الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فنُّ علي فرزات وفنون بشار الأسد..!

وهيب أيوب

2011 / 9 / 1
حقوق الانسان


عبر التاريخ القديم والحديث، كان أكثر ما يُرعِب أنظمة الطغيان والاستبداد هو الكلمة الحرّة الشجاعة، والمغامِرة إلى حدِّ الموت في سبيل الإجهار بالرأي وفضح أولئك الطغاة.
وسواء كانوا هؤلاء شعراء أو أُدباء وكتّاب ومفكرين وفنانين، فإن نظرة الطغاة إليهم واحدة، لأنهم يُدركون مدى خطرهم على أنظمتهم وعروشهم، لِما يملكون من قدرة على كشف طغيانهم وتعريتهم أمام الناس، لهذا فهم يخصّونهم بأقسى العواقب والعقاب، وبأبشع صور القتل والتنكيل. لذلك، تدأب أنظمة الطغيان إلى كسب هذا القطّاع المهم من شريحة المثقفين والكتاب والفنانين والإعلاميين بشتى الوسائل والطُرق، لاستخدامهم كدرعٍ واقٍ من خطرِ بعض الذين أصرّوا على شقّ عصا الطاعة والخنوع، وهم على كلِّ حال يمثّلون أقليّة ضمن هذه الشريحة الواسعة، ولهذا يدفعون أثماناً غالية جرّاء استفراد الطغاة بهم، فيذيقونهم أشد العذاب وأشنع طرق الموت والاغتيال.
في كتاب الدكتور يحيى الجبوري "محن الشعراء وما أصابهم من السجن والتعذيب والقتل والبلاء"، يوضِح ما تعرّض له بعض الشعراء في التاريخ العربي الإسلامي من قتلٍ وتنكيل، وصل إلى حدّ أن أحدهم، وهو الشاعر العكوك "علي بن جبلة"، أمر الخليفة المأمون بأن يُسلّ لسانه من قفاه بسبب قصيدة كتبها. أما الشاعر ابن مقلة "أبو علي محمد بن علي"، فقد قُطعت يده ولسانه، وحُبِس وضُرِب بالمقارع وأُحرِقت داره ثلاث مرّات، وأُجبِر على الشرب من بوله حتى مات في السجن. ولا ننسى أن الأديب العبّاسي ابن المُقفّع قد قطّعت أطرافه ورُميت في النار وأجبروه على الأكل منها. هذه بعض النماذج فقط، فالسلسلة طويلة كألف ليلة وليلة.
هذه بعض فنون الطغاة القدماء، فماذا عن طغاة عصرنا الحالي...؟ ببساطة شديدة، ما أشبه اليوم بالأمس.
مخابرات الطاغية السابق حافظ الأسد، والد الطاغية الصغير بشار، اغتالت الصحافي سليم اللوزي عام 1980وأذابت يده اليُمنى بالأسيد حتى تآكل العضم، وغُرِست أقلام الحبر في أحشائه من الخلف. وفي ذات العام، أمطروا نقيب الصحافة السابق رياض طه بالرصاص في رأسه وعنقه وصدره، وأردوه قتيلاً.
تصريحات رامي مخلوف سابقاً، أنّ أمن سوريا مرتبط بأمن إسرائل، يُظهِر بأن جميع الذين اغتالهم النظام السوري و"حزب الله" هم أشدّ أعداء إسرائيل، كما للنظام السوري، فما هذا التقاطع الغريب..؟
من هنا، ليس من المفارقات العجيبة، أنّه ومنذ دخول جيش النظام السوري إلى لبنان عام 1976 وحتى تأسيس حزب الطاغية حسن نصرالله عام 82 وحتى الآن، فإن جميع الاغتيالات التي تمّت على الأرض اللبنانيّة، من قادة ومفكرين وإعلاميين، كانت توجّه أصابع الاتهام إلى جهتين اثنتين لا ثالث لهما، الموساد الإسرائيلي أو المخابرات السورية و"حزب الله"، بمن فيهم الذين اغتيلوا داخل دمشق نفسها!
فيا للمقاومة والممانعة ...!!
فزعيم الحركة الوطنية اللبنانيّة كمال جنبلاط، اغتالته المخابرات السورية، وشتّتت الحركة الوطنية اللبنانية، ثم قضت على حركة المقاومة، مخلية الجو لـ"حزب الله"، الذي تكفّل باغتيال عدد من القادة والمفكرين الوطنيين والشيوعيين. ففي عام 1987 دخلوا بيت المفكر حسين مروّة وقد جاوز الثمانين وهو مُقعَد، فأفرغوا عدداً من الرصاصات في رأسه وصدره وقتلوه. وقبلها بعام اغتالوا المفكر مهدي عامل وسهيل طويلة، ثم تتابعت سلسلة الاغتيالات من رفيق الحريري وسمير قصير وجبران تويني وجورج حاوي إلى آخر القائمة، وهؤلاء جميعاً تم اغتيالهم على أيدي النظام السوري أو ذراعه الآثمة "حزب الله" صنيعة ولي الفقيه الإيراني، أو كما يحلو لبعضهم اتهام الموساد الإسرائيلي....لا بأس، فهذا يُعزّز وجهة نظرنا.
لأن هؤلاء جميعاً أعداء لإسرائيل، كما هم أعداء للنظام السوري و "حزب الله".
فنان الكاريكاتير ناجي العلي، تلقّى التهديدات من جميع طغاة العرب، بسبب رسوماته التي تفضح سياساتهم ومواقفهم، كما كانت تُهاجم إسرائيل بذات الوقت. وعندما اغتيل ناجي العلي، احتار العرب والعالم بمن اغتال ناجي العلي، أهو الموساد الإسرائيلي، أم إحدى أجهزة المخابرات العربية...؟!
بشار الأسد، هذا الطاغية الصغير، يقتفي سيرة الطغاة وسلوك أبيه من قبله، فمن شابه أباه ما ظلم!
فعدا استخدام المدافع والرشاشات والدبابات وطائرات الهيلوكبتر في قمع السوريين، بالغ في أساليب التعذيب والتنكيل، من قلع الأظافر وتقطيع الأوصال وحرق الأجساد وتشويه الجثث، إلى حدّ قطع العضو الذكري للطفل حمزة الخطيب، وحزّ حنجرة إبراهيم القاشوش، وصولاً إلى التنكيل بالفنان علي فرزات الذي تجرّأ من خلال رسوماته خلال الثورة في سوريا على تعرية أكاذيب النظام وكشف جرائمه، فقاموا بتشويه وجهه بالضرب المبرّح وكسر يده وسحق أصابعه حتى لا يُعاود الرسم. وبهذا أراد الطاغية الصغير التفوّق بفنون التعذيب على فنون من سبقوه. فكان رد الفنان علي فرزات بلوحته الأخيرة، بأن يُظهِر آثار التنكيل به وهو مُلقى على سرير المُستشفى وقد لُفّ معظم أجزاء جسده بالضمادات، مع إشارة بسيطة يُظهر فيها إصبعه الوسطى مُنتصبة...
هي لوحة علي فرزات الفنيّة وإحدى إبداعاته في تحدّي الطغاة، مقابل لوحة التنكيل التي أبدعتها فنون بشار الأسد على جسد الفنان المُبدِع.

وهيب أيوب
الجولان المحتل/ مجدل شمس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ومن البعث ماقتل
وليد يوسف عطو ( 2011 / 9 / 1 - 10:00 )
شكرا وهيب ايوب من الكتاب السوريون من يريدنا ان ندافع عن قضية الشعب السوري ولكنه هو نفسه يصمت مثل ابي الهول فيساوي بين الضحية والجلاد ولايتعرض لما يرتكبه النظام من مجازر تحياتي


2 - اسرائيل أوكلت الأمر للعرب أنفسهم
إسراء لبابيدي ( 2011 / 9 / 1 - 13:12 )
أستاذ وهيب هل بتظن أن اسرائبل تقوم بالاغتيالات ؟ يمكن لها دور لكن اليد عربية بالتأكيد ولماذا تضع اسرائيل نفسها في الخطر ما دام العرب اينقظوا ما تريد بكل أمانة ومن أقل إشارة ؟ اعتداء حقير على الفنان فرزات ندينه ونستنكره تماماً كسر الله لإيدين اللي اعتدوا عليه ما بتمنى غير أن تذوق مخابراتهم الهمجية بعض ( بعض ) ما يذيقوه للشعب ، الأسود في كل بيت بحماه نشالله درعا الصامدة من الجنوب والدير وأدلب من الشمال وحماه وحمص من الوسط يطلعوا لهم روحهم كما طلعوا روح ابراهيم القاشوش والطفل حمزة قال شو ؟ اعتدى جنسيا على بنت قام أبوها قتله وقطع عضوه إيه بروحوا يبحثوا عن سبب مقنع لا سبب يضحك الناس عليهم . تابع سيدي تابع وبأعلاااااا صوت


3 - سؤال.. بسيط
صالح شمس الجولان السوري المحتل ( 2011 / 9 / 2 - 23:45 )
هل لديك اثبات واحد على ما تقول؟؟؟ مستند واحد؟؟ دليل واحد؟؟ أي شيء وسأصدقك.. وإلا فاصمت..ثم أن تكرارك للمواضيع مع تغيير العنوان مثير للشفقة.. اذهب وتسل في امر ينفعك وكفاك انت ومن تتبعه توهماً فسوريا وحزب الله ممثلاًَ بأمينه العام سماحة السيد حسن نصرالله سيصمدان.. فلا تشتروا الأحلام

اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا