الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أخي صفاء
ضياء حميو
2011 / 8 / 27سيرة ذاتية
لأول مرة أكتب وتساقط الدمع يوقفني عن الكتابة..!!
أرحتَ ركابك وارتحتَ.. ياحبيبي..!!
كأنك لم تكن، هو الرحيل الأبدي إذن..!
أكاد ألامسُ الأمسَ بأطراف أصابعي..!
بالأمس نلعب معا ،نتسلق النخل ،و" عيط" النخل لك ، وحدك من يقدر ان يتسلقها ، جريئا وعنيدا.
بالأمس حمارنا يكبو بنا يحملنا حيث المدينة والمدرسة البعيدة، أمنا تسخّن لنا "الرز" المتبقي من عشاء الأمس، تأكل أسرع مني فأحتج لغياب عدالة التوزيع، تقنعني بان " حوصلة " الدجاجة الكبيرة اكبر من " أفراخها"، لم اعترض بعدها واقتنعت بصغر " حوصلتي" رغم جوعي..! أخبرتك بهذا بعد سنين المنفى ضحكتَ ونحن نأكل معا :" مازالت " حوصلتك " صغيرة".
من أين جاءك " المرض الخبيث"...!؟
هل هو من معمل تصليح الدبابات حين كنت " جنديا مكلفا" أيام حرب الخليج الأولى..!؟
أتصنع النوم قرب أمنا بعد رحيلك، يغرق الدمع عيني، وأخاف النشيج خوف تسمعني..!
تنجدني باحة الدار وصوت مولدة كهرباء" الوطن" ،فأطلق للعواطف عنانها..!
قد أطالت في الصلاة :" كنت اصلي له أيضا لااقدر ان أنساه"..!!
من يقدر أن ينساه ياامي..!!
قالت :" استغفر الله ، ولكن لِمَ يخلق الله الأمَ هكذا ،يخلقها للعذاب ،لم لايعجل برحيلها قبل أبناءها..!"
:" هي حكمته يامي".
في تلك الأيام السوداء وقد التقينا ببلد مجاور سرا" قلت لك هل تريد ان تغادر العراق..!؟"
قلت: " لا... لا اعرف غير العراق ولا أريد ان اعرف، أنا بخير رغم مضايقات " السفلة "ثم ممازحا " أنا من يدفع ثمن " حماقاتك السياسية ، المهم ان تظل وعائلتك بأمان، لاتقلق علي ".
وحين عدتُ بعد سنين التقيتني بدموعك " فخورا بي" أمام صحبك وأهل المدينة.
بالأمس كنا سوية في الثانوية ،كنت الأذكى والأكثر وسامة والأكثر حظا مع الصبايا.
دوما كنتَ تحصل على أفضل " صوغه " هدية من أمنا وأغلاها ، ولم نعترض ،كنا مقتنعين انك تستحقها ، كنت مميزا"..!!
أتذكر تلك الليلة منتصف التسعينات حين أخبرتك بضرورة هروبي فقد كشفوا أمري..!
لم تعلق بشيء ،خيم الحزن عليك ، أخرجت كل رأسمالك من نقود وهي كل ماتملك ووضعتها بجيبي ، قلتَ :" حافظ على نفسك ابق سالما ، لاتحاول ان تتصل بنا ، سيعدموننا"..!
نعم كنتُ اعتقد إننا سلمنا من إرث " الأيام السوداء " ولم أكن ادري انها زرعت برأسك ورمها الخبيث.
إمتلكتَ " صلة رحم " ماكنا لنفهمها ..! في الهند في فترة علاجك وقد فقدت البصر وأدركت مرضك تتصل توصي بأكل أخيك الأكبر " المقعد"..!!
وعدتَ متطرفا" نصيرا لفقراء الهند" مشتهيا أغاني " فيروز"..!!
أصبرُّك وأكذب عليك بان آلامك ستزول بانتهاء علاجك، وأنا أدرك نهايتك قريبة..!
أخوك " علاء"وقد كان مستعدا أن يعادلك بالذهب كي تشفى، حين يأس من شفاءك لم يمتلك غير الصلاة وسطح الدار يبكيك سرا فيه.
كنتُ اظنني قويا ، ولكن رحيلك فضحني ، مازالت أغص بعبرتي ودمعي يفضحني.
الآن أدركتُ حزن " الخنساء" أخيها " صخر"
كَـأَنَّ عَـيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت فَـيضٌ يَـسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ
أسميتَ طفلتك الصغيرة على أسمي ..!!
،الآن وفي هذه اللحظة أدركني شجن "متمم ابن نويرة" بأخيه "مالك":
فَلَمّـا تَفـرّقْنا كأني ّ ومـالِكاً لطـول اجتماعٍ، لم نَبِتْ ليلةً مَعَا
تحيتهُ منّي وإنْ كانَ نائياً وأمسى تُراباً فوقَهُ الأرضُ بلقعا
فإنْ تَكُـنِ الأيـامُ فَـرّقْنَ بَيْنَنا لقدْ بانَ مَحْمُـوداً أخي، يـومَ وَدّعا
نم مطمئنا أخي ،سأكمل وأخيك ماكنتَ تتمناه لأطفالك ،تماما كما كنت ستفعل لو كنت أنتَ مكاننا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الأستاذ ضياء حميو المحترم
ليندا كبرييل
(
2011 / 8 / 28 - 03:29
)
ما أصعب أن يرزأ الإنسان شخصاً حبيباً لقلبه ، فتضيق الحياة بمقدار ما أعطاك ورحل .. رحمة عليه وصبراً لك ولأهلك ..
مقطوعة فنية صادرة من أعماق القلب تحسستُ صدقها وأنا أترقب من سيختطفها المرض منا كما اختطف أحبة من قبل
حقير .. الموت حقير ، تعال خدنا .. فلا يأخذنا .. طيب حلّ عنا .. فلا يأتينا إلا بغتة ..
الأمل في النبت الصغير الذي زرعه ورحل ، فأرجو لأولاده مستقبلاً طيباً معافى من الشرور التي مرت عليكم في بلدكم الغالي . تقبل تعازيّ القلبية ودمت وأهلك سالماً
2 - الله يصبرك
خليل الخالد
(
2011 / 8 / 28 - 04:26
)
شوف عمي ضياء
كثير احيانا انا بتضايق من ضعفي و بتضايق من حزني ومن خوفي ومن فرحي احيانا. بس بتطلع باللي حوالي من اهلي من اخوتي او حتى من جيراني وبقول انو انا لازم اتجاهل ضعفي واظهر امام من حوالي كانني القوي وكانني اقويهم وكانني سبب سعادة لهم وحتى لما اكون مبسوط بتضايق لاني بخاف بسعادتي ان اجرح الحزانى. دايما انا كنت اتجاوز ضعفاتي في سبيل الاخرين
وانت انا اكيد في كثير ناس حواليك محتاجينك تكون قوي متفائل شجاع و حكيم وانا عارف انك هيك وانا صدق كثير بحب اشوف الك شي جديد لاني بحس بصدقك وبقربك من طريق السلام و بعدك عن تعقيدات الحياة
ليكن ذكر اخوك مؤبدا واجعل نفسك عزاء حقيقيا لامك و للاخرين
3 - صبرا جميلا
فلاح حاجم
(
2011 / 8 / 28 - 08:10
)
سترى أخيك يوميا بعيون أطفاله، انهم بقايا حياته .. له المجد ولك الصبر الجميل
4 - جنود مجهولون
Almousawi A. S
(
2011 / 8 / 28 - 08:56
)
السيد ضياء
لقد اوفيت الحق ليس لاخيك بل لكل الاخوة ممن ساعد وتعاطف ودعم مجرد لقناعتة وحبة والتزامة بروابط العائلة
لهم الذكرى الطيبة ولنا الصبر والتعزية باخوة واخوات لم تلدهم امهاتنا
5 - البقية في حياتكم
حميد كشكولي
(
2011 / 8 / 28 - 09:15
)
عزيزي أبا لانا!
ارجو لك الصبر والسلوان . إن الانسان باق بأعماله و ذكراه الطيبة . لتكن ذكرى الفقيد الغالي و استمراره في أولاده اعظم سلوان لك
تقبل مني وعن عائلتي أخلص التعازي
أخوكم
حميد كشكولي
6 - تعزية
محسن الجيلاوي
(
2011 / 8 / 28 - 12:18
)
الأخ ضياء
تقبل مني خالص التعازي واحرها بهذا المصاب ...ودمت سالما وبخير
أخوكم
محسن الجيلاوي/ ستوكهولم
7 - الصبر لكم والرحمة للفقيد صفاء
أمير أمين
(
2011 / 8 / 28 - 16:01
)
العزيز أبو لانا المحترم.. للشاعرة الخنساء بيت تهديء به من مصاب كل من فقد عزيزاً عليه
يذكرني طلوع الشمس صخراً ..وأذكره لكل غروب شمسي
ولولا كثرة الباكين حولي..على إخوانهم لقتلت نفسي
هكذا هي الحياة وخاصة في العراق هذا البلد المبتلى بالأحزان نتيجة ما مر به من حروب وغزوات ومآسي وآلام وأمراض لا عد ولا حصر لها وما نتج عنها من موت وهلاك خيرة شباب وشابات الوطن..الثروة البشرية الغنية التي يتحكم بها شلل من الجهلة وعديمي الإنسانية بحيث تهدر من بين أيديهم وهم في سهو عنها..الرحمة لأخيك الشاب صفاء والصبر لك ولأفراد أسرتكم الكريمة جميعاً وإنه فعلاً لحدث جلل أتمنى أن تتصبر بتذكر كل أحبائنا الذين فقدناهم وفي شتى الظروف..تحياتي ومواساتي لك ولكم جميعاً
8 - تعزية
مجدي سعد
(
2011 / 8 / 28 - 20:01
)
سيدي الفاضل ضياء
عرفتك فقط من بعض ما كتبت
لم أعرف أخاك
قرأت كلماتك هذه ولم أستطع منع دمعتي
الآن أعرفك جيدا وأعرف أخاك
له الآن أن ينام مطمئنا
من له أخ يحبه هذا الحب هو حقا ينام في سلام
عزائي وتحياتي
9 - للفقيد الذكر الطيب
زكي رضا
(
2011 / 8 / 28 - 21:52
)
عزيزي وصديقي ضياء الطيب كطيبة ارض الوطن
بحزن والم كبيرين تلقيت خبر رحيل اخيكم ، وآلمني كثيرا حزنكم عليه ، وكيف لاتحزن وانت فقدت اخا وحبيبا وصديقا والى الابد . تقبل ايها الطيب واسرة الفقيد تعازيي ومواساتي الحارة بمصابكم الجلل هذا . للفقيد الذكر الطيب دوما .
10 - سلام ومحبة وشكر لكم
ضياء حميو
(
2011 / 8 / 29 - 10:20
)
الاصدقاء والأحبة
كل الشكر والحب لكم ولكلماتكم الرقيقة ،كلماتكم هي بلسم حقيقي.
شكرا لكم مرة اخرى
11 - مواساتي ومحبتي
عمار شريف
(
2011 / 8 / 29 - 21:02
)
ما أشده من مصاب صديقي. عزائي ومواساتي لك ولجميع أفراد العائلة.أتمنى لكم جميل الصبر وليكن آخر أحزانك. قلبي معكم
12 - نثر عذب
سلام إبراهيم
(
2011 / 8 / 31 - 10:18
)
البقاء في حياتك يا ضياء
كلنا نتأرجح نحو الحفرة اللابد منها
هكذا هي الحياة
نثرك عذب وجميل
شكرا لك
13 - تعزية
خلود اوراهم
(
2011 / 9 / 2 - 12:19
)
صديقي العزيز ضياء
بألم تلقيت خبر وفاة اخيك وبحثت عن كتابتك عنه عندما عرفت بأنك قد كتبت عن اخيك
مااجمل ماكتبت وبأي مشاعر ؛ تأثرت كثيرا بكلامك عنه وكأني اعرفه شخصيا
الصبر الصبر الصبر للوالدة
وتقبل تعازيي لك وللعائلة
خلود
.. -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف
.. القيادة الوسطى تعلن تدمير 4 طائرات مسيرة للحوثيين كانت تستهد
.. ميليشيات إيران في سوريا.. قصة عقد وأكثر | #الظهيرة
.. السلطات الأردنية تؤكد أن التضامن مع غزة عبر مسيرات شعبية لا
.. السلطات الأوكرانية: ثلاث محطات طاقة أوكرانية استُهدفت بقصف ر