الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المد الاسلاموي الى أين ؟

حسين محيي الدين

2011 / 9 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هو مد في ظاهره يتبنى الإسلام فيتزيا بزيه ويتقمص الكثير من مظاهره الشكلية لكن في جوهره يعمل المستحيل في سبيل محاربة الإسلام الحقيقي والقواعد والأسس الأخلاقية التي جاء بها الإسلام . وما من أحد ينكر أن الإسلام جاء بجملة قواعد أخلاقية لا تزال تمثل ركنا من الأركان الأخلاقية التي تتبناها المجتمعات الراقية . فالصدق مثلا حث عليه الإسلام كثيرا واعتبر الكذب من الكبائر التي لا تغتفر . كما هو العدل الذي يمثل ركنا من أركان الدين . واحترام النفس البشرية التي حث الإسلام عليها واعتبر قتلها كقتل الناس جميعا . وفيه لمعالجة السرقة قوانين مشددة قد لا يرتضيها الذوق العام في عصرنا هذا ولم يخلو في تشريعاته من احترام للحيوان والنبات وبقية خلق الله . قد يعتبر البعض إن هذا المد الاسلاموي تمتد جذوره إلى العصر العباسي الأول لكني أعزي بداياته إلى ظهور الإسلام حيث نشأ الاثنين معا . ما حدث إن الكثير من الناس يعتنقون مبادئهم وفق ما تمليه عليهم مصالحهم الذاتية والبعض منهم للمتاجرة بتلك العقائد والاستحواذ على مزايا ذلك الاعتقاد . بعض التجمعات والكيانات السياسية تبنت شكليا الإسلام لا إيمان منها بتلك العقيدة بل هي وسيلة للوصول إلى السلطة والمال والقوة . وقد نجحوا بذلك من قبل في تلك القرون السابقة ومن بعد كما هو حال الأحزاب الإسلامية في يومنا هذا . في الماضي كان الخليفة الإسلامي يمارس العهر وكل ما نهاه عنه الإسلام بعيدا عن الأضواء وفي الحاضر يمارسه كما في الماضي ولكن الأضواء تلاحقه وتسلط عدساتها عليه فيفضح أمره بين ليلة وضحاها فيلتجئ إلى حزبه ليخفي أمره أو يتستر عليه أو يعفو عنه . وهكذا يعتقد إن الأمر قد سوي والفضيحة لم تعد تلاحقه ليزاول مهامه مرة أخرى وبنفس الأسلوب.
هذا المد بدأ ينكسر كما أصبح ينحسر يوم بعد يوم . ففضائح الإسلاميين تزكم الأنوف من سرقات ومن فساد إداري ومالي ومن تمسك بالسلطة لم يعد خافيا على أحد وهم بذلك يتنازلون عن كرامتهم وكرامة أمتهم ومن يعتقد بهم أما من يؤمن إيمان بسيط في الإسلام فقد تخلى عنه لان حال دعاته لا يسر أحد ومن هنا بدأت الكثير من المخاوف تراود الشعوب العربية في ربيعهم خوفا من وصول الاسلامويين إلى السلطة فهي لم تعد تمنح ثقتها لأحد إلا بعد أن تتأكد من هوية القادمين الجدد .
المد الاسلاموي في انحسار كما حصل ذلك مع المد البعثي الدكتاتوري وهذا ما يشجع الديمقراطيين على العمل بهمة عالية من أجل التغيير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ الاستاذ حسين محى الدين المحترم
علي عجيل منهل ( 2011 / 9 / 13 - 20:52 )
اتفق معك ان الاسلام السياسى فى العراق فى طريقه الى الضموروهم يدركون ذلك ولعل قيام المجلس الاعلى الاسلامى بتغير اسمة الى - المواطن - يوضح لنا ولكم مدى كراهية الناس لهم وانحسار مدهم السياسى والدينى وظهروا مجموعة من السلابة -ان الانتخابات القادمة ستظهر التغير الوسع فى بنية المجتمع السياسى العراقى وانحسار وتراجع الاحزاب الاسلامية تحياتى لك


2 - الاستاذ علي عجيل منهل
حسين محيي الدين ( 2011 / 9 / 13 - 22:47 )
شكرا على مرورك الكريم وملاحظاتك الهامة . ما الذي فعلناه من أجل ملئ الفراغ السياسي أعتقد اننا كديمقراطيين أو يساريين علينا الاستعداد لملئ هذا الفراغ والا فلن يتغير شيئ وقد يكون القادم اسوء من المنحسر ما ارجوه ان نحارب كل انواع الانقسام والتشضي فس حركة اليسار العراقي ونبذ اي نوع من انواع التشرذم . وهذا ما أتمناه


3 - المد الاسلامي
نبيل الربيعي ( 2011 / 9 / 14 - 08:41 )
تحية طيبة: المد الاسلامي بدأ بالضمور ولكن استغلال المال العام لدعم المشروع الطائفي وانحسار التيار اليساري والعلماني سبب لظاهرة المد الديني لمجتمع ابتعد كثيراً عن التطلع في المجالات الثقافية والحداثوية, وما يعيشهُ العالم, وتمسك مجتمع القرية والبداوة بالمقدس, ومنقذ الامة

اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية