الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضبابية الثورة

رائد شما

2011 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


مجزرة الحمير
كنت أظن أن كل الحمير هم بغريزتهم من الموالين لبشار الأسد، لكن بعد مشاهدة الفيديو الرهيب والذي يقوم فيه عناصر من الجيش بتصفية عدد كبير من الحمير رمياً بالرصاص تأكدت بأن لا أحد الآن خارج دائرة الشبهة.
ما الهدف من هذا الفيديو ؟ وما السر في توقيت تسريبه ؟ هل هو لترهيب الحمير من خطورة الانشقاق في هذه المرحلة والثمن الباهظ لهذا القرار؟ هل سنشهد في الأيام القادمة يقظة لدى معشر الحمير يكونون فيها لاعباً أساسياً يرفس النظام الرفسة القاتلة؟ هل نحن أمام مرحلة حاسمة ولنسميها حمار طروادة؟ بأي حال من الأحوال أتمنى من بقية الحمير أن يتعظوا قبل فوات الأوان ...

ضبابية الثورة
لا بد من أن تتحول أي حركة سلمية إلى العنف في لحظة معينة. حالة الاطمئنان التي يعيشها النظام من أن الشعب سيستمر بتلقي الرصاص بصدورعارية وما يرافقه من صمت دولي غريب تجاه ما يحدث في سوريا ،سيولد عاجلاً أم آجلاً لدى البعض حالة من الإحباط تدفعهم للعنف. العنف هنا سيكون وسيلة للتعبير عن الغضب. الأمل الوحيد أن يقع انشقاق "حقيقي" في الجيش وهذا الشيء لن يحصل على المدى القريب طالما النظام مازال متماسكاً والمجتمع الدولي- بما فيه دول الجوار- لم يحسم أمره بالتخلص من النظام.
مازلت أجد أن "الخوف" من الفوضى هي ما سوف يدفع الدول العظمى للتحرك جدياً لإزاحة بشار، لأن الفوضى ستجعل حدود اسرائيل مكشوفة لبلد لديه حدود مع العراق و يوجد فيه أكثر من 600 ألف لاجئ فلسطيني.
الأمر الذي أخشاه من هذا العنف المحتمل والفوضى هو أن يكون مرده الانتقام والثأر وليس التحرر وأن يكون هذا العنف مدفوعاً لإرضاء أجندات خارجية. طالما كنت أتمنى أن يكون هذا العنف محصوراً بين العسكريين المنشقين والنظام أي أن يترك المدنيين على الحياد. لكن بعد أن أصبح لدينا على الأرض مجموعتين منشقتين (وهما الجيش السوري الحر ومجموعة الضباط الأحرار) أصبح لدي تخوف ممن يقف وراء هؤلاء سيما بعد أن دار بيني وبين أحدهم وهو السيد مهيب الطائي (رقيب منشق) جدل على صفحة أحد الاصدقاء في الفيسبوك حول مغزى وضعه لصورة صدام حسين وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في حسابه. فكان جوابه أن هؤلاء هم أبطالنا! وأن الشهيد صدام حسين هو من دافع عن البوابة الشرقية للأمتين الإسلامية والعربية من خطر أعداء الأمة من الصفويين المجوس "الإيرانيين". وكان ردي بأنه رغم إلمامي الضعيف بالجغرافية فإن إيران "الصفوية" تمتلك حدود مع كثير من الدول، وبوابة الأمة الإسلامية الشرقية هي مع الصين والهند.
يحق للسيد الطائي الإعجاب بحرية طاغية "ديموقراطي" تسبب بتدمير العراق كصدام، وبطولات لم تجلب على الأمتين الإسلامية والعربية سوى الخراب والذل والقتل كبطولات أسامة بن لادن. لكن يحق لي أن لا استبشر الخير والحرية من أمثاله. كما يحق لي أن أرفض الدخول في حرب ضد إيران تلبية لمصالح من يدفعون له فواتير هاتف الثريا. أنا ضد النظام الإيراني في قمعه لشعبه ودفاعه عن إجرام نظام بشار الأسد. ولكني أحترم الشعب الإيراني ودينه وتاريخه العظيم. وأريد هنا أن أذكر المتخلفين والذين لا يعتبرون إيران من "الأمة" الإسلامية بأن أغلب علماء ومفكري المرحلة الذهبية لهذه الأمة كانوا من فارس الحضارة والتاريخ ولم يكونوا عرباً رُحّل.
لا فرق كبير لدي بين من ينشق عن الجيش السوري ليخدم مصالح وأجندات خارجية لا ناقة لنا فيها ولا جمل وبين من يقتل الأبرياء كالوحش بدم بارد. الأول قاطع طريق مرتزق والثاني قاتل مأجور.
تركيا وإيران دولتان محوريتان في المنطقة يتصارعان على تقاسم القطيع العربي النائم. وجولة أردوغان الأخيرة في الدول العربية وتصريحاته الرنانة ضد اسرائيل تكشف بوضوح عن سعيه لاستغلال الوضع الحالي لمد نفوذه في المنطقة تحت عباءة الإسلام . دور تركيا لن يكون لمنافسة دور اسرائيل أو احتوائها وإنما لتكميل هذا الدور وتنفيذ ما عجزت عنه اسرائيل.

لماذا لم تنجح الثورة إلى الآن
سياسة "فرق تسد" التي مارسها حافظ الأسد طوال ثلاثة عقود واستمر فيها ابنه بشار عقداً آخر، تركت لدى السوريين (الموالين أو المعارضين) شرخا كبيراً مرده إلى الشك والتشكيك وعدم الثقة. جميع أفراد الشعب من برهان غليون إلى حمدو المجنون يريدون أن يقدموا مبادرة وأن ينقذوا سوريا وأن يقودوها وحدهم في هذه المرحلة التاريخية. ربما عن حسن نية وربما عن أنانية مفرطة المهم هو أننا أبعد ما نكون عن اتفاق إن لم يكن توافق. هذا الأمر أثر سلباً على نجاح الحراك الشعبي في اسقاط الأسد.
بحسب لينين: "لكي تنجح أي ثورة يجب أن تتوافر ثلاثة عوامل : الأول أن تكون النخبة الحاكمة فقدت الرغبة أو القدرة على الحكم. الثاني أن تحصل الثورة على شرعية داخلية. الثالث هو أن تحصل على شرعية خارجية".
إذا حاولنا أن ننطلق من هذه العوامل لنحلل ما يجري في سوريا نلاحظ أن النخبة الحاكمة ما زالت متمسكة بدموية بالسلطة. الثورة بحد ذاتها لم تنجح باستقطاب الأغلبية الساحقة من السكان وفاعليتها متمركزة في مناطق معينة (درعا، ريف دمشق،حمص، حماه،وإدلب، وأجزاء من اللاذقية وبانياس ودير الزور..) مع غياب جزئي أو كلي لباقي المناطق. كما تسود الثورة الصبغة الدينية إن لم نقل الطائفية بسبب انحصارها في مناطق "سنية"، إذاً الثورة إلى الآن لم تنجح بأن تمثل كل السوريين.
الشرعية الخارجية مفقودة تماماً لعدم قدرة الثوار بالداخل أو ما يسمى معارضة بالخارج على الخروج بمبادرة توحد الشارع ضمن جبهة واحدة مضادة للنظام السوري.
السؤال المهم هنا هل ستستطيع المظاهرات في حمص وحماه ودير الزور وغيرها والتي بدأت تفتر في الآونة الأخيرة اسقاط النظام؟ الجواب لا. النظام مازال قادراً على الصمود والعقوبات "اللطيفة" وحدها لن تسقط النظام طالما دمشق وحلب ما تزالان خارج المعادلة. العقوبات هي برأيي محاولة لإعطاء النظام وقت أطول وأثرها سيكون أكبر على الشعب من النظام ومثال ذلك صدام حسين الذي لم تمنعه العقوبات والحظر الجوي من الاستمتاع بسيكاره الكوبي إلى أن وصلت الدبابت الأميركية إلى بغداد.النظام نجح في إقناع الأقليات وأغلبية الشارع السني في دمشق وحلب بأن الثورة ذات صبغة طائفية خطيرة وما يخشاه هذا الشارع أن تكون هذه الثورة ليس للتحرر من الديموقراطية وإنما لتصفية حسابات قديمة تدفع البلاد ليس إلى حرب أهلية وإنما إلى التقسيم. في نفس الوقت نفسه الثورة ما تزال عاجزة عن إقناع "الصامتين" بقبولها ولا تملك استراتيجية لذلك. ليس الهدف من هذا القول الدلالة بأن النظام القمعي يمتلك شعبية كبيرة بين هذه الشرائح المحايدة بل هو للقول بأن هناك أخطاء قاتلة مستمرة ممن يمتلكون تأثيراً في الشارع أو لنقل بصراحة ممن يحركونهم.
مشكلة الثورة ليست كونها سلمية أو غير سلمية إنما مشكلتها هذه الضبابية والغموض وعدم الوضوح والذي سيجعل من نجاحها أمراً مكلفاً وغير مضمون النتائج.
أنا مع أي قواد ينهض بهذه الثورة أوعاهرة تسحق بخصرها هذا النظام وتدخله إلى شبق التاريخ... لكني حتماً لن أكون مع الحمقى والسفهاء وقطاع الطرق.
الثورة هي الحلم وهي فرصتنا التاريخية لنبني سوريا حرّة كريمة.... أرجوكم لا تقتلوا هذا الحلم ولا تضيعوا هذه الفرصة.... لا تنسوا لون دماء الشهداء....
لكم سوريتكم ولي سوريتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحمير المندسة
ماجدة منصور ( 2012 / 1 / 8 - 21:04 )
لدي معلومات خطيرة عن عملية قتل الحمير.... فهي -لحمرتنها- لم تستطع قول بالروح بالدم نفديك يا أسد، فهذه الحمير المنشقة المندسة العميلة قد رفضت عن سابق تصور و تصميم ان تعترف بهيمنة - الأسد- على الغابة، و الله و رسوله أعلم. اللهم اني قد بلغت..فاشهد.

اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان