الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي والجموح الايراني

جهاد الرنتيسي

2011 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لدى شعوب المنطقة ما يكفي لتبرير ريبتها من السياسات والمواقف الامريكية تجاه القضايا المثيرة للجدل .
فهناك تراكم من شواهد الانحيازات التي لا تتفق مع القيم الامريكية والمعايير المزدوجة التي تمليها المصالح الضيقة على القطب الكوني الوحيد .
ولا يخلو الامر في بعض الاحيان من مغامرات غير محسوبة النتائج وذات كلفة عالية .
ارث السياسة الامريكية كان حاضرا بظله الثقيل في تعامل واشنطن مع رياح التغيير التي تهب على المنطقة وان ظهر بشكل مختلف بعض الشيئ .
ابرز اوجه الاختلاف تمثل في البعد التجريبي الذي اخذه التعاطي الامريكي مع الثورات العربية التي اطاحت بنظامين وتوشك على الاطاحة بثلاثة انظمة اخرى .
محاولة الاستجابة لمطالب الشارع المصري مثلا املت على صانع السياسة الامريكي السرعة في مطالبة الرئيس السابق حسني مبارك بالرحيل عن السلطة رغم طبيعة العلاقة التي تربط الطرفين .
ولاشك في ان واشنطن كانت مأخوذة بقوة دفع الثورة التونسية حينما اتخذت قرار دعوة الرئيس مبارك للرحيل .
الا ان الامر كان مختلفا بالنسبة للثورة السورية حيث انتظر الرئيس باراك اوباما وادارته ستة اشهر سقط خلالها الاف الشهداء والجرحى لاعلان موقف حاسم من بقاء الرئيس السوري بشار الاسد او رحيله عن السلطة .
وكان واضحا ان دور نظام الاسد في حماية الامن الاسرائيلي يطغى على حسابات الموقف الامريكي.
بشكل او بآخر تنسحب الحسابات الامريكية حول سوريا على الموقف من النظام الايراني الذي سعى الى توفير الغطاء السياسي لقمع احرار الانتفاضة السورية .
فقد غطت مناورات الملالي وشعاراتهم المتطرفة وحروب الوكالة التي اداروها على تطرف اليمين الاسرائيلي وهروبه من استحقاقات عملية السلام .
ولم تحل العقوبات الغربية على طهران دون ابقاء الولايات المتحدة الامريكية على خط رجعة مع الملالي مما يبقي الفضاء السياسي مفتوحا على جميع الاحتمالات .
بعض مظاهر خط الرجعة ابقاء " مجاهدي خلق " حركة المعارضة الرئيسية في ايران على قائمة الارهاب رغم ازالتها عن القائمة الاوروبية الامر الذي وجدت فيه الحكومة العراقية المرتبطة بطهران غطاء لشن هجمات وفرض حصار على مخيم اللاجئين الايرانيين.
وحين يتعلق الامر بايران تتجاوز القراءة العربية نقد "المعايير المزدوجة" و "حسابات المصالح " التي تحكم السياسة الامريكية .
فهناك القلق من صفقات ثنائية بين واشنطن وطهران يدفع العرب فاتورتها من امنهم واستقرارهم .
و بانتفاضاتها المتلاحقة، تتيح الشعوب العربية للولايات المتحدة ، فرصة ذهبية للتعامل بذهنية مختلفة ، مع قضايا المنطقة، والخروج من دائرة خدمة التطرف والتطرف المضاد .
الاستفادة من هذه الفرصة ، تتطلب بالدرجة الاولى ، تجاوز املاءات اليمين الاسرائيلي ، وتجذير الموقف تجاه جموح سياسة الهيمنة والالحاق الايرانية في المنطقة ، بالسعي الحقيقي للتجاوب مع طموحات الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة ، و فتح افاق التغيير امام الشعب الايراني التواق للحرية والانعتاق مثله مثل بقية شعوب المنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة