الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق وهويته السياسية

جهاد الرنتيسي

2011 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


لا تكف السياسة الخارجية العراقية ، عن التذكير ، بهاجس تبديد شبهة الاحتفاظ بأية ملامح خاصة ، الذي يلازمها منذ انقلاب نوري المالكي على خيارات الشعب العراقي ، واحتفاظه بالسلطة .
تقتفي خطى الولي الفقيه الايراني ، الى حد التمثل الذي يلغي السيادة ، ولاتعطي اعتبارات للمصلحة الوطنية ، فالصواب والخطأ في ذهنية صانع القرار العراقي ، يعتمدان على مقدار الانسجام مع السياسة الايرانية .
ولان آلية تفكير الحكومة العراقية تعمل وفق ميكانيكية التابع غير المطل على جوهر موقف المتبوع ، والمتبوع الذي لا يكشف كل اوراقه لتابعه ، يجد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي نفسه على الدوام ، عرضة للوقوع في المآزق ، وفي احيان كثيرة مادة لتندر الخصوم ، الذين لا يواجهون مشقة في العثور على الاخطاء والخطايا والثغرات والمثالب .
القاء الحكومة العراقية كل ثقلها لدعم النظام السوري في معركته ضد شعبه احدى تجليات هذه السياسة .
فقد بني الموقف الرسمي العراقي تجاه الاحداث الداخلية السورية على ارضية تحالف نظام الملالي مع النظام السوري .
لم يتح تاثير الهوى الايراني ، على صانع القرار العراقي ، فرصة الوقوف عند طبيعة العلاقات ، التي اعتادت طهران على بنائها مع حلفائها في المنطقة ، والتي تقوم على العداء ، بتدرجاته المطلقة والنسبية ، او التتبيع قسرا واغواء .
السقطة التي تجاهلت رغبة الشعب السوري ، والمزاج الاقليمي ، والراي العام العالمي ، وضعت حكومة المالكي في مهب ريح المخاطر ، التي ينطوي عليها تجاهل حقائق ادارة السياسات الخارجية .
من بين المخاطر التي يصعب القفز عنها ، الاصرار على التحليق بعيدا عن الموقف الرسمي العربي ، الذي لم تصل سلبيته ، الى حد مساندة ارتكاب المجازر في مدن وارياف سوريا .
كما يكرس دعم المالكي للنظام الموغل في تقتيل شعبه البعد المذهبي والطائفي للصراع الداخلي العراقي .
موقف الحكومة العراقية من الازمة السورية ، يتضارب ايضا مع الموقف الدولي، المضطر لتطوير ادائه ، في مواجهة وحشية قمع قوات الامن والشبيحة ، ضد المحتجين السوريين.
ولا يخلو الموقف من المفارقة في حال مقارنة ثبات المالكي الاعمي على موقفه الداعم للاسد رغم ما يرتكب من مجازر ، بتذبذب موقف ملالي ايران الذي دعا النظام السوري مؤخرا الى اجراء اصلاحات ، مثيرا حالة من الجدل حول احتمالات تخلي طهران عن نظام الاسد الموشك على السقوط .
مفارقة الموقف الرسمي العراقي من تطورات الملف السوري ليست معزولة عن مواقف اخرى للمالكي لا تخلو من المفارقات.
ففي اندفاعه للبحث عن بعض الدفء ، في احضان الملالي ، برر المالكي القصف الايراني للمناطق الكردية ، ضاربا بعرض الحائط ،سيادة العراق ، والاضرار التي تلحق بالمكون الكردي العراقي جراء القصف ، قبل ذلك اخل بشروط الاتفاق مع القائمة العراقية وتهرب من حقها في ترشيح وزير للدفاع ، ثم نسب لممثل الامين العام للامم المتحدة أد ملكيرت تصريحات لم يقلها حول مخيم اللاجئين الايرانيين في العراق .
تراكم هذه المفارقات يضيف جديدا في تحديد مستقبل العراق وعمقه الاستراتيجي ، لا سيما ان سيادة اية دولة ، وسياستها الخارجية ، جزء من هويتها ، وبالتالي تهدد سياسة الالحاق التي يتبعها رئيس الحكومة العراقية ، بافقاد العراق ما تبقى من هويته ، المفترض ان تحددها مكوناته العربية والكردية ، دون ان تكسبه هوية جديدة ، اذا افترضنا صعوبة تحويل النفوذ والهيمنة الايرانيين الى هوية جديدة للعراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإيراني يحتفل بيومه الوطني ورئيسي يرسل تحذيرات جديدة


.. زيلينسكي يطلب النجدة من حلفائه لدعم دفاعات أوكرانيا الجوية




.. الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 14 جنديا جراء هجوم لحزب الله الل


.. لحظة إعلان قائد كتيبة إسرائيلية عن نية الجيش اقتحام رفح




.. ماذا بعد تأجيل الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية؟