الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكاء الثورة السورية وقدرتها على الحسم

سعاد جبر

2011 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تمضي الثورة السورية بتكتيك عالي المستوى ، وترتيبات في التظاهر السلمي نالت إعجاب المتابعين ، واستطاعت نقل مطالبها للرأي العام بإبداعية لها خصوصيتها في الهتافات الشعبية المعبرة عن نبض الثورة وتطلعاتها المستقبلية ،علما بأن هناك كوادر مثقفة مبدئية ذات تخطيط عالي في التنسيقيات تقود الثورة بهمة عالية وتحشد لها كل ما تستطيعه من قوة ، وبالأخص في مجال توحيد الصف لدى المتظاهرين ووحدة الكلمة ، بحيث شكلت الثورة السورية في الداخل تضامناً في الكلمة ووحدة في الصف والمطالب التي تتركز على المطالبة بإسقاط هذه النظام اللاانساني البشع الوحشي في جرائمه ضد الإنسانية .

في الوقت ذاته تزداد جرائم عصابات الأسد وما يؤازرها من عصابات الاحتلال الايراني الغاشم على سوريا وما يدعمها من عناصر من حزب الله وجيش المهدي في العراق ، وبحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان السورية والدولية في الأسبوع السابق ، يلحظ المحلل السياسي للأحداث المأساوية في سوريا زيادة وتيرة الوحشية السادية من قبل تلك العصابات الخارجة عن القانون والإنسانية من تعمد قتل الأطفال في الحاضنات الصناعية بصورة جماعية شكلت مقابر جماعية لهؤلاء الأطفال الذي ينتظرون ساعة الخروج للحياة ، وتعمد إذلال المتظاهرين بإجبارهم على تأليه بشار الأسد وماهر الأسد بصورة أثارت اشمئزاز العالم اجمع ، فضلا عن الفرم الذي ما يزال مستمراً للمعتقلين المعتقلين في المصانع ، وتعمد التسلية بقتل الأطفال في الشوراع ، ومداهمة المنازل وسرقة ما فيها وترويع الآمنين ، وقتل المشيعين للجنائز وقتل الجرحي في المستشفيات ، واستمرار القتل العشوائي العبثي ، وتعمد اعتقال الأطباء والمحامين والناشطين السياسين بإعداد هائلة أثارت انتباه المتابعين الحقوقين لما تشهده سوريا من انتهاكات مريعة لحقوق الإنسان من قبل عصابات الأسد وعصابات المحتل الايراني الغاشم في سوريا .

وهنا موضع التساؤل عن دعايات المقاومة والممانعة لهذا النظام الساقط اللاشرعي ولايران حاملة لواء الممانعة هي ومن يؤازرها من عصابات مرتزقة في لبنان والعراق ، وقد أعاثوا فساداً في مخيم الرمل في اللاذقية قتلا وحشيا وتدميرا بعنصرية مقيتة ، وتلذذ بسادية بشعة لسفك الدم الفلسطيني في ازقة المخيم بعد وصول تقارير دولية موثقة في ذلك ، وقد مارسوا ما اشبع غليلهم من القتل والتمثيل بالقتلى وتسلوا بما فيه الكفاية من جزر الفلسطينيين والسوريين في هذه البقعة الجريحة من اللاذقية ؛ في الوقت الذي يرددون فيه ليل نهار هتافات المقاومة والممانعة وتحرير القدس ، فعلى من تنطلي تلك الهتافات الزائفة وشعارتهم المضللة بعد أن انكشفت الحقيقة صارخة صادحة في سوريا بأن هناك أطماع وحشية بشعة لإيران في سوريا ، وأنها حريصة على تلك المكتسبات العسكرية والسياسية والثقافية والاقتصادية التي منحتها إياها أل الأسد في سوريا .

وتلك المكتسبات تشكل في جوهرها احتلال ايراني شامل لسوريا موثق بالأدلة، ولا يخفى أن إيران حريصة على استمرار احتلالها الغاشم لسوريا ، وبناء على ذلك فإن ايران ساعية سعي الدؤوب على تصفية الشعب السوري المنتفض المطالب بحقوقه في الحرية والاستقلال والدولة المدنية ، وهذه ابرز ما كشفته التقارير الدولية مؤخراً في حجم الانتهاكات المريعة للشعب السوري من قبل آل الأسد وعصاباتها والانتهاكات الايرانية البشعة معززة بعناصر من حزب الله في لبنان وجيش المهدي في العراق .

وبناء على ما سبق فإن الثورة السورية - من خلال استطلاعات موثقة في الداخل السوري- واعية لتلك الرباعية المجرمة من قبل آل الأسد وإيران وإتباعها في لبنان والعراق من فرق الموت المجيشةعقائدياً ، وما يعترض تلك الرباعية من اجندة مصالح دولية مع دول العالم ، ومساومات ومماطلات دولية ، مما يتعثر الحسم الدولي لتلك الثورة ، بناء على أوراق الابتزازات السياسية التي تمارسها ايران في المنطقة ، في اللعب بالأوراق السياسية في العراق وأفغانستان ولبنان ؛ ومن هنا فإن الثورة السورية بقيادتها الشعبية في الداخل تؤكد على حتمية الحسم الداخلي ، وانها قادرة على ذلك، وتملك زمام ذلك من خلال أدواتها المفاجئة في التظاهر السلمي ، وهذا ملحظ مهم في ذكاء الثورة السورية الداخلية ، ووعيها لأبعاد المماطلات الدولية ، وما يشكله ذلك من إطالة أمد هذه النظام المجرم الخارج عن الإنسانية والقانون ، وما يتبع ذلك من إجرام دموي هستيري يطال الشعب السوري كله بكافة فئاته ؛ ولا يستثني احد حتى الأطفال القابعون في الحاضنات الصناعية في المستشفيات .

والمفاجأة هنا ؛ أن الثورة السورية في الداخل تملك أدوات الحسم بسرعة تفوق تقارير المراقبين الدوليين لتلك الثورة الذكية العادلة ، حتى المعارضة السورية في الخارج اجمالاً ليس لديها المعلومات الكافية عن قوة الثورة السورية في الداخل وانها أوشكت على الحسم ، وقادرة على انجازه ؛ وان ذلك يسبق بكثير المجهودات الدولية المتوقعة لحماية الشعب السوري الأعزل من آلة الفتك الإجرامية من قبل عصابات الأسد والاحتلال الايراني الغاشم ومن يؤازره في لبنان والعراق؛ فالبحر سيأخذ بشار الأسد وعصاباته وايران وبطانتها معها في لحظة مفاجئة غير متوقعة دولياً ، وان ترتيبات الثورة السورية بذكائها ستجعلهم في هستيريا المفاجأة ، لان الثورة السورية الداخلية أصلاً لا تعول على الإنقاذ الدولي للشعب السوري الأعزل ، وتعي ورقة الابتزات الايرانية الدولية جيداً ، لزيادة أمد نظام أل الأسد الوحشي في سوريا .

فورقة حسم الثورة السورية الداخلية قريبة جدا ، وهي المفاجأة الكبرى للعالم اجمع ، بتكتيكها الشامل المنظم الحاسم السلمي ، وستسبق التوقعات الدولية والمساعي الدولية في فرض العقوبات على استحياء على الأسد وعصاباته بشأن الحرب الشعواء التي يمارسوها مدعوماً بأيران ومن هو واقع تحت مظلتها سياسيا وإجرامياً من قبل فرق الموت القادمة من لبنان والعراق .

فبشائر الحسم السوري قادمة ، والأسد وعصابات ينتظرهم مآلهم الحتمي المتوقع ، والمفاجأة قادمة لا محالة ، وتكتيك الثورة السورية تجري عقاربه في تسارع عالي الجودة سلمياً ، يعززه ذكاء التوقيت وحسم الأمكنة ، والايذان بساعة الصفر قادم وقريب جدا ، التي تنهي هذه النظام اللاانساني الخارج عن القانون ، بالحشد الجماهيري الواسع المفاجئ في الزمان والمكان ، لكل التوقعات الدولية في مآل الحسم للثورة السورية ، وسيشهد تلك اللحظة العالم اجمع بفرحة غامرة ، سرها المفاجأة وحسب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يواجه محاكمة جنائية بقضية شراء الصمت| #أميركا_اليوم


.. القناة 12 الإسرائيلية: القيادة السياسية والأمنية قررت الرد ب




.. رئيس الوزراء العراقي: نحث على الالتزام بالقوانين الدولية الت


.. شركات طيران عالمية تلغي رحلاتها أو تغير مسارها بسبب التوتر ب




.. تحقيق باحتمالية معرفة طاقم سفينة دالي بعطل فيها والتغاضي عنه