الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الروائي المصري يوسف القعيد

عبدالنبي فرج

2011 / 9 / 9
مقابلات و حوارات


حوار مع الروائي المصري يوسف القعيد
عبد النبي فرج
تلعب كتابات يوسف القعيد الروائية والقصصية على استكشاف الجوانب المخفية والمهمشة في صراع الانسان البسيط مع واقعه والعالم المحيط به.

وفي حواري معه لم أقصد أن أكون استفزازيا، فقط أردت أن استجلي مواضع الاختلاف والاتفاق في ابداعه الثري المتنوع، والكشف عن تجربته الروائية. وهذا نص الحوار:

* ما هي المصادر التي ساعدت في تكوين الروائي يوسف القعيد ومفهومه للكتابة، خاصة أن هذا المفهوم لم يتغير بشكل فارق منذ كتابك الأول؟

ـ سأبدأ في الإجابة من الفقرة الأخيرة في السؤال، ليس لأنها الأكثر أهمية، ولكن لأنها اتهام ينطلق مما يسمى بالشائعات الأدبية، التي تصبح لها قوة الحقيقة مع مرور الوقت. حكاية أنني لم أغير مفهومي للكتابة منذ كتابي الأول، والدقة هي أن يقال في السؤال منذ روايتي الأولى، وهي رواية الحداد الصادرة في مايو(آيار) 1969، هي كلام لا أقول إنه ظلم وقع علي، ولكنه ينطلق من عدم القراءة، لا أعتقد أن ما كتبته قرئ بشكل جيد أو حتى عادي، كنت أعتقد، من قبل، أننا نحن الذين نكتب، وأننا أيضاً نقرأ ما نكتب، وكنت أشكو من غياب القارئ الخارجي، الذي يأتي من خارج مشهدنا نحن، ولكن ومع مرور الوقت، وتأمل اللقاءات العابرة، مع من نسميهم جماعة المثقفين، اكتشفت أنه حتى المثقف لا يقرأ ما يكتبه مثقف معاصر له.

أعود إلى صلب السؤال، المصادر التي شاركت في تكويني الروائي، هي كل ما تراه وما تسمعه في القرية المصرية، في تلك السنوات التي صاحبت نهاية النصف الأول من القرن العشرين، وبدايات النصف الثاني، واقع القرية المنسية وصمت الحياة فيها، ومحاولة الفلاح مواجهة صعوبات الحياة، سواء بالغناء نهاراً في الحقل، أو الحكي ليلاً في الجرن، أو على المصاطب، مع ما يغلف كل هذا من أساطير، يحاول الفلاح تفسير مظاهر الحياة من خلالها، أعرف أن هذه القرية لم يعد لها وجود الآن، لكن الإنسان لا يستطيع أن يستبدل بقرية طفولته أية قرية أخرى، مهما كانت الرحلة، أو البعاد عن هذه القرية، يضاف إلى هذا القراءات التي كانت متاحة في واقع القرية، وفي المدن القريبة منها، التي هي البنادر والمراكز والمدن الصغيرة.

* هل تتفق معي على أن ارتباط أحداث الرواية عندك بواقع سياسي أو قضية آنية، يحد كثيرا من طاقة الخيال، أم أن لك رأياً آخر؟

ـ كل نص روائي كبير، لا بد أن يستند إلى حدث في الواقع يكون له نفس كبيرة، لولا الحرب الروسية ضد نابليون، ما خرجت رواية توليستوي «الحرب والسلام»، التي تعد ـ في رأيي ـ أعظم رواية في تاريخ البشرية، أسأل نفسي أحياناً، هل كان في زمن توليستوي، مبدعون من جيله تولوا قضية الهجوم عليه؟ أم هل كان هناك نقاد، لم يكن لهم من عمل سوى هدم إنجازه، بدون ثورة 1919، واستشهاد ابن شقيق نجيب محفوظ، هل كان يمكنه كتابة ثلاثية بين القصرين؟

هذا السؤال يفرض إجابة قائمة على فكرة الدفاع عن النفس، وهو ما لا أحبه وما لا أرضاه، أيضاً فإنها مهمة الناقد الذي يأتي دوره بعد المبدع مباشرة، أنت تقصد روايات: يحدث في مصر الآن، وزيارة نيكسون لمصر، والحرب في بر مصر، وحرب السادس من أكتوبر، وشكاوى المصري الفصيح، ورحلة السادات البائسة إلى فلسطين المحتلة، أرد على سؤالك بسؤال: هل لكل نص من هذه النصوص الثلاثة، وجوده المستقل، بعيداً عن هذا الحدث؟ أم لا؟ إن السنوات المقبلة، سواء البعيدة أم القريبة، هي التي قد تقدم إجابة على هذا السؤال، أي هل ستبقى هذه الروايات، بعد أن يكون الحدث الذي تستند إليه قد تلاشى، وأصبح يسكن خانات التاريخ، أما عن الخيال في هذه الروايات الثلاث، فيمكن لقراءتك لها، إن كان لديك وقت لهذا، ورغبة في هذا، أقول إن هذه القراءة يمكن أن تكون حكماً، لكني لن أتكلم عن الخيال والتحليق الروائي الذي قدم هذه الوقائع الثلاث في هذه الروايات الثلاث.

* الهم الاجتماعي الضاغط على وعي الروائي، جعل شخوصك تتحرك وكأنها مجرد أداة لنقل آراء الكاتب، وفرغها بذلك من محتواها الإنساني؟

ـ سأجيب فقط عن الجزء الأول من السؤال، لأن الجزء الثاني لا إجابة عليه عندي، ولو حاولت الإجابة، فسيتحول الأمر إلى إثبات أن أبطالي من دم ولحم. وهذا يعيدنا إلى القراءة المستحيلة التي لم تتم، لا من قبلك ولا من قبل سواك، لما كتبت. من قال لك إن الهم الاجتماعي يضغط على وعيي؟ أنا لم أقل في أي يوم من الأيام، إنني أكتب، لأن الكتابة علاج لي من أمراضي، ولم أقف في صف من يقولون بالفن للفن، ولم أقل أبداً إن الكتابة يجب أن تكون ضد الهم الاجتماعي، فكيف يوصف الهم الاجتماعي بأنه يمثل حالة ضغط على وعيي؟ هناك من يعتبرون متعة الكتابة هي الهدف والغاية من الكتابة نفسها، وهناك من يصفون أصحاب الهم الاجتماعي، بالدونية، وابشروا يا أهل الفن للفن، والأدب للأدب، فقد جاءكم الإنقاذ الأخير، على شكل العولمة، التي تحارب خصوصية كل شعب من الشعوب صاحبة الحضارات القديمة، وهذا يعفيكم من أي التزام أدبي أو أخلاقي أو اجتماعي ـ وأرجو ألا تغضبك كلمة اجتماعي هذه ـ حتى تكون الكتابة مغامرة بلا حدود، وليذهب الهم الاجتماعي إلى الجحيم.

* يقول الروائي إدوار الخراط، إن اللغة سقف العالم. هل تولي هذه الأهمية للغة؟ أم أن اللغة برأيك أداة توصيل؟

ـ ما أعرفه أن الذي قال هذه العبارة، نقلاً عن إدوار الخراط، هو سعيد الكفراوي في حديثه معك، المنشور ـ حديثا ـ في «الشرق الأوسط»، ولأنني أرفض العنعنات، ولا أحب أن أتعامل مع تصريحات الأدباء، خاصة الكبار منهم، الذين في قامة إدوار الخراط، فأعتقد أن نصه يجب أن يكون الفيصل والحكم في مسألة اللغة، أما الاتهام الجديد بأن اللغة بالنسبة لي مجرد أداة توصيل، لن أقول لك مدى العناء والاهتمام الذي أوليه لمسألة اللغة، لأني اعتقد أن أسهل شيء لدى المبدع أن يتكلم عما يفعله، وأن يشرح ما يقوم به، لكن الصعوبة الحقيقية هي ما يمكن أن نجده في نصه، التصريحات والاحاديث هوامش، والمتن هو النص نفسه، وهو فيصل في مسألة اللغة، وبدلاً من أن تأخذ تصريحاً لسعيد الكفراوي، يقوله نقلاً عن إدوار الخراط، وتحاول أن تخرج منه بسؤال لي، أرجو أن تتعب نفسك، وأنت في عز الشباب، وتحاول أن تتلمس بنفسك موقفي من اللغة، من خلال الممارسة العملية وليس البيانات والتصريحات والأحاديث.

* لماذا استخدم يوسف القعيد العامية في رواية «لبن العصفور»؟ هل لموقف أيديولوجي؟ أم أن العامية أقرب بالفعل للتعبير عما يريده؟

ـ أولاً من حقي التجريب، ومن لا يجرب، ويدخل إلى مغامرة التجريب من دون أي محاذير، يكون قد انغلق على نفسه، وأصبح نصه الأخير هو نفسه نصه الأول، ومن يقف مكانه لا بد أن يتخلف لأن الحياة لا تتوقف لحظة واحدة عن الجري تجاه الأمام، منذ بداياتي الأولى وأنا أحلم أن أكتب رواية بالعامية، والعامية ليست لغة مستقلة، بقدر ما هي لهجة من لهجات العربية الفصحى، وأسبابي كثيرة: أولاً أبطالي أميون، عندما ينطقون في الكون الروائي، من المستحسن أن ينطقوا بالعامية، وإن نطقوا بالفصحى، أكون قد ترجمت عاميتهم إلى الفصحى، وفي هذا خيانة لحيوية وحضور واستقلالية البطل عن المؤلف. ثانياً هناك تجارب لنصوص رواية مكتوبة بالعامية، منها رواية «بيت سري» للمستشار عثمان صبري، و«مذكرات طالب بعثة» للويس عوض، و«السيد ومراته» في باريس لبيرم التونسي، أعجبتني هذه المغامرات أيضاً. من أكتب عنهم من أهل قريتي، لا يقرأون ولا يكتبون، وكنت أرغب في كتابة نص لو قرئ لهم لفهموه من أجل هذا كله كتبت نصاً، هو الأول وهو الأخير، فيه مغامرة الكتابة بالعامية، سؤالك عن البعد الأيديولوجي في الكتابة بالعامية، لا محل له معي، فأنا ابن الحلم القومي العربي، ولا يزايد علي أحد في هذا، وقراري بأن تكون «لبن العصفور»، وبالمناسبة هذا هو عنوان رواية العامية التي كتبتها، والتي لا أعتقد أنك قرأتها. أقول قراري أن تكون «لبن العصفور» أول وآخر رواية بالعامية، سببه أنها لم تصل إلى القارئ العربي بشكل كامل، وكان الأمر يتطلب هوامش تساوي النص نفسه، تشرح المفردات المكتوبة بالعامية، وهذا ما لم أفعله لأن معنى هذا أن يكون لدينا نص بالعامية وشروح بالفصحى مما يخلق حالة من الازدواجية في الكتابة.

* هل أثرت الصحافة في النص الروائي عندك؟

ـ هذا أول سؤال لا ينطلق من منطقة الاتهام، وأشكرك عليه، فأنت تنتمي إلى جيل، أقول عنه أنه جيل، ذاكرته ملعونة، لم يقرأ ما قبله، وتصور أن الكتابة العربية تبدأ من عنده، فعلاً أثرت الصحافة في النص الروائي عندي، أصبحت لغتي ـ ويمكنك أن تكتشف من إجابة هذا السؤال أنني مهتم باللغة، فقد كانت هذه القضية محور سؤال سابق ـ أقول أصبحت لغتي تخلو من كل ما يثقل العبارة، من أشكال البديع القديمة، ليس مطلوب من الروائي المعاصر أن يحفظ الفية ابن مالك، ـ ولكن يمكنه فقط قراءة التراث اللغوي وأدب اللسانيات، حتى يصل إلى صوته اللغوي الخاص. الصحافة رفعت هالة القداسة عن كل ما يكتبه الإنسان. من قبل كنت أعتقد أن كل حرف أخطه مقدساً، ومع الصحافة أدركت أنه إن كانت بداخلك مشاعر تساوي عشر درجات، لا بد أن تستخدم لها من اللغة ومفرداتها ما يساوي الدرجات العشر لا يزيد ولا ينقص عن ذلك، لا أحب كتابة استعراض العضلات اللغوية، أيضاً مكنتني الصحافة من رؤية كل شبر في بر مصر، ومعايشته، وبفضلها سافرت إلى أماكن كثيرة من العالم، أعتقد أن العمل الصحافي يناسب الروائي تماماً بشرط أن يفصل بين الكتابة الصحافية والكتابة الأدبية.

* الكثير من النقاد يرون أن الواقعية وصلت إلى طريق مسدود، هل تتفق مع هذا الرأي أم لا؟

ـ حتى قبل قراءة تراث الفكر الفلسفي اليوناني القديم، كان الفلاحون في قريتي يقولون إن الإنسان لا ينزل بحر النيل مرتين، أؤمن بفكرة التغيير، وأقوم بعمل مراجعة كل عقد من الزمان، مراجعة لكل شيء، حتى للقراءات، ولطريقة التعامل مع ما يجري في الواقع، وقبل كل هذا وبعده مع الكتابة، رغم قولك: إن روايتي الأخيرة هي نفسها روايتي الأولى، الثوابت لم تعد هي الثوابت، الرواية لن تبقى هي نفس الرواية، نحن على مشارف النص المفتوح، فيه من الشعر، ومن القص ومن التمسرح، ومن المقال، ومن التأمل، والأمثولة والحكمة، سنقرأ ما وراء الواقع، وما تحت الواقع، وما فوق الواقع. الفضاء الروائي، لن يسكنه البشر فقط، سيكون فيه الحيوان والطير والجماد، وجماليات المكان ستطغى على جماليات البشر، وتداخل الزمان مع المكان سيشكلان معاً وحدة واحدة، في كل العصور، كان المبدعون هم رواد التجديد والمغامرة والتجريب، ونحن الآن نعيش على فتات نقاد الغرب، من عندهم جاءت الواقعية، وأهلت الرومانسية، ووجدنا أنفسنا أمام الشيئية، ولم يحدث أبداً أن كانت عندنا مغامرة حقيقية، لأن المبدع ترك هذا لناقد لا وجود له.

* كيف تنظر إلى المستقبل العربي خاصة في ظل مشروع أوروبا الأطلسي؟

ـ ولماذا لا تتكلم عن مشروع الامبراطورية الأميركية الجديدة؟ انهم يرمزون للشرق الأوسط الكبير، بثلاثة أحرف، وكأنه نوع من السيارات، التي يصدرونها لنا، الأميركان لم يفكروا لحظة واحدة في عرض الأمر علينا، لا على الشعب العربي، ولا على الحكومات العربية، فقط سربوه. أصبحت أكره كلمات مبادرة، مشروع، إصلاح، حتى الإصلاح الذي نقول إننا نقوم به الآن، لا أحبه، لأنني متيقن أنه يتم استجابة لطلب الأميركان منا، أنا مطمئن أن الأميركان أنفسهم، هم الذين سيرفضون هذا الإصلاح، لأنه لو تم على وجهه الصحيح، لجاءت قوى ترفضهم من الألف إلى الياء، ليس معنى هذا أن أحوالنا جيدة، وأمورنا ممتازة، الذي ينتظر الوطن العربي، أكبر من الموت، وأبعد من الفناء، المطروح علينا أن نموت إما بالطاعون، أو الكوليرا، وإن نجونا من هذين الموتين، أمأمنا الزلازل الناتجة عن تفجيرات إسرائيل النووية في باطن الأرض، حاول أن تقرأ بيانات نابليون بونابرت، وهو على مشارف الإسكندرية، في أواخر القرن الثامن عشر، وأن تضعها بجوار ما قاله جورج بوش قبل غزو أفغانستان وقبل تدمير العراق لتدرك أن قصة الأمس ما زالت صالحة، لا لتكون حكاية اليوم ولكن أسطورة الزمن الآتي كله.

* التشويق عنصر أساسي من عناصر العمل الروائي عند الكاتب يوسف القعيد. هل تراهن ـ من ثم ـ على القارئ العام؟

ـ أشفق عليك كثيراً من اللحظة التي ستجلس فيها لتكتب مقدمة هذا الحديث، لأن ما تعرفه عن كتابتي أقل من القليل، كان الله في عونك، فلسنا في الزمن الذي يقرأ الصحافي فيه ثلاثين عملاً أدبياً ـ خاصة عندما يكون هذا الصحافي أديباً ـ من أجل أن يجري حديثاً مع صاحب هذه الأعمال، أستبدل كلمة التشويق بالمتعة، وهي اكتشاف السنوات الخمس الأخيرة من عمر الكتابة معي، من قبل لم أكن معنياً بهذه القضية، رغم أن القارئ يشكل أحد همومي الأساسية.

في احدى رواياتي التي أنا متأكد أنك لم تقرأها، ولذلك لن أذكر لك أسمها، أطلب من القارئ أن يشترك معي في كتابة النص، بل وأسلمه كل أسلحة الروائي التي يتحصن بها في مواجهة القارئ، وفي رواية أخرى لي، تجد ثلاث مقدمات، وثلاث نهايات، وأترك للقارئ أن يختار ما يعجبه منها، لا قيمة لرواية بدون قارئ، ولا قيمة لأي كتابة إن لم تقرأ، ولحظة القراءة، تلك اللحظة الفريدة، التي تسقط فيها عينا القارئ على النص، هي اللحظة التي تمنح هذا النص حياته الكاملة، متعة القراءة، بالتحديد متعة العين في لحظة القراءة، أحد أهدافي الأساسية في الفترة الأخيرة من عمري. وبالتالي فإن التشويق مسألة أكثر من هامة بالنسبة لي، وحتى لا تقرأ العبارة الأخيرة قراءة مغلوطة، أقول إن هذا التشويق، وتلك المتعة لا يمكن أن يتما على حساب المستوى الأدبي للنص، أخشى أن تتصور أنني أكتب روايات بوليسية، مع أنني أتمنى لو وجدت الوقت ذات يوم لكتابة رواية بوليسية، فهي تشكل التحدي الحقيقي لموهبة أي حكاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل يغير الشرق الأوسط؟| المسائي


.. وزارة الصحة في قطاع غزة تحصي 33797 قتيلا فلسطينيا منذ بدء ال




.. سلطنة عمان.. غرق طلاب بسبب السيول يثير موجة من الغضب


.. مقتل شابين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغر




.. أستراليا: صور من الاعتداء -الإرهابي- بسكين خلال قداس في كنيس