الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كويتيون ينقذون مبارك من شعبه

عبد العزيز الخاطر

2011 / 9 / 5
المجتمع المدني


04 سبتمبر, 2011مبادىء النظام أم مواقفه؟
فريق الدفاع من المحامين الكويتيين الذى ينوى الترافع دفاعا عن حسنى مبارك أمام المحاكم المصريه,يظهر مدى ضبابية الواقع العربى وعدم وضوح رؤيته وتشرذم النخب والأفراد وضياع بوصلة الشعوب أمام أى الطريقين أهدى سبيلا الرؤيه الجزئيه للأمور بما يتخللها من مصلحه أيا كانت وبين مبادىء حرية الشعوب وكرامتها وحقها فى التعبير عن ذاتها وخياراتها. ولى هنا أن أشير الى بعض الملاحظات.
أولا: جزئية موقف مبارك من قضية إجتياح الكويت وتقدير الكويتيين لها وله على ذلك وهو أصلا موقف دولى أولا, به كثير من الابعاد المتداخله, لاترقى أبدا للتبرير للدفاع عنه أمام شعبه فالذى يحاكمه اليوم هو شعبه .


ثانيا: القضايا التى يحاكم عن الرئيس مبارك أمام شعبه قضايا كليه عن عقود طويله من الاستبداد وإهدار الثروات والقتل والتآمر على الوحده الوطنيه وما إلى ذلك, فماذا أعد الاخوان الكويتيين من الدفاعات حول هذا الموضوع , الاخوه الكويتيين يستطيعون الدفاع عن موقفه من أزمتهم ولكن لايستطيعون أن يدافعوا أمام من إرتكب ونظامه بحقهم أشنع الجرائم من المصريين.


ثالثا: تداخل مفهوم العداله أو الحكم الرشيد بالموقف التكتيكى السياسى النفعى, جميع الرؤساء والحكام العرب لهم مواقف تكتيكيه جيده ولكن قضية تقدير الحكم وصلاحه وإستمراره راجعة للمجتمع صاحب الشأن , القذافى له مواقف تكتيكيه عروبيه خاصة فى بداية حكمه ومحاولته التوحد وجمع شمل العرب بل وطالب صدام بالانسحاب .وكذلك صدام أيضا وقوفه أمام إمتداد الثوره الإيرانيه , وتهافت الأمه وراءه تسانده وفى مقدمتهم النظام الكويتى وشعبه فهل يمكن فصل الموقفين ماقبل وما بعد الاجتياح وهما لنظام واحد , لماذا كان قوميا وأصبح مجرما كذلك مبارك لماذا كان بطلا أمام الكويتيين وخائنا ومجرما أمام شعبه وجبت محاكمته.


رابعا: القضيه أكبر من المواقف الفرديه أو حتى السياسيه المجزأه , قضايا الاستبداد والظلم والاستئثار بالمال العام والقتل سمه من سمات الانظمه العربيه ومالشخوص إلا أدوات فقط, الانتصار والدفاع يجب أن يكون لقضية الانسان العربى , ليس هناك من هو أرحم من مبارك من شعبه . طبعا هذا الوفد ليس رسميا ولكنه يمثل فكر نخبه كان عليها أن تعى القضايا الكبرى التى ثار من أجلها الانسان العربى وفى مقدمته الاخوه التوانسه والمصريين ولاتجعل من العاطفه سلطانا على العقل وإن أثارت الشجون والذكريات.


خامساا: يغفل الاخوه الكويتيين المدافعين عن مبارك حقيقه هم أول من يدعوا إليها وهى فضيلة التغيير , ينتقدون إعادة تسميه رئيس وزرائهم مرة بعد مره ويدعون الى تغييره وربما كذلك الى محاكمته على أخطائه ويتدافعون لنجده مبارك من شعبه ومن مليونية ميدان التحرير التى أزاحته وقضت على نظامه .أو يبكون تغيير مبارك ويأخذون على المصريين عنفهم تجاه , حتى أن بعض مقدمى البرامج لديهم كان يبكى على الهواء إلتماسا لمبارك من شعبه.


سادسا: هل سيدافع الاخوان الكويتيون عن كل من وقف معهم فى أزمتهم , حاولوا مع بوش الاب كما كان يشار فى حينه ودعموا مع آخرين إستمراره لفتره ثانيه, وربما مع ثاتشر كذلك . هنا يظهر أن الموقف من الديمقراطيه موقف نسبى وقد يكشف عن هشاشه ما يفتخرون به.
سابعا: امتعض الاخوه فى الكويت من مشاركة بعض المحامين العرب فى الدفاع عن صدام حسين وأعتبروا ذلك موجها لهم وعداء مبطنا, مع أن من قبض وأجتاح وحاكم صدام هم الامريكان,وهذا وحده خرقا للقانون يستدعى الدفاع القانونى عنه بمعنى أنه من وجهه قانونيه أكثر تبريرا ولياقة للدفاع عنه.


ثامنا: اذا كانت حرب اكتوبر لم تشفع له أمام شعبه فكيف يطلب الاخوه فى الكويت أن يكون موقفه من أزمتهم شفيعا لهم للدفاع عنه, وهو موقف كان واضحا منه خدمة الغرب واسرائيل ولم يكن أساسا نابعا من رغبه عربيه مصدرها مصر العروبه والثقل والتاريخ. وفى مقارنة لذلك مع موقف عبدالناصر من عبدالكريم قاسم وارساله لقوات مصريه عربيه للوقوف فى وجهه, يظهر تحول الدور المصرى من الرياده الى التبعيه.


تاسعا: المفارقه أن عبدالناصر خرج الشعب كله للشارع ولم يرجع إلا برجوعه عن الاستقاله وهو المهزوم, فى حين أن الشعب خرج عن بكرة أبيه للشارع ولميدان التحرير ولم يرجع الا بخروج مبارك ومغادرته وهو المنتصر فى حرب إكتوبر, هذه المفارقه تدل على أن ,القضيه قضية الانسان العربى أولا ,مايحركه ويبعث فيه الروح والأمل ليس هو الهزيمه أو النصر المادى بقدر ماهى الكرامه ورمزها ومن يمثلها ويدعو اليها.
عاشرا: الموقف السورى حينئذ أيام الاسد الاب لايقل عن موقف مبارك فى الدفاع هن الكويت فهل سيدافع الاخوان عن أبنه الذى هو إمتداد له اليوم بعد كل ما تشهده سوريا اليوم من مذابح على يد نظام الاسد ثمة تناقض واضح يظهر شخصانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا


.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين




.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب




.. الوضع الإنساني في غزة.. تحذيرات من قرب الكارثة وسط استمرار ا