ، إذن ... علينا أن نرتقي إلى سكان بلاد الرافدين القُدامى ، والماثلين في نهاية أُفقنا ] . مقطع من محاضرة القاها في جامعة بروكسل البلجيكية .
لهذا بالحضارات الأصلية لا تموت ولا تُنكر ، بل تنتقل وتسافر وتتلاقح وترتقي ، وفي هذا يقول الكاتب الرائع نجيب محفوظ : [ الحضارة شجرة نامية أسهم جميع البشر في سقي جذورها ورعايتها بالجهد والعرق والدم ، ومهما إدعاها قومٌ في فترة محدودة من الزمن فهي في الحق ملك الأسرة البشرية جميعاً . ولم تكن مجاملة عندما غرس رواد الفضاء الأميركيون أعلام الأمم في تربة القمر لدى هبوطهم عليهِ لأول مرة ، بل كانت إعترافاً علمياً بالجهد الحضاري البشري المُتراكم وراء رحلتهم ونجاحهم ] .
كذلك كان للحضارة السومرية – البابلية تأثير مُباشر وفعال على ديانات أغلب شعوب العالم ، وخاصةً تأثيرها الكلي الواضح على الديانات التوحيدية للشرق الأوسط ، وعلى كتبة التوراة والتلمود ، وهو ما سيتناولهُ البحث .
كِتاب العهد القديم ( التوراة ) كان قد تم إعتباره - ولقرون عديدة - كتاباً مُقدساً أوحاهُ أو الهمهُ الرب للعبرانيين ، ومما ساعد على في تصديق الناس بهِ ، هو أن الزمن والحروب الطاحنة والخراب والنسيان والتراب غمروا وإلتهموا كل الحضارات الرافدية والمصرية والكنعانية القديمة حسب حتمية : ( أقوام وشعوب سادت ثم بادت ) !. ولكن فك رموز الكتابة الهيروغليفية ( المصرية ) وبعدها بزمن قصير رموز الكتابة ( المسمارية ) ثم الأكدية والبابلية والآشورية والكنعانية والفينيقية ، سلط مئات الأضواء الكشافة على زيف التوراة و إدعائها لما ليس لها !!. وفي هذا يقول سيد القمني في كتابهِ ( قصة الخلق ) : [ هناك إشكالية كبرى عن كون اليهود قد جعلوا جماعتهم وأربابهم قطب الدائرة في التوراة ، فنسبوا بطولات الملاحم إلى آبائهم الأوائل أحياناً ، أو نسبوا أبطال أساطير شعوب أخرى إلى أنفسهم ، وإدعوا النسب السلالي إليهم أحياناً أخرى ، فكانت النتيجة : مزيجاً هجيناً من ثقافات شتى ، تعود إلى الراسب الثقافي لمجموعة كبرى من شعوب المنطقة ، تلاقحت جميعاً على صفحات الكتاب المقدس ، ولعب فيها اليهود دور البطولة المُطلقة ] .
والظاهر أن العبرانيين ، وهم في أصولهم أشباه بدو ، كانوا قد أعجبوا لحد الوله والتقليد الأعمى بالحضارات العريقة ( الأصلية ) المتناثرة حولهم كالنجوم الساطعة في ليل بدائيتهم ، لِذا قاموا بنسخها وإقتباسها وتقليدها وتحويرها قدر الإمكان ، لكنهم لم يكونوا موهوبين حتى في ذلك ، لهذا نراهم يرتكبون الأغلاط الكثيرة التي أضحكت العلماء الباحثين المُدققين في الإكتشافات العملاقة لحفريات ونبش ما تحت تربة بلاد الرافدين ومصر والشام ، والتي أزاحت غبار مئات السنين عن الآثار والألواح والرقم الطينية المفخورة ، ومن خلال كل ذلك تم أيضاً إثبات أن التوراة لم تكن أول نص مكتوب كما كانوا يزعمون !!.
ويومها ضج كل العالم المتحضر ، وتحديداً مؤدلجي الفكر الديني والقومي والعنصري ، والحرس القديم من مُمثلي الرب على الأرض ، والذين رفضوا التصديق والقبول بأن جذور ومصادر أديانهم المُقدسة ، هي في أصلها أساطير وخرافات وأديان أقوام قديمة مُبدعة خلقَت وتعاملت مع هكذا فكر وممارسات لتفسير العالم الغامض الذي كان يُحيطها بلا أدريته من كل جانب .
كذلك إكتشفوا بأن كِتابة التوراة لم تكن عملاً قام بهِ النبي موسى لوحدهِ كما كان يُعتقَد ، بل شارك في حَبكِه ونسج لحمته وسداه - بعد إقتباسهِ - عشرات الكُتاب العبرانيين ، وفي أماكن متباعدة جغرافياً ، وعبر أزمنة مُختلفة جداً تُقدَر بألف عام بين أول وآخِر مُقتبس !!. وفي هذا يقول الأب سهيل قاشا في كتابهِ - أثر الكتابات البابلية في المُدونات التوراتية : [ التوراة ليست كتاباً واحداً ، بل سلسلة من الكتب ، كتبها عدد من الكتاب في أزمنة مُتباينة ، وإنها لا تقتصر على موضوع واحد أيضاً ] .
أما العالِم د. طه باقر فيقول في كتابهِ ( مُقدمة في تأريخ الحضارات القديمة ) : [ ومما يُقال عن بقاء اليهود في بلاد بابل – بعد السبي البابلي الثاني والذي تم فيه تدمير أورشليم ودك معالم هيكل سليمان – وما تركهُ من تأثيرات كبيرة في الديانة العبرانية وفي تطور معتقداتها الأساسية بحيث يصح القول ان هذه الديانة بوصفها ديانة مُوحِدة مع نضج فكرة الوحدانية فيها ، إنما نمت في أثناء بقاء اليهود في بلاد بابل ، كما بدأ فيها جمع أسفار التوراة وتدوينها ما بين القرنين الخامس والسادس ق.م ، ودُوِنَ التلمود البابلي الشهير في القرنين الخامس والسادس الميلاديين ، هذا بالإضافة إلى ما أخذهُ اليهود من آداب حضارة وادي الرافدين ومعارفها وأساطيرها وقصصها ] .
كذلك يقول صمويل نوح كريمر ، وهو من علماء السومريات أيضاً : [ فقبل أن يُدون العبرانيون توراتهم ، والإغريق الياذتهم وأوديستهم بألف عام ، نجد في بلاد سومر أدباً غنياً ناضجاً يتضمن الأساطير وقصص الملامح والتراتيل والمراثي ، ومجموعات من الأمثال والخرافات والرسائل والمقالات والمناظرات ] .
أدناه ( بعض ) الإقتباسات التوراتية ، وهي الأهم والأكبر من ضمن المئات منها . أغلبها ليس بالجديد على القارئ القديم ، لكنها قد تكون مُختلفة في طريقة تقديمها وعرضها وربط حوادثها وتنسيقها والتعليق عليها ، والعقل وليُ التوفيق .
1 - جذور إقتباس قصة الخلق والتكوين
كتصرف طبيعي غريزي وبديهي لمَلَكَة العقل عند الإنسان ، نراهُ يحاول منذ البدء تفسير ما حوله من موجودات وكائنات ومعميات وعوالم ، كتصدي لِما لَم يكن يعرف أو يفهم من أسرار لجود العالم ووجوده هو وموتهِ ، وكان من ضمن تفسيراتهِ وقناعاتاتهِ ما وَصَلنا من قصص الخلق والتكوين . وأول وثيقة لقصة الخلق والتكوين وصلتنا من بلاد الرافدين تعود لحوالي 3000 سنة ق.م ، وملخصها هو : (( في البدء كانت الإلهة ( نمو ) لوحدها ، وهي المياه الأولى التي إنبثق منها كل شيئ ، ثم أنجبت ولداً ذكراً ( آن ) إله السماء ، وأنثى ( كي ) آلِهة الأرض ، وكانا ملتصقين ببعضهما وغير منفصلين عن أمهما نمو ، وحدث آن تزوج ( أن ) من أخته ( كي ) وأنجبا إله الهواء ( أنليل ) والذي بقوته الجسدية حرر إلتصاق أمه وأبوه عن بعضهما فصار ابوه السماء وأمه صارت الأرض ، ثم أنجب أنليل ( نانا ) إله القمر ، والذي بدوره أنجب ( أوتو ) إله الشمس ، ... الخ )) .
ثم تبعتها قصص بابلية مُقتبسة منها في حوالي 2000 ق.م ، كان آخرها وأضبطها ملحمة الخلق البابلية المسماة ( إينوما إيليش – عندما في الأعالي ) ، وتُمثل الشكل النهائي لتلك الملحمة .
الإختلاف في كل تلك القصص كان جزئي جداً لا يتعدى كونهِ إختلافاً في تسمية الآلِهة مع تغير بعض التفاصيل الهامشية ، وهي إختلافات حتمتها سلطة وقوة المتغيرات السياسية والحربية والإجتماعية للمدن والدول والحكام ، وكمثال : نجد أن الإله ( أنليل ) وهو الإله الخالق عند الأقوام السومرية ، يأخذُ إسم الإله ( مردوخ ) عند البابليين بعد أن إقتبسوا الفكرة من السومريين ، كذلك نُلاحظ تغيير الإله ( أنكي ) بالإله ( أيا ) .
كذلك نُلاحظ أن الآشوريين وبعد أن إقتبسوا قصة الخلق ( إينوما إيليش ) من البابليين يقومون عمداً على كشط إسم الإله ( مردوخ ) عن الكثير من الرُقم الطينية التي كانت من ضمن غنائم الحروب العديدة بين هذين الشعبين ، [ ويعيدون نسخ بعضها الآخر ويضعون إسم إلههم ( آشور ) بدلاً من الإله البابلي ( مردوخ ) ، مع إعطائهِ كل صفات الإله مردوخ !!، لكن عملهم لم يكن مُتقناً ، فقد بقي في هذه الكتابة ما ينم عن وجود مردوخ ] . إقتباس بتصرف من كتاب ( أثر الكتابات البابلية في المدونات التوراتية - الأب سهيل قاشا ) .
ومن الجدير بالذكر أنه تم إكتشاف الواح ( الإينوما إيليش ) في مكتبة الملك ( آشور بانيبال ) ، وتم أيضاً توثيق أصلها البابلي وليس الآشوري والذي يقول أنها كُتبت في حوالي سنة 1750 ق.م في بابل ، والظاهر إن إكتشافها في مكتبة آشور بانيبال كان لكونها من غنائم الحرب السجال بين الآشوريين والبابليين ، والتي إنتهت بتدمير البابليين لنينوى وآشور نهائياً في سنة 612 ق.م ، وبعدها بفترة قصيرة هوت بابل ودُمِرَت إلى الأبد على أيدي الفرس وقائدهم كورش
سنة 539 ق.م ، وبمساعدة وخيانة يهود بابل الذي كانوا من نسل السبي البابلي الأول والثاني لأورشليم !
تُحدِثنا ملحمة ( الأينوما إيليش – عندما في الأعالي ) عن انه لم يكن موجوداً في بداية الزمن إلا الماء الأزلي الشاسع ، والفوضى (( بحر أول فوضى في الكون )) ، إختلط فيهِ الماء العذب ( إبسو ) بالماء المالح ( تيامات ) !.
ومن تلك الفوضى الرهيبة خُلقت أوائل الآلهة ، ومع مرور الوقت قرر بعضها تنظيم العالم ، فأدى ذلك إلى غضب الإله ( إبسو ) وزجتهِ ( تيامات ) ربة ورمز الفوضى العظيمة ، وكانت اُنثى شريرة ومُشاغبة وعلى شكل تنين لهُ سبعة رؤوس .
وتقول بقية الأسطورة أنه إتحد المتمردون تحتَ راية وقيادة الإله الحكيم ( إيا ) وقتلوا الإله ( إسبسو ) ، فقررت الإلهة ( تيامات ) الإنتقام لمقتل زوجها . وتقع معركة دموية رهيبة إنتصرت فيها آلِهة النظام تحت قيادة الإله ( مردوخ ) الذي قتل ( تيامات ) وخلص العاَلم من شرورها وأذاها ، وشطر جسدها المائي شطرين (( كما تُفلقُ الصدفة ))، وصنع منهما السماء والأرض ، ثم يتم خلق النبات والحيوان والشمس والقمر وإلإنسان والحياة ... الخ .
أما قصة الخلق التوراتية فتقول لنا - مُختصر - : أن الرب العبراني بعد أن قضى على فوضى الماء ( الغمر المائي ) الذي كان أول موجودات الوجود كمحيط أزلي مظلم صَوَرَتهُ التوراة كوحش خرافي عظيم أسمتهُ ( الواياثان ) ، وهو التنين ذو الرؤوس المتعددة ، والذي يقوم رب التوراة بشقه نصفين ليصنع منهما السماء والأرض !. وقد إستمرت عملية الخلق هذه ستة ايام إستراح بعدها الرب من عناء عملهِ في اليوم السابع وجلس على العرش ! .
في سفر التكوين نقرأ كذلك : (( وكانت الأرض خربة وخالية ، وعلى وجه الغمر ظلمة ، وروح الله يرف على وجه المياه ، وقال الله : ليكن جلد في وسط المياه ، وليكن فاصلاً بين مياه ومياه ، فعمل الله الجلد ، وفصل بين المياه التي تحت الجلد والتي فوق الجلد ، وكان كذلك ، ودعا الله الجلد سماء ... الخ )) .
في القرآن نجد سورة هود آية 6 : (( وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، وكان عرشه على الماء )) . كذلك يقول القرآن : (( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما )) .
من خلال كل ما تقدم نعرف بأن التوراة – وهي اُم الديانات التوحيدية – قد بنت أولى أفكارها حول الخلق والتكوين على أساطير سومر وبابل وبالذات على ملحمة الخلق ( إينوما إيليش – عندما في الأعالي ) !!!، والبقية تأتي .
2 – جذور إقتباس فكرة خلق الإنسان من التراب وعلى صورة الخالق
الكثير من أساطير الشعوب تحوي قصصاً مُشابهة لخلق الإنسان من الطين ، منها البابلية بواسطة الإله ( مردوخ ) ، المصرية بواسطة الإله ( خنوم ) ، الإغريقية بواسطة الإله ( برو ميثيوس ) ، العبرانية اليهودية بواسطة الإله ( يهوة أو إيلوهيم ) ، وغيرها الكثير من القصص والأساطير لأقوام وشعوب العالم .
وكل هذه الأساطير مصدرها واحد : سومري رافدي ، والأصل موجود في مقطع من الأسطورة السومرية ، حيث يقول الإله ( أنكي ) لأمهِ ( نمو ) :
إمزجي لب الطين بمياه الأعماق
وسيقوم الُناع الإلهيون المَهرَة ، بتكثيف الطين وعجنهِ
وقومي أنتِ يا أُماه ، ببناءِ الأعضاء والجوارح
وستعملُ معكِ ننماخ – الآلِهة الأم – يداً بيد
وستقف جنبك لمساعدتك أثناء التكوين ، كل ربات الولادة
ولسوفَ تختارين للمولود الجديد يا اُماه ، مصيره
وستُعَلِقُ ننماخ عليهِ شكل وصورة الآلِهة
إنه الإنسان
ونرى بأن هذا المقطع من الأسطورة يقول لنا بأن الإنسان صُنع من التراب ( الطين ) ، وعلى هيئة وصورة الآلِهة ، وأن مصائر البشر مُقدرة ومكتوبة منذ لحظة خلقهِ ، وهو إقتباس آخر كان يسميهِ السومريون ( الواح القدر ) ، وفي لغاتنا العربية يُعرف ب ( المكتوب على الجبين تشوفو العين ) ، و( القسمة والنصيب ) ( والمُقدر والمكتوب ) ، وغيرهما الكثير .
وكمحاكاة لهذه الأسطورة تذكر التوراة في سفر التكوين 1: 26-27 : (( قال الله : لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا ، فخلق الله الإنسان على صورتهِ ، على صورة الله خلق البشر ، ذكراً وأنثى خلقهم ، وباركهم الله ... )) . كذلك نجد في سفر التكوين 3 - 19 : (( ....... حتى تعود إلى الأرض ، لأنك منها اُخِذتَ ، وأنتَ تراب وإلى التراب تعود )) .
أما القرآن فيقول : (( وخلقنا الإنسان من علقْ )) ، وفي أية الأنعام : (( هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلاً وأجلٌ مسمى عنده ثم أنتم تَمتَرون )) . كذلك في القرآن : (( وخلقنا الإنسان من صلصالٍ كالفخار )) . ونقرأ في كتاب ( العين ) للخليل بن أحمد الفراهيدي قوله : (( وخُلِقَ آدم من طين ، ومكث في الشمس أربعين يوماً ، حتى صارَ صلصالاً )) .
في الأسطورة السومرية نرى أن الغرض الرئيسي من خلق الإنسان هو لعبادة وخدمة الآلِهة ، عن طريق تزويدها بالطعام والشراب والمسكن وكل ما تحتاج . لكي تُعطى تلك الآلِهة - صغارها وكبارها – الفرصة للقيام بأعمالها الربانية بصورة منتظمة ، وقصة خلق الإنسان السومرية تبدأ من مشكلة إجتماعية حدثت بين فئتين من مجمع الآلِهة : ( الأناناكي ) وهم رؤساء الآلِهة ، و( الإيكيكي ) وهم آلِهة من الدرجة الثانية أقل منزلةً وشأناً ، وكانوا يُمثلون الشغيلة المُسخرين للعمل المُرهِق جداً لخدمة الآلِهة الكبار الأناناكي .
ويحدث أن كثرة العمل والضغط يُولد ضغوط تؤدي لثورة الإيكيكي الذين يُضربون عن العمل ويقومون بإحراق وتدمير أدوات العمل وعدتهِ ، ويذهبون ليحتجوا على سوء وبؤس أوضاعهم عند كبير الآلِهة ( إنليل ) ، ويبدو أنه كان يقوم بدور المهندس أو المشرف ، أُسطة أو فورمن أو مانِجَر أو ربما باش مهندس .. شيئ من هذا القبيل .
والمفهوم من سياق أحداث الأسطورة أن إضراباً كهذا سيؤدي إلى مجاعة وشقاء ودمار !!، فالآلِهة الكبيرة لا تعمل حتى لو جاعت ، يعني نوع من ( تنابلة السلطان ) !!، ولهذا نراهم يعقدون إجتماعاً طارئاً لمجمع الآلِهة ، وعلى رأسهم الإله ( أنو ) والإله ( أيا ) وهو الإله الصاحي الذكي الدقيق والمُبتكر ( هذه صفاته ) ، والذي يقترح خلق بديل للآلِهة الصغار ( الإيكيكي ) ، ولكن بشروط منها : أن يكون البديل الإنساني موهوباً وحاذقاً وذكياً كما هي الآلِهة ، ويُشترط على البديل أيضاً عدم الإعتراض والتذمر والإضراب ، لأن ذلك سيُعرض عالَم الآلِهة الكبار والصغار للخطر ، والشرط الثالث أن يُعطى هذا البديل حياة قصيرة ولا ينال الخلود المُخصص فقط للآلِهة !!!.
وأعتقد هذه الشروط التعسفية لا زالت مفروضة على البشر لحد اليوم . وكلنا يعرف إنها من صنع الكهنة المستفيدين دائماً وأبداً عبر كل العصور .
ولا يفوتنا في قصة خلق الإنسان هذه أن مجمع الآلِهة قام بقتل إله قاصر ( أويل – إله العقل ) ومزجوا دمه مع الطين لإعطاء المخلوق الجديد ميزة العقل التي ستساعدهُ في القيام بأعمالهِ اليومية !!.
ونرى أيضاً أن واحدة من أسباب خلق الإنسان هي لعبادة تلك الآلِهة ، وحتى هذه الفكرة تم إقتباسها ، وتأتي على لسان النبي محمد : (( وخلقنا الإنس والجن ليعبدون )) ، ومنها نفهم الإصرار الإسلامي على أن الفكرة الأساسية لخلق البشر هي لعبادة الله ، وكل ما عدى ذلك أمورٌ تافهة وثانوية .
وفي التوراة : (( .... ذكراً وأنثى خلقهم ، وباركهم الله ، وقال لهم : إثمروا وإكثروا وإملأوا الأرض )) ، ومن هذه الفقرة التوراتية إقتبس النبي محمد كلامه : (( تناكحوا تناسلوا تكاثروا إني مباهٍ بكم الأمم في يومِ القيامة )) !!، والحق .. لا أعرف إن كان سيُباهي بالنوعية أم الكمية !؟ .
وكما في الأسطورة السومرية إقتبست الأديان التوحيدية فكرة مُطالبة الإنسان المسكين أن يكون عبداً حقيراً ذليلاً للخالق المزعوم ، بل هي تُشدد على ذلك ، وتتهدد الإنسان بأفضع العقوبات الدنيوية والأخروية فيما لو فكر أو شرع في عدم الطاعة ، وتُذكره كل يوم وكل ساعة بما ينتظرهُ في الجحيم وجهنم وبئس المصير .
- جذور إقتباس قصة الخطيئة الأولى – آدم وحواء3
وجد المنقبون وعلماء الآثار في العراق نقشاً سومرياً على شكل ( ختم أسطواني ) ، يُصَوِر رجلاً على رأسهِ قلنسوة أو قرنين ، وإمرأة حاسرة الرأس ، وهم في حالة جلوس فوق كرسيين متقابلين وبينهما شجرة نخل ، وكلاهما ماداً يده نحو عذق التمر الذي يُقابلهُ ، والمتدلي من النخلة ، كذلك تظهر الحية منتصبة وقوفاً خلف المرأة !!.
وحتى بدون أن يرى بعضكم صورة هذا النقش ، فبماذا توحي لكم هذه الصورة الحجة ؟
كل ما فعلهُ المُقتبس التوراتي هو أنه أعطى للشخصين الآدميين أسماءً ( آدم وحواء ) ، وإستبدل النخلة وعذقي التمر بشجرة التفاح والتي تُمثل ( الخير والشر ) ، ومعلومٌ أن أرض فلسطين مشهورة بالتفاح وليس بالنخل ، وهذه شطارة تُحتسب للمُقتبس التوراتي ، لكنها تنقلب ضدهُ حين تفشل شطارته عن إخفاء معالم الإقتباس الشهير والكبير هذا ، والذي خدع العالم لمئات ومئات السنين ولحد إكتشاف جذور هذا الإقتباس الذي كشفه لنا ختم أسطواني صغير .
أما الأسطورة الفارسية عن خلق آدم وحواء فتقول : (( أن الإله الكلي القدرة ( أهورا مِزدا ) إله الديانة الزرادشتية خلق ( غايومارت ) وهو الإنسان المُعادل لأدم عند الفرس ، وعاش غايومارت هذا 3000 عام كروح بلا جسد !!!، بعدها تحول إلى شاب وسيم ، وبعد ان عاش لفترة 30 سنة كإنسان قام الشيطان ( أهرمان ) بتسميمهِ وقتلهِ ، وبتحريض من ( جي ) العاهرة !!. ومن بذرة غايومارت نمت كل البشرية من أب وأم ( ماشي وميشان ) واللَذَينِ تركا عبادة ( أهورامِزدا ) وتبعا غواية الشيطان . لِذا حَكَمَ عليهما ( أهورا مِزدا ) بالعذاب الأبدي )) .
وهذا يُذكِرنا بلعنة الرب التوراتية على آدم وحواء والحية ، وكيف طردهم من جنة عدن التوراتية . لأنهم إستسلموا لغواية الحية وأكلوا من تفاح شجرة معرفة الخير والشر ، وكان ذلك دلالة عصيانهم وعدم طاعتهم لأوامر الرب الخالق !. إقتباس واضح جداً .
4 - جذور إقتباس قصة خلق حواء من ضلع آدم .
تقول الأسطورة البابلية أن جزيرة ( دِلمون ) تحولت إلى جنة بعد إتحاد الإله ( أنكي ) بالآلِهة الأم الأرض ( نينخورساج ) التي نراها تغضب بشدة من زوجها ( أنكي ) حين يقوم وبدون علمها بأكل ثمانية نباتات كانت قد إستنبتتها ، لهذا تلعنهُ بلعنة الموت : (( إلى أن يوافيك الموت لن أنظر إليك بعين الحياة )) !! .
وبما أن أنكي ( المريض باللعنة ) يُمثل إله المياه .. فهذا يعني لبقية الآلِهة أن المياه ستقل ، ولن تكون مُتدفقة من الإله أنكي كما في السابق ، وأن الأرض ستشرب ما سيتبقى منها ، وسيعم الجفاف والقحط والمجاعة ، لِذا يقوم الآلِهة الكبار على محاولة إقناع ( نينخورساج ) بالعفو عن زوجها أنكي إذ هي الوحيدة القادرة على شفائهِ ، ويقوم الثعلب في النهاية بإقناعها ، وبعدها تقوم ( نينخورساج ) بخلق ثمانية آلِهات لشفاء أمراضه الثمانية والتي واحدة منها الوجع في ضلع صدرهِ !!.
واحدة من تلك الآلِهات الثمانية كانت تُدعى ( نن- تي ) ومعناها ( سيدة الضلع ) ، فالكلمة السومرية ( تي ) تدل على معنى ( الضلع ) في حالة الأسم ، وتُعطي معنى ( الحياة ) في حالة الفعل .
كذلك تعني ( نن- تي ) السيدة التي تُحيي ، لِذا نراها في الأسطورة تقوم بشفاء ضلع الإله المريض أنكي .
من تفاصيل هذه الأسطورة يتم إقتباس الفكرة التوراتية في سفر التكوين ، والتي تقول : (( فأوقع الرب سُباتاً على آدم فنام ، وأخذ الرب واحداً من أضلاعهِ وملآ مكانها لحماً ، وبنى الرب الضلع التي أخذها من آدم إمرأة وقدمها لآدم )) .
حتى الساذج بإمكانهِ التعرف على جذور وأصول هذه الحكاية التوراتية المُقتبسة حين يقرأ الأسطورة البابلية ، ثم لاحظ التقارب الكبير بين ( نن- تي سيدة الضلع ) وهي نفسها ( السيدة التي تحيي ) وبين الإسم التوراتي ( حواء – اُم الأحياء ) !!.
5 - جذور إقتباس قصة الطوفان والنبي نوح .
أقتبس لكم هذه القراءة الممتعة من كتاب ( بلاد النهرين ) للكاتب وعالِم السومريات جان بوتيرو : (( وإذا كان الكتاب المقدس - العهد القديم - الذي عُدَّ لمدة طويلة كنتاج فائق الطبيعة ، وكأنه قد حفظ لنا أقدم وثائق البشرية قد فقد هذا الإمتياز الساذج ، فإنما سبب ذلك قد جرى يوم 3 كانون الأول سنة 1872 ، حينما اعلن العالِم والآثاري جورج سمث في لندن إنه قد إكتشف على لوح مسماري رواية للطوفان قريبة جداً من رواية سِفر التكوين في العهد القديم ، بحيث لا يمكن لنا ان ننفي تبعية سِفر التكوين تجاه تلك الرواية في موضوعها وإسلوبها الأدبي )) .
وفي نفس الموضوع يقول العالِم الآثاري الشهير ( صمويل نوح كريمر ) المختص أيضاً بعلم السومريات وبلاد الرافدين في كتابهِ ( ألأساطير السومرية ) : (( ان قصة الطوفان التي دونها كتاب التوراة لم تكن أصيلة ، وإنما هي من المبتكرات السومرية التي إقتبسها البابليون من سومر ، ووضعوها في صيغة الطوفان البابلي )) .
هناك العديد من قصص الطوفان في حضارات العالم القديم ، وربما كانت غالبيتها متباينة في تفاصيلها ، لكنها متشابهة في نتائجها ، بسبب إختلاف المكان والزمان والأقوام وذهنية المُقتبس ، لكنها جميعاً من جذر واحد تابع لأول نسخة عالمية لأسطورة الطوفان المكتوبة على اللوح # 11 من ملحمة كلكامش المتكونة من 12 لوحاً .
وكما تقول كل الكتب المُوثقة فهناك قصة طوفان سومرية بطلها ( زيوسودرا ) ، وقصة طوفان بابلية بطلها ( أوتونابشتم ) ، واخرى بطلها ( أتراخاسيس ) ، اما بطل القصة التوراتية فهو ( نوح ) .
في القصة البابلي تقول الرقم الطينية : (( أن الآلِهة قرروا التخلص من البشر !!، لأنهم تكاثروا جداً وبدأ ضجيجهم يزعج الإله أنكي وبقية الآلِهة ، لِذا عقدوا إجتماعاً مهماً لكل الآلِهة الكبار ، وقرروا التخلص من البشر عن طريق إغراقهم بطوفان لا يُبقي منهم أحداً ، وهنا يقوم الإله ( أنليل ) بتسريب معلومة الطوفان لملك دولة سبار ( زيو سودرا ) الذي يقوم ببناء فلك كبير للنجاة من كارثة طوفان الأيام السبعة الرهيبة ، وبعد الطوفان يتمتع ( زيوسودرا ) بالحياة الأبدية مع الآلِهة في جنة دلمون الخالدة ، مكافأة لهُ على إنقاذهِ للجنس البشري .
من كل هذه الأساطير المحيطة يومذاك بالوجود العبري إقتبس كتبة التوراة ومنقحيها قصة نوح وسفينته الشهيرة التي لو كانت حقاً حملت من كل زوجين إثنين لكانت ستكون أكبر من التايتانك بألف مرة وأكثر !!.
كل هذا يقول لنا أن الأسطورة والخرافة يجب أن لا تخرج عن إطارها ومفهومها الميثولوجي لتصبح حقيقة ثابتة مُرسلة من لدن الرب ومطموغة بطمغتهِ المُقدسة !! .
ورغم علمنا بأن القصص والأساطير مبنية على مخيال البشر ، لكنها قد لا تخلو من نتف حقائق تمتزج بالإسطورة ، وكما يقول المثل الشعبي العراقي : ( ماكو نار بلية دخان ) أي : النار لا تخلو من دخان ، وهكذا نجد أن حتى قصة الطوفان نفسها فيها بعض حقائق كما جاء في التقرير عن حفريات العالِم الأثري الإنكليزي ( ليونارد فولي ) الذي إكتشف مدينة ( اُور ) في جنوب العراق ، وهي مدينة سلالات عديدة ومركز عبادة الإله السومري ( القمر- ننا ) :
[ حفر هذا العالِم حفرة في موضع قمامة تجمعت خلال آلاف السنين تحت جدران العاصمة السومرية القديمة ، فوجد على عمق 14 متراً مقبرة للملوك السومريين من حكام بداية الألف الثالثة ق.م ، وكانت المقبرة مليئة بالكنوز الفنية وبقايا الأجساد البشرية . ثم أراد هذا العالِم معرفة ما تحت تلك المقبرة ، وبعد الحفر في المنطقة التي تحتَ المقبرة ، وجدوا طبقة من الطمى النهري بعمق ثلاثة أمتار خالية تماماً من آثار الحياة الإنسانية ، والظاهر أن هذه الطبقة بالذات كانت من نتائج الطوفان التأريخي الرهيب لأرض ما بين الرافدين .
الحسابات ( المثلثية ! ) أوصلت العالِم ( فولي ) لنتيجة مفادها أنه لم يصل بعد للطبقة ( العذراء ) من الأرض ، والتي لم يلمسها إنسانٌ بعد ، لهذا واصلوا حفرهم إلى أن ظهر تحت طبقة الطمى تلك آثار مستوطنات بشرية ( لبن وقذارة وبقايا أوانٍ فخارية ) ، وأثبتت كِسَر الأواني الفخارية تلك أنها تعودُ لحقبة زمنية وحضارة بدائية مختلفة تماماً عن تلك الموجودة فوق طبقة الطمى النهري !!، بمعنى أن طبقة الطمى ذات عمق الثلاثة امتار كانت تفصل بين زمنين ومُجتمعين لا علاقة للواحد منهما بالأخر غير علاقة المكان !!.
ولم يكن هناك غير تفسير واحد : وهو ان طوفاناً رهيباً حدث عبر ليل الزمن وأغرق مستوطنات قديمة وغير معروفة لنا ، وبعد إنتهاء الطوفان وجفاف الأرض أتت شعوب وأقوام اخرى وسكنت بلاد ما بين النهرين ، وكان هؤلاء هم السومريون الذين شكلوا أقدم حضارة مكتوبة في تأريخ الجنس البشري .
وتقول معلومات العلماء ، أنه .. ولكي يتجمع الطمى على إرتفاع حوالي ثلاثة أمتار ، يجب أن يبقى الماء مدة طويلة على إرتفاع لا يقل عن ثمانية أمتار !!، وقد بينت الحسابات العلمية أنه لو وصل إرتفاع الماء لمثل هذا الحد ( 8 أمتار ) لإنغمرت كل الأرض في بلاد ما بين النهرين !!.
إذن فقد وقعت هنا حقاً كارثة نادرة الحدوث في التأريخ ، ورغم ذلك فهذه الكارثة كانت إقليمية وموضعية ، ولكن سكان المنطقة من الناجين ومَن بعدهم ظنوا آنذاك أن الكارثة عَمَت العالم كله وأن الطوفان كان شاملاً بعثه الرب المُقتدر الباطش كعقاب للبشرية بسبب خطاياها !!.
وهكذا أيضاً إنتقلت قصة الطوفان من جيل لآخر ومن زمن لآخر ، إبتداءً من السومريين والأكديين والبابليين والآشوريين والكلدان إلى أرض كنعان حين تلقفها العبريين فحرفوها وصاغوها بطريقة خدمت أغراضهم واغراض مؤلفي التوراة ومقتبسيه ] .
6 - جذور إقتباس فكرة الجنة .
في الأسطورة السومرية التي عُرِفَت بين الباحثين بإسم ( أسطورة أنكي وننخرساج ) ، يتم وصف الجنة على شكل بستان كبيرة للخير والبركة . فمن إتحاد جَسَدَي ( أنكي ) الذي يُمثل المياه ، مع ( ننخرساج ) التي تُمثل التربة - الأرض الأم - يُخصبُ الفردوس السومري ويمتلئ بالورود والأزاهير وعطاء الحقول والبيادر وثمار النباتات التي تحمل الحياة والديمومة للبشر !!، ولهذا فهي أرض الخلود والنعيم والراحة الأبدية . والتي سيعيش فيها البشر مع حيواناتهم بسلام وخير بعيداً عن الشقاء والمعاناة والمرض والحزن والفناء .
الواقع الإنساني الذي لم يتبدل عبر كل العصور يقول لنا وبوضوح تام ، بأن الصورة الفكرة عن الجنة السومرية تعبر عن أحلام كل البشر ومنذُ بداية تواجدهم على الأرض ، ولا يزال نفس الحلم مستمراً في مخيال وأحلام كل البشر . وتقول الأسطورة أن موقع هذه الجنة هو في ( دِلمون ) وحسب رأي العلماء فدلمون هي دولة ( البحرين ) الحالية .
وبإختصار فإن دلمون تقع ضمن عدة جزر وسط بحر الكلدان ( الخليج العربي حالياً ) ، وتقول دراسات البيئة أن مناخ هذه الجزر ( الدلمونية ) كان رطباً غزير الأمطار قبل عشرة آلاف سنة ، وربما هذا أعطاها خاصية ( الدائمة الخصرة ) وقَرَب شكلها للناس إلى فكرة الجنة الوارفة الظلال والنبات والخير .
أقدم وثيقة تأريخبة عُثر عليها لعلاقة وادي الرافدين ( سومر ) مع دلمون كانت مع أحد ملوك سلالة ( لَكِش ) السومرية في حدود سنة 2520 ق.م ، وكانت حول سفن محملة بالأخشاب قادمة من دلمون إلى لكش . وكانت آخر وثيقة عُثر عليها في بلاد النهرين تذكِرُ دِلمون تعود لعام 544 ق.م .
كان الإله ( أنزاك ) هو رئيس آلِهة دلمون ، ومع ذلك فقد ورد إسمه ضمن قائمة آلِهة وادي الرافدين !!، ومن يدري .. فربما كانت بلاد وادي الرافدين تُعير أو تهب أو تؤجر بعض آلِهتها لما يُحيط بها من بلدان أو دول أصغر منها أو تحت سيطرتها !.
وبالنسبة لجنة دلمون فهناك ترتيلة سومرية جميلة تعود لألفين سنة ق.م ، تقول أن أرض دلمون مقدسة باركها ( أنكي ) إله المياه العذبة ، ومنحها الماء بعد طلب من آلِهة دلمون ( نن سيكال ) وبمباركة ( اُوتو ) آله الشمس . وهكذا وصل الماء العذب إلى دلمون ، وتُختتم الترتيلة بهذه الكلمات :
دلمون تشرب الماء الوفير
دلمون تشرب ماء الرخاء ، آبارها ذات الماء المُر ، أنظر !!
تراها وقد صارت مياهها عذبة
حقولها أنتجت الغلة والقمح
دلمون صارت داراً للشواطئ ، ومراسي الأرض
يا أرض دلمون الطاهرة ، المقدسة ، النقية
في دلمون لا ينعق الغراب
ولا ألأسد يفترس أحداً
والذئبُ لا يختطف الحمل
والكلب المسعور لا يُهاجم الجدي
والخنزير البري لا يلتهم الزرع
ولا الأرمد يقول : عيني مريضة
ولا المصدوعُ يشكي من صداعهِ
وحيث لا يشتكي النساء والرجال من شيخوختهم
والبشر لا يُواجهون الكوارث التي تُدمر الغلة
وفي دلمون ليس هناك أرملة
وحيث المُنشد لا ينوح
ولا بشر يندب ويعول على أطراف المدينة .
هنا نقرأ أحلام البشر الوردية بأسمى معانيها وأرق عباراتها وقمة إنسانيتها ، هي آهات المظلومين ، وتوجعات المُنكسرين ، وتداعيات الضعفاء المخذولين ، وزفراتُ المسحوقين الموجوعين حياتياً ، وتنهيدة المغلوبين على أمرهم في كل زمانٍ ومكان ، والتي دعتهم لتصوير وتأمل وإنتظار مكان - جنة - في مُخيلتهم ينعمون فيه بالدفئ والأمان والحب والسعادة والراحة الأبدية التي إفتقدوها على الأرض . لِذا .... لا عجب لو تم تصديق وإنتظار هذه الفكرة الحلم - الجنة - !! ولكن العجب أن يتم تحويرها وتهويلها وتقبيحها إلى تفاصيل جنسية جداً كما في جنة الشبق في القرآن ، بحيث خرجوا عن المعقول والمألوف في الفكرة السومرية المتواضعة الأصلية ، وأصبحت جنتهم مدعاة لقتل البشر وتدميرهم ولمجرد أن البعض الجاهل صدقوا بأن من يُجاهد ويَقتُل أكثر في سبيل الله هو الذي يستحق الجنة الذكورية التي أصبح رمزها ( فرج المرأة وعذريتها ) !!!.
أما في الجنة التوراتية المُقتبسة ، فيتبين إنها مزرعة أو حديقة للرب في شرقي عدن ( وعدن في اللغة السومرية تعني الأراضي السهلية الزراعية ، والتي أسكن كتبة التوراة فيها لاحقاً آدم وحواء . والتوراة تفترض أن جنة عدن تقع في جنوب وادي الرافدين ( سومر ) ، وتقول بوجود أربعة أنهار من ضمنها دجلة والفرات ونهرين آخرين وهميين .
والمتتبعين الباحثين وجدوا التشابه الكبير في خصائص وصفات الجنة التوراتية بعد مقارنتها بالجنة السومرية !، حيث في سِفر إشعيا التوراتي مواصفات للجنة مُقتبسة تماماً من الجنة السومرية تتحدث عن الراحة والطمأنينة والسلم ، وتتطرق حتى لأدق التفاصيل السومرية من خلال كلامها عن الحيوانات ، لا بل وتبالغ - كعادتها - بطريقة مُضحكة في تلك التفاصيل حين تقول ( مُختصر ) في سِفر إشعيا 1 : 6 - 10: (( ويسكن الذئب مع الخروف ! ، ويربض النمر مع الجدي والعجل ! ، والأسد يأكل تِبناً كالبقر !!! ، والطفلُ الرضيع يلعب مع الحيات ..الخ ! )) والحق أضحكتني جداً فكرة ذلك الأسد الذي يأكل تبناً كالبقر !!، وهي دلالة على سذاجة وهشاشة المُقتبس التوراتي !.
كذلك نُلاحظ أن الرب في الجنة التوراتية قد زرع شجرة الحياة وسط الجنة ، كذلك زرع شجرة معرفة الخير والشر ، وفي كلا الحكايتين - السومرية والتوراتية - نرى أن عقدة الحكاية ، أو المغزى والمعنى منهما هو الخطيئة البشرية .
وفي كلا الحكايتين يقوم الإله المسؤول بطرد البشر من جنتهِ !، ولكن برأي الكثير من الباحثين والفلاسفة والمُفكرين فإن الخطيئة تلك لا تُشكل سبباُ مُقنعاً للطرد ، ولمجرد أن البشر لم يُطيعوا بعض أوامر الرب ، بل يعتقدون أن السبب الأكبر والرئيسي هو خوف الرب من أن يأكلا أيضاً من ثمار شجرة ( الحياة ) ، وهذا سيخلدهما كما هو الرب مُخلدٌ وسرمدي كما تدعي الأديان وكتبها المقدسة .
وحول ذلك نقرأ في الإصحاح الثالث من سِفر التكوين : (( وقال الرب الإله : ها هو الإنسانُ قد صارَ كواحد مِنا ، عارفاً الخير والشر ، والأن ربما ستمتد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ، وياكل ويحيا إلى الأبد )) .
والغريب هنا – رغم علمنا بأسطرة غالبية التوراة – ، هو أن إله التوراة لا يثق بمخلوقاتهِ !، مما يُعطينا إنطباعاً أنه لم يُحسن صُنعها !!، وهذا مُحتمل ووارد جداً في قصة خيالية من نسج البشر !!.
7 - جذور إقتباس فكرة الترهيب ( الجحيم وجهنم والعقاب ) .
أطلق السومريون على عالمهم الإفتراضي التحت أرضي أو السفلي تسمية ( أرض اللا عودة ) ، والتسمية بالسومرية هي ( كي توكي ) وفي البابلية ( أرص لاتاري – أرض اللاعودة ) .
كان الإله ( نركال ) هو الإله الرئيسي بين آلِهة العالم السفلي ، والمتحكم في أبوابها السبعة ، وبمرض الطاعون ، وبقوة الشمس الحارقة المُدمرة . وكوكب نركال هو المشتري ، وهناك أسطورة عن ( نركال وزوجتهِ أريشكيجال التي هي شقيقة الألِهة عشتار ) تقول : (( أن الآلِهة الكبار أقاموا وليمة كبيرة دعوا فيها كل الآلهة ، ومن ضمنهم أريشكيجال والتي كانت في البداية هي زعيمة العالم السفلي ( عالم الأموات ) ، لكنها لم تستطع أن تلبية الدعوة كونها تابعة للعالم السفلي فقط ، ولهذا تُرسل وزيرها ( نمتار ) ليمثلها في حضور الوليمة وليجلب حصتها ، والذي عندما دخل إلى قاعة المأدبة قام لهُ إحتراماً كل الآلِهة إلا الإله ( نرجال ) !!.
بعدها تقوم ( أريشكيجال ) بالإحتجاج عند مجمع الآلِهة الكبارعلى تصرف ( نركال ) المُهين ، وتتهددهم بالشر إن لم يسلموه لها !، فيقومون بتسليمه خوفاً من شرورها .
وعند نزول نرجال للعالم السفلي يقوم بمباغتة أريشكيجال ويمددها على الأرض ليقطع رأسها !، وهنا تنهار أريشكيجال وتبكي وتتوسل رحمته وتطلب عفوه وتعده أن تكون زوجته : ( وسأجعلُ لكَ مُلكاً وسُلطاناً على كل العالم السفلي ، وسأضع بين يديكَ ( الواح الحكمة ) ، وأكون إمرأة السيد العظيم نرجال ) . حينئذٍ يرفعها إليهِ ويُقبلها ويمسح دموعها ويتزوجها )) .
ورغم رومانسية الحدث لكنه يُذكرني بالنهايات السعيدة على طريقة الأفلام الهندية والمصرية القديمة .
هناك أكثر من قصة كاربونية ل ( نركال وأريشكيجال ) في حضارات الرافدين والعالم ، وجميعها متقاربة في المضمون حول وجود ما يُسمى بالعالم السفلي ( عالم الموت واللا عودة ) والكائنات التي تدير شؤون ذلك العالم المُرعب !.
وكان السومريون يسمون العالم السفلي أيضاً ب ( أرالو ) وهو من أسماء ( نركال ) إله مثوى الأموات ، وقد صوروا ذلك العالم كمدينة كبيرة - تحت أرضية - مُحاطة بسبعة أسوار ولكل منها باب واحد . ويحكمها الإله نركال وزوجته أريشكيجال ، والتي مثل زوجها تتحكم بالأمراض والشر والموت والطاعون ، ويُساعدهم في تسيير أعمالهم الرهيبة مجموعات من المردة والجن والعفاريت – لم يكن مفهوم الشيطان معروفاً يومذاك - ، ويزعمونَ أن الميت يدخل للعالم السفلي عارياً كما خُلق عارياً ، وأن الريش وألأجنحة ينبتان على جسدهِ كما يحدث لصغار الطيور !!.
ويقولون أن كل الأموات سيبقون إلى الأبد مُمرغين في الأوحال والطين والظلام والبرد والخوف والأمراض والبؤس الأبدي ، وطعامهم سيكون التراب إلى الأبد !!. لوحة كابوسية قبيحة .
وكانوا أيضاً يعتقدون ان الإله نركال يختطف البشر من حياتهم الأرضية وينزل بهم كموتى إلى عالمه الأسفل ليلتهمهم !!، ، وربما أفكار كهذه كانت من صنع كهنة المعابد ، كي يزيد البشر حجم الأضاحي والتقدمات المقدمة للمعابد من أجل أن تحفظ الآلِهة حياة البشر وتُبعدهم عن عالم الموت والعذاب الأبدي ولو إلى حين .
في الأسطورة الفارسية الزرادشتية ، نرى أن ( رِشنو ) هو الحاكم العادل جداً الذي يحكم بالعدل على أرواح البشر بعد موتهم ، وبحسب أعمالهم الأرضية من خير وشر . وبعد الحكم العادل تبقى الروح مع الجسد لمدة ثلاثة أيام وثلاثة ليالي ، وهي الفترة التي يستغرقها إصدار الحكم من قِبل رشنوعلى الأموات . وهذا يذكرنا بموت وقيامة السيد المسيح في ثلاثة أيام .
وهكذا نرى في الطريقة الزرادشتية أنه من كان من أصحاب الخير – حسب نتيجة الحكم - ، كانت تُساعدهُ عذراء شقراء لعبور ( جسر الفراق ) !، والعذراء هنا هي تجسيد لضمير الروح التي تذهب بامان كُلي إلى حيث الضوء والسعادة الأبدية .
أما إذا رجحت كفة الشر في حسابات وميزان ( رشنو ) ، فالروح تجد ( جسر الفراق ) حاداً رفيعاً كحافة الموسى ، فتسقط الروح المُرتعشة نحو الأسفل حيث جهنم ، لتستقبلها هناك عفريتة بشعة شمطاء تُمثل الأعمال السيئة الشريرة للشخص الميت ، وتقوم العفريتة بتسليم روحهِ للشياطين ، ويتم حبس الروح في مكان خاص يسمى ( دروج ) ، وهو هاوية عميقة جداً مظلمة باردة مآساوية التفاصيل ، يعمها البؤس والظلام والشقاء والأوجاع والأنين ، حيث تتعرض
الروح لعذابات أبدية !!.
من مجموعة الكوابيس هذه ، السومرية والبابلية والزرادشتية وغيرها تم إقتباس أفكار عن الجحيم والمصير ألأخير والجنة وجهنم والعقاب والثواب زائداً إسهالات فكرية ساذجة بائسة مُضطربة مشوشة وقلقة لعقول مريضة بالوهم والخرافة والثوابت البلهاء التي صنعها بعض البشر الفاشلين في مضمار الإبداعات الإنسانية النبيلة ، فكان أن عوضوا عنها – للأسف – في إبداعات خزعبلاتية بديلة !!.
نعم ... من هذه التهويمات القديمة إقتبس اليهود والمسيحيين والمسلمين فكرة الجحيم والتفاصيل التابعة له ، مع الكثير من التظخيم والتهويل والمبالغة بحيث أصبح دخول الجنة عسيراً (( كدخول الحبل المتين من خرم الأبرة )) ! حسب تصوير وكلام السيد المسيح نفسه !!. ولسنا ندري ما الغاية من وجود الجنة في المسيحية إذا كان دخولها من عاشر المستحيلات !!؟ ، بينما دخولها من السهولة بمكان في الإسلام بحيث يكفي كونك مسلماً قرأ الشهادتين او إرهابياً فخخ دبرهِ في سوق الخضار !!.
الغاية الرئيسية من فكرة الجحيم لم تكن أبداً للتأثير على الناس في أن يكونوا أحسن من خلال تحجيم ملكة الشر عندهم ، بل كانت لتخويف وترهيب البشر من بسطاء وعبيطي الفكر ، وقسرهم على التصديق والإيمان بالله والديانات البشرية القديمة المنقرضة منها والحديثة التي لازال لها أجنحة ، وكل ذلك لديمومة فئة من الناس أصحاب الوظائف القديمة التي أغنت وتُغني أصحابها لحد اليوم : الكهانة ، وحارقي البخور .
والترهيب كان من أكبر الأسباب الرئيسية في دوام الأديان التوحيدية ، فعلى الناس الطاعة العمياء ( نفذ ولا تُناقش ) وإلا ....... فالرب ( الباطش المنتقم الماكر المُذل المميت القاهر الضار الداينصوري ) سيكون لك بالمرصاد ، لابساً خوذتهِ ودرعهِ ونعالهِ وحاملاً شوكتهِ الثلاثية ليريك ما تعجز عن تصوره مخيلة إنسان من عذابات أبدية !!!!. هذا هو رب الأديان الترهيبية الشرق أوسطية !!!.
النبي محمد في الإسلام أعطى إسم ( مالك ) لملاك أو خازن النار في جهنم !، وهو كبير الخزنة ورئيسهم ، والذي وصفه النبي محمد بأنه ( لا يضحك أبداً ) !!!. وربما منه إقتبس أغلب المؤمنين والسلفيين ورجال الدين المسلمين ذلك التجهم الكريه ، والتقطيبة البوكرية التي يتصورون أنها من سمات ( الوقار والجد والعقلنة والهيبة والرجولة ) !! .
تقول كتب المسلمين أن النبي محمد رأى ( مالك ) خازن النار ليلة الإسراء ، حين زار السماوات السبعة على ظهر دابته ( السوبر ) البراق ، وقال عنهُ : أنه من ملائكة الله المُكرمين !. وقد ورد إسم (مالك ) في القرآن من خلال سورة الزخرف : (( ونادوا : يا مالك ليقض علينا ربك ، قال : إنكم ماكثون )) !!.
ملاحظات :
*خازن الجنة في الإسلام إسمه : رضوان .
*جهنم : من أسماء النار عند العرب ، وسُميت كذلك لبُعد قعرها ، والجهنام : هو القعر البعيد ( كناب : شفاء الغليل ) .
*ورد ذكر جهنم في القرآن ( 77 ) مرة .
حكى لي الصديق مازن عن الصديق عادل عن الصديق فارس عن الصديق فؤاد عن الصديق صلاح ، بأن هناك قصة أو حديث يقول أن النبي محمد كان يتعشى مع الصحابة حين سمع الجميع دوياً هائلاً بعيداً ، فسألوا نبيهم عنهُ فاجاب : هو صوت حجر عظيم سقط منذ الف عام من اعالي فوهة جهنم ولم يصل قعرها إلا اللحظة !!. ونترك لكم التعليق .
*تسمية ( جهنم ) وهي الجحيم عند اليهود تم إستعارتها من ( وادي هِنُّوم ) في القدس ، وهو موضع كانت تُقدم فيه الضحايا البشرية للإله ( ملوخ أو مولِك ) ، وتم إستعمالهِ فيما بعد لحرق قمامة ونفايات مدينة القدس .
*في لُغتنا ( الكلدانية ) المتداولة لحد اليوم بين مسيحيي العراق ، نُسمي جهنم ( كِهانَة ) وتُنطقُ بالكاف المصرية .
8 - جذور إقتباس فكرة ( الشعب المُختار ) .
يؤكد علماء السومريات على أن السومريين كانوا يعتبرون أنهم مجتمع متميز ومُقدس ومتصل بالآلِهة إتصالاً لم تحظى بهِ بقية الشعوب والمجتمعات ، وربما بسبب عدم وجود مجتمع قريب جغرافياً مُعادل لحضارتهم أو يبزها ويتفوق عليها ، والحالة هذه تجعلهم مُحقين - نوعاً ما - في إعتقادهم هذا .
يقول العالم الآثاري ( صمويل كريمر ) : (( أعتقد أن التربية والأخلاق والطاعة والإنضباط عند السومريين كانت متأثرة جميعها وبعمق بنزعة سايكولوجية تميل لقطب التفوق والسمو والهيبة والشهرة والفخر ، وهذا ما لم يكن عليهِ العبرانيون في وقتٍ متأخر )) . ثم يعقب قائلاً : (( كان السومريون ينظرون إلى أنفسهم على أنهم ( شعب مختار ) ، قومٌ خاص ومقدس نوعاً ما ، وعلى إتصال بالآلِهة ( الأناناكي ) ، وأكثر خصوصية من الجنس البشري )) .
وربما من هنا إقتبس العبرانيون هذه الفكرة التي قد لا تنطبق عليهم !!.
وممكن تثبيت هذا الإقتباس من خلال فكرتين عرقيتين عنصريتين أصر عليهما الشعب العبراني لحد اليوم !!، وهما
*أولاً : أن الرب عند اليهود يُعتبر رب إسرائيل فقط !، والأدلة كثيرة ومتشعبة في التوراة ، نختار منها : (( في ذلك اليوم قطع الرب مع أبرم ( ابراهبيم ) ميثاقاً قائلاً : لِنَسْلِكَ اُعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات )) . سِفر التكوين 18- 15 . ونرى القرآن يُردد بببغائيته المعروفة هذا الإعتقاد والذي يُجَيَرُ لحساب اليهود : (( يا بني إسرائيل إذكروا نعمتي التي أنعمتُ عليكم ، وإني فضلتكم على العالمين )) . سورة البقرة – 47 .
ومن خلال نفس الإعتبارات ( العرقية والعنصرية ) نرى أنه حتى السيد المسيح - العبري واليهودي الأصل والجذور - تماهى وتعاطف مع الفكرة العرقية العنصرية المتكبرة ، حين رفض مساعدة المرأة الكنعانية - غير اليهودية - والتي نادتهُ متوسلة برحمته : (( إرحمني يا إبن داود ، إبنتي مجنونة جداً . فلم يُجبها بكلمة ، فتقدم تلاميذه منه وطلبوا إليهِ قائلين : ساعدها يا معلم لأنها تصيح وراءنا ، فأجاب : لم اُرسَلْ إلا لخراف بيت إسرائيل الضالة . فأتت المرأة وسجدت له قائلة : يا سيد أعِنّي ( ساعدني ) ، فأجاب : ليس حسناً أن يؤخذ خبزُ البنين ويُطرح للكلاب . فقالت : صحيحٌ يا سيد .. ولكن حتى الكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها . حينئذٍ قال يسوع لها : يا إمرأة .. عظيمٌ إيمانك ، ليكن لكِ ما تُريدين . فشُفيت إبنتها من تلك الساعة )) . إنجيل متى : إصحاح 15 ، كذلك وردت هذه القصة في إنجيل مرقص : الإصحاح 17 ، الآيات 30 – 24
والسؤال الذي راودني منذ أول مرة قرأتُ فيها هذه القصة قبل سنوات طويلة ، والذي عجز عن تقديم الإجابة المُقنعة المنطقية عليه الكثير من المسيحيين ورجال دينهم هو : ألم يقل السيد المسيح ولأكثر من مرة في الأناجيل الأربعة بأنه جاء من أجل كل العالم ؟ .
*ثانياً : الفكرة العرقية الثانية تَظهر بوضوح ساطع من خلال إدعاء ( كتبة التوراة ) بأن شعب إسرائيل هو (( شعبُ الله المختار )) ، ونرى هنا أن اليهود العبرانيين توسعوا جداً جداً في إقتباسهم لفكرة الشعب المختار السومرية الأصل ، وخرجوا من الحدود المنطقية المقبولة والمعقولة لها ، حين قاموا بفرض عنصريتهم على الكنعانيين بصورة خاصة ، وعلى عموم العالم بصورة عامة ، وبإسم الرب الخالق !!! .
بعد بدعة ( كتبة التوراة ) يأتي دور مُقتبس آخر هو كاتب القرآن ، ليقدم لنا مقولته العنصرية الشهيرة : (( وكنتم خير أمة أُخرجت للناس )) !. ويروح يكحلها بقوله : (( وإني في يوم القيامة لمباهٍ بكم الأمم )) . !!. لكنه لم يذكر للأسف هل سيُباهي بالكمية أم النوعية !؟ .
وللعرب أيضاً أسطورة ( أرض ميعاد ) ، ومختصرها بتصرف : [ أن هود رأى رؤيا تقول له : يا هود لو إنك أو أحد أولادك شممتم رائحة المسك في ناحية من نواحي الأرض ، فكل ما تقطعونهُ من أرضٍ هو لكم ميعاداً إلى أن تبهت رائحة المسك ] ! .
ويقا ل أن يعرب بن قحطان بن هود ضربت خياشيمه رائحة المسك يوماً ، فقال لهُ جده هود : [ أنت ميمونٌ يا يعرب ، أنت أيمن ، أنزل بأرض اليمن فإنها خير وطنٍ لك ] . شوقي عبد الكريم – الفولكلور والأساطير العربية .
كذلك تظهر فكرة الشعب المختار وإنحياز الرب للعبرانيين من خلال قصة ( برج بابل ) ، حين يُبلبل الرب التوراتي ألسن 70 أمة ، لكنه يقوم بالمحافظة فقط على لُغة بني إسرائيل !!!.
وعلى نفس الأنغام التوراتية المتكبرة ، نرى أن النبي محمد يقع في نفس المصيدة العنصرية ، حين يقول في قرآنهِ : (( إنا أنزلناهُ قرآناً عربيا )) ، كذلك يُصرح في نصوصه بأن العربية هي (( لسان أهل الجنة )) !!. والحسنة الوحيدة لنا نحنُ الناطقين باللغة العربية هي إننا قد حصلنا على ضمانة وظيفة (مترجم ) في الجنة !.
مفهوم التفاخر والعرق والرس والقومية واللغة ، تطور لدرجة خطيرة في الأزمنة الحديثة ، مما أدى إلى فكرة ( تدوين التأريخ قومياً ) ، وكان في طليعتهم اليهود العبريين ، كذلك فعل اليونانيون والفرس والعرب وغيرهم ربما . وفي القرن 19 إنتقلت العدوى إلى ألألمان من خلال دعوة ( فيشتة 1814 – 1761 ) ، ومن خلال دعوات أخرى منها دعوة ( فون ترايجكة ) وغيرها ، وكلها تدعو وبقوة إلى تدوين التأريخ الألماني بإسلوب قومي ، وقد تحقق ذلك من خلال دولة ( الرايخ الثالث ) الألمانية النازية ، بعد تولي أدولف هتلر السلطة في المانيا عام 1933 .
يومها أصبحت الفلسفة النازية عقيدة راسخة للدولة والأمة الجرمانية ، وتم التصديق والإعتقاد بأن الرس الجرماني هو الرس الخالق والقائد والمُبدع لأكبر حضارات الأرض ، وأن الأقوام غير الجرمانية وغير الآرية ليست ذات قيمة أو أهمية ، وخالية تماماً من الإبداع ، وإن كل ما أنتجتهُ بقية الشعوب ( الواطئة ) هو تقليد وإقتباس ومحاكاة للشعوب الجرمانية الآرية العبقرية المُبدعة !!.
وهكذا تم - بأمر هتلر - إعادة كتابة تأريخ العالم !، ووضع الجرمان واليونان واللاتين في مقدمة شعوب وقوميات الأرض ، مع إعطائهم ريادة الحضارة العالمية ، والزعم بأن شعوب الشرق إنما أخذوا حضاراتهم من حضارات الجرمان والرومان واللاتين الذين قام العالم على عبقريتهم !!.
يقال أيضاً أن هتلر كان قد صنف وسلسل رقي شعوب العالم في قائمة خاصة كان اليهود والعرب والزنوج والقردة يحتلون أسفلها !!. والحق إنني بحثتُ عن هذه القائمة طويلاً ، ولم أتوصل لها ، ويا حبذا لو أسعفنا أحد القراء بمصادر عن هذه القائمة الهتلرية ، فيما لو كانت حقيقة .
الخاتمة وتداعي أحجار لعبة الدامِنو .
في حديث للنبي محمد : (( إن الله تعالى خلق آدم بيدهِ ، وخلق جنة عدن بيدهِ ، وكتب التوراة بيدهِ )) . كذلك نقرأ إعتراف النبي محمد بمن قبله من الأنبياء ، ولمجرد أن يُثبت نبوته ، في قوله : (( مُصدقاً لما بين يديَ من التوراة والإنجيل )) .
كذلك كلنا يعرف مدى إعتراف السيد المسيح بالتوراة وكل ما جاء فيها من خلال تورطه ووقوعهِ في فخ الأديان الذي لن يسلم منه نبي ، في إعترافه العلني : (( لا تظنوا إني جئتُ لأنقض الناموس ، أو الأنبياء ، ما جئتُ لأنقض ، بل لأكمل )) . المسيح – إنجيل متى 17- 5 . علماً بأن الناموس يعني : كل شرائع النبي موسى !!. ولما كانت شرائع موسى مُقتبسة ومسروقة وليس بها رائحةُ أي خالق أو رب أو مُقدس ، فماذا جاء ( ليكمل ) السيد المسيح يا ترى !!؟
وهنا نجد أن سقوط الدين الذي تعكزت عليهِ بقية الأديان ، يجعل تلك الأديان تتساقط بصورة تراتبية كأحجار الدامينو ، الواحدة بعد الأخرى !، لأنها بُنيت بنفس الطريقة ، الواحدة مُعتمدة على فكرة الأخرى .
يقول مارك توين : [ من السهولة أن تجعل الناس يُصدقون كذبة ، ومن الصعوبة إزالة تأثيرها عليهم ] .
المجد للإنسان .
الحكيم البابلي ===== أواسط آب 2011
======================
أدناه فيديو مُصور أنصح كل القراء بمشاهدتهِ وبجزئيهِ الأول والثاني ، عنوانه ( تأريخ الله ) للكاتبة : كارين أرمسترونغ . )
http://www.youtube.com/watch?v=4vHJIxhL8RY&feature=related
=====================
لن أعتذر عن طول المقال ، الجزء الثاني سيُنشر خلال أيام ، شكراً لصبركم
المصادر التي إعتمد عليها المقال :
ملحمة كلكامش .... طه باقر .
مُقدمة في تأريخ الحضارات القديمة ... طه باقر .
جولة في أقاليم اللغة والأسطورة ... علي الشوك .
الأساطير بين المعتقدات القديمة والتوراة ... علي الشوك .
الأسطورة والتراث .... سيد القمني .
قاموس أساطير العالم .... آرثر كورتل .
الفولكلور والأساطير العربية ... شوقي عبد الكريم .
بلاد الرافدين .... جان بوتيرو .
جدراسة في الأسطورة ...., فراس السواح .
أساطير من بلاد ما بين النهرين ...... ستيفاني دالي .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - wonderful article
saad mosses
(
2011 / 8 / 17 - 17:44
)
sir al hakeem your aerticle very interesting i like it i have to read it again thanks dear
2 - تحية للزميل الحكيم البابلي
مكارم ابراهيم
(
2011 / 8 / 17 - 18:05
)
تحية طيبة استاذنا الفاضل الحكيم البابلي
وشكرا لك على هذه المادة الغنية بالتاريخ
تستحق ان تدخل في منهاج التعليم وهنا اقصد في الشرق والغرب لقيمتها التاريخية
تقبل مني كل الاحترام والتقدير
مكارم
3 - الزميل سعد موسيس ، الزميلة مكارم ابراهيم
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 17 - 19:07
)
أخي سعد موسيس
شكراً على مروركم وعلى التثمين للمقال
صدقني لولا إهتمام النخبة المثقفة من كتاب وقراء الموقع وتثمينهم الحقيقي لما نكتب ، لما كان هناك لنا أي إنتاج فكري أو كتابي ، فنحنُ نكتب لكم ، لأننا جزء منكم
شكراً مرة أخرى تحياتي
^^^^^^^^^^^^^^^
الزميلة الكاتبة مكارم ابراهيم
شكراً على مرورك وتثمينك للمقال
وكما تُلاحظين ، فأغلب أسباب كتابة المقال هو لإعادة الحواث التأريخية لجذورها الأصلية ومنابعها ألأصيلة ، بعد أن إدعاها لنفسهِ كل من هب ودب من حرامية التأريخ ، وجيروها بإسم المقدس والعنصرية للقوم والعرق واللغة ، وبحماية الرب الخالق المزعوم
وكان أن تبعهم مُدعين وأنبياء جدد !!، ولكن ... حبل الكذبِ قصير
إمتناتي ومودتي
4 - وجبة دسمة
صلاح يوسف
(
2011 / 8 / 17 - 19:16
)
أشكرك أخي بابلي على هذا البحث الشيق. أضم صوتي إلى صوت السيدة مكارم بضرورة تقريره على طلاب المدارس في مادة التاريخ بدلاً من حكايات البدو وبطولاتهم المجيدة في السطو والسرقة والسلب والنهب والاغتصاب. دمت كاتباً رائعاً
5 - الحكيم دائما شكرا علي الجهد و المعلومات
محمد حسين يونس
(
2011 / 8 / 17 - 20:04
)
رغم طول المقال الا انني لم اشعر بملل في قراءتها و ان كنت خلال كل فقره كنت اود التعليق ان هذا موجود في الاساطير الفرعونيه خصوصا قصة خلق الالهة و الناس مع اختلافات في الاسماء الاله المائي نو و ربه الرطوبه تفنوت و الارض اكر و السماء نوت و لكنها نفس القصص .. في الحقيقة لابد من دراسه حضاره العالم القديم كوحدة واحدة حيث يصعب ان نحدد اين الاصل و من اخذ من من و ما تم تحويره و اعادة انتاجه و لكن بالتاكيد كان هناك حضاره قديمه موغله في القدم شملت بلاد ما بين النهرين و الهلال الخصيب ومصر ثم انتقلت لكريت عن طريق مراكب الفينقين و مصر ثم اليونان لتكون هناك شريحه حضاريه اخرى فارسيه يونانيه رومانيه .. ثم التوراه و دياناتها الابراهيميه و هي الوريث للحضاره السابقه عليها و التي استسلمت للموجه الثانيه (فارس جريكورومان ) هذا هو الترتيب المنطقي بدون الهند والصين التي نمت حضارتهما منفصله عن الشرق الاوسط .. جهد كبير ينقصه ما حدث في مصر هناك كتاب ترجمته(انا) بعنوان اله المصريين لولاس بدج قد يكون مفيدا ..تحياتي
6 - موضوع دسم
كامل النجار
(
2011 / 8 / 17 - 20:54
)
عزيزي الحكيم البابلي
شكراً لك على تلخيص حضارات ما بين التهرين في هذا الموضوع الشيق، وتأكيد أن الأديان كلها صناعة بشرية مقتبسة من الأساطير القديمة. الموضوع طبعاً طويل ويحتاج إلى كتاب ، كامل لتتبع أساطير كل الحضارات القديمة. المقال، في رأيي، قد قمط حضارة إيران القديمة حقها، تلك الحضارة التي ربما عاصرت حضارة سومر وكانت لها أساطيرها عن الخلق والآلة ولها آلهتها التي أدت فيما بعد بعد هجرة القبائل الإيرانية المختلطة بالقبائل الهندية، إلى أوربا ونشأ منها مصطلح الجنس الآري، إلى نقل بعض آلهة إيران إلى اليونان. وكذلك فإن أساطير الحضارة الهندية التي عاصرت كذلك الحضارة السومرية، كانت تحنوي على قصة الخلق والسماء والأرض وغيرها، ولا ننسى الحضارة المصرية العريقة.
ولكن المقال تفوق في ربط التوراة بأساطير ما بين النهرين وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن ما قاله عرب مكة لمحمد بأن قرآنه أساطير الأولين هو عين الحقيقة
7 - حضارات تدعو للعجب حين مقارنتها بواقع اليوم
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 17 - 21:07
)
زميلي العزيز صلاح يوسف
شكراً لمرورك وتثمينك للمقال
كلما تَمَعَّنا في حضارات الشرق القديم ، كلما إزددنا حسرةً ولوعةً وألماً لما هو موجود اليوم على نفس الأرض الطيبة ( الرافدين والشام ومصر ) ، ولو تُلاحظ ... فهي نفس الأديان القديمة الساذجة التي سرقتها اليهودية والمسيحية والإسلام ، ونفس الأفكار الشعبية حول وجود آلهة ومقدس ووووووو ولكن الفارق هو ان الأديان الوهمية القديمة لم تكن تملك علوم اليوم لتتخطى مرحلة الجهل والوهم والخرافة ، بينما أديان اليوم والتي بُنيت على نفس إجتهادات الأديان القديمة تمتلك كل العلوم التي تقول لها بأن الله وهم وأكبر كذبة في تأريخ البشرية
ولكن .. وكما تعرف يا صاحبي ، فالدين ليس لله ، بل للفئة المشعوذة التي تقف خلفه للتكسب والإعتياش ، وهي مهنة على كل حال ، لكنها مهنة تقوم على قمع حرية وسعادة وكرامة ملايين البشر في محاولة تسيير قسرية لم تلجأ لها الأديان القديمة
ومع ذلك .... ما في فكرك وفكري سيأتي ، سيأتي لا محالة
تحياتي
8 - تبقى حضارة وادي الرافدين هي الأقدم والأشمل
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 17 - 21:40
)
زميلي العزيز محمد يونس
شكراً على مرورك وتثمينك للمقال
ليس من السهولة الكتابة عن أكثر من حضارة واحدة في مقال واحد ، العراقيين مُطلعين تماماً على حضارة مصر القديمة وأغلب حضارات المنطقة ، ولكن أتعجب من فراغ خزان المعرفة عند أغلب مثقفينا العرب وشحة معرفتهم عن حضارات المنطقة ، ويتجلى كل ذلك من خلال بعض تعليقاتهم و كتاباتهم
الحقيقة ان حضارتا وادي الرافدين ووادي النيل كانتا دائمأً متزامنتين ، مع اسبقية للرافدين على حضارة النيل ، وهذا موثق وموجود ويعرفه الباحث الشمولي المتعمق في دراسة حضارات المنطقة
عندي سلسلة مقالات قادمة ومُكملة لمقال اليوم ، واغلبها يبحث في إقتباسات الأديان التوحيدية ، وفي واحدة منها مقال عن بعض حضارة مصر خلال حقبة احد فراعنتها الكبار
الكتابة عن حضارة واحدة يُعطي الكاتب تركيزاً اكبر على الموضوع ، ولا يجعله يلهث خلف الربط بين حضارتين
ولو تمعنت في التاريخ فستجد ان ما أخذته الأديان ( الترهيبية ) من حضارة وادي الرافدين كان أكثر بكثير جدأً مما اخذته من مصر القديمة ، وهذا موضوع للكتابة بحد ذاته ويُصلح لمناظرة رائعة ومُفيدة
تحياتي ابو مروان الورد
9 - السقوط المدوي للأديان
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 17 - 22:19
)
أستاذنا الجليل كامل النجار
شكراً على مروركم ومساندتكم لما جاء في المقال
حتى التلخيص لأي من حضارات الشرق القديمة قد يحتاج لمجلد أو اكثر ، وما بحثي هذا إلا عبور سريع لحضارة راقية سرقها أنصاف البدو وإدعوها ديناً يؤمن بأن بداية الكون كانت عبر تنين ذو سبعة رؤوس إسمه تعامات !!، قليلاً من المنطق يا ناس
الذي يُزعجني دائماً هو أن العالم الغربي - وليس العلماء - همشوا دائماً حضارات ارض الرافدين قبل الإسلام ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر ، كم مرة شاهدنا أفلاماً سينمائية عن قصص من سومر او بابل ونينوى ودولة الكلدان ؟ بينما تعج هوليوود بكل انواع ألأفلام عن مصر الفراعنة والفرس والرومان والإغريق والمايا وحتى لبعض من لا تأريخ له
حتى بغداد العباسيين والخلفاء ( المسلمين ) كان لها نصيب وافر من الحصة الهوليوودية ، إلا سومر وبابل ونينوى من ( المغضوب عليهم ) !!!، فهل من تفسير لهذه الظاهرة وكل الصمت التاريخي والتغييب المتعمد لهذه ألأرض وناسها الذين لا يزالون يُعانون من ( الخطيئة المميتة جداً ) التي إقترفها ملوك بابل وآشوريو نينوى ؟
صدقني لستُ مبالغاً ، هو موضوع دسم آخر أقترح عليك البحث فيه
تحياتي
10 - مساهمة قيمة في حوار الاديـــــان
كنعــان شـــماس
(
2011 / 8 / 17 - 22:28
)
تحية ايها الحكيم البابلــــي فعلا مساهمة قيمة في التخفيف من المغالات والتعصب الديني لكن مصيبة الطبيعة البشرية يعرفون الحقيقة وينكــــرون لانها تهدد مصالحهم واظن ياحكيم في مثل المراءة الكنعانية وطرح خبز البنين للكلاب وعظيم ايمانك ياامراءة كان تمزيق وتهشــيم لفكرة اليهود ان غيرهم كلاب ونجاســة فا المعلم الاكبر والكاهن يدخل بيوتهم ويخالطهم عكس اليهود وينتهي بتحقيق طلبهم لعظمة ايمانهم وهناك تفسيرات اخرى لايتسع المجال لذكرها تحية
11 - تعليق
نادر قريط
(
2011 / 8 / 17 - 22:36
)
الأخ البابلي: يبدو أنك مع الأوروبيين متفقون على قمعنا نحن أبناء كنعان. معك حق فالمركزية الأوروبية نسبت حضارتها لليونان بإفراط وتحيّز مع أن اليونان غرفوا من حضارات الشرق. لكنك نسيت أهم إكتشافين إلتقطهما اليونانيون. الأبجدية التي أخذوها عن الكنعانين (اوغاريت) وهي ثاني أهم ابداع بعد إختراع الكتابة في سومر فحروف الهجاء الفينيقية (الكنعانية) عمل عبقري بكل معنى الكلمة ، والثاني كان تعرف اليونانيين على الألواح الفلكية البابلية ومنها شقوا الطريق لدراسة الفلك وصولا لبطليموس ..ولا تزال سجلات الفلك البابلية مدهشة وقد قرأت حولها نقاشات علمية قيمة .. يبقى سؤالك عن (الكمية والنوعية) في تناكحوا وتكاثروا ..في القديم لم تكن النوعية مهمة. المهم أن تتكاثر الناس حتى لا تنقرض من الأوبئة .. تحياتي على الجهد الشاق
12 - جهد تنويري مشكور
عبد القادر أنيس
(
2011 / 8 / 17 - 22:52
)
شكرا للحكيم البابلي على هذا الجهد الذي يدخل جانب منه في رأيي في مجال تاريخ الأديان المقارن. مطلب حذف برامج التربية الدينية وتعويضها بتاريخ الأديان المقارن ضرورة حيوية للقضاء على الصراع الدائر بين المجموعات الدينية الوطنية (الطوائف والمذاهب...) وتحقيق المواطنة الحقة. لكن هذا المطلب هو أقرب إلى الحلم في ظل موازين القوى الحالية. فلا أحد مستعد اليوم للتخلي عن خرافاته التي يحسبها حقيقة الحقائق ولا أظنهم مستعدون كذلك على وضع مقدساتهم محل شك ومقارنة. لكي نتمكن من تعميم هذه المعارف لا بد من علمنة بلداننا.
المتأمل لهذه الحقائق يشعر بالحزن على أوضاعنا واستمرار هيمنة هذه الخرافات على أنها مقدسات لا يرقى إليها الشك رغم منبتها البشري المتواضع.
المهمة الأولى، لو نجحنا اليوم في إيصال هذه المعارف للنخب والمتعلمين فسيكون ذلك إنجازا كبيرا.
ملاحظة: وددت لو قدمت للقراء هذه الدراسة على حلقات حتى يسهل قراءتها ومناقشتها. أنت تعرف أننا في عصر ثقافة الماكدونال والأكلات السريعة وقليل هم أولئك الذين لهم نفس طويل وصبر على قراءة الدراسات المطولة والكتب.
تحياتي
13 - أسفار الحكيم البابلي عبر الحضارات
سهاد بابان
(
2011 / 8 / 17 - 23:02
)
أن الحكيم البابلي في أسفاره في تأريخ الحضارات و بحثه الممتع في جذور الأساطير القديمة و علاقتها بما ورد في النصوص الدينية المدونه , يكشف الأسرار عن المصادر التأريخية للعديد من المرويات الغيبيه المبهمة و المكررة في الكتب المقدسه ويقدم جهدا أضافيا لما قدمه فيما قبله المستشرقون و الباحثون , الذين أستند أليهم في مصادره التي قادته الى قرائته المعرفية للعمق التاريخي لمعاني وأصول و ظروف وزمنية ,لأساطير غيبية دينية في غاية الشعبية والتأثير المروج لها عبر الكتب الدينية المقدسه , والتي لا زالت تستحوذ على الملايين من العقول البشرية و التي لوى الفكر الديني أعناقها .ما قدمه الحكيم البابلي من عمل معرفي وعلمي ولا يخلو من جوانب ألاثارة و التشويق و لطبيعته الكشفية التي تثير قريحة المتلقي في معرفة أسرار وطلاسم ألاساطير الأكثر أهمية والتي أعتمدها الفكر الديني في عملية بناء صرحه الميتافيزيقي المهول .شكرا للحكيم البابلي لجهوده القيمة و في أنتظار أستكمال بحثه المثير .
14 - حجرية وتخشب الوراثة
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 17 - 23:37
)
الأخ الصديق كنعان شماس
شكراً على مرورك ومساندتك لأفكار المقال
حدث لي عدة مرات أن وضحتُ لبعض أصدقائي واقربائي من فئة المؤمنين كل الحجج التي في حوزتي والتي تُثبت لهم بأن التوراة - وخاصة بإعتبارها المحرضة الأولى على قيام المسيحية والإسلام عن طريق تقليدها - قامت على أفكار وأوهام وأساطير شعوب قديمة لم تكن تعرف اكثر مما جائتنا به من افكار وأديان وميثولوجيا طريفة ومشوقة ولكنها لا يُمكن أن ترقى لتكون ديناً أو أدياناً يتذابح الناس لدعمها ودعم زيفها وخوائها ولا معقوليتها
لكن هؤلاء الأصدقاء والأقارب متشبثين بالدين وبأهداب ونعال الرب كما يتشبث الطفل الرضيع بأمه ، كونه لم يُفطم بعد ، ولن
والغريب أن غالبيتهم متمسكين بالرب لضمان الجنة ، هل تُصدق ؟
تحياتي
15 - لم أنسى أخي نادر، القادمات ستحمل ثماراً أكثر
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 00:18
)
زميلي العزيز نادر قريط
شكراً لمرورك وما اثرت من إضافات معرفية
أين كان إتفاقي مع ألأوربيين ضد الكنعانيين ؟ ربما تقصد العكس ، فللكنعانيين حضور تأريخي رائع في المنطقة ، وتكفي أبجديتهم لإدخالهم ضمن الشعوب القديمة الموهوبة والممتلئة بطاقة الخلق الإنساني المُبدع
وأعتقدك تعرف بأن إمكانية الكتابة المُلمة بكل شيئ هو ضربٌ من المستحيل
تعليقك أصاب الهدف حين أكَدتَ على أن الغرب تمادى في تنسيب جذور حضارتهِ لليونان والإغريق واللاتين ، و ( بإفراط وتحيز ) !، وهذه واحدة من أهم نقاط مقالي ، ومن يدري يا نادر ... فلعلهم فعلوها عن جهل ، بل أكاد أصدق بأنها كانت جهلاً
ولم انسى أو أتناسى ما لبابل ودولة الكلدان من فضل ليس على الرومان فقط في علم الفلك ، بل على كل العالم ، ويكفي أن تسمية الكلدان كانت تعني ( الفلكيين ) ويكفي ان مصر القديمة وفي عز حضارتها كانت قد طلبت من بابل إعارتها فلكيين مع علومهم
مقالاتي القادمة ستكون مكملة لهذا المقال ، وستبحث في امور كثيرة نسيها ابناء الشرق للأسف ، وكان من المستحيل وضع كل التفاح البابلي في سلة مقال اليوم
اما عن ( تناكحوا تكاثروا ) ! فانت مُصيب 100% في فكرتك
تحياتي
16 - عندما يصبح الفكر عورة ، فالعورة ان لا نفكر
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 01:04
)
إنما الشكر لكّ ولكم اخي قادر أنيس
وكم كانت ستكون خطوة مُباركة نحو العالم المتحضر لو حقاً حذفوا برامج التربية الدينية المملة السقيمة المُعَوَقَة ، ووضعوا بدلاً عنها تأريخ الأديان المقارن
ولكن ... يقول المثل العراقي : بعيد اللبن عن وجه مرزوك - ق
وأتفق معك تماماً بأن أبناء وأحفاد ومُرتزقة (حجي جهل ) لن يُجازفوا بوضع أصنامهم ومقدساتهم وعوراتهم في مواضع المقارنة ، إذ لم يُعرف عنهم إرتيادهم لنوادي العري الفكري، كونهم مُحافظين !! ويستحون ليس فقط من الفكر ، بل حتى من أجسادهم ألآدمية ، ولهذا يُسمونها ( عورة ) ! وما العورة إلا في توسيخهم لهذه المجتمعات الأرضية الجميلة
ملاحظتك في محلها وعلى العين والراس ، وربما كان طول المقال - غير الإعتيادي - لسببين ، اولهما إنني لم انشر منذ 7 أشهر وكنـتُ كالمرأة الحبلى أنوء بحملي ، وثانيهما إنني تأثرتُ بكتابة المسرحيات الطويلة في الثلاثين سنة الأخيرة ، مما أنساني نعمة الإختصار وعدم الإسراف في العطاء الواحد
سألتزم بملاحظات كل الأصدقاء الذين احسد نفسي عليهم
تحيات وتمنيات طيبة
17 - بيت العز يا بيتنا
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 01:56
)
أخي الأصغر عمراً ، وجيراني في بيت العز في بغداد الحبيبة
سهاد بابان الإنسان الطيب
كيف حال أشجار حديقة أبي في أرض الرافدين ؟
عهدي بها مُثمرة ومعطاءة كما هم كل المحيطين بها
لكنه زمن عبر مع أهله يا سهاد ، ومحنة العجلة التي إكتشفها أبناء الرافدين إنها لا تعود للوراء ، وربما هذا جيد ، كي نُحافظ على التأريخ المُشرف الوحيد في سجل عارنا
شكراً كون أسفاري أعجبتك يا صديقي ، وأعتقدك تتذكرني وأنا أدرسها وأبحث في وريقاتها مذ كنتُ يافعاً ، وما زلتُ ، فالماضي يستهويني بشكل سحريٍ أخاذ ، وأعرف بأن من يجهل التأريخ يجهل الحاضر والمستقبل ، ويؤسفني أن أبناء أوطاننا لا يعتبرون من عِبر التأريخ ، ولا يتعلمون من أخطاء الماضي ، وأحسهم أحياناً غاطسين في ذلك الغمر المائي والفوضى البدائية التي تتكلم عنها الأسطورة السومرية وهم يخضعون للتنين الخرافي ذو السبعة رؤوس الذي كان مُهيمناً على وجودهم ، ونسوا أنهم أحفاد البطل مردوخ الذي إنتصر على التنين تعامات ، حتى ولو كان ذلك من خلال إسطورة ، فهي بالنسبة لي رمز لتذكيرنا بمن نحنُ
تحياتي لكل العائلة
وسلامٌ على بيت العز ... بيتنا في بلاد النهرين
18 - الحضارة نتاج الشعوب وليس شعب واحد
سردار أمد
(
2011 / 8 / 18 - 01:57
)
الأستاذ والأخ العزيز الحكيم
اشكرك على هذه المادة التاريخية الغنية والقيمة وعلى ما بذلته من جهود لإنجاز ذلك
اليوم شعوب الشرق الأوسط والبلدان العربية عموماً تعاني من ازمة (ما بعد الثورة) بسبب الجهل بالمكونات الحضارية لبلدانها، وعدم الإدراك بان الحضارة هي نتاج للشعوب، وذلك كان النتيجة الطبيعية للتربية القوموية والدينية العنصرية التي تربوا عليها، بعد ما جرى لهم من حجب للمعلومة وتزوير للتاريخ.
تحيات لك وللجميع
19 - اقدم من 3500 سنة ق م
كمال يلدو
(
2011 / 8 / 18 - 02:23
)
تحية لجهدك الرائع في هذا البحث ( المضني) ، وملاحظتي هي : تقول ان الحضارة السومرية تعود الى 3500 ق م ، والحقيقة هذا هو الافتراض الموجود حسب الأكتشافت للرقم الطينية . اما الحضارة السومرية ، ومن اجل ان تصل الى مستوى الكتابة والاكتشافات التي ذكرتها فلا يمكن ان تكون قد قامت في نفس العام!!! ولكن، وهذا افتراض ايضا، ان هناك تأريخا لا يقل عن الفي عام اجترح فيه السومريون الكثير من الانجازات حتى وصلو الى قضية الكتابة المسمارية ...وربما سيأتي زمن (( ليس في هذا العهد البائس، وهذه العقول المتخلفة)) سيكتشف المزيد عن اجدادنا ، وأضيف لك معلومة ، ان عدد المواقع الاثرية المسجلة في الآرشيف يبلغ 50 الف ، نعم خمسين الف ، اما عدد المواقع المكتشفة والتي جرى فيها التنقيب الكامل او الجزئي ، فهي لا تزيد عن 5000 موقع ، تخيلوا معي ، كل ما نتحدث به عن حضارة وادي الرافدين جائنا من 5 آلاف موقع ، ومعضمها بشكل بدائي او غير كامل . يا ترى ماذا ستجني البشرية لو جرى التنقيب العلمي في المواقع الاخرى ؟؟؟اليس العالم على ابواب مفاجأت كبيرة ...تصوروا ايضا ، ان هناك آلاف الرقم الطينية من سومر وبابل مازالت في الصناديق ؟؟؟
20 - اقدم من 3500 سنة ق م
كمال يلدو
(
2011 / 8 / 18 - 02:23
)
تحية لجهدك الرائع في هذا البحث ( المضني) ، وملاحظتي هي : تقول ان الحضارة السومرية تعود الى 3500 ق م ، والحقيقة هذا هو الافتراض الموجود حسب الأكتشافت للرقم الطينية . اما الحضارة السومرية ، ومن اجل ان تصل الى مستوى الكتابة والاكتشافات التي ذكرتها فلا يمكن ان تكون قد قامت في نفس العام!!! ولكن، وهذا افتراض ايضا، ان هناك تأريخا لا يقل عن الفي عام اجترح فيه السومريون الكثير من الانجازات حتى وصلو الى قضية الكتابة المسمارية ...وربما سيأتي زمن (( ليس في هذا العهد البائس، وهذه العقول المتخلفة)) سيكتشف المزيد عن اجدادنا ، وأضيف لك معلومة ، ان عدد المواقع الاثرية المسجلة في الآرشيف يبلغ 50 الف ، نعم خمسين الف ، اما عدد المواقع المكتشفة والتي جرى فيها التنقيب الكامل او الجزئي ، فهي لا تزيد عن 5000 موقع ، تخيلوا معي ، كل ما نتحدث به عن حضارة وادي الرافدين جائنا من 5 آلاف موقع ، ومعضمها بشكل بدائي او غير كامل . يا ترى ماذا ستجني البشرية لو جرى التنقيب العلمي في المواقع الاخرى ؟؟؟اليس العالم على ابواب مفاجأت كبيرة ...تصوروا ايضا ، ان هناك آلاف الرقم الطينية من سومر وبابل مازالت في الصناديق ؟؟؟
21 - بضاعتنا رُدت لنا سُماً وكراهية
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 04:08
)
صديقنا الخلوق سردار أحمد
شكراً على مروركم عبر الحديقة البابلية
نعم أخي ، مثلك اؤمن بأن الحضارة العالمية الحالية هي نتاج جهد كل الأقوام الأرضية ، وقد عززتُ رأيي هذا بمقولة الكاتب المفكر نجيب محفوظ الذي عرف بأن كل سكان الأرض هم قومٌ واحد لم يفصل بينهم غير خط إيحائي من صنع البشر صَدَقهُ البشر وسيزيله في يومٍ ما بعض أحفاد البشر كما أزالوا حائط العار في برلين
المحزن هو أن من سرق حضاراتنا راح يستعملها ضدنا ويمترس بها دعواته العنصرية والقومية متبجحاً بأنه وريث الإله وانه المدلل الوحيد في جنة الرب المزعوم
والحقيقة لا اعرف هل يحاول هؤلاء التوحيديون الثلاثة خداعنا أم خداع الرب الذي صنعوه أم هم إنما يخدعون أنفسهم ؟
أنظر ماذا فعل بنو جهلٍ بنا !!؟
تحياتي
22 - نقاش حول غرابة كيان ولغة وحضارة سومر # 1
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 06:18
)
صديقي العزيز كمال يلدو
شكراً لمساهمتك القيمة في رفد المقال بالمعرفة
يقول العالِم جان بوتيرو بأن تأريخ إكتشاف اللغة المسمارية كان في بداية الألف الثالث ق.م وإنه ليس من المُستبعد أن تكون قد ألهمت ، من بعيد ، الأنظمة الأخرى القديمة للكتابة : في الغرب ( مصر .. بعد سنة 300 ق.م بقليل ) ، وفي الشرق ( الهند .. نحو سنة 2500 ق.م ) ، الصين : نحو سنة 1500 . 2000 ق.م
أما عن ال 5000 موقع أثري في العراق !، فاقول لك : لا تستبعد أن يكون هناك الكثير من الحقيقة في المقالات الأخيرة للسيد سليم مطر ، والتي تقول بعض معلوماتها بأن الغرب مهتم جداً بالحضارة العملاقة المدفونة تحت تراب أرض الرافدين ، لن فيها ألآلاف من أسرار الماضي وربما المستقبل !!!!. وعلى سبيل المثال ما أوردتهُ في مقال سابق لي ( هل الرض مُخترقة فضائيأً ) ؟ والتي تقول إحدى معلوماته بأن السومريين رصدوا كوكبأً عملاقاً بعيداً عن الأرض ن وحددوا موقعه ، وسموه ( نبيرو ) ! ولم يستطع علماء عصرنا الحديث إكتشافه إلا قبل سنوات قليلة ، وحددوا موقعه خلف كوكب بلوتو واطلقوا عليه إسم : كوكب إكس
يتبع
23 - نقاش حول غرابة كيان ولغة وحضارة سومر # 2
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 06:43
)
كيف رصد السومريون ذلك الكوكب البعيد ؟
كيف حددوا موقعه ؟
في حين أن أول راصدة أرضية كان قد إخترعها العالِم الإيطالي غاليلو بعد آلاف السنين من رصد السومريين لهذا الكوكب
لكل ذلك ولأسباب قد يطول شرحها فأنا اؤمن بأن الغرب تهمه المواقع الأثرية ال 5000 بقدر ما يهمه النفط واليورانيوم وإستراتيجية موقع بلاد الرافدين
ولهذا أيضاً لم يكن موقع تواجد الكثير من المعسكرات والقواعد الأميركية في العراق قد تم إعتباطاً وعشوائية كما يتصور البعض ، بل لقربها الشديد من المواقع الأثرية الكبيرة والمهمة في حسابات الأميركان ، وهم يعرفون كما بعضنا يعرف بان تحت تلك الآرض كنوز وأسرار قد تُعجل في مسيرة الحضارة ، وهذا جيد لو صح الخبر
هذا الشعب السومري الغريب المنبت والجذور ، والذي وصلنا بلا جذر بشري او لغة ممكن تنسيبهما لأي من شعوب العالم ، يستحق دراسة أعمق وبحوث أكبر ، وحفريات أوسع
ولا شك عندي ان هذا واحد من الأسباب التي دعت للتواجد الأميركي فوق ألأرض العراقية
هي قناعاتي الشخصية ، وربما أبدو مهووسأً في نظر البعض!! ، لكني اؤمن حتى بحق الإنسان في الخطا ، ولستُ أفترض ان اكون على الجانب الصحيح
تحياتي
24 - ليتهم يقرأون
سناء نعيم
(
2011 / 8 / 18 - 07:43
)
كم أشعر بالمرارة والحزن وانا ألحظ تغلغل الثقافة الدينية في المجتمع وإبتعاد الناس عن القراءة في شتى المعارف الاخرى الجديرة،حقا، بالإطلاع والدراسة بعدما نجح الإسلاميون في غسل الادمغة بان الإسلام يجب ما قبله او ان أفضل علم هو القرآن .
الفئة المثقفة في مجتمعاتنا بحاجة لقراءة مثل هذه الكتابات والبحوث العلمية الموثقة بدل التهافت على البرامج الدينية أو القراءات السطحية لتوافه الأشياء التي كرست الرداءة واهملت القراءة العميقة المفيدة.
إنني أثمن عاليا جهودك الكبيرة في كتابة هذا المقال الطويل كما أشكر كل كتاب الموقع على جهودهم التنويرية في رفع الغطاء عن المقدس الوهم ،إلا ان الواقع المزري يجعلني اتشاءم مادامت الجماهير مغيبة ولا تهتم بمثلهكذا دراسات جادة ومفيدة.شكرا لك مرة اخرى على جهدك في كتابة هذا المقال القيم.
25 - خمسين مليون يورو لعيون بابا الفاتيكان
مكارم ابراهيم
(
2011 / 8 / 18 - 08:19
)
عزيزي الحكيم مارايكم باخر خبر سمعته على ذكر الاديان وتمسك الناس به
والحديث هنا ليس المقصود فئة كبار السن بل الشباب اليانع المثقف شباب الفيس بوك
هل تصدق انه خصص 50,000,000 يورو
لاقامة مهرجان للشباب الكاثوليكي في اسبانيا حيث سيحضى المهرجان بزيارة بابا الفاتيكان بنديكتس السادس عشر وقد اتى الشباب الكاثوليكي من جميع ارجاء المعمورة لحضور المهرجان الكاثوليكي حيث ستخصص لهم السكن والاكل والمواصلات والشرطة لحمايتهم
وفي نفس الوقت تعاني اسبانيا من ازمة اقتصادية حادة وللعلم نفس هذا المبلغ 50,000,000 يورو خصصته الحكومة الدنماركية لبناء مركز طبي للتاهيل ومعالجة الاصابات الدماغية
في بلد العجائب ترى العجائب
لاتكفينا مجلدات للحديث عن ثقافة الدين عند البشر
26 - أسعدني مقالك وعودتك ..
سيمون خوري
(
2011 / 8 / 18 - 08:45
)
اخي الحكيم البابلي. لأسباب عدة. أولاً عودتك الى موقع الحوار. ثانيا لمساهماتك الغنية. ثالثاً لأن ما كتبته في هذه المادة يتفق مع وجهة نظري حول حضارات الشرق القديم. فالحضارة في بلدان الرافدين وفي مصر وبلاد الشام هي أصل الحضارة في الشرق الأوسط والأدني وفي أوربا ايضاً. تعرضت حضارة ما بين الرافدين الى اكبر عملية سرقة في التاريخ لصالح أديان ضوئية. كرست فكرةالديكتاتورية والعبودية. المهم نحن بإنتظار الجزء الثاني . وعلى أمل المرور على إبداعات الحضارة القديمة في مجال الشعر والمسرح والغناء وألات العزف الموسيقية. اول مسرحية في التاريخ كانت سومرية ، كما أن أول قصيدة شعرية ولدت في سومر . أخي الحكيم بإنتظار الجزء الثاني تحية لك على هذا الجهد المميز.
27 - pope
saad mosses
(
2011 / 8 / 18 - 09:57
)
for number 25 i believe what the pope doing today is very right for this reason after the west kicked out the religion out of politic and control civil life and start the people live in full freedom then today islam religion try to get inside the west life and change their life very down and make them worst than befor so the pope wake up to stop what islam doing exactly like befor as aresult for the french war so the history repeat itself and always islam religion create all the proplems in this world and make others answer so iam with pope to stop what islam doing in our life and clean the west from the worst cancer then we can stop any religion any time when we decided thanks please stop al ta8ia
28 - الذهن البشري هش وساذج بدون قراءة
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 10:48
)
السيدة سناء نعيم
شكراً على المساهمة الحلوة في إغناء موضوع المقال
تُثيرين نقطة جداً حساسة ومهمة وحتى خطيرة في مجتمعاتنا الشرقية ، وهي محنة القراءة
صدقيني هي واحدة من المواضيع المهمة الرئيسية في قائمة مواضيعي الكتابية التي أقترحها على نفسي
تصوري ان لا أحد من عشيرة أمي أو أبي يقرأ مقالاتي - كأضعف الإيمان حول القراءة - إلا عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة ، ويؤسفني أن أقول بان زوجتي لم تقرأ لي سطر واحد خلال 37 سنة من زواجنا ، علماً بأنها خريجة جامعة
وأحياناً عندما أرى تذمر بعض الناس المقربين من الفراغ وطول الوقت اتعجب ، كوني دائماً أتمنى لو يطول يومي لعدة ساعات أخرى كي انهي تمتعي بهواياتي ومنها القراءة ، فما زال في مكتبتي التي تكبر كل أسبوع ما لا يقل عن 50 كتاباً ينتظرني لأٌقرأهُ مع إنني اقرأ كل يوم
أسأل بعض الأقارب والأصدقاء أحيانأً : لِمَ لا تقرؤون ؟ وكيف ستتوصلون لمعرفة حقيقة الأشياء بدون قراءة ؟
تقول آخر إحصائية قرأتها قبل سنوات : كل ستة عرب يقرؤون كتاباً واحداً في السنة ، وكل شخص اميركي يقرأ 22 كتاباً في السنة !!!، ولكِ أن تُقارني سيدتي العزيزة
تحياتي
29 - ماذا لو تم وضع الدين في ميزان حقيقي ؟
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 11:11
)
الزميلة مكارم ابراهيم
شكراً على التعليق الثاني ، والذي يعكس مدى إهتمامك بطروحات مقال اليوم
رأيي في ( الفلوس الحلوة ) التي تُصرف على مهرجان لحضور البابا هو أن هؤلاء الناس لا يُفكرون بصورة صحيحة فيها فائدة لمجتمعاتهم المتحضرة
أنا من أصل وجذر مسيحي كاثوليكي ، لكني أعترف بأن الكاثوليك ( بصورة خاصة ) لا يقلون خرافةً ووثنية عن أي معمم يلطم أو يُطبر في سباية ويصرف خمس وارده على سرسرية الشيوخ والسادة والمكرشين خلف أبواب الحسينيات والجوامع والمتربعين على عرش الدجل
الفارق الوحيد بين الطرفين هو الإرهاب والقسر والغصب عند رجال الدين الإسلامي
كتب الزميل الألمعي صلاح يوسف مقالاً قبل سنة او أكثر حول المبالغ الخيالية التي تُصرف في العالم كل سنة على أمور الدين في كل دول العالم ، ونتيجة البحث كانت رهيبة كارثية ومآساوية ، بحيث طبعت ذلك المقال في رأسي ، وصرتُ أُحاجج به كل ديني يقول لي بأن الكنائس والجوامع والكنيست ورجال الدين من كل نوع هم لخير البشر
وياليت الزميل صلاح يُعيد كتابة وتنقيح ذلك المقال ، الذي يستحق بصدق أن يكون صلاة صباحية لكل عاقل ، ومعلومة مدرسية تُدرس لكل المستويات
تحياتي
30 - الأخ البابلي الحكيم
محمد علي محيي الدين
(
2011 / 8 / 18 - 12:40
)
الأخ البابلي الحكيم
متابعة رائعة للأساطير القديم والكتب الدينية ومقارنة تفصح عن خقيقة يجهلها الكثيرون وكم بودي ان يكون هناك جهة قادرة على طبع وتوزيع المقال على الاف الناس ليطلعوا على الحقائق بدلا من السير عميا خلف المطبلين والمزمرين والنفعيين ومثل هذه الكتابات لها اثرها في بناء الانسان وتحصينه ضد الجهل والتخلف وللاسف فان الاغلبية اليوم تجهل ما يدور حولها وغافلة عن الحقائق وغارقة في فوضى فكرية غررت بها ودفعتها للسير في طريق واحد يعتمد الجهل اساسا له في البناء
31 - ملاحظات
نعيم إيليا
(
2011 / 8 / 18 - 13:45
)
بحث ذو قيمة رفيعة من كاتب واسع الثقافة، ولهذا سأتفرغ لمناقشة بعض الأفكار والرؤى التي حواها، هذا إذا أحبَّ ذلك حكيمنا البابلي. وليعلم أنني سأناقشها لا لكي أثبت قدسية التوراة - فأنا لا أؤمن بقدسية التوراة ولا بقدسية غيرها، فما هي عندي إلا كتاب تاريخ وعبرة - بل من أجل وضع الحقائق في نصابها.
سأبدأ بالقول الذي نقله الحكيم للأستاذ طه باقر، وهو:
((أما إصطلاح ( بداية التأريخ ) فيعني بداية نشوء الحضارة والعمران في مراكز الحضارات القديمة الأولى في الشرق الأدنى ، وأقدمها حضارة وادي الرافدين ووادي النيل ، حيث تنتهي عصور ما قبل التأريخ في هذين القطرين في مطلع الألف الثالث ق.م .
أما بداية العصور التأريخية في اليونان مثلاً ، فهي تبدأ بين القرنين التاسع والثامن ق.م ، وفي أوربا الشمالية في القرن الأول ق.م ، وفي شمالي أفريقيا إلى مطلع الألف الأول ق.م)).
فإذا كانت حضارة الإغريق بدأت في القرنين التاسع والثامن ق.م، فكيف يزعم الدارس - قبل ذلك - أن حضارة وادي الرافدين ووادي ال التي بدأت في مطلع الألف الثالث، هي الأقدم؟
انتظر الإجابة عن السؤال، ومعه الموافقة على المناقشة أو الامتناع. مع الشكر في الحالين
32 - تحية للصديق المُبدع سيمون خوري
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 18:23
)
صديق الكل سيمون خوري
شكراً على دعمك وتثمينك للمقال ، وأعتذر جداً عن تأخري في الرد بسبب ( فارق الوقت ) بين أميركا وأوربا من جهة ، وبين أميركا والعالم الشرقي من جهة أخرى
كذلك شكري الجزيل لترحيبك بعودتي لكتابة ونشر المقالات ، ومع ذلك فأنا دائم الحضور في موقع الحوار من خلال تعليقاتي الطويلة التي يقول عنها الزميل قادر أنيس ممتدحاً إنها تُصلح كمقال
ولا أخالك تجهل بأن موقع الحوار أصبح بيتنا ونادينا ومقهانا ، ولهذا نعجب احياناً عندما يستكثر علينا البعض نقد هذا البيت ، فالإصلاح - على حد علمي - يأتي من داخل البيت وليس من خارجهِ ، إلا إذا لم نكن مُحتسبين على الداخل
أما عن مجال ( الشعر والمسرح والغناء وآلات العزف الموسيقية في حضاراتنا القديمة ) فهي تفاصيل سأتطرق لها لاحقأً ضمن مقالات لا يُشترط فيها أن تكون القادمة ، لكنها ستاتي تباعاً ضمن منهج لي لتسليط الأضواء على تأريخنا وحضاراتنا وترائنا ( ما قبل إسلامي ) ، وهي مواضيع شبه جاهزة ، ولكن عملية التنقيح هي من أسعد مراحل إنجاز المقال او أي كتابة ، وتستغرق عندي وقتاً يزيد بكثير عن وقت كتابتي لأي مقال
تمنياتي لك بالصحة وهي أهم شيئ
33 - الى الحكيم البابلي
مكارم ابراهيم
(
2011 / 8 / 18 - 18:52
)
تحية من جديد
اتفق معك زميلي العزيز البابلي لاشك ان الدين افضل وسيلة لتجارة الفاسدين وسرقة البسطاء هناك الكثير من الشيوخ يصرفون المال الذي اصلا سرقوه من المساكين على متعتهم الخاصة
وليس فقط الدين بل السحر وعمل الادعية حيث يستغل البسيط وتسرق نقوده في
السحر
وخاصة في العراق الجريح ونتمنى ان تكون نهاية هؤلاء قريبة
بالمناسبة بالمنسبة لموضوع السحر في اي حضارة نشا او ل مرة
لقد سمعت انه في افريقيا وامريكا اللاتينية منتشر بشكل كبير اما في المشرق فتواجده بشكل مركز في المغرب ولكن ماذا عن حضارات العراق القديمة هل كان
السحر فيها معروف؟
على فكرة لاتنسى ان تجمع هذه الاجزاء في كتاب
تقبل خالص التحيات
34 - الى الحكيم البابلي
مكارم ابراهيم
(
2011 / 8 / 18 - 18:52
)
تحية من جديد
اتفق معك زميلي العزيز البابلي لاشك ان الدين افضل وسيلة لتجارة الفاسدين وسرقة البسطاء هناك الكثير من الشيوخ يصرفون المال الذي اصلا سرقوه من المساكين على متعتهم الخاصة
وليس فقط الدين بل السحر وعمل الادعية حيث يستغل البسيط وتسرق نقوده في
السحر
وخاصة في العراق الجريح ونتمنى ان تكون نهاية هؤلاء قريبة
بالمناسبة بالمنسبة لموضوع السحر في اي حضارة نشا او ل مرة
لقد سمعت انه في افريقيا وامريكا اللاتينية منتشر بشكل كبير اما في المشرق فتواجده بشكل مركز في المغرب ولكن ماذا عن حضارات العراق القديمة هل كان
السحر فيها معروف؟
على فكرة لاتنسى ان تجمع هذه الاجزاء في كتاب
تقبل خالص التحيات
35 - لا داعي للمخاوف ، فالغرب يُمسك بخيوط اللعبة
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 19:14
)
الأخ العزيز سعد موسيس
شكراً على مرورك ودعمك الدائم لمقالاتي
أفهم مخاوفك من إمكانية تغلغل أعمق للإسلام في العالم الغربي ، لكني قد لا أتفق معك في أن الغرب العلماني الذي لم يعد تأبعاً للكنيسة والدين سيكون من الضعف بحيث يتساهل ويموع في الإسلام كما تتصور
ولو كان هذا الغرب العلماني لم يعد شريكاً مع المسيحية وبكل ما تحمله من سماح ومحبة وأخلاق ، فكيف سيموع في دين إرهابي حاقد ومستعد للمجزرة في اية لحظة ولأي سبب !!؟
ولا تنسى بأن ألأخلاق والمزايا المسيحية لن تسمح للبابا مثلاً على شن حملة جادة لإيقاف تغلغل آيدلوجية ولا إنسانية الإسلام ، وخاصة فيما يتعلق بمبادئ حقوق الإنسان ، بينما العلمانية بإمكانها أن تفعل اكثر من ذلك بكثير ، كونها لا تؤمن بمبدأ تقديم الخد ألأخر لمن لا حدود لتجاوزاته وإنتهاكاته لحقوق البشر، ومستعدة للـتأديب
ولو كانت علمانية الغرب قد اعطت البابا حجمه الحقيقي واعادته لكنيسته ، فهل ستكون قاصرة على تحجيم الإسلام في الغرب ؟
الغرب يُمهل ولا يُهمل ، ويوم تحصل عنده قناعة ان الإسلام يجب أن يكون اليفاً في الغرب ، فسيكون ، الغرب - برايي - أشرس وأعتى بكثير مما يتصور بعضكم
تحياتي
36 - صوتٌ شجاع من داخل المسلخة
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 20:30
)
الزميل العزيز محمد علي محي الدين
ممتن حقأً لمرورك ودعمك لأفكار المقال من خلال التعليق على الصفحة المخصصة وعلى صفحة الفيس بوك كذلك
الطريقة العملية لنشر بعض المقالات لأكبر عدد من الناس هي عن طريقنا نحنُ الذين نهتم بإيصال كل ما هو مُفيد لقومنا وشعبنا الصابر
صدقني أحياناً أُرسل بعض ما يعجبني من مقالات لقرابة 100 شخص من الذين أعرف إنهم مهتمين بالثقافة والوطن ومحاولة إيجاد الحقيقة العلمية المثبوتة والمدعومة بالحجةن وأطلب منهم أن يوصلوها بدورهم لأكبر عدد ممكن آخر من الناس
أُتابع الكثير من مقالاتك ، وأحسدك على روح المثابرة والمتابعة التي لا تكل أو تمل الكريم في شخصك الكريم ، علماً بأنك تكتب من داخل المسلخة وليس من خارجها ، وهذا يجعلك اكبر في عيني
إستمر اخي ، وبلغ سلامي لكل الطيبين في محافظتكم التي تُمثل بعض العراق القديم وناسه الطيبين
تحياتي وشكراً على التواصل
37 - هو خطأ بسيط وشائع في حساباتكم أخي نعيم
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 21:12
)
صديقنا العزيز نعيم إيليا
شكراً جزيلاً على مروركم وتبيان إعجابكم بأفكار المقال
أنت تسالني : ((إذا كانت حضارة الإغريق بدأت في القرنين التاسع والثامن ق.م ، فكيف يزعم الدارس ( تقصد الحكيم البابلي ) - قبل ذلك - أن حضارة وادي الرافدين ووادي النيل التي بدأت في مطلع ألأف الثالث ق.م هي الأقدم ؟)) إنتهى
الجواب بسيط جداً أخي نعيم ، وهو إنك وقعت في خطأ شائعٍ جدأً ويحدث لأغلب الناس ، وهو انك سهوت عن فهم أن ( القرن ) يُمثل 100 سنة فقط . فعندما نقول بأن الحضارة ألإغريقية بدأت في القرن التاسع او الثامن ق.م فهذا يعني : 800 إلى 900 سنة قبل الميلاد
بينما عندما نقول بان حضارة ما بين النهرين بدأت في الألف الثالث ق.م فهذا يعني 3000 ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد ، أي وبمعنى آخر إنها سبقت الحضارة ألإغريقية ب 2200 سنة
الذي قادك لهذا الإشكال هو إنك حسبت القرن على اساس أنه الف سنة ، بينما هو مئة سنة فقط ، وعسى أن أكون قد أوصلتُ لك الفكرة
انا مستعد وحاضر دائماً للنقاش ( غير الإفلاطوني ) مع كائن من كان ، وخاصة مع ناس مؤدبين وخلوقين مثلك ، صدقني أنا اتعلم منك ومن الغير معنى الإحترام في النقاش
تحياتي
38 - السحر والتعازيم بدأوا منذ الأزل ، وسيستمرون
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 22:03
)
ألأخت العزيزة مكارم
تعليق # 33 + 34
تشكرات بحجم دوبة عراقية تسرح في مجرى دجلة ألأزلي ، وشكراً على كل الدعم
رجال الكهنوت كانوا منذ الأزل مشعوذين ونصابين وساختجية ويعلون على رقاب البشر الآخرين محتمين بسلطة المقدس والله ، وكانوا تأريخياً أشد فتكأً بالمجتمعات البشرية من كل الحروب وألأمراض ومأسي الطبيعة مُجتمعين ، وهذه حقيقة يا مكارم
أما عن موضوع السحر والتعزيم ، فمن الصعوبة تأريخياً تحديد زمن ظهوره بالضبط ، لكني متاكد أنه - السحر - بِقِدَم الكهف العتيق الذي حوى اجداد البشرية الأوائل
موضوع السحر أيضاً يدخل من ضمن طروحات بعض مقالاتي القادمة ، وهو موضوع حيوي ومهم جداً ، كونهِ - ولحد اليوم - لا يزال يشغل فكر الكثير من البشر وعلى كل إختلافاتهم الحياتية ، شرق وغرب وشمال وجنوب ، والناس يؤمنون به حتى وإن لم يُمارسوه
أما عن جمع كتاباتي في كتاب !!، فأسباب الموانع كثيرة أهمها يشرحه إقتباس جميل من صديقي شاعر الفقراء ابراهيم البهرزي في قوله : لم يعد هناك متسعٌ من الوقت في زوادة الرحيل
تحياتي
39 - Mesopotamia imagination
Raad mosses
(
2011 / 8 / 18 - 22:32
)
Dear writer thank you for your article,let me tell you honestly when i read it I felt really sorry that I left this land cradle of civilization and went to live in the north part of this planet and why? I cannot find any satisfied answer,this is kind of horrible suffer.In the town I live people are very proud of things 100 years old.when I tell them i am son of 3000-old civilization they open their mouth and feeling shame.on the other side I blame myself because little do i know about it.I am wondering how the sumer did get hi-tech ,rich-literature imagination?
40 - آسف
نعيم إيليا
(
2011 / 8 / 18 - 22:36
)
أعتذر عن غفلتي وتسرعي وآسف على الخطأ الذي بدر مني، وألف شكر لك على التصحيح عزيزي الحكيم البابلي
كما أشكرك جزيل الشكر على ترحيبك بمناقشة الأفكار التي أرجو ألا أكون أخطأت في فهمها.
إلى اللقاء غداً ودمت على خير وإبداع
41 - مقال ممتاز لعله يكشف عصبة عن معصوبي العيون ا
ريمون شكوري
(
2011 / 8 / 18 - 23:07
)
الأخ حكيم البابلي
. أشكرك على جهدك الشاق. مقالك رائع. قضيتُ وقتاً ممتعاً عند قراءتي له. وأتطلع الى جزئه الثان . لا أعتقد بأمكانية المؤمنين المصابين بفيروس الدين الذين أضفوا هالات القذاسة والتبجيل الى-أنبيائهم- وكتبهم -المقدسة- من الإستمرار في قراءة المقال
من المؤكد أن السومريين أسسوا أولى الحضارات وهيمنت ثقافتهم على ثقافات محتلي بلاد ما بين الرافذين أو المهاجرين اليها حتى بعد سقوط دولة سومر وبقت لغتهم صامدة كلغة الثقافة والعلم في حين كان الرافدينيون يتكلمون بلغة سامية مختلفة عن السومرية
يبين كتاب -سكنة وادي الرافدين: رواد الرياضيات- أن كثيراً من المفاهيم والنظريات والأساليب الرياضياتية التي يعزوها الغربيون الي الإغريق قد عرفها أو إكتشفها الرافدينيون قبلهم بآلاف السنين. ومن المعروف أن أوائل فلاسفة وعلماء الإغريق مثل طاليس وفيثاغورس درسوا وتتلمذوا على أياذي كهنة وادي الرافدين.ومن الطريف أن يستهل كثير من المغنين تكرار - يا ليل يا عين- غير واعين أنه تقليد متوارث ومحرف من صلوات كان يرددها قبل 4000 سنة الكهنةالسومريون للإلهين أنليل وآنو.
لم يغرس رواد الفضاء على القمر سوى العلم الأمريكيء
42 - ردود للورود الذين آزروا المقال على الفيس بوك
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 23:16
)
الصديق نبيل رومايا
شكراً على دعمك وتشجيعك ، لا زلنا مُعجبين بتواصل جهودكم لخدمة المجتمع وعدم تخليكم عن المسيرة . تحيات لكل الأخوات والأخوة في الإتحاد الديمقراطي العراقي
==========
الصديق الكاتب الوطني كمال يلدو
شكراً على دعمك المتواصل لما نكتب ، ورغم قولك بان (( المقال مُثقل بالحقائق والإستنتاجات )) ولكن ..... هل سيقتنع من يؤمن بالوهم ؟ هو الجهل صديقي العزيز
تحياتي القلبية
===========
السيدة الفاضلة سحر كُبة
رائعٌ هو أي تعليق أو دعم يصلنا من أخواتنا العراقيات الواعيات بما يدور في هذا الزمن الأغبر ، أشدد على دوام التواصل معنا سيدتي العزيزة
تحية تقدير لكِ ولكل العاملين في جامعة بغداد
===========
السيدة الفاضلة فيروز يا ملكي
هي السعادة والفخر ودوام الأمل حين نعلم ان أفكارنا واحلامنا المشتركة وعشقنا لبلاد الرافدين تصل كلها لكبر عدد ممكن من الناس
الرجاء التواصل معنا وبكل الطرق المُتاحة من اجل لقاءات وحوارات فكرية قادمة في كل ما يخص الوطن . تحيات وتمنيات طيبة
============
زميلي محمد علي محي الدين
اكرر شكري الجزيل على تواصلك المكثف ، البركة فيكم سيدي العزيز
43 - تحيع طيبه.
فؤاده
(
2011 / 8 / 18 - 23:37
)
اطيب تحيه لك وانا اعلق على مقالاتك لاول مره
احيانا اكتب التعليق وارسله على السرعه القصوى دون ان اعطيه حقه خوفا من انقطاع الكهرباء او المولد او النت , وللتو كتبت تعليقي وقبل ارساله فصل النت وذهب تعليقي معه ,
يعني لو كهرباء لو مولد لو نت ولا نزال صامدين , وهكذا نحن العرب , فأي بلد بالعالم الان لم تتمتع بابسط حقوقها
فلا غرابه من ان العرب اصبحوا آخر البلدان من حيث الرقي وكلما تشبثنا بالغيبيات ازدادت امورنا سؤ وتعقدت.المسأله
ولاننا لانزال نفكر قبل 14 قرن متمسكين بتلك الافكا رالباليه
هيمنة هذه الخرافات كانت ضروره للانسان منذ القدم كونه يحتاج الى ان يتمسك بخرافه تجعله مطمئنا وتبدد مخاوفه لكن الغريب انه لا زال متمسك بها الى يومنا هذا , فحياتنا نحن العرب سخريه والمشكله تستفحل بقياس زمني اقصر منها
44 - الوطن هو الأم والرحم والحاضنة
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 18 - 23:47
)
أخي العزيز رعد موسيس
كم هي رقيقة وحساسة ورائعة وصادقة كلماتك في تعليقك عن بلاد الرافدين
ومن اعماقي اقول : فخورٌ بكَ
أذكر مرة سألني الصديق العزيز المُفكر قادر أنيس : كيف لا زِلتَ متعلقاً بحب العراق وأنت مُغترب منذ 37 سنة ؟
والحق أن جوابي دائماً وللكل واحد لا يتغير : لن أنسى أو أنكر أُمي لمجرد أن الأشرار شوهوا وجهها وجرحوا جسدها ونجسوها بالطاعون والجرب ، هي تبقى أمي ما حييتُ
ولو تتحقق لك الفرصة ذات يوم اخي رعد لتطلع على ما لهذا الوطن من تأريخ وحضارة ومآثر ، لكنت ستحبه وتعشقه اكثر وأكثر
لا زلتُ اذكر ما قاله كاتبنا الكبير صلاح محسن : لولا الغزو ألإسلامي وأطماع كل من جاور بلاد الرافدين في أرضها ومائها وخيراتها وموقعها ، لكان رواد الفضاء واغلب العلماء
اليوم من العراقيين والمصريين والشاميين
ربما ليس لنا ما نفاخر به اليوم ، كوننا تحولنا من الرقم الأول في قائمة الحضارات ، لنصبح الرقم الأخير الذي لا أحد يعقبه غير النسانيس والقردة ، فلا يلومنا احد لو تذكرنا حضاراتنا القديمة ، وإبتسمنا بفرح كون أجدادنا أعطوا شعوب العالم أول حضارة أصيلة
لا تستكثروا علينا أن نتفاخر
محبتي لك وللأخ سعد
45 - في إنتظار حوارك اخي نعيم إيليا
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 19 - 00:32
)
أخي العزيز نعيم إيليا
صدقني عرفت منذ قرائتي لتعليقك بأن إعتراضك لم يكن سببه نقص في معرفتك او سقف ثقافتك ومعرفتك التي أُقدرها حق قدرها ، وإنما السبب كان في إشكالٍ حصل للعشرات من الناس ، لأن المؤرخين والكتاب مرة يُسجلون التواريخ القديمة بإستعمال كلمة ( قرن ) والتي من المستحسن تسجيلها بطريقة الأرقام .. مثال : 800 عام ق.م ، بدل القرن الثامن ق.م
المهم إننا توصلنا لإجابة سؤالك ألأول ، وننتظر أسئلة اخرى ، وعسى ان ترسلها معاً ، ليتسنى لنا ألإجابة عنها بصورة مترابطة وليس متقطعة ، وليكن في معلومكم أخي بأنني لست عالِم ، بل ناقل علم ، وباحث عن الحقيقة بصبر وعمق وتروي ، وهنا قد تكون لي أخطاء هنا وهناك رغم شديد دقتي ، واين هو من لا يخطا ؟
ومسرور جداً إنك اول معلق سيناقشني في ما جاء من خلال مقالي ، وهذا يُعطي البحث نكهة خاصة ونظرة اعمق وتوثيق أدق
في إنتظار أفكارك أخي الكريم
تحيات وتمنيات طيبة
46 - السيدة آشورية أفرام تعليق # 42
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 19 - 02:37
)
سيدتي العزيزة
تعليقك ذو شقين ، الأول يقول : (( لأن حضرتك لا تتقرب حسبما قلتَ له - المسيح - ولتعاليمه قلبياً ، ولكن فقط تقرأ كلمته لتنتقده وتسفهه في كل شيئ )) إنتهى
وإجابتي هي إنني أتبع (أغلب) تعاليم المسيح ، لتطابقها - لحد ما - مع لائحة حقوق الإنسان . لكني لا أؤمن به كنبي ورب ، لعدم قناعتي بوجود أي رب من أي نوع ، حيث لا إثباتات ملموسة دامغة ، وأنا رجل يؤمن بالعقل والعلم والمنطق
المسيح برأيي كان ثائراً ومُصلحاً إجتماعياً ، إضطر لركوب موجة الدين في زمن يعج بأنبياء اليهود ، وقد نجح إلى حد ما عبر ترغيبه وترهيبه ، لكن كل ذلك لن يجعل منه نبياً أو رباً بالنسبة لمن يؤمن بالعلم
المسيح ثار وصلب ومات كأي بشر ضعيف ينتهي بالفناء ، ولا أعرف من أين جاء ببدعة أنه مات ليخلص العالم من خطاياهم !، طيب ... وبما انه إدعي بأنه الله ، فلماذا لم يغفر لهم خطاياهم وبدون الصعود فوق الصليب ! ، اوليس الله على كل شيئ قدير كما قال وقلتم ؟ إذن ما كانت حاجتنا لمسرحية ودراما الصلب ؟! ، ثم عن أي خطيئة كان يقصد والتي ضحى المسيح بنفسه من أجل أن يغفرها الله - هو نفسه - للبشر ؟
الم تقل الأيان بأننا مُسيرون ؟
يتبع
47 - السيدة آشورية أفرام ( تابع للتعليق السابق ) 2
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 19 - 04:19
)
ثم ما الذي يجعلكم - المتدينين - على صح ونحنُ على خطأ ؟ أو يجعلكم أخيار ويجعلنا أشرار ؟ أوليس الإنسان حر في فكره وقناعاته وطريقة تفكيره ؟
نحنُ دائماً نقدم لكم الفكر المقرون بالحجة ، وأنتم دائماً تُقدمون لنا الخرافة المقرونة بالقمع والتهميش والإحتقار لكوننا رفضنا الإيمان بإله خيالي شبحي إفتراضي من صنع أساطير الأولين
قدمي لي إثباتاً واحداً ملموساً - واحد فقط - على وجود الرب ، وسأتبعه لنهاية العمر
أما سؤالكِ الغريب لي : (( ما سبب كرهك للآشوريين ، لأني لمستُ هذا الشيئ في مقالك ؟ )) إنتهى
وبدوري أسألكِ : كيف (لمستِ) واللمس إثبات سيدتي ؟، وأعتقدك قصدتِ : أحسستِ بكراهيتي للآشوريين
وأسألكِ : هل تستطيعين أن تقدمي لي مقطعاً واحداً من مقالي يُثبت صحة إتهامك لي بكراهية الآشوريين؟
كل ما جاء عن الآشوريين في المقال هو من لدن الحقيقة التأريخية ، ولم أسجل أي ملاحظة او حادثة من جيبي ، فهل ذكر الحقيقة يجعل مِنا (كارهين) ؟
أنا لا أكره الآشوريين ، فهم جزء ثمين من مكونات شعب بلادي ، لكني لاحظتُ عبر التأريخ إنهم دائماً يدعون ما ليس لهم ، وهذا موضوع آخر مهم سنكتب عنه في يوم ما ، وبدون كراهية
تحياتي
48 - قلم لفكر رائع سينضم لكتاب الموقع قريباً
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 19 - 05:28
)
الصديق د. ريمون شكوري
أهلاً بك في الحوار المتمدن ، وشكراً لدعمك وتثمينك للمقال
أعجبتني معرفتك بثقافات وادي الرافدين القديمة ومقارنتها ببقية ثقافات ذلك الزمن
كذلك اود أن اشكرك على إهدائكَ لي كتابك باللغة الإنكليزية والموسوم ( رواد الرياضيات الميزوبوتاميين ) ، والإسم ( ميزوبوتاميا ) أطلقه اليونانيون على وادي الرافدين ويعني ( ما بين النهرين ) . وأتمنى أن تنشر لنا بعض أجزاءه بعد ترجمتها للعربية ، لإحتوائه على معلومات جديدة ومثيرة وموثقة لم تمرعلى اغلبنا
وللحق اعجبتُ جدأً بمقالاتك - غير المنشورة - والتي أسعَدْتَني بالإطلاع عليها ، وهو الفرح ان ينظم لنا فكر متنور ومُقتدر في علومه ومعرفـتهِ كفكرك د. ريمون
اعجبتني لحد الطرب المعلومة عن أصل ( يا ليل يا عين ) ، وحزنـتُ لخبر نفيك لمعلومة أن الأميركان لم يغرسوا فوق سطح القمر غير العلم الأميركي !! كانوا إستحوا أحسن ، وهذا يجعل من نجيب محفوظ مُروج إشاعات !!، وكان قد ذكرها في الصفحة 17 من كتابه : حول الثقافة والتعليم
بإسمي وبإسم الكثيرين من كتاب الحوار المتمدن ، ونيابة عن المسؤولين في موقع الحوار - بعد رخصتهم - أدعوك لتكون احد كتابنا
تحياتي
49 - متى يترجل المؤمن عن بغلة عنادهِ ؟
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 19 - 05:56
)
السيدة الفاضلة فؤادة
شكراً على مرورك بالحديقة البابلية ، وأهلاً وسهلاً بتعليقك الأول على مقالاتي
دقيقٌ هو تشخيصك للداء من خلال قولكِ : وكلما تشبثنا بالغيبيات إزدادت أمورنا سوءً وتعقدت المسالة
وذكيٌ جداً تفسيرك من أن الإنسان القديم كان يحتاج للخرافة لتحميهِ من مخاوف المجهول المحيط به من كل جانب ، واليوم تبددت أغلب مخاوفه بواسطة العلم ، ومع هذا لا يزال المؤمن بالخرافة والغيبيات والمُضحكات يأبى النزول عن بغلة عِنادهِ
وكما كانت تقول لنا كتب القراءة الإبتدائية : إلى متى يبقى الخروفُ على التلِ ؟
يا سيدتي البغدادية العالم على أعتاب التواصل مع الكواكب الأخرى ، ولا زال هناك من يصر على حكاية أن المهدي المُنتظر ظهر وطار في الحظة المناسبة وأصلح نفاث طائرة للركاب كانت تنقل الحجاج لمكة ، وأنقذ كل ركابها !!!!!!!!!!، ويصرخ المغفلون : الله اكبر ، الله اكبر ، الله أكبر !!!، ولا ندري أكبر مِنْ مَنْ ؟
تحياتي لكِ ، ولبغداد الف تحية
50 - تحية إلى مهد البشرية
ليندا كبرييل
(
2011 / 8 / 19 - 06:48
)
العراق ومصر وبلاد الشام، جهد متميز بعد غيبة لا نغفرها لك، فأرجو أن تسارع بالجزء الثاني حتى ننسى هفوة الغياب ، قلْ لي من فضلك: ما فائدة حوار الطرشان ( حوار الأديان) وكأنهم في حمام مقطوعة ميتو ؟والأحلى أن يكشف كل واحد عما لديه من ألبسة دينية فإذ بك تعريهم وتقول لهم انظروا الملك العاري،على الأقل كنت ترأف بهم شوية وتترك لهم ورقة التوت، قلنا لك عرّيهم معليش فرحت زلطتهم ،تصور أستاذ: حتى حضارتنا يحجرون عليها فلا تدرس بمدارسنا، أنا على أيامي ( ليست بعيدة كتير طبعاهاها) كانت الحضارة السومرية أبو صفحتين وبقية الحضارات قشة لفة أبو أربع خمس صفحات أمات عن تأثير لغاتنا الكلدانية والسريانية فمنْ يأتي على ذكرها؟ ولكنهم لا يستطيعون الهروب من الفرعونية فأفردوا لها لوحدها خمس صفحات تانيين والباقي ... عرفت طبعا لمن حصة الأسد؟ يعطيك العافية وشكراً للإضاءات التي تفضل بها الإخوة مقال ممتاز ننتظر بقيته .
اللحظة التي أكتب لك فيها حصل زلزال عنيف في نفس منطقة مياغي التي حصل بها زلزال مارس الماضي ويوجد تسونامي قد يهدد ما حوله ويحذرون الناس الحمد والشكر أني استطعتُ تمرير تعليقي وشكر
51 - الأستاذ المحترم الحكيم البابلي
محمد ماجد ديُوب
(
2011 / 8 / 19 - 08:29
)
أتفق تماما مع كل القراء الكرام على أنه مقال ممتاز وأكثر لكني أود الإدلاء بتعقيب بسيط أرجو أن يكون مقبولاً.ألاحظ منذ أن بدأت علاقتي بالثقافة تأخذ منحى وجوديأ بالنسبة لي التالي :نحن في هذا الشرق أصبح التاريخ هوهمنا ومحاولة إفهام العالم أننا نحن الأساس في الوقت الذي ألاحظ فيه أن الغرب المستقبل هو همه حتى تنطح توماس فريدمان وكتب كتابه الرائع .العالم مستوٍ ( كتابة تاريخ القرن الواحد والعشرين) والذي يشرح فيه الرؤية الأمريكية للقرن الواحد والعشرين.هل مازلنا نعتقد أن العالم يهتم لما كان في الماضي إلامن باب دراسات تريد التعرف على شعوب العالم لمعرفة كيفية التعامل معها أو السيطرة عليها إذا اقتضت الحاجة ولك كل الإحترام والتقدير
52 - التعصب القومي
نعيم إيليا
(
2011 / 8 / 19 - 09:25
)
بعد التحية:
1- تنقم على الغربيين أنهم لا يعترفون بفضل حضارة ما بين النهرين، وتصورهم متعصبين لحضارتهم إلى حد نكران فضل الحضارات التي سبقتهم عليهم، جرياً على عادة أكثر الباحثين العرب الذين يستهويهم هذا الأسلوب الشاكي المتظلم والذي يعبر عن ضغينة محتبسة بداخلهم تجاه الحضارة الغربية. ولا شك أنك ذكرت بعض المنصفين، ولكنك جعلتهم قلة وهم كثرة.
إنّ أساطين الفكر أمثال: أفلاطون، وأرسطو، وهيرودوت، ونومونيوس لم ينكروا فضل الحضارة والفكر الشرقي عليهم.
وحتى الكثرة التي تظن أنها تغمط حقّ الفكر الشرقي، لا تنكر تأثيره، ولكنها تنظر إليه في تماسه مع الحضارة اليونانية على أنه المادة الخام التي كان يحتاجها ليندفع نحو تحقيق انتصاراته.
2- بيد أن الحضارة الشرقية لا تتمثل في حضارة ما بين النهرين فحسب، بل تساهم في تمثيلها حضارة الفراعنة والهنود والفرس والكنعانيين. بل إنّ أكثر الفلاسفة والمؤرخين الإغريق يشيرون إلى تأثير عظيم للحضارة الفرعونية على الفكر اليوناني فاق تأثير غيرها من الحضارات عليه والأمثلة كثيرة. غير أن عاطفتك القومية ستسوّل لك المبالغة في إدعاء تأثير الحضارة الرافيدينية على اليونانية دون غيرها من ال
53 - التوراة المسروقة
نعيم إيليا
(
2011 / 8 / 19 - 10:08
)
يرى الأستاذ طه باقر أنه ((يصح القول ان هذه الديانة [اليهودية] بوصفها ديانة مُوحِدة مع نضج فكرة الوحدانية فيها، إنما نمت في أثناء بقاء اليهود في بلاد بابل)). وقد استندت على رؤيته. وهي رؤية مشكوك فيها؛ فالثابت أن العبرانيين أخذوا فكرة الوحدانية من الفراعنة قبل الأسر بقرون، ولم يأخذوها في أثناء الأسر لأنّ عقائد بلاد ما بين النهرين كانت تعجّ بالآلهة.
ووافقت قوله: ((كما بدأ فيها جمع أسفار التوراة وتدوينها ما بين القرنين الخامس والسادس ق.م ، ودُوِنَ التلمود في القرنين الخامس والسادس الميلاديين)) .
فإذا كان اليهود [جمعوا ودونوا] أسفار التوراة، فسيعني هذا أن الأسفار كانت موجودة معروفة قبل الأسر، وإلا فكيف جمعوها؟ وهذا مما يضعف فكرة أن التوراة (سرقت) الأساطير البابلية.
هناك أسفار لا شك أنها دونت في الأسر وتأثرت بمظاهر الحياة الفكرية والاجتماعية البابلية والآشورية والفارسية، بيد أنه سيكون من الإجحاف القول (بالسرقة).
ففكرة الخلق مثلاً فكرة أصلية في سفر التكوين، ولا تماثل فكرة الخلق البابلية المشكوك فيها، في تفاصيلها وغاياتها، لذا فلا نجد ما يمنع من أن تكون من إبداع العبريين والكنعانيين
54 - قصة الخلق المسروقة
نعيم إيليا
(
2011 / 8 / 19 - 10:31
)
إنّ الخيال الديني يماثل الخيال الأدبي وكل شعوب العالم تملك خيالاً دينياً وأدبياً، ولذلك لا نعدم التشابه بين الأساطير والحكايات والصور الأدبية التي ينتجها خيال هذه الشعوب.
يحدثنا دارسو الأدب المقارن عن تأثر دانتي برسالة الغفران للمعري، علماً بأن دانتي لم يطلع على رسالة الغفران التي لم تكن مترجمة في زمنه في أكثر الظن.
فتوارد الخواطر حقيقة لا يمكن الشك فيها.
بالأمس قرأت مقالة الأستاذة رويدة سالم ولقد دهشت حين رأيت فكرة فيها كنت أظنها من إنتاجي أنا.
وأذكر أنني استنتجت بعد تأمل طويل أن المسيحي الملحد خير من المسيحي المؤمن، وظللت معتقداً بأنني وحدي صاحب هذا الاستنتاج، ثم فوجئت قبل سنوات بوجود هذه الفكرة لدى (بلوخ).
2- تقول: ((أما قصة الخلق التوراتية فتقول: أن الرب العبراني بعد أن قضى على فوضى الماء ( الغمر المائي ) الذي كان أول موجودات الوجود كمحيط أزلي مظلم صَوَرَتهُ التوراة كوحش خرافي عظيم أسمتهُ ( الواياثان ) ، وهو التنين ذو الرؤوس المتعددة ، والذي يقوم رب التوراة بشقه نصفين ليصنع منهما السماء والأرض)) !.
والحق أن قصة الخلق التوراتية لا تحتوي صورة الوحش الخرافي، فمن أين لك بهذه الصورة؟
55 - بالإمكان طمر الحقيقة لزمن ما ، لا قتلها
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 19 - 19:30
)
الزميلة العزيزة لِندا كبرييل
شكراً على مؤازرتكِ عبر تعليقك الجميل
ما تقولينه صحيح ، عن إنهم حجروا ولقرون على لغاتنا المحلية الأصيلة ، وكانت كل الحضارة السومرية تُعطى مساحة ورقتين في منهاج التاريخ المدرسي ، ومر أقوامنا عبر التعريب والتفريس والتتريك لدرجة إننا كنا محرومين من تعلم كتابة لُغاتنا ، ولولا توريثها عائلياً لكُنا اليوم قد اضعنا كل ميراثنا اللغوي . فئة الكهنة وحدها كانت تُمارس وتتقن الكتابة باللغة الكلدانية والآشورية والسريانية ، ولهذا فأغلبنا اليوم يتكلم هذه اللغة ولكن لا يحسن قراءتها وكتابتها
يقول الكاتب سليم مطر : نكاد نكون الشعب الوحيد في العالم مع الشاميين ، الذي يتعلم فيه المواطن أن يفتخر ليس بأصله الوطني ، بل بأصلهِ غير الوطني ( الحجازي واليمني ) ! ، وان تأريخنا العراقي تبدأ صفحته ألأولى بـتأريخ اليمن ( السبئي والمعيني ) !!، وميراثنا الثقافي هو ميراث الجاهلية وسجع الكهان !؟
ولهذا أعيد وأكرر وبتركيز تام ، على ان شعوب العراق والشام لاقت الكثير والكثير جداً من التهميش والترصيف ومحاولات الطمس على كل الأصعدة ، وربما كان السبب الرئيسي في كل ذلك هو محاولة طمس الأصل
تحياتي
56 - هل سمعتم ب ألإنسان المناسب في المكان المناسب
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 19 - 20:09
)
الزميل العزيز محمد ماجد ديوب
شكراً لتعليقك لأول مرة على مقالاتي ، وأهلاً وسهلاً بك
هل أفهم من تعليقك بأن على بعضنا أن يهمل وينسى كل شيئ في الحياة ويتفرغ لصناعة المسقبل ؟ من لا يعرف التأريخ قد يتعثر في الحاضر والمستقبل
لاحظ معي ... حتى الغرب الرائع المُشرق الجميلُ الحضارة والعطاء ، له إهتماماته بكل صغيرة وكبيرة في الحياة ( ماضيها وحاضرها ومستقبلها ) ، وهل هو امرٌ مُعيب في الغرب أن يكون لديهم كُتاب وباحثين وعلماء ومُفكرين متخصصين بالماضي !؟ طبعاً لا ، فلماذا تـُعيب علينا إهتمامنا بالتأريخ والتراث
وهل تطلب مني مثلآً أن اترك ما اُحسنه - وهو الكتابة ومنها التـأريخ والتراث - وأذهب لأعمل مخترعاً أو عالِماً أو رجل فضاء !!؟ أم إنك تطلب مني ومن بعض الكتاب الآخرين أن نترك كل ما نـُحسنه ونكتب في علوم المستقبل فقط !؟
يا صاحبي لا تُحَمِلنا مغبة سقوط أوطاننا في لُجة ودوامة الجهل والخرافة وعدم الشعور بالروح الحضارية والوطنية وحتى بروح الغيرة والخجل ، فما نحنُ بألمسببين ، بل نحنُ الضحية ، واجزم على إنك تعرف المسببين ، لكنك لا تتجرأ على فضحهم كما نفعل
رفقاً بنا سيدي
تحياتي
57 - الأخ الحكيم البابلي المحترم
محمد ماجد ديُوب
(
2011 / 8 / 19 - 21:39
)
ياسيدي أنا أجل تماماً معرفتك في التاريخ وليس قصدي أبداً ما فهمت ولو إنتبهت لقولي :ومنذ أن بدأت علاقتي بالثقافة تأخذ منحى وجودياً.هذا يعني أني لم أقصدك شخصياً بل ما قصدته هو الحالة العامة المسيطرة على تفكير الناس في هذا الشرق .هل تلاحظ معي أن أغلب الحوارات على صفحات هذا المنبر المحترم ذات طابع تاريخي أسواء منها اليسارية أو غيرها ؟ ثم أنا أؤيدك في طرحك التاريخي تماماً ولكني أخالفك في أسباب محنتنا إذ أنت تفضحها بطريقتك وفقاً لرؤياك .أما أنا فأقوم بما هو أقسى من عملية الفضح والذي هو زرع بذور الشك فيما هو قائم من أساسه .أنت تصحح التاريخ وأنا أحاول رمي حجر في بركة تفكيرنا الآسن .وليتك تابعت ما أكتبه في هذا المجال لتتأكد مما أقول .أنت والكثير من الأخوة يرون الوجه السياسي للأزمة لكن الصحيح من وجهة نظري هو أن لها وجها معرفياً أكثر خطورة .ملاحظة بسيطة على الهامش :امريكا لاتاريخ لها تفاخر به ومع ذلك هي تقوم بكتابة التاريخ القادم ولك كل مودتي وتقديري .
58 - الأستاذ نعيم إيليا .. حول تعليقكم # 52
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 19 - 21:56
)
شكراً سيد نعيم على التعليقات الثلاثة الأخيرة ( 52 . 53 . 54 ) والحق إنها تُثير الحوار من أجل فهم أكبر ومعلومات أدق وتوثيق أشمل . وسأجيب عن كل منها وبحسب تسلسلها
يا سيدي أنا لم ولن ( انقم ) على الغرب أوأتصورهُ لا يعترف بفضل حضارة ما بين النهرين ، ولعلمك سيدي فإن إنتقاء الكلمات المناسبة في اللغة والكتابة مهمة أعيت الكثير من الكتاب واراك واحداً منهم
كان المفترض بك إستعمال ( تتذمر ، تعترض ، تحتج ، تستهجن ، تُمانع ) بدل ( تنقم ) !! وكما ترى فهناك فارق لغوي كبير بين ما تعنيه كلمة وأخرى ، ولهذا فأنا لم أنقم بل إعترضتُ ومانعـتُ وتذمرتُ
اما قولك (( جرياً على عادة الكُتاب العرب الذين يستهويهم ألأسلوب الشاكي المتظلم الذي يُعبر عن ضغينة محتبسة بداخلهم تجاه الحضارة الغربية ... الخ ) إنتهى
فهذا كلام مُعيب ، كلام عشوائي إعتباطي مُكَدِر يا نعيم !، وفيه خلط لأوراق كثيرة جداً ،فما كلنا أو كل العرب على الشاكلة والنموذج الذي تتخيلهُ وكأنك تخاطب داعية او شيخاً سلفياً
ثم إنني لم أقل بأن الحضارة الشرقية تتمثل ( فقط ) بحضارة الرافدين ، انت تُقولني ما لم اقل يا نعيم ، وهذا تجاوز آخرعلى نزاهة فكري
يتبع
59 - الأسالذ نعيم إيليا ، تابع للتعليق السابق
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 19 - 22:37
)
ومحاولتي للإلتزام بأخلاق وعدالة البحث العلمي
بل قلتُ بأنها - حضارة الرافدين - أقدم من كل حضارات الشرق بما فيها حضارة مصر ، فهل تود نقض معلومتي علمياً ووثائقياً ؟ حاول يا سيدي ولكن لا تلجأ لكلام من جيبك
كذلك لم أنكر أو أتطرق لتأثير حضارة الفراعنة على الفكر اليوناني ! ، لأن حضارة مصر لم تكن موضوعي ومادة مقالي
أما تعبيرك العدائي المُخدِش (( غير أن عاطفتك القومية ستسول لك المبالغة في إدعاء تأثير الحضارة الرافدينية دون غيرها .. الخ )) فهذه كلمات وتُهم كبيرة لغةً ومعنى وفيها الكثير من التجاوز يا نعيم ، وبصدق .. أفضل عدم الإجابة عنها بنفس الأسلوب لأن لُغتي خشنة وقاسية جداً عند الضرورة ، وأفضل أن أحتفظ بك كصديق رغم أن بعض كلماتك خرجت عن سياق ودائرة الحوار العلمي
ومع هذا فليس في مقالي أي ( إدعاء أو مبالغة ) بالنسبة لتأثير الحضارة الرافدينية على ما حولها ، وأنا لم أقل ( دون غيرها ) كما تدعي يا نعيم ، وادعوك لإثبات عكس ما اقول
أما كلامك في تعليق # 53 وتشكيكك في أن تكون قصة الخلق التوراتية مُشابهة لقصة الخلق البابلية ! ، فهنا يصبح من الصعب إقناعك رغم وضوح الأدلة ! ، وهي مشكلتك يا نعيم
يتبع
60 - بحث رائع
نهى عايش
(
2011 / 8 / 19 - 22:40
)
استاذ حكيم لقد قدمت لنا في هذا البحث رائع ، معلومات جدا مفيدة في توضيح الصورة للعالم بأن هذه الاديان ما هي الا عبارة عن اساطير الأولين ومسروقة من الكتابات القديمة للحضارات المختلفة، واتمنى في القسم الثاني من بحثك أن تقدم لنا مقارنة فيما تبقى من قصص الحضارت القديمة والقصص في الكتب السماوية ، التى هي عبارة عن قصص مسروقة من الادب لهذه الحضارات البائدة ، وكما قال المعلقون ، نعم يجب أن تُلغي حصص الديانات وتُستبدل بحصص لدراسة الأديان المقارن، وأيضا يجب التركيز على اصولنا الحضارية ، ويكفي التركيز على قصص ابي جهل وسراقة ، وقصص البدو التى لم تجلب للمنطقة العربية غير التخلف والجهل والامراض والحروب الدائمة ، ، شكرا لك ودمت لنا
61 - نقم
نعيم إيليا
(
2011 / 8 / 19 - 22:59
)
عزيزي الحكيم البابلي
لن تجد في كلامي ما يسيء إليك أبداً فأرجوك أن تهدأ وتطمئن. انظر مثلاً تفسير (نقم)
قال الجوهري: نَقَمْتُ على الرجل أَنقِمُ، بالكسر، فأَنا ناقِمٌ إذا عَتَبْت عليه.
تشبيه تصويرك للغربيين بالصورة التي يرسمها لهم الباحثون العرب ليس فيها ما يغضب، يمكنك أن ترفضها وتكذبها ، ولكن لماذا تغضب؟
حتى اتهامك بالتعصب القومي لا أقصد منه أن يجرحك في شيء، وإنما هو للتأكيد على أهمية فكرة التجرد من الأهواء على أشكالها
كتبت ملاحظاتي وأنا أفكر من دون أي انفعال. الحقائق التاريخية هي التي تعنيني ولا شيء غيرها يعنيني
لك تحياتي ومودتي الخالصة واحترامي
62 - الأستاذ نعيم إيليا حول تعليقك # 54
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 19 - 23:33
)
لولعلمك سيد نعيم فإن أسفار التوراة الخمسة ألأولى والتلمود ، وكنتيجة للبحث العلمي ، تم تدوينها جميعاً في الأسر البابلي
وللحق أقول أنني وكل العالم نؤيدك في حقيقة ( توارد الخواطر ) وهذا يحدث لكل البشركل يوم ولكن ... ألا تجد في قولك بأن ( أفكار التوراة ربما تحتوي على توارد خواطر مع حضارات الرافدين ) فيه شطحة وغفلة وتستر مُبطن !؟
توارد الخواطر لا يكون بحجم سرقات التوراة والفضيحة المُجلجلة التي لم يدري متضرريها كيف يدافعون عنها ويطمرونها ولحد اليوم !، وخاصةً مع وجود مئات ، اُكرر ( مئات ) الأدلة والإثباتات التي قدمها لنا علماء الغرب النزيهين
وتأتينا اليوم يا سيد نعيم لتقول لنا بأنها مجرد ( توارد خواطر )!!، ما هكذا تورد ألإبلُ يا نعيم
ثم أخيراً تُحاججني حول قصة الخلق التوراتية ، وتنفي إنها تحوي قصة وحش خرافي ( تنين ) وتسألني ، (عيني عينك ) : من أين لك بهذه الصورة ؟
في الأسطورة السومرية هناك تنين أنثى ذي سبعة رؤوس أسمه ( تعامات ) وفي نهاية الأسطورة يقتلها البطل الإله مردوخ
بعدها تنتقل نفس الأسطورة إلى اللوغارتيين ، فنرى إنتصار الإله ( بعل ) على التنين ( لوياثان ) ذي الرؤوس السبعة
يتبع
63 - الأستاذ نعيم إيليا حول تعليقك # 54 - تابع
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 20 - 00:18
)
بعدها تأتي التوراة كعادتها لتلطش الأسطورة من السومريين والأوغاريتيين حين تذكر في سِفر أشعيا الإصحاح 27 الآية الأولى ، وحرفيأً : (( في ذلك اليوم يُعاقب الله بسيفه القاسي العظيم الشديد ( لوثايان ) الحية الهاربة )) ؟
العهد القديم يُسمي التنين (رعاف) في بعض المقاطع ، وهذا إثبات آخرعلى أن كتبة التوراة كانوا متعددي الفكر وألإسلوب في إستعمال الكلمات والمصطلحات
ونجد الكثير من الصراع بين يهوة ورعاف في سفر أيوب وإشعيا
هل توضح من اين اتيتُ بقصة التنين التوراتية الأن ؟
ولفهم أعمق لصديقي السيد نعيم ، اذكر هنا كيف إنتقلت اسطورة التنين عبر الزمكان من سومر لبقية حضارات الأرض
في سومر كان الإله إنليل هو المنتصر على التنين
وفي زمن الملك البابلي حمورابي أصبح الإله مردوخ هو المنتصر على التنين
وبعد قرون مسح الآشوريون إسم مردوخ ووضعوا بدله إلههم آشور
وتسافر ألأسطورة لفلسطين غلى الكنعانيين ومنهم للعبرانيين ويصبح إله العبرانيين هو المنتصر على لوثايان - الرعاف - التنين ، وتطير ألأسطورة إلى اليونان والإغريق لتدخل المسيحية عبر خرافة القديس ( جوارجيوس - مار جرجس ) الذي قتل التننين برمحه الطويل
تحياتي
64 - السيد محمد ماجد ديوب ، السيدة نهى عايش
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 20 - 04:41
)
أخي العزيز
شكراً على إهتمامك بالموضوع
وبصرحة لم أفهم أي شيئ من تعليقك الأخير ، فالإسلوب غير واضج او مفهوم ، وقمتُ بقراءة الرسالة ثلاثة مرات ولكن بلا فائدة ، فأما فهمي قاصر أو كتابتك مشوشة وغير مفهومة
وفي كل ألأحوال المعذرة لعد إستطاعتي فك رموزها ومن ثم الإجابة عنها
تحياتي
====================
الزميلة الكاتبة نهى عايش
تحية وشكراً على مرورك وتعليقك الجميل
ما تطلبيه مني في العدد أو الجزء القادم من البحث هو بالضبط ما كنتُ مزمعاً على تقديمه ، ولعلمك سيكون هناك عدة أجزاء ، بعضها مشوق جداً وفيه تفاصيل دقيقة عن امور حياتية ودينية وإجتماعية يومية لا زلنا نعمل بها لحد اليوم وما درينا إنها من صنع هؤلاء الأجداد الذين اورثوها لنا ، لكنها كانت متواضعة وبسيطة ، ولم يمنحها كل التعقيد والصرامة والقداسة غير الأديان الثلاثة التي تشاركت في مسخ حياة وحرية وسعادة اغلب البشر من خلال قيودها وتحريمها وتحليلها
تحياتي وإلى لقاء قادم
65 - السرعة في نقل المعلومات
نهى عايش
(
2011 / 8 / 20 - 05:14
)
عندما أقول نهاية الاديان قريبة ، احيانا استغرب من نفسي ، ولكن سرعة نقل المعلومات وسرعة كشف الاديان متوفرة بفضل النت
http://ladeenion2.blogspot.com/2011/08/blog-post.html
66 - إلى الأستاذ الحكيم البابلي المحترم
نعيم إيليا
(
2011 / 8 / 20 - 08:25
)
صباح الخير لك وللقارئ العزيز
ها هي العبارة التي أنكرتُها:
((أما قصة الخلق التوراتية فتقول: أن الرب العبراني بعد أن قضى على فوضى الماء ( الغمر المائي ) الذي كان أول موجودات الوجود كمحيط أزلي مظلم صَوَرَتهُ التوراة كوحش خرافي عظيم أسمتهُ ( الواياثان ) ، وهو التنين ذو الرؤوس المتعددة ، والذي يقوم رب التوراة بشقه نصفين ليصنع منهما السماء والأرض)) .
فهل كنتُ افتريتُ؟
قصة الخلق التوراتية تقع في سفر التكوين، ولا تقع في سفر إشعيا. كل سفر من أسفار التوراة له كاتبه وزمنه ومضمونه؛ وباختصار: استقلاليته النسبية.
أنت تجعل التنين هنا عنصراً من عناصر أسطورة الخلق التوراتية الواردة في بداية التكوين، فهل هذا صحيح؟
هل صنع ربُّ التوراة حقاً، السماءَ والأرضَ من شقَّي التنين؟
هذا هو السؤال.
وأنتقل الآن إلى الرد على اعتراضاتك الأخرى، ولن أطيل، مع أن موضوع النقاش من اختصاصي
فابق معي لوقت قصير من فضلك!
67 - ما بين الحضارة وتأثير الحضارة
نعيم إيليا
(
2011 / 8 / 20 - 09:28
)
تقول معترضاً مستنكراً:
((ثم إنني لم أقل بأن الحضارة الشرقية تتمثل ( فقط ) بحضارة الرافدين ، انت تُقولني ما لم اقل يا نعيم ، وهذا تجاوز آخرعلى نزاهة فكري)).
أنتَ لم تقل هذا القول بصريح اللفظ والعبارة. أنا الذي قاله موضحاً وشارحاً وناقضاً بعد أن تلمّست انحيازك المسرف إلى الحضارة الرافدينية.
والآن، أجبني عن هذا السؤال من فضلك:
إذا كنت تعترف بأنّ حضارات كثيرة (أصيلة) قامت في الشرق إلى جانب الحضارة الرافدينية، كالفرعونية، والكنعانية - العبرية، والعيلامية، والحثية، والهندية، فلماذا تنفعل إذا قيل لك: إن تأثير هذه الحضارات على اليونان كان أكثر فاعلية من تأثير الحضارة الرافدينية؟ وهو قول يؤكده الذين بنوا الحضارة اليونانية بلسانهم، حتى إن أمونيوس ليسرف في نسبة الفضل إلى العبريين على إبداعات اليونانيين فيزعق: (لم يكن أفلاطون غير موسى يتكلم اللغة اليونانية).
فأما إذا اعتقدت بعامل السبق الزمني كما في قولك:
((بل قلتُ بأنها - حضارة الرافدين - أقدم من كل حضارات الشرق بما فيها حضارة مصر))
فسيكون اعتقادك ضعيفاً، لأنه ليس لديك ولا لدى أخبر علماء الآثار في العالم ما يدل على صحة هذا القول، وإنما هي تكهنات
68 - مقياس الزمن
نعيم إيليا
(
2011 / 8 / 20 - 10:08
)
إنك جعلت الزمن مقياساً لتأثير حضارة على أخرى، وهذا المقياس ليس فاسداً في جوهره وفاعليته. فإذا كانت الحضارة الآرامية مثلاً قد نشأت في حضن الآشورية بعد قرون من نشوء الآشورية، فسيدل ذلك على أن الآرامية امتداد للحضارة الآشورية.
ولمَّا كانت حضارة سومر - وهي حضارة غريبة مجهولة النسب، لا يُعلم من أين جاءت في رأي المؤرخين وعلماء الآثار - هي الأقدم في حساباتك، فلا بدّ من أن تكون ألقت بظلالها على جميع الحضارات التي انبثقت بجوارها، كالفرعونية والكنعانية، وربما كانت العامل الأول في نشوء حضارات جديدة كالكلدانية والآشورية. فهل هذا الاعتقاد ينسجم مع إقرارك بوجود حضارات (أصلية) كالفرعونية والكنعانية إلى جانبها؟
فإذا كنتَ تقرّ بأن هذه الحضارات (أصلية) فلمَ لا تقرّ بأنّ الكنعانيين - ما دامت حضارتهم أصلية - قادرون على ابتداع أسطورة للخلق خاصة بهم سيأخذها العبرانيون منهم قبل أن يأخذوها من البابليين؟ هل كان خيالهم عاجزاً عن إبداع أسطورة كهذه؟
علماً بأنّ كلّ حضارة حتى تلك التي في مجاهيل الأمازون لها أساطير خلق
69 - حكاية الأسفار الخمسة
نعيم إيليا
(
2011 / 8 / 20 - 10:44
)
التوراة تزعم أن موسى هو الذي وضع الأسفار الخمسة، وتروي لنا - انظر سفري عزرا ونحميا - أن هذه الأسفار تعرضت للضياع ثم تمّ العثور عليها.
سنترك حديث التوراة جانباً؛ لأن أكثرنا لا يؤمن بصدق روايتها، ونذهب إلى التاريخ:
يكاد أكثر المؤرخين يجمع على أنّ شلمنصر الآشوري قوض أركان دولة إسرائيل وبسط نفوذه على السامرة وكان ذلك سنة 722 ق. م.
ثم جاء نبوخذ نصر الكلداني ليدمر مملكة يهوذا ويهدم هيكل أورشليم، وليأسر آلافاً.
إنّ غرضنا من سرد هذه النكتة التاريخية هنا ليس التذكير بما حدث بحسب الروايات التاريخية، وإنما أن نفكر قليلاً تفكيراً حراً غير مقترن بأهوائنا السياسية والقومية والدينية هكذا:
ألم يكن اليهود مملكة قبل أسرهم أو قل مملكتين؟
فإذا أيدنا الجواب بنعم، فلا مندوحة لنا من الإقرار بأن مملكة اليهود كان لها كتاب وناموس؛ لأنه يستحيل أن تقوم مملكة من دون ناموس وشريعة. وهذا الإقرار سيؤدي لا محالة إلى أنّ التوراة كانت مكتوبة معروفة قبل غزو الآشوريين والكلدانيين.
بيد أننا لن نستطيع مع ذلك أن ندفع عنها (تهمة) التأثر بالثقافة الرافدينية.
كل ما في وسعنا هنا، هو أن نقول: إن التأثر قانون حضاري، وليس سرقة.
70 - وفسرنا الماءَ بعد الجهدِ بالماءِ
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 20 - 11:25
)
يا عزيزي نعيم لا أنا ولا أنتَ هو من يقرر الحقائق
هناك علماء آُثار وتأريخ ووووو ، وقد قالوا كلمتهم في كل شيئ ، وما نحنُ إلا مُهتدين بما قدموه لنا من أفكار وإستنتاجات وعلوم وبحوث ومقارنات وإثباتات
ولكن أن تأتي أنت بإفتراضاتك ونقاشاتك الإفلاطونية اللحوحة لتحاول إثبات أن كل هؤلاء العلماء كانوا واهمين وإن عقلك وإستنتاجاتك الدينية هي الأصح !!! فهذا عين الخطأ
ولو أجبتُ على رسالتيك الأخيرتين وفندتُ ما قلتَ كما فعلتُ برسائلك التي سبقت هذه ، فستعود لتقول لي بأن البيضة من الدجاجة وليس العكس ، وبرأيي ... ولستُ على خطأ ، حتى لو إتفقتُ معك على طروحاتك التي تناقض أكبر العلماء ، فستعود ربمأ لعكس الفكرة التي أتفقتُ معك عليها
يعني بصراحة ... لمستُ هذه الروح الجدلية عندك من خلال أغلب نقاشاتك الأخيرة مع مجموعة من الكاتبات والكتاب ، وأعتقد إنك تُناقش من أجل النقاش ، وهنا ، وحفظاً لوقتي وجهدي ، أُعطيك كأس السبق وأنسحب وأعلنك الفائز الأول في حلبة نقاشات الحوار المتمدن ولو كانت كل ثقافتي ومعلوماتي ومصادري مغلوطة للدرجة التي تتصورها من خلال نقاشاتك العبثية هذه !، فأنا اُعلن إنسحابي
ودمت بخير عزيزي
71 - كلمة أخيرة
نعيم إيليا
(
2011 / 8 / 20 - 11:34
)
أسطورة الخلق البابلية مكتوبة باللغة الأكادية والخط المسماري، وهي لغة منقرضة
لذا لا يمكن الركون إلى الترجمات التي يقدمها علماء اللغات عنها مهما علا شأنهم وتفتحت موهبتهم.
إنّ المشتغل بالترجمة من لغة حيّة إلى لغة حيّة يجد مشقة في نقل المادة اللغوية نقلاً أميناً، فكيف بنقل مادة لغوية منقرضة - انظر مقالة الأستاذ حسين علوان حسين يروي فيها تجربته مع الترجمة - وبيننا وبينها قد انقطعت السبل والروابط!
لا مراء في أن عالم اللغات قادر على ترجمة كثير من المفردات الدالة على المعاني الحسية، ولكنّ ترجمة وفهم المعاني الذهنية عملية معقدة غير مأمونه. يكفي أن نذكر بالقرآن.
إلا أنّ القارئ غير المتخصص باللغات يثق بالنصوص المترجمة عن اللغات المنقرضة
ولا تأخذها فيها ريبة.
وآخر قولي سؤال: لماذا تفخر بكل ما أبدعه البابليون حتى الأساطير الدينية، ولا تفخر بالتوراة التي دونت هذه الأساطير - على رأيك - وحفظتها حفظاً أميناً أين منه حفظ الألواح الطينية الغامضة لها؟
وأرجو ألا تتعلل بالعامل الديني، فنحن الآن أمام حقيقة تاريخية حضارية. أسطورتك - وإن تكن مسروقة - يلزمك المنطق هنا بالفخر بها، أليس كذلك؟
تحياتي الشاكرة
72 - ردود للقراء الأعزاء
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 20 - 20:15
)
الأستاذ نعيم إيليا
الف شكر على كل تعليقاتك التي أغنت الحوار ، وممتن جداً لطروحاتك حتى ولو لم نتفق في الرأي ، فالإخترف - وليس التعنت - هو ما يُعطي أي حوار النكهة الفكرية التي يطلبها المحاور
اُكرر شكري وإلى لقاء قادم
==============
السيد علي حسين علي - على الفيس بوك
شكراً على التشجيع أخي ، وتنتمنى تواصلكم معنا في القراءة والتعليق ، وكما تعرف فالقارئ بوصلة الكاتب
تحياتي وتمنياتي
==============
الزميلة المحترمة نهى عياش
شكراً على الرابط الذي أرسلتيه لنا ، والذي يقول بأن مقالي هذا نزل على موقع المُلحدين العرب ، وهي خطوة يُشكرون عليها وتدل على مدى تثمينهم للمقال ، شكري الجزيل لهم
أكرر شكري أستاذة نهى ، ونلتقي في الجزء الثاني من هذه المسلسلة
تحياتي وتمنياتي الطيبة
73 - وقد تم نهبنا على كل المستويات وبمختلف الطرق
نبيل كوردي من العراق
(
2011 / 8 / 21 - 00:14
)
عزيزي الحكيم البابلي، أكثر من شكر على المعلومات القيمه التي حواها مقالك هذا، ولكنني لا أوافقك على العباره التي تفضلت بها في التعليق أعلاه لأنها تتعارض مع ما تفضلت به في مكان آخر حينما قلت: (لهذا فالحضارات الأصلية لا تموت ولا تُنكر ، بل تنتقل وتسافر وتتلاقح وترتقي!)، أأذن السفر والتلاقح هو سمة أصيله من سمات أنتقال الحضارات بين الأمم لأن الحضارات لا تنهب، ولكن آثارها قد تنهب، فأن كانت سومريه أو فرعونيه أو كنعانيه أو صينيه، فهي رصيد الأنسانيه جمعاء مهما أختلف الزمان أو المكان، فهل تعتقد عزيزي الحكيم أن الغرب وكل ما قدموه للأنسانيه من تكنولوجيا بعد الثوره الصناعيه في أوربا، سيقولون لأجيالنا القادمه أننا نهبناهم أو أنكم نهبتونا؟. أكرر لك شكري العميق للمعلومات التي أستقيتها من مقالتك ولم أكن اعرف عنها شيئاً لأنها ليست ضمن أختصاصاتي، فكانت كالشلال الذي يروي عطشاناً في جرداء لا يعرف عنها شيئاً. تمنياتي القلبيه لك مرةً أخرى
74 - نعم ، تم نهبنا على كل المستويات وبمختلف الطرق
الحكيم البابلي
(
2011 / 8 / 21 - 03:59
)
الصديق العزيز نبيل كوردي
تحية ومحبة وشكر على تفضلك بالتعليق وتثمينك للمقال
ومشكورٌ ايضأً كل ما تفضلتَ به ، ولا زلتُ اقول بأن الحضارة تنتقل وتتناغم مع حضارات جديدة لاحقة وتنتقل عبر الزمكان ، ولكن العبرانيين لم يفعلوا ذلك ، بل قاموا بسرقة ( لطش ) جزء كبير من حضارتنا ، وإدعوها لأنفسهم ، وزوروا الأصل والجذر بعد تنسيبه للرب ولتوراتهم التي قالوا بأنها عن لسان الرب وبوحي منه ، فماذا نُسمي ذلك أخي ؟
صحيح أن حضارتنا إنتقلت من خلال التوراة لكل العالم ، لكنهم لم يقولوا لكل العالم بأن هذه الحضارة هي من جذور رافدينية
بينما نجد الكنعانيين ( اقوام الشام ) تأثروا جداً بحضارة وادي الرافدين ، وإقتبسوا منها الكثير لكنهم لم ينشروها على العالم مدعين إنها لهم
أما عن ( تم نهبنا ) فهل تشك في ذلك وأنت ترى بأننا لا نزال منهوبين لحد اللحظة من كل جيراننا ومن كل الدول الكبرى ؟
كما أُريد تذكير القراء بأن الذي دعاني لكتابة هذا المقال ليس دعوة قومية أو دينية للمفاضلة والمفاخرة كما تصور بعض السادة ، بل كان لفضح زيف وعري وكذب الأديان التوحيدية الثلاثة التي قامت على خرافات وقصص وأساطير بلاد النهرين
تحياتي
75 - هل هذه الفكرة صحيحة؟
نعيم إيليا
(
2011 / 8 / 21 - 18:34
)
تعتقد أنني أعاند وأنني أتعب نفسي وأناقش من أجل النقاش
لا يا سيدي، فأنا أولاً لدي مبادئ وفلسفة أدافع عنها
وأنا ثانياً أفكر وأبحث عن الحقائق، وأخجل وأعترف حين أخطئ.
قل لي: كيف تنام مطمئناً وأنت تبصق في وجهي وفي وجه القراء قولاً فاسداً كهذا القول:
((ثم أخيراً تُحاججني حول قصة الخلق التوراتية ، وتنفي إنها تحوي قصة وحش خرافي ( تنين ) وتسألني ، (عيني عينك ) : من أين لك بهذه الصورة ؟))
ألا تأخذك رحمة بعقلي؟
وقل لي أيضاً أين فندتَ آرائي؟
هل عندما زعم الأستاذ طه باقر - وأنت توافقه على رأيه - أن العبرانيين أخذوا الوحدانية من ثقافة بلاد ما بين النهرين؟
أم عندما تزعم أن الحضارة الكنعانية أصلية، ثم لا تتردد بعد ذلك من أن تتهم العبرانيين الذين ورثوا ثقافتها (بسرقة) أسطورة الخلق ( والاعتراض هنا على لفظ السرقة )؟
أم عندما تسمي نضال اليهود للتحرر من ربقة الأسر، خيانة؟
يا أخي ! من هم الذين (خانهم) هؤلاء اليهود؟ هل فكرت بمعنى الخيانة قبل أن تخوّن؟
76 - شكرا لك ايها ابابلي
Saad Almoharb
(
2011 / 10 / 7 - 03:34
)
تحياتي اخي الحكيم البابلي...شكرا لك على هذا البحث العلمي القيم والمفيد والشيق....تحياتي للجميع
77 - نسي الكاتب شيئا
عبداللطيف
(
2012 / 1 / 12 - 21:32
)
إن كثيرا من المعلمين شقوا بتعلمهم ,لاتباعهم إملاىت الشياطين,ورفضهم كلام رسل رب العالمين سبحانه,وإن الانسان يمكنه أن ينكر ما لايستطيع معرفته,ولكن هل يستطيع إنكار العالم الذي يدركه كثير من الناس,مثل الجن,والملائكة,والاعجازالعلمي الموجود بالقرآن الكريم ,مثل ناتي الأرض ننقصها من أطرافها,ومثل كأنما يصعد في السماء, ومثل ترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب...فالناس يلعبون بالجن ,ولو جالست بعضهم لفرجك على العالم الخفي كما فرجونا,أما الآية الأولى فتثبت كروية الأرض
في عصر لايعرف هذه الأمور,ولقد قال بكرويتها بعض رجال الكنيسة بعد مجيء الإسلام بنحو500سنة فأعدم,أما الآية الثانية فقد دلت على نقص الأكسجين كلما
ارتفعنا في السماء,لهذا يتزود الطيارون به,وهذا مثبت في زمن لاوجود للطيران,ولايفرق الناس بين أكجين وأيدروجين,ولابين غيرهما مما ينع ويضر من
هذه الأهوية والغازات,وأما الآية الثالثة فهي دالة على دوران الأرض في زمن
لايقول بذلك ولا يعرفه,وهوبالتحليل البلاغي,تعبير بالجزء وإرادة الكل,كقولك سكنت مصرأي بجزء من بلد مصر,وكقولك شربت الماء أي جزءا من الماء,
فاتق الله تعالى في نفسك فإن عذاب الله شديد
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو