الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الطليعة الحلقة المفرغة

خالد محمد

2011 / 8 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يحلوا للرفاق في حزب الطليعة التبجح بالعديد من الشعارات الثورية و استعراضها في بياناتهم كادعاء كونهم "إستمرارا لحركة التحرير الشعبية و للحركة الاتحادية الأصيلة" و "حزبا للطبقة العاملة" يتبنى "الاشتراكية العلمية منهجا و هذفا" .. كما لا يتوانون يؤكدون ، و إن بطريقة محتشمة ، إنتسابهم إلى كوكبة نيرة من الشهداء تبتدئ بعبد الكريم الخطابي و المهدي بن بركة و لا تنتهي بعبد الله موناصير و محمد بوكرين .

لكن من يعاين ممارسة هذا الحزب في العقد الأخير من عمره الذي طال و استطال ، لا بد و أن يخرج بنتائج عكسية تماما ، فمنذ دعوته مناضليه إلى التسجيل في اللوائح الانتخابية سنة 2002 لجس نبضهم و ردة فعلهم ، تبين بالملموس أن القيادة المانشفية تعد الحزب لتزكية الديمقراطية المخزنية المغشوشة ، و أن خطوتها هذه ، رفقة أخريات صاحبتها في حينه ، ما هي إلا قشرة البصل التي يراد أن تودي به مباشرة إلى مهاوي الانتهازية و الردة اليمينية و غيرها كثير من الأمراض التنظيمية التي تعشش و تنتعش إبان مرحلة الجزر اليساري و هو ما حصل فعلا بشكل درامي يوم 7 شتنبر 2007 . حيث ظهر الحزب عاريا على حقيقته حزبا قزميا لا في العير و لا في النفير .

لتظل الطريقة التي برر بها فطاحلة الحزب "مشاركتهم" الهزيلة جدا بما لا يقاس من حيث نتائجها المخيبة لآمال أكثر المناضلين تشاؤما مدعاة للسخرية و التندر ، فلا أروع من أن يكتب الانسان الكوميديا بعد حرب خاسرة . إذ أقحموا لينين عنوة في غير محله و راحوا في نرجسية حمقاء يبحثون عن أوجه التشابه بين مشاركة البلاشفة التي إكتسحوا فيها مجلس الدوما الروسي كانعكاس طبيعي لتغلغلهم و سط الجماهير بفعل الممارسة الثورية . و بين "مشاركتهم" هم التي لا تتعدى حدود الجعجعة بلا طحين . غير مدركين أن لا مجال للاسقاطات النزواتية في منطق الفكر العلمي بين حالة و أخرى ما دامت الأمور تختلف باختلاف شروطها الفعلية ، و ما دامت جميع الحدود الفاصلة سواء في الطبيعة أو في المجتمع ، هي حدود متحركة ، و أنها نسبية لدرجة معينة . فغدوا كلص البحار الذي تظاهر بالورع و ركب البحر و في يده الوصايا العشر لكنه محا واحدة منها من على لوحها الحجري : "لا تسرق" .

إن أي حديث عن صراع أجنحة داخل الحزب بين خطين يميني إنتهازي إنتخابي و يساري نضالي ديمقراطي يعد إستنساخا كاريكاتوريا غير موفق لتجارب ماضية . فالتاريخ لا يعيد نفسه و لا يرحم متخلفا عن سيرورته . و سيظل الحزب متأرجحا بين تبني الاشتراكية لفظا و الانقلاب عليها ممارسة تعبيرا عن انفصام يعتمل ذاته هو عينه "التذبذب" و "انسداد الأفق" الذي يسم التنظيمات التي تستأثر بقيادتها قوى غير هيمنية كالبورجوازية الصغيرة فتودي بها نحو مأزقها المتجدد بتجدد أزمة سيطرتها .

و يالها من خاتمة هزلية لمسرحية تراجيدية على خشبة التاريخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق