الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواقف إسرائيلية من مهاجمة السفارة الإسرائيلية في القاهرة

عليان الهندي

2011 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية



ترجمة عليان الهندي
ذكر الصحفي تسفي برئيل بجريدة هأرتس ان المتظاهرين نجحوا في إهانة المجلس العسكري في مصر. وما حدث أمس يذكر بحادث اخر وقع في عام 1978 عندما احتل الطلاب الايرانيين السفارة الأمريكية وأخذوا طاقم السفارة رهائن لمدة 444 يوم. والفرق الوحيد بين الحالتين هو أن السلطة الجديدة في طهران أيدت الحدث فيما عارض المجلس العسكري المصري ما جرى بالامس. ما وقع بحق السفارة الإسرائيلية هو تعبير واضح عن رغبة شبان ميدان التحرير على التدخل في السياسة الخارجية لمصر وتعريض المجلس العسكري للاهانة .
المجلس العسكري يعيش في الاسبوعين الماضيين معضلة كبيرة على ضوء المظاهرات المتواصلة أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة الأمر الذي صور المجلس على انه ضعيف مقارنة مع السياسة التركية اتجاه إسرائيل .
واضاف الكاتب هل هذه هي نهاية العلاقات بين الدولتين ؟. وتؤكد مصر وإسرائيل على تمسكها السلام، في حين تؤكد الحكومة المصرية على إصرارها على حماية السفارات الأجنبية بما في ذلك السفارة الإسرائيلية. وأحد المقترحات هو ايجاد مكان جديد للسفارة الاسرائيلية بعيدا عن التجمعات السكانية من أجل حمايتها بطريقة جيدة.
والأمر الملح اليوم هو استيعاب الازمة والامتناع عن التصريحات الملتهبة والتمييز بين النظام الذي لم يصدر عنه اي تصريح بعد وبين المتظاهرين. ومن المهم التذكير أن الهجوم على السفارات ليس بالشيئ الجديد فالسفارة الأمريكية هوجمت في دمشق واليمن وكذلك سفارات تركيا ودمشق.

وعلى نفس الصعيد كتب ألوف بن الباحث في مركز ابحاث الأمن القومي واحد كتاب العمدة في جريدة هارتس أن الاعتداء على السفارة في القاهرة وطرد السفير منها هو بلا شك بداية لعصر جديد في العلاقات بين إسرائيل ومصر وان التسونامي الذي حذر منه إيهود براك قبل عدة اشهر يطل علينا من مصر على شكل مهاجمة السفارة وطرد السفير منها حيث تم إخلاء طاقم السفارة بعد تدخل الرئيس الأمريكي وهو الحدث الذي يذكرنا بالثورة الايرانية عام 1979. ويبدو ان العلم الذي مثل رمزا لاتفاق السلام بين مصر وإسرائيل لن يعود في المدى المنظور للعين.
وسيكتب المؤرخين ان بداية انهيار عملية السلام مع مصر ستكون من الأيام الأخيرة لحكم مبارك الذي فقد السيطرة تدريجيا على سيناء وتحولت لمنطقة موحشة ينتشر فيها مهربي السلاح وتجار النساء واللاجئين الافارقة . إخلاء سيناء الذي ابعد الجيش عن سيناء زاد من تحويلها لمنطقة خارجة عن السيطرة خاصة بعد الانفصال عن قطاع غزة وازدادت في الاشهر الاخيرة (أشهر الثورة) ومرة بعد أخرى طالب الجيش المصري بالدخول إلى المنطقة العازلة بين قناة السويس وصحراء النقب لفرض هيبة السلطة في سيناء . وكانت إسرائيل توافق على ذلك. فيما اعتبره الجيش المصري مناسبة لفرض السيادة المصرية الكاملة على المنطقة التي قيدت اتفاقات السلام وجودهم فيها.
وفي سنوات السبعينيات اعتبر الجيش المصري اكبر تهديد على إسرائيل. واليوم ربما يصبح الجيش ووجوده في سيناء أهون الشرين خاصة إذا تحولت سيناء لقطاع غزة كبير تنطلق منه الهجمات على إسرائيل وتقصف بالصواريخ من قبل التنظيمات المختلفة . والجدار الذي تبنيه إسرائيل هو لمواجهة المتسللين والأمن العام فقط ولا يستطيع مواجهة التهديدات الاستراتيجية المتطورة في الاونة الاخيرة والقادمة من سيناء .
نتنياهو وحكومته الذين أصروا على عدم الاعتذار لتركيا بحجة المحافظة على الكرامة الوطنية ويقولون أن الاعتذار سيفسر على انه ضعف في العالم العربي. وردا على تصريحات أردوغان الذي قال أن سفن البحرية التركية سترافق القوافل المتجهة لغزة قام نتنياهو بزيارة القاعدة البحرية، في حين دعا وزير خارجيته لدعم حزب العمال الكردي المناهض لانقرة.
نتنياهو وليبرمان أبطال في وسائل الإعلام فقط فقد أطهرت الأزمة أن الحكومة الإسرائيلية لا تملك أي تأثير على مصر واضطرت لطلب المساعدة من أكثر شخص يكرهونه في الولايات المتحدة براك أوباما من اجل انقاذ طاقم السفارة. ويأمل نتنياهو بالبحث عن بديل عن تركيا والقاهرة في دول الخليج (السعودية وجاراتها) للتصدي للربيع العربي وإبقاء النظام القديم على حاله في الشرق الأوسط، والاستعاضة عن تركيا بتعزيز علاقات إسرائيلي باليونان وبلغاريا ورومانيا.
اليوم إسرائيل تعيش من دون إيران وتركيا ومصر الذين كانوا في السابق حلفاء لها. ونتنياهو مقتنع أن إسرائيل لا تستطيع تغيير الواقع بشيء سوى البقاء قوية في مواجهة التهديدات. وتستطيع إسرائيل القول اليوم أنها لم تستطع منع صعود أردوفان او منع سقوط مبارك كما أنها لم تنجح في وقف المشروع النووي الإيراني، وكذلك غياب شمس الإمبراطورية الأمريكية. لكن ما يمكن قوله ان نتنياهو لم يعمل شيء لوقف تراجع مكانة الولايات المتحدة أو التاثير بالأحداث. وخلاصة القول الوضع السياسي الاستراتيجي لاسرائيل سيء جدا في ظل قيادة نتنياهو.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت ان بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع حاولا الاتصال بطنطاوي لكنه رفض استقبال أي هاتف منهما، وصرح مصدر سياسي إسرائيلي ان مثل هذه الأمور ما كان لها أن تحدث في ظروف سابقة. وتابعت الأجهزة الأمنية ما يجري بالسفارة طوال أمس واليوم حيث أرسلت طائرتين عسكريتين باسم "رام" و "تسوفيت" اللتان اعادت الإسرائيليين بشكل طبيعي .

