الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نرد الاعتبار لثورة الرابع عشر من تموز ؟

حسين محيي الدين

2011 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لا يختلف اثنان على إن ثورة الرابع عشر من تموز قدمت انجازات مهمة لقطاعات واسعة من أبناء الشعب العراقي وهي لا تزال ماثلة أمام أعين الجميع . كما لا ينكر احد إن الزعيم عبد الكريم قاسم كان نصير للفقراء وعفيف النفس وعصاميا قلما أتيح للعراق قائدا مثله . انفرد بالسلطة بعيدا عن شركائه في الثورة التي لولاهم ما كانت ثورة تموز ستجد طريقها للنجاح . شركاء الثورة كانوا يمثلون معظم الاتجاهات الفكرية . فمنهم اليساري الماركسي ومنهم القومي العربي وكذالك الوطنيين الأحرار الذي يهمهم العراق الجمهوري المستقل الحر والديمقراطيين الأحرار الذين كانوا يطمحون إلى قيام نظام ديمقراطي حقيقي برلماني مع وجود أحزاب سياسية تتنافس فيما بينها لقيادة عراق ما بعد الثورة . لكن ماذا حصل بعد ذلك ؟

اليسار الماركسي تصرف وكأنه هو قائد التغيير وان العراق الجديد عراق العمال والفلاحين وتمنى أن يكون العراق الجمهوري أحد جمهوريات الاتحاد السوفيتي غير عابهين بنصائح السوفيت أنفسهم الذين يدركون تماما ماذا يجب أن يكون عليه الحال في العراق . أما القوميين العرب فاعتقدوا بأن العراق العربي هو امتداد للجمهورية العربية المتحدة ولا يهمهم بناء عراق جديد تسوده العدالة الاجتماعية ويأخذ بوسائل العلم الحديث ليكون بلدا متطورا اقتصاديا واجتماعيا وزراعيا . بل جل ما تمنوه للعراق أن يكون إقليما من أقاليم الجمهورية العربية المتحدة . لن يلتفت أحدا لوضع دستور دائم وقانون للأحزاب وانتخابات ديمقراطية وبناء أسس متينة للدولة العراقية الوليدة ! الوطنيون العراقيون والديمقراطيون الأحرار لن يجدوا من يستمع إليهم وسط هذا الصراع الحاد بين المتصارعين .

الأكراد القومين اعتقدوا بأن الفرصة مواتية لتحقيق كامل إرادتهم القومية وان الضغط على الثوار يؤتي ثماره في مثل هذه الظروف وعملوا بانفراد مرة وبالتحالف مع قوى أخرى لتحقيق أهدافهم المنشودة . يبقى إن هنالك تحالف قوي نشأ بين بعض رجال المؤسسة الدينية وبين بقايا القوى القديمة لتشكيل تحالف جديد , هو تحالف القوى المضادة للثورة .

الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله أراد أن يلعب دور رجل التوازنات بين كل القوى المتخاصمة والآخرين أرادوا أن يجيروا الثورة لصالحهم . فشل الجميع في تحقيق أهدافه المعلنة وغير المعلنة وفازت قوى الثورة المضادة في إجهاض ثورة الرابع عشر من تموز وقتل قياداتها التي تمثل كل أطياف الشعب العراقي . فمن يعتذر لثورة الرابع عشر من تموز ولشهدائها ويعيد الاعتبار إليها ؟
الشيوعيون العراقيون أم القوميون العرب أم الأكراد . أم كل هؤلاء !

في اعتقادي المتواضع إن الجميع يجب أن يعتذر لثورة الشعب العراقي , ثورة الرابع عشر من تموز , وأن يعيد الاعتبار لكل قادتها . إن الأجيال الجديدة لا تعرف حقيقة الصراع الذي كان دائرا بعد ثورة الرابع عشر من تموز وواجبنا أن نوصل الحقيقة كما هي لهم لا أن ندعي تباكينا على ثورتنا ونتناسى ما وجهناه لها من إساءات . فلكل أساءه لتلك الثورة ولشخوص قادتها بطريقة ما . فهل نمتلك الجرأة للاعتذار . أم لا زلنا نختبئ وراء نرجسيتنا ونتهم الآخرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بعيدا عن الواقعية
حسين طعمة ( 2011 / 9 / 3 - 07:54 )
استاذنا العزيز من كان يؤازر الثورة في بداية انطلاقها ويقف معها ويحميها .اليس اليسار العراقي والشيوعيون خاصة تحمل ما تحمل في سبيل تثبيت ركائزها والدعوة من اجل الوقوف معها رغم الاخطاء القاتلة التي رافقت مسيرتها .هل تعلم بقوة وأمكانية ونفوذ الحزب الشيوعي العراقي في تلك الفترة وأمكانيته في الاستحواذ والاستيلاء على السلطة ولكن الشيوعيون لا يغدرون ابدا .لذا تمسكوا بموقف التأييد والمساندة رغم دعوات كثيرة وجهت للحزب بأخذ زمام المبادرة .وأذا أردت ان تعرف ما حصل في ذلك التأريخ ,فأقرأكتاب حياة سلام عادل بقلم المناضلة ثمينة ناجي


2 - تشخيص صحيح
عماد الدين الحيدري ( 2011 / 9 / 3 - 19:29 )
لقد أجدت أيها الاخ في تشخيصك في المقاطع الثلاث فيما يخص االيسار الماركسي، وما يتعلق بالقوميين العرب والبعثيين منهم، وثم القوميين الكورد، وأخيرا الجماعات الدينية، وبينت ما كان يأمله كل فريق منهم ، إنهم جميعا يتحملون ما آل إليه الحال وما انتهت إليه ثورة 14 تموز، وما نالنا، نحن شعب العراق، من نتائج مأساوية نعيشها حتى الآن!! فهل يكفي الاعتذار عن الدماء التي سالت؟

اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254