الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوقفوا الهجرة ونزيف الدم

حسين طعمة

2011 / 8 / 25
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


مع تنامي واستمرار الهجرة القسرية الواسعة التي يتعرض لها المواطنون العراقيون الاصلاء ,صناع حضارة وادي الرافدين وبناة مجد صروحها وذاكرتها الوطنية والإنسانية .بات لزاما على كل الوطنيين الأحرار التي تغلب على سلوكهم المحبة والسلام والوئام بين البشر أن يقفوا الآن وقفة حقيقية بكل السبل والوسائل الكفيلة ,بإثارة الرأي العام المحلي بكل قنواته حكوميا كان أو منظمات مجتمع مدني أو وسائل إعلام وطنية , وكذلك وجوب تدخل منظمات دولية مختصة بهذا الشأن مثل منظمة العفو الدولية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر وكثير من المنظمات الإنسانية التابعة إلى مجلس الأمن ومنظمات مجتمع مدني فاعلة عالميا لدراسة الأزمة المتفاقمة ووضع السبل الكفيلة للحد من ظاهرة الهجرة المتفاقمة ودراسة أسبابها ووضع الحلول الناجعة بشأنها ومحاورة كل القوى والشخصيات الفاعلة سياسية كانت ام دينية أو اجتماعية فاعلة في المجتمع ,ليكون الاهتمام بهذه القضية يوازي في حجمه,حجم مجمل القضايا الكبيرة التي تشغل بال المسئولين من برامج وخطط مركزية وإعطاءها الأولوية في الدراسة والبحث واعتبارها قضية وطنية و مصيرية ,ترتكز عليها أسس الدولة الديمقراطية المفترضة ألان في العراق, وتفعيل المواد الدستورية الخاصة بحقوق الأقليات كالمادة 125 والتي تتضمن كفل الحقوق المدنية والسياسية والدينية لكل مكونات المجتمع , وحسبما أريد لهذه الدولة أن تكون بعد زوال الدكتاتورية ,وكما نص الدستور الجديد على مفاهيم وبنود أخرى,ليحترم فيها الإنسان بعيدا عن التمايز بكل أنواعه. .إن الجرائم التي يتعرض لها العراقيون الآن وخصوصا أتباع الأقليات الدينية لم تأخذ الاهتمام الواجب أخذه من سبل كفيلة وناجعة ودراسة شاملة للأزمة وتحليل المعطيات المتوفرة عن المجموعات التي تصر على إثارة وإطالة واستمرار إلحاق الأذى بالمواطنين الآمنين وقتل العديد منهم أطفالا ونساءا وشيوخا دون وازع من ضمير لتحقيق مآربهم السياسية ومطامحهم وإثارة الفتنة بين أبناء الشعب. .إن العقبات التي تواجه العمل السياسي في العراق وتأجج الصراعات بين الأحزاب الحاكمة والاختلاف بين الأجندات ,فاقم من ضبابية المشهد السياسي وترك المجال مفتوحا أمام الفساد الإداري والمالي ,وأعطى الكثير من المجال لتحرك القوى الرجعية والسلفية وبعض المعارضين للتغيير الذي حصل في العراق من العبث بمقدرات الوطن والمواطن وإدامة العنف والقتل والتهجير .ورغم الأسى والحزن والإحباط الذي طال جميع الإخوة من أتباع الديانات الأقلية وتفاقم محنتهم في سبيل البحث عن وسائل النجاة والحفاظ على حياة أبنائهم وأهلهم ,فأن الغالبية منهم لا زال مرتبطا بهذه الأرض ,لا يستطيع منها فكاكا,لأنها الجذر, والذاكرة الحية التي تأبى الزوال, رغم توفر العديد من القنوات التي تتيح لهم الهجرة إلى بلدان عديدة ,فتحت أبوابها لهم دون مطالبتهم بتغيير دينهم أو لغتهم أو معتقداتهم .
ومع الكثير الذي قدمته العديد من المنظمات والهيئات وبعض الشخصيات الوطنية ومنها على وجه الخصوص هيئة الدفاع عن أتباع المذاهب الدينية في العراق وجهودها في التعريف بمأساة شعبنا بكل ألوانه وأطيافه ,والذي يشرف عليه الدكتور كاظم حبيب,ومن خلال موقعها الالكتروني المميز, وكذلك مجلس الأقليات العراقية الذي يشرف عليه الدكتور حنين القدو. فأن الجميع مطالبا ألان بالمساهمة في دفع الأذى عن شريحة من شرائح هذا الوطن ومكون أساسي وتاريخي منه وأيلاء قضية الهجرة القسرية الواسعة التي يقوم بها أبناء شعبنا من الأقليات الدينية من جميع مدن العراق , اهتماما واسعا ,والتي تعتبر من أشد القضايا الإنسانية نبلا وصدقا. ومن أجل أن يتسع الاهتمام بقضية كهذه ( مثلما يتسع الاهتمام بملفات عديدة تشغل بال العديد من الباحثين والكتاب) ,أصبح لزاما على الهيئات والمؤسسات المدنية والحكومية إقامة الندوات وحلقات النقاش وبرامج إعلامية, لدراسة وتحليل قضية تعد من اخطر القضايا الوطنية والإنسانية في تأريخ شعبنا العراقي ,وعدم الركون إلى ترك التدابير الوقائية من العمليات الإرهابية بعد فترات من الهدوء النسبي الذي يحصل بين فترة وأخرى . تلك التدابير التي لم تكن على المستوى المطلوب قياسا بالأساليب التي يتبعها القتلة وبحثهم الدائب عن طرق وأساليب أخرى جديدة ,لسفك المزيد من الدماء وإشباع غرائزهم المريضة وساديتهم الغريبة حين يتلذذون بقتل الإنسان وتدميره والنيل من وجوده وحريته وكرامته.

_الناصرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال