الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشويه شهداء الثورة التونسية

صالح محمود

2011 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


هي آخر تقليعة في محاولة الركوب على الثورة ، ولكنها كانت أسوأها بامتياز ، جاء هذا الإدعاء في البرنامج التلفزي" ساحة الأحزاب" على قناة تونس 1 البارحة - عبر المدعو حمد منصور عن الحزب الدستوري الجديد ، وزعمه بلا حياء أن الدساترة هم من خذلوا بن علي و سقطوا شهداء ، يعني بهم التجمعيين ، وكان ذلك بمباركة وتزكية من المدعو عمر البجاوي عن حزب صوت التونسي الذي ادعى هو بدوره ومن مصدر موثوق أن بعض شهداء القصرين من التجمعيين ، وعند مناقشة ذلك من طرف الحضور ، استدرك منصور موضحا أن الثورة التونسية قام بها شباب غير مؤدلج ، ولا يحمل أي توجه محدد ، وكانت ثورته تلقائية وعفوية فاجأت العالم بأسره ، وهو محق في ذلك ، ثم غمز للمنقضين و الراكبين على الثورة والناطقين باسمها الآن ممن عادوا بعد 14 جانفي إلى تونس من أوربا حيث كانوا يقيمون ، ليستقبلهم الجمهور بالتهليل والتكبير والزغاريد في بهو مطار قرطاج وكأنهم خرجو للتو من السجون والمعتقلات، وليتحولوا إلى أبطال الثورة الحقيقيين بدلا عن شهدائها وجرحاها ومناضليها في تونس نصبوا أنفسهم ممثلين عنها وناطقين باسمها ، واحتج على اقصاء التجمعيين من الإدارة معتبرهم كفاءات لا يجب التفريط فيهم والحال أن الجميع يعلم أن الإدارة التونسية في عهد سيده بن علي، كانت تنخرها المحسوبية والرشوة والولاء ولم تكن الكفاءة ولا القيمة العلمية و القدرة على الإضافة ، المحدد لتولي المناصب ، داعيا إلى المصالحة كحق مكتسب مستشهدا بمانديلا الذي عين سجانه سفيرا قائلا أن "قلبه كبير" ، و لما لفت أحدهم نظره أن لا مصالحة بدون محاسبة في إطار تحقيق العدالة التي تقتضيها الديمقراطية ، أجابه السيد منصور بوجوب سحب هذه المحاسب على الجميع ،أي محاسبة كل من أجرم في حق الشعب التونسي بما فيها قضية ماء الفرق للإتجاه الإسلامي سابقا وحركة النهضة حاليا ، ثم جاء تحذير أحد المشاهدين للسيد البجاوي بأن ما ذكره عار عن الصحة ، ووجوب سحب ما ذكره ، لما سيؤدي من تداعيات وعواقب وخيمة قد تصل إلى المحاكمات غير أنه رفض ، وأجاب باعتباره محام، لديه مصادر غير مشكوك فيها أن بعض شهداء القصرين دساترة ، وحتى تدخل المنشط محتملا أن آباء بعض الشهداء يحمل بطاقة انخراط ، وهذا طبعا لا يعني أنهم دساترة لأن التجمع كان عبر ممارساته الإرهابية يحمل الناس على الإنخراط في التجمع واقتناء تلك البطاقة عنوة ، رد المحامي بأنه متأكد من ذلك سواء بانخراط أو غيره. نحن الآن ننتظر الساعة التي يعلن فيها التجمعيون أنهم من قام بالثورة ويتم بذلك سحب البساط من تحت أقدام الشعب سحبا كاملا بل ومحاسبته على استيلائه لثورتهم . وبدون انتظار رد فعل أهل الشهداء احتجاجا على هذا التشويه في محاولة لتلميع وجوه أعداء الشعب القذرين ،التجمعيين المتملقين، المتزلفين، الإنتهازيين استخدمهم بن علي مليشيات و بوليسا لممارسة القمع والإضطهاد ، بالوشاية وتلفيق التهم ، والرقابة المستمرة لكل تحرك مشكوك فيه مناهض لنظام الإستبداد والفساد ،من خلال جهاز التجمع وبدءا من الميكرو سلطة رئيس الشعبة والعمدة إلى المعتمدين ، إلى الولاة ....- الذي كان يمهد الطريق للعصابة المافيوزية لتسهيل نهب وسلب ثروات وخيرات الشعب . يتجاهلون جرائمهم ليتكلموا بل بكل وقاحة عن حقهم في المشاركة في الحياة السياسية ، بدل الإعتذار وطلب العفو من التوانسة، ماذا يمكن أن يفعلوا أكثر مما فعلوه ؟ بل مالذي لم يفعلوه لتدجين الشعب ؟ والآن هاهم يخرجون كالجرذان ويعودون للظهور في الصورة بعد أن زال الخطر وهم يرون رموزهم لم حاسب أيّا منهم يجولون ويصولون أحرارا ، فماذا سيكون موقفهم ؟ يسارعون الآن للعودة من جديد للساحة ، طمعا ولهفة كعهدنا بهم في اللهفة والطمع لنهب نصيبهم من الكعكة محتجين على أولئك الذين اقتسموها بدونهم ، بينما الشعب بشهدائه وجرحاه مازال ينتظر استحقاقته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى