الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر-أعداء ليبيا- في باريس يكشف فضائح الناتو وقطر..!

عصمت المنلا

2011 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لقد كشف المؤتمر حقائق يندى لها جبين الإنسانية حقاً، وإذا كان القطريون يتحمّلون الوصمة التي سبّبها حكامهم لهم، فالتساؤل مشروع عن الوصمات العديدة التي ألحقها قادة أوروبيون حاربوا مع الناتو بشعوبهم التي لم تعتد مثل هذه الفضائح.
في تاريخ لا يخلو من الرمزية، في ذكرى "الفاتح من سبتمبر" التي حملت معمر القذافي إلى حكم ليبيا،
اجتمع «أصدقاء ليبيا» أو"أعداؤها الحقيقيون "المتطلعون إلى مرحلة جديدة من الاستفادة من ثرواتها في باريس، ليطلقوا عملية احتضان دولية لـ«الشرعية» الليبية الجديدة المتمثلة بالمجلس الوطني الانتقالي. التأكيد كان على استمرار العملية العسكرية حتى ضمان «عدم تهديد معمر القذافي للمدنيين»، وهو ما تجسد ميدانيا في هدف «تحرير» مثلث بني وليد - سرت - سبها. كما اتخذت قضية رفع التجميد عن الأموال الليبية حيزا بارزا في مؤتمر باريس، لما تشكله من ورقة مساومة أساسية على طاولة تقاسم الثروات النفطية.
أخيرا انتزع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انتصاره الدبلوماسي والعسكري الأول في ليبيا، وتتويجه، إلى جانب رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، مضيفا ورئيسا لمؤتمر مساندة ليبيا الجديدة. وهو انتصار لن يعدم استثماره لرفع شعبيته المتهالكة في استطلاعات الرأي العام، واستخدامه بعد ثمانية اشهر في حملته الانتخابية من اجل ولاية رئاسية ثانية.
من حهته،أمير قطر أشاد بحلف شمال الاطلسي وقال انه «لولا مساعدة الناتو لما أمكن"تحرير"الشعب الليبي... والدول التي ساعدت ليبيا لم تكن دولا غازية».
لم يكن للاحتفال في الاليزيه أن ينعقد قبل انتهاء المساومات على ليبيا الجديدة وتحديد المكاسب، والتي كانت قد بدأت فور الإعلان عن دخول قوات الانتقالي إلى طرابلس. إذ عرقلت الصين وروسيا استعادة الليبيين الأرصدة الليبية المجمدة في الخارج، وهي أرصدة من المنتظر أن تمول عقودا بعشرات المليارات من الدولارات في الأشهر المقبلة، لتثبيت سلطة الانتقالي في طرابلس، واقتسام صفقات ضخمة لإعادة الإعمار.
وتعتبر ورقة تحرير الأرصدة الليبية لتسهيل تثبيت الدولة الجديدة مفتاحا في المساومات الجارية في الكواليس، على تقاسم النفط الليبي، والاحتفاظ بمدخل إلى الصفقات المقبلة، عندما يبدأ الإنتاج الليبي بالتقدم من مليون ونصف مليون برميل يوميا إلى ضعفه بعد عامين. ونشرت صحيفة الـ«ليبراسيون»، صبيحة افتتاح المؤتمر وثيقة تكشف عن تعهد الانتقالي في الرابع من نيسان الماضي، منح فرنسا 35 في المئة من النفط الليبي لقاء استمرارها في تسليح الثوار، واستمرار العمليات العسكرية. الوثيقة تعكس اعتبار الصفقات النفطية جائزة تستحق لمن ساهموا في اسقاط معمر القذافي. كما تعكس حدة التنافس لوضع اليد على النفط الليبي، بين الدول الغربية التس شنت حرب الناتو، فالايطاليون الذين يشرفون على اغلب الحقول النفطية الليبية، ويعتمدون عليها بنسبة الثلث في استهلاكهم للطاقة، بدأوا يُعبّرون علنا عن مخاوفهم من ان تحل «توتال» الفرنسية مكانهم في ليبيا. ويبعث نشر الوثيقة برسالة واضحة إلى الناخبين الفرنسيين ان رهان الرئيس ساركوزي في حربه على القذافي، سيوفر لفرنسا مصادر اكيدة للطاقة من بلد أكثر قربا. وليس سرا ان مصطفى عبد الجليل كان قد حدد منذ البداية قاعدة توزيع الجوائز من نفط وصفقات وإعادة اعمار بوضوح، عندما قال «إن الأفضلية فيها ستكون للدول التي ساعدت الثوار على تحقيق الانتصار» .
ويقف المليون و600 الف برميل نفط يوميا، وأربعة مليارات من الاحتياطي النفطي في طليعة المساومات في خلفيات مؤتمر باريس.
دبلوماسي فرنسي لم يرغب في ذكر اسمه، قال: إن ساركوزي سيصر على التعجيل بإصدار قرار من مجلس الأمن يلغي تجميد الأرصدة الليبية في المصارف الدولية، والتي قدرها بنحو 50 مليار دولار. وقال: إن الحكومة الفرنسية ستعمل على وضع 7.5 مليارات يورو مجمدة في مصارفها، بتصرف الحكومة الليبية بمجرد صدور القرار.
وأعلنت فرنسا انها على غرار بريطانيا، قامت برفع الحجز عن مليار ونصف مليار دولار، لمساعدة الحكومة الليبية على مواجهة الاستحقاقات العاجلة،
وكان المؤتمر انعقد بمشاركة زعماء ووفود من 60 دولة ومنظمة دولية، بينها دول لم تكن تؤيد حملة حلف شمال الأطلسي مثل روسيا والصين والهند والبرازيل وألمانيا، إلى دول اضطلعت بدور أساسي في العملية مثل بريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن
في سياق مُتصل فإن الرئيس الروسي ميدفيدف دعا في الرابع والعشرين من أغسطس المنصرم، عشية انهيار النظام الليبي، أنصار القذافي المخلوع وقادة المعارضة للجلوس على مائدة مفاوضات للتوصل إلى صيغة تتعلق بمستقبل ليبيا، للأسف - جاءت نشازاً في سياق تسارع الأحداث في المسرح الليبي وتداعياتها.
موقف روسيا الأخير وفق تصريحات الرئيس ميدفيديف الأخيرة يكشف أن روسيا اعتبرت ما يجري في ليبيا حرباً أهلية بين فريقين وأن الحل الأمثل هو التوصل إلى صيغة ترضي الطرفين. وموقف كهذا يدخل تحت باب المحاولات الروسية لمنع الغرب من الإنفراد بالساحة الليبية ورسم مساراتها بعد مرحلة القذافي، لأن لذلك مساس بمصالح روسيا في هذا البلد من جهة وضربة لهيبتها من جهة أخرى.
روسيا قلقة مما ستتمخض عنه الأحداث في ليبيا، فلها مصالح كثيرة في هذا البلد وهي لم تكن طيلة الستة شهور الماضية في موقف المتعاطف مع الثوار وقضيتهم. فقد استثمرت مبالغ كبيرة في مشاريع الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز وفي بناء السكك الحديدية في ليبيا.
وكان آخر استثماراتها شراء 50 % من أسهم الشركة الايطالية «إيني»، أي ما يعادل 33.33 % من أسهم الكونسورتيوم العالمي الذي يشارك في تطوير حقلِ «الفيل» النفطي/ الغازي الليبي، وأبرمت اتفاقية بذلك في السادس عشر من فبراير الماضي بقيمة 360 مليون دولار. هذا إضافة إلى ما تدره مبيعات السلاح الروسي إلى ليبيا من أموال على الخزينة الروسية.
صحيح أن روسيا تبلّغت تطمينات بشأن العقود والاتفاقيات الاقتصادية المعقودة مع ليبيا حين قام ميخائيل مارغيلوف، رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، بتكليف من الرئيس الروسي بلقاء بعض قادة الثوار في بنغازي التي زارها في مهمة المصالحة الفاشلة بين عاصمة الثوار بنغازي والعاصمة الليبية طرابلس في يونيو المنصرم.
لكن هذه التطمينات قد لا تكون مقنعة للقادة الروس ما لم تعززها تطمينات من دول الناتو التي حسمت الصراع الليبي لصالح الثوار. وإذا صح ذلك والتزم النظام الليبي الجديد بالعقود والاتفاقيات المبرمة مع روسيا كاملة فذلك لن يلحق خسائر بروسيا، إلا أن مستقبل الاقتصاد الليبي سيكون منفتحاً، بكل تأكيد، على دول الغرب التي ساندته دون تحفظ أو قيود.
في هذا الوقت الذي تنكشف فيه المنافسة الوحشية على ثروات الشعب الليبي، فضحت صحيفة «دايلي تليغراف» البريطانية موقفاً مُغالياً في البروغماتية أعلنته بريطانيا وفحواه إنها«تستعد لإرسال مسؤولين تجاريين إلى ليبيا لضمان حصول شركاتها على عقود نفطية وصفقات أخرى مع الحكومة الجديدة وعدم تفويت الفرصة لصالح الشركات الصينية والروسية».
وافادت الصحيفة ان روسيا والصين، اللتان لم تدعما تدخل منظمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» في ليبيا؛ «ستحاربان للحفاظ على عقودهما المربحة بمجالي الطاقة والبناء». واضافت أن المبعوث الروسي إلى افريقيا ميخائيل مارغيلوف أكد أن بلاده، التي حصلت على عقود بمليارات الدولارات بمجالات التسلح والطاقة والبنية التحتية خلال حكم العقيد معمر القذافي، «لا تريد أن تخسر في ظل الحكومة الجديدة وتعتزم حماية مصالحها في ليبيا».
واشارت الصحيفة إلى الردّ على الموقف الروسي قد جاء حالاً من لندن بقرار يفصح عن أن «هيئة الإستثمار والتجارة في الحكومة البريطانية سترسل فريقاً إلى طرابلس في القريب العاجل».ونسبت إلى مسؤول وصفته بالبارز في الحكومة البريطانية قوله إن «شركات النفط البريطانية كانت من اللاعبين الرئيسيين في ليبيا، وترغب في العودة إلى هناك». وبدأت الحكومة البريطانية في نقل ما قيمته مليار جنيه استرليني من الأموال الليبية المجمدة إلى طرابلس عن طريق الجو بعد حصولها على موافقة الأمم المتحدة، لمساعدة الحكومة الجديدة على تسيير أمور الدولة
إلاّ أن اللافت في بعض مواقف الدول العربية التي شارك قادتها في مؤتمر"أعداء ليبيا" الذي انعقد في باريس (مربط خيل الثوار الليبيين اليوم على غرار ما كان لبنان في أحد الأيام الخوالي)..إنها كانت شبه"كاريكاتورية" مُخجلة الى أقصى حد، بخاصة موقف حاكم قطر(ومعه الحاكم الفعلي رئيس الوزراء وزير الخارجية- عملاء الموساد) وقد غالوا في إظهار دورهم الأساسي في تجميع موافقات كبار مسؤولي دول الناتو على شن الحرب، واصفين مشاركة طيرانهم الحربي في القصف العشوائي الذي ارتكبته ضد الليبيين بأنه كان القدوة، والحافز الحقيقي للمبالغة الأوروبية (الناتو) في صب الحد الأقصى من صواريخهم على كل شيء يتحرك أو حتى لو كان لايتحرك في عنف وصفه بعض كبار السن من المتقاعدين العسكريين الأوروبيين:"إنه أعنف أضعاف المرات ممّا حدث في حروب سابقة"..بالطبع، فإن عملاء الموساد القطريون(الذين ظهروا على الشاشات وكأنهم يتراقصون فرحاً بإنجازهم "العظيم" ويتمايلون في حركات أشبه بحركات"المثليين"المعروفة) قد تعهّدوا لدول الناتو بافتتاح سفارة لإسرائيل في طرابلس العاصمة بمجرد أن تهدأ الساحة الليبية، وأن رئيس الوزراء حمد بن جاسم بن جبر، قد حصل على هذا التعهّد من القادة "الثوريين" ومن عبد الجليل تحديداً.. ومسؤولو قطر موعودون في الوقت عينه بالحصول على أهم مُقاولات إعادة الإعمار
أما مشاركة ملك الأردن في مؤتمر باريس الذي يزعم مساندة ليبيا، فقد كان مُستغرَباً من أوساط عربية وأوروبية تابعت الحدث.. لكن الملك حاول تبرير مشاركته بأن الأردن على استعداد لتدريب قوى الأمن الليبية الجديدة التي لابد أنها ستحتاج الى التدرّب في أسرع وقت ممكن بعد استتباب "الأمن" بانتهاء الفوضى الحالية..!
لبنان، بدوره، كان موضع تندّر لجهة ما يُمكنه تقديمه ل"مساندة"ليبيا الجديدة (كما أصبحت توصَف –إعلامياً)..فقد جاءت مشاركة رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي نافرة، ولافتة-سلباً بالطبع، لأنه ليس للبنان حاجة في مثل هذا "الكرنفال" الوحشي حامل سكاكين تقطيع الكعكة الليبية، كل بلد حسب مقاسه، وبمدى صبّه صواريخه على رؤوس الليبيين، بشراً وحجراً، فلماذا حضر لبنان الى هكذا وليمة لاحصة له فيها، ولا مُساندَة بإمكانه تقديمها..؟..حتى أن لبنانيين كُثر أعربوا عن إعتراضهم على هكذا مشاركة رمزية لاجدوى منها، لامادياً، ولا معنوياً، وأجمعوا على التساؤل:
ما هو محل لبنان(الكيان القزم) من الإعراب كي يُشارك في مُؤتمر"أعداء ليبيا"بباريس؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا على التحليل العميق وكشف الأسرار ألخفية !
ماجد جمال الدين ( 2011 / 9 / 4 - 06:47 )
شكرا على التحليل العميق وكشف الأسرار ألخفية !!؟؟
وكنت أرجو أن تضعنا بألصورة على وجهها ألأكمل بألإجابة على السؤال ألتالي : ما رأيك أو ماذا تعتقده ولو على سبيل ألتنبؤ ــ متى بالضبط سينعقد مؤتمر ( أعداء ) سوريا .. قبل أو بعد نهاية ألخريف ألقادم ؟

اخر الافلام

.. سقوط قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على سيارتين في منطقة الشها


.. نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الوضع بغزة صعب للغاية




.. وصول وفد أردني إلى غزة


.. قراءة عسكرية.. رشقات صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف




.. لصحتك.. أعط ظهرك وامش للخلف!