الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من قتل كامل شياع

مدحت البازي

2011 / 8 / 25
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


نقف اليوم عند الذكرى الثالثة لأستشهاد المفكر الكبير كامل شياع كما وقفنا أجلالا لصلابة قوافل من الوطنيين قبل أن يدفعوا بصدورهم قرابينا شريفة وهكذا حال المئات من حملوا في أفكارهم هموم الشعب دفعوا دمائهم شلالات رخيصة من أجل الوطن .
في استشهاد كامل شياع أستكمل فتح النافذة على مجهولين يعيثون في العراق فسادا و لايروق لأصحاب نعمتهم أن تورق براعم العراق الحضارية التي حاول صنّاع الأيدولوجيات العرجاء القضاء على حتى جذور حضارته وأبعاده عن دوره الريادي في الأتجاه الوطني لخدمة الكادحين.

حيث أصبح السلم والأمان حلما بعيد المنال في حياتهم إلا النزر عبر قرن كامل من الزمن ، كما اصبح التمتع ببعض من حضارته أمرا مستحيلا أمام الأفكار والأجتهادات الدخيلة عليه. تلك التي خلطت كل ألوان أرض العراق والتي أتت على كل أبتسامة جميلة كانت تترسم في الصباحات البغدادية على شفاه شيبنا قبل أمهاتنا واطفالنا ، تلك الآليات اللقيطة في التعامل تحاول قتل الطينة العراقية الحرة لكي نتحسرعلى متسامحا واحدا يؤمن بالوطن ويؤثره على مصالحه الخاصة لأن القتلة ومن يقف معهم غرباء ولا تربطهم بالعراق أية آصرة .

لاتستغربوا إن قلنا نحن من قتل كامل شياع وقاسم عجام ، ونحن من دمر المساجد والحسينيات والكنائس ، ونحن من قتل ما يربو عن الخمسمائة من الأساتذة والعلماء وقتل المفكرين ونحن أيضا من شرد المئات منهم ، كذلك نحن من سرق المتاحف وحرق مكتبات الكنائس التي تعتبر من أنفس الموروثات الحضارية في العالم ، نحن من يقطع أوصال حضارتنا لكي نأت عليها تماما.

ونحن أختطفنا مديرية البعثات في وزارة التعليم العالي لكي نقطع تواصل علمائنا بالعالم ،، هكذا نحن ننفذ ما خطط له أعداء العراق ، نحن ننفذ خططا لتدمير وطننا ونستلم المكافئة ، لأن ولائنا ليس للوطن أنما هو للغير .

إنها مسيرة طويلة مدروسة محبوكة تهدف قتل كل شخصية لها ما لكامل شياع ، تستهدف وتقتل كل العلماء وجميع اساتذة الجامعات والمفكرين والأطباء والضباط المهنيين كما أن المخطط هو القضاء أيضا على كل شخصية أقتصادية وسياسية تحاول لملمة الوجع العراقي . إنه مخطط يراد منه إفراغ العراق من إرثه الثقافي والعلمي .

لنعود إلى ذاتنا سوف لن نرى سوى أننا مبالغون ومتطرفون في كل شيء ، نحن عاطفيون إلى حد البكاء ، وقساة إلى حد المغالاة والبكاء على ندمنا أيضا، ومن فرط قساوتنا نمزق الأكفان ونرقص على عظام الموتى ،، نحن نضحك حين نقتل علمائنا وقادتنا نحن شعب حيّر العالم في متناقضاته ،نحن نكشف كل برامجنا و خفايا تفكيرنا وأخطائنا وكل دفاترنا لكل من يبتسم لنا بدون أدنى تحفّظ ، حتى ونتناسى انه يحمل الحقد الأزلي للعراق ، ونحن لانتعظ من التاريخ ونصرّ حين نرى نيوب الليث بارزة نظن أن الليث يبتسم .

لنعود نجلس أمام التاريخ ونعيد ترتيب بيتنا ، فلو لم نفعل وننتفض ، سيكون خرابا ، سيفرغ العراق من طينته الأصيلة ، سينتهي أرثه الثقافي غارقا في المجهول ، سينتهي العراق ،، سيلعب فيه أقزام الأعاجم ،، سيلعننا التاريخ ولايستثني أحد مهما صغر شأنه أوكبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024