أما رون بن يشاي من صحيفة يديعوت احرنوت فقد كتب يقول أن السلام بين الحكومات ليس بالضرورة سلام بين الشعوب وأن 30 عاما من السلام البارد مع مصر الممأسس على المصالح لم يخفض حجم الكراهية لإسرائيل في مصر والأردن والمغرب وتونس. لقد توصلنا لمصالحة مع الحكام لكننا لم نتصالح مع الشعوب العربية التي تكره الدولة اليهودية لأسباب دينية وقومية. وساهم عدم حل القضية الفلسطينية في تجذير هذه الكراهية.
ما جرى بالأمس يذكرنا في الفترة التي سبقت حرب عام 1967 حين مزقت الجماهير الرموز الإسرائيلية لكن بدعم من الحكام في ذلك الوقت. غير ان النظام الحالي وقف خالي الوفاض من أحداث امس وهي حقيقة يجب ان نستخلص منها العبر مستقبلا. ما يجري اليوم هو ان الجمهور المصري هو الذي يرسم للقيادة السياسة وهذه ليست الديمقراطية وليس كما كان الحال في عهد عبد الناصر. ما يجري اليوم يمكن وصفه بالديمقراطية، وبصورة اكبر هو حالة من الفوضى الخطيرة التي تتوجه في نهاية المطاف نحو إسرائيل .
المحرضين اليوم ضد إسرائيل هم الاخوان المسلمين وفئات إسلامية أخرى والناصريين والقوميين الذين قمعهم السادات ومبارك خلال الاربعون عاما الماضية. من هاجم السفارة اليوم هم الناصريون وبعض المتطرفين المسلمين، ويقولون في إسرائيل أن لإيران يد في الهجوم على السفارة –ربما.
والخلاصة التي يجب على اسرائيل استخلاصها من الهجوم على السفارة هو ان الحكام العرب لن ينجوا في التصدي للعداء لإسرائيل والعيش في علاقات سلمية أو في حالة عدم الحرب مع الدول العربية. وعليه مطلوب من إسرائيل اليوم التحلي بالصبر والشجاعة والاستعداد كما هو الحال منذ نشاة الدولة حتى اوائل الثمانينيات.
كذلك على إسرائيل أن تغير نموذج تصرفاتها بحيث تأخذ تصرفات الشارع العربي وكذلك التركي في حال اتخاذها أية قرارات سياسية. وان يعمل السياسيين والصحفيين على ضبط أنفسهم في كل ما يتعلق بتصريحاتهم العلنية المتعلقة بالعرب وبالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
والمجلس العسكري معني بالمحافظة على اتفاق السلام إسرائيل وذلك بضغط من الولايات المتحدة. وعلينا مساعدة طنطاوي وعدم خلق صعوبات إسرائيلية أمامه.
كما على مصر ان ستخلص النتائج خشية انتشار الفوضى التي وصلت لمستوى يتطلب من المجلس العسكري العمل لوضغ حدا لها.
كذلك لا بد من مدح المستوى السياسي على طريقة عمله خاصة بين نتنياهو وبراك وليبرمان
وخلاصة القول ان على إسرائيل ان تتوقع حدوث ذلك في السفارات الإسرائيلية في الأردن وتركيا ومصر وربما المغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا سلام مع اعداء الاسلام
نور الحرية ( 2012 / 3 / 22 - 12:29 )
لن يقبل البرلمان المصري الشريف ان يبيع فلسطين للكيان الصهيوني بحفنة دولارات اغلاق السفارة الاسرائيلية دليل واضح على انهيار وانتهاء دولة الارهاب واللصوص المسماه اسرائيل وتحرير دولة فلسطين من الاحتلال الصهيوني من النهر الى البحر وعاصمتها القدس الشريف. رجال مصر الشرفاء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. ليعلم الصهاينة ان فلسطين ليست للبيع.


2 - لا لوجود دولة صهيونية
صقر الفالح ( 2012 / 4 / 4 - 07:56 )
السلام عليكم ان اسرائيل سرطان اصاب الامة العربية المسلمة ولا بد من استئصال هذا السرطان في اقرب فرصة ممكنة. باختصار اذا انتهى الكيان الصهيوني فهذا يعني حياة وانتعاش للامة العربية المسلمة اما اذا لم ينتهي الكيان الصهيوني فهذا يعني ان العالم العربي المسلم هو سوف ينتهي أذن هو صراع وجود لا حدود
لا يمكن تحرير الشعوب في الدول العربية من العبودية والفقر والتخلف الا بأسقاط وانهاء دولة اللصوص والارهاب المسماه اسرائيل

اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال