الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية في الخطاب القومي الايراني المعادي للعرب – القسم الخامس والأخير

جابر احمد

2011 / 8 / 22
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


رؤية في الخطاب القومي الايراني المعادي للعرب – القسم الخامس والأخير
للكاتب الاستاذ احمد حسن مبلغ
ترجمة :جابر احمد
القومية الحكومية الرسمية :
شكل معاداة الاسلام و العرب و التغني " بامجاد " ايران القديمة احد العناصر الاساسية لأيدولوجية الدولة الحديثة التي اسسها رضا شاه البهلوي ، وهذا هو وجه الاشتراك بين القومية الحكومية و الخطاب القومي للمثقفين الايرانيين " الفرس " ونشاهده في هذه القومية الرسمية " دخول عنصر جديدا الا وهوتمجيد الماضي الايراني وخاصة تمجيد ملوك ايران ما قبل الاسلام . (1)
أستندت القومية الحكومية في توجهاتها على التاريخ الايراني وعلى عظمة الامبراطوريات الايرانية قبل الاسلام الأمر الذي من شأنه ان يلحق ضررا بالغا بتاريخ ايران بعد الأسلام ، لانه من خلال هذا الموقف نظر الى الاسلام كدين غريب جاء به " العرب الذين لا ثقافة لهم و لاحضارة " و الذي كان السبب في قطع علاقة ايران مع " ماضيها العظيم " ، كما بدأت سياسة التعليم مع طبع الكتب المدرسية و البدء بتأليف المؤلفات التاريخية التي من شأنها ان تربط الجيل الايراني الجديد مع ماضيه ما قبل الاسلام .
وفي عام 1933 تم الاعلان عن تأسيس مجمع اللغة الفارسية ولعل من اهداف هذا المجمع هو تنقية هذه اللغة من مفردات اللغة العربية وذلك من اجل حمايتها في جميع مجالات الطباعة ولكي تحل الكلمات الفارسية محل الكلمات و المفردات العربية في جميع مجالات التأليف و الطباعة و النشر .
وفي عام 1934 اعلن رضا شاه وعبر اصدار مرسوم بتشجيع من السفارة الايرانية في المانيا النازية تغير اسم البلاد في جميع المراسلات و الوثائق الديبلوماسية من " فارس " الى " ايران " ، و في الغرب ايضا يجب ان يستخدم بدل من اسم " برسيا " " اسم "ايران " لأن هذا الاسم يذكر بعظمة الماضي و يدل على الرغبة في الانتماء الى العرق الآري " وان يستفاد من افكار و آمال ايران قبل الاسلام وذلك من اجل الاقتراب الى سياسية بعيدة عن الدين وان كان لم يهاجم الدين الاسلامي بشكل مباشر ، الا انهم علموا الجيل الجديد بأن الاسلام دين غريب فرض على ايران من قبل " العرب الفاقدين للثقافة و الحضارة ومن نطفة سامية " ( ارامش دوستدار) .(2)
وشهدت افغانستان في العقد الثالث من القرن العشرين حركة مماثلة حيث بدأت انذاك القومية الرسمية " الحكومية " وتم الاعلان عن الآرية تماما مثل ما حدث في ايران متأثرين بالفكر النازي الالماني و هذه الاسطورة لا تزال موجودة بقوة بين طيف واسع من اوساط المثقفين الافغان و أنها باستثناء بعض الحالات المحدودة جدا لم تتبدل كما هو الحال في ايران الى معاداة العرب وان دراسة الظاهرة الافغانية ومقارنتها من حيث الاختلاف و الاتفاق مع مثيلتها الايرانية تحتاج الى بحث منفصل سوف نقوم به في اقرب فرصة ممكنة . (3)
وفي عام 1971 وصلت القومية الحكومية الايرانية الى اوجها عبر مراسم غير مسبوقة كلفت ميزانية الدولة ما يقارب (300مليون دولا ) وذلك احتفالا بمرور 2500 سنة على الحكم الملكي في ايران (4 ) في وقت كانت فيه هذه القومية قد هبط سوقها بفعل تنامي النشاطات الشيوعية و الاسلامية بين اوساط المثقفين الايرانيين ، بالاضافة الى ان النظام نفسه اصبح منفورا .
الاسلام لا يعرف الحدود :
وفي السنوات الأولى و الثانية من عمر الثورة الإيرانية رفع شعار "الاسلام لا يعرف الحدود " وكان اكثر من اي شعار آخر تلفظه الالسن في ايران ، والحق يقال ان هذا الشعار يتطابق تماما مع الروح الإممية للاسلام الذي لا ينحصر في رقعة جغرافية محددة أو شخص معين ، ولكن القومية – الحكومية - كظاهرة متأخرة اذا تم الحديث عن حدود في الأسلام في مثل هذه الحالة " فإن حدود البلد الاسلامي عقيدة و ليس حدود جغرافية " ( العلامة الطباطبائي في " تفسير الميزان " الى هذا الحد في النظرية ، لكن كيف الوضع من الناحية العملية ؟
من الطبيعي في الجمهورية الأسلامية لم يعد بالامكان ان يكون عنصري معاداة الأسلام و العرب جزء من الايدلوجية الرسمية ، و لكن من الخطأ الاعتقاد ان نظام الجمهورية الإسلامية يفتقد الى السمات الاخرى للقومية ، وفي الحقيقة هنا يكمن التناقض الداخلي لإيدولوجية الحكم في ايران ، ففي عصر الامة - الدولة لا يمكن لهذا النظام ان يعيش بدون القومية ، حتى انه منذ البداية فان داخل الحزب الرسمي للنظام الجديد كان " للأيرانية ""دورا اساسيا في مرشح الانتخابات الرئاسية للجمهورية .
ان الاعلام في للجمهورية الأسلامية الايرانية له رسالة عالمية وكان على الدوام يؤكد على المساواة بين جميع مسلمي العالم في امة و احدة ، الا انه على العكس من ذلك فان دستور الجمهورية الاسلامية و السياسية العملية للنظام تؤكد على القومية الايرانية " اي ان احد الشروط الأساسية للمواطنة قائم على اساس " اصل ايراني "،وعندما رشح جلال الدين الفارسي و الذي يعد من اهم تلامذة آية الله الخميني المعتمدين نفسه عام 1980 للأنتخابات رئاسة الجمهورية في ايران ونظرا لتلك القربى ولشهرة نضالاته يبدو ان فوزه بتلك الانتخابات كان امرا محتوما ، الا انه فجئة منع من الاستمرار في خوض المعركة الانتخابية ، لماذا ؟ لأنه جاء في المادة 115 من الدستور الأيراني ما يلي . أن يكون إيرانياً ويحمل الجنسية الإيرانية) .... و" يعتقد بنظام الجمهورية الاسلامية و المذهب الرسمي للبلاد "
ان منافسي جلال الدين الفارسي داخل الحزب لم يستطيعوا ان يأخذو عليه مأخذا لان الشروط المسبقة المذكورة و الواردة في المادة 115 لمرشح الانتخابات الرئاسية لا تجوز منعه من الترشح بأستثناء امرا واحدا وهو ليس له اساس قانوني ، ولكن منافسيه داخل الحزب اكتشفوا كون جلال الدين الفارسي ليس "ايراني الأصل " لان والدته افغانية ! ( 5) .
وهنا نشاهد تناقض رئيسي بين اهداف الامة الاسلامية مع حقيقية الدولة – الامة – الحديثة لان هنا لم تعد العقيدة تشكل حدود البلد الاسلامي وانما الدم و التراب وهنا ايضا تبتعد الحقائق العملية اليومية كما هوعلى الدوام من الأهداف والمعتقدات الغير قابلة للتطبيق " الامة الواحدة " واذا اسثنينا ذلك فهنا ايضا " ديالكتيك القبول و النفي " (dialectic of representational inclusion and exclusion) [39] كامن في كل قومية " اثنية و يمينية " وعلى اساسها تعطي لسكان جزء من البلاد خصوصيات معينة وذاتية .وعبرها تدفع بقية السكان من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وفي البلدان الاسلامية التي لا يوجد فيها اي مقوم من مقومات القانون والديمقراطية فان القمع يتضاعف ضد القوميات الى ابعد الحدود خلافا لما هوعليه مكانة القومية والدولة- الامة في البلدان الاوروبية .
وفي الثمانينات شاهدنا تنامي نوع من العنصرية من لدن نظام الجمهورية الاسلامة كانت ارضيته قد تكونت قبل انتصار الثورة في منتصف السبعينات اي في عهد الشاه ، وذلك بعد هجرة الآلآف من الافغان للبحث عن العمل في ايران حيث ازدادت هذه العنصرية ضد المهاجرين الافغان ... واصبحت سياسة يومية مما يكشف التناقض الحاد بين الاهداف الأسلامية والوقائع اليومية ومواجهة الجمهورية الأسلامية مع ابناء دينهم ولغتهم المهاجرين من ابناء قومية الهزارة الافغان وفي هذا المجال يضرب الباحث عدد من الأمثلة اثرنا عدم ترجمتها اختصارا للوقت .
واخيرا يتسأل الباحث قائلا :
في ظل هذا الكم الهائل من التأليف و الترجمة نرى ان المكتبة الأيرانية خالية من اي كتاب سواءا مترجم أو مؤلف عن العنصرية في ايران ؟ وان الدليل الاساسي حسب رؤية الباحث انه وحتى الآن لم تتولد لدى المثقفين الايرانيين و الافغان فكرة الوعي بوجود ظاهرة اسمه التمييز العنصري ؟ .
ترجمها عن الفارسية : جابر احمد
بعشض مصادر القسم الخامس
1. Mottahedeh, Roy: Der Mantel des Propheten. München 1987, S. 273
2. گارثويت، جين رالف: تاريخ سياسي ايران. از شاهنشاهي هخامنشي تا کنون.
ترجمۀ بابايي. تهران1387، ص 397
3. جان فوران: مقاومت شکننده. تاريخ تحولات اجتماعي ايران از صفويه تا سالهاي پس
از انقلاب اسلامي. ترجمۀ احمد تدين. تهران (چاپ دوم) 1378، ص 338
4 "ناسيوناليسم رسمي (دولتي) که در دههء سي قرن گذشته در کشور ما ساخته Kostruktion)) شد، نمونهء تمام عيار نوع "ناسيوناليسم اتنيکي" بود. از ويژه گي هاي اساسي اين نوع ناسيوناليسم ناديده گرفتن واقعيت کثرت اتنيکي کشور است؛ اين نوع ناسيوناليسم براي ساختن "هويت ملي"، "آگاهي ملي" به عوض اين که به تنوع ويژه گي هاي قومي و فرهنگي توجه داشته باشد، تنها به ويژه گي هاي احتصاصي يک قوم تکيه مي کند (...). سياست قهرآميز زباني و کشف آريايي گرايي که با آرياي گرايي شاه ايران (انتخاب نام ايران به عوض فارس) تقريبا ً همزمان است، محصول همين ناسيوناليسم رسمي است؛ اين آريايي گرايي در هر دو کشور از ايديولوژي رسمي نازيسم متأثر است." نگاه کنيد به: مبلغ، احمد حسين: افغانستان به عنوان ملت باالقوه (افغانستان ِ بدون افغان ها. در: (www.afghanasamai.co (25 مي 2006)
5. براي دريافت شرح مفصل اين مهماني رجوع کنيد به:
Mottahedeh, Roy: Der Mantel des Propheten. München 1987, S. 288








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات