الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء تاريخي بين الأردنيين والفلسطينيين تحت بند المواطنة

خالد عياصرة

2011 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


لنتحدث بصراحة، النظام الأردني في خطر، وهذا الخطر له شقان احدها خارجي متمثل في العدو الصهيوني وتوابعه، وأخر داخلي يقسم إلى شقين الأول يتعاون مع الخطر الخارجي ويحاول تطبيق أفكاره ومشاريعه، أما الثاني فهو وطني بامتياز يخاف على وطنه ومستعد لحرق الأخضر واليابس من اجل بقاءه واستقراره ،مع أن البعض يراهن على أن أصحاب هذا الجزء لم يصل إلى حد الانفجار، الا أننا نقول أن المجنون من يقوم بالرهان على فوهة البركان .

هذا يتطلب قراءة متأنية أضحت ضرورة ملحه، لضمان حق الجميع في إيصال صوته، بغض النظر عن أكاذيب الأصول والمنابت، والا فأننا نسير صوب فوضى أكيدة، خصوصا بعد تطبيق سياسة الحياد المعلن من قبل جهات بانت حقيقتها في الآونة الأخيرة وتطبيقاتها على جسد أغلبية مظلومة تاريخيا، توسم بالصمت، تمثل الشعب الأردني الذي اقتربت من أستار الانفجار على الرغم من ابر التخدير التي تلطف الأجواء من حولها وتحاول طمأنتها وإطفاء نيرانها .

لذا لابد من القول : إن مشاركة ليست خيارا بل التزام ضروري يقود ركبه الديمغرافيا الأردنية من الأصول الفلسطينية التي يحاولون التحدث باسمها وإفراغها من شروط قوتها، والا فأن الحياد يعني الاتهام والاتهام يعني العداء .

وللوصول إلى هذه الفكرة لابد من إسقاط الكذبة التاريخية ذات النكهة الأمنية والتي تقول: إن الحراك شأن داخلي أردني، لا يتوجب علينا – هكذا يقول الناطقين الرسميين لإخواننا الفلسطينيين - المشاركة فيه !!
فيما يقول البعض الأخر : إن الغياب ناتج عن اختلاف الاهتمامات ، فالأول في المدن والمخيمات أكثر تنظيما أكثر من الثاني في القرى والبوادي، الأول يهتم بأمور لها علاقة برأسمال فيما يهتم الأخر بالخدمات، الأول يعتبر بقاءه واستقراره من خلال تقوية قاعدته الاقتصادية والمالية، فيما الثاني يعتبر العمل الخدماتي هو الذي يكفل استقراره وبقاءه.
في عين الوقت، نجد البعض يطالب بحقوقهم المنقوصة لإخواننا الأردنيين من اصل فلسطيني، في حين يتناسون أن هذه الحقوق محروم منها كافة أبناء الشعب الاردني، جراء سيطرة بعض العوائل ، حاكمة مستفيدة برجوازية دون الشعب معدودة على أصابع اليد الواحدة مع تسقط الباقي من حساباتها.

أن بقاء الديمغرافيا الأردنية الفلسطينية في قائمة الغائبين عن المشاركة الفعلية في حراك الإصلاح الشعبي سيقود بلا شك إلى سهولة التضحية بها من قبل أصحاب المشاريع المضادة القريبين من فكر الصهيوني "آريية إلداد " القائمة على إسقاط الوطن في مستنقع التخلي عن الحقوق الفلسطينية، وفرط عقد الممانعة، والارتماء في الحضن الصهيوامريكي، حتى لو أنكرنا ذلك فان الواقع يقول لنا شي أخر، أكثر مصداقية وأكثر حقيقة .

هذا التحرك من قبل الديمغرافيا الأردنية ذات لأصول الفلسطينية لