الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بناء الدولة

كاظم الخفاجي

2011 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


أن بناء أي هياكل سواء كانت مادية أو حسية لا بد أن تكون قاعدتها قادرة على تحمل ما يضاف عليها من أحمال وأثقال وبالتالي لا تنهار تلك المباني كذلك بناء الدول فيجب أن قواعدها المادية والقانونية والامنية والرؤى المستقبلية ذات بناء وترابط متين وقوي قادر للصمود تجاه مختلف الاهتزازات البنوية وأن يكون مترابطا مع مختلف مكوناته , فالقواعد القانونية التي تحكم سير مختلف مرافق حياة الافراد في مجتمع ما في دولة ما يجب أن تكون في خدمة الناس وتسهيل الامور الحياتية وعلاقاتهم مع بعضهم البعض الاخر وعلاقاتهم بهذا الجسم المسمى الدولة وبخلاف ذلك تكون هذه القواعد القانونية مضيعة للوقت والجهد والمادة وعرضة للتغير الذي قد يكون مصحوبا بخسائر بشرية على مستوى الافراد المطالبين بالتغير وخسائر مالية تذهب سدى في الفعل والفعل المضاد أي الافراد ضد الحكم المستبد والحاكم المستبد ضد الافراد والمجتمع ومن تجارب الشعوب المختلفة فأكثر الاستبداد يتأتى من تخلف القوانين وعدم تناغمها مع التطور الملازم لتطور حركة تاريخ البشرية , كذلك يمتد هذا الامر الى كل مرتكزات الدولة المختلفة فعدم وضع قواعد علمية رصينة دقيقة تلائم حاجات الناس كما ونوعا وقابلة للنمو مستقبلا وأن لا تكون عائقا ذلك التطور خوفا من تبذير الموارد المالية والجهود البشرية وتكون عاملا سلبيا في نفس المواطن من الحاكم .
أن الربيع العربي قد يكون خير مثال لما تقدم بغض النظر عن قصر أو طول مدة حكمهم فمن زين العابدين بن علي الى صاحب الكتاب الاخضر الذي بدد ثروات ليبيا في مغامرات جنونية لا اول لها ولا أخر الى سيادة الجنرال الطيار حسني مبارك الذي يعيش كثير من أبناء شعبه في المقابر وأعوانه وأتباعه يمتلكون أكثر ثروه مصر هبه النيل نزولا الى أقصى جنوب الجزيرة العربية حيث حكم القبيلة والعشيرة هو السائد على قوانين الدولة الحديثة ولو بالحد الادنى , مظاهرات وتجمعات حاشدة منذ ما يقرب من سنة مطالبة علي عبدالله صالح بالتنحي عن السلطة وتركها للشعب لكي يقرر مصيره بنفسه لكنه يهدد بالحرب القبيلية ويتمسك بالسلطة وكأنها ملك صرف مسجل بأسمه كما كان يفعل صاحبنا صدام حسين وبغبائه السياسي المفرط جلب علينا لاحتلال وأنصاف المتعلمين الذين أوجدوا الطائفية والمناطقية وأصبح البلد كانتونات كارتونية ممكن ريح بسيطة أن تقوضها وتجعلها هباءا نثورا , كل هذا حصل بفعل عدم تجانس طبقات المحكومين والحكام فحكامنا الله لا يوفقهم في واديهم هائمون وأغلبهم لا يربطهم بالبلد سواء ما يتقاضونه من أمتيازات فلكية فلل ورواتب ضخمة وحمايات مدججة بالسلاح وظهور واسع بالفضائيات أكثر من صدام عندما كان يحتل قناة رقم 9 ( تلفزيون العراق ) هكذا هي البنى في مجتمعاتنا العربية ولا ارى أملا في الافق يمكن أن يبدد قلقي على مستقبل أولادي وأحفادي أن يعيشوا الماسأة التي عشتها وجيلي وأجيال قبلي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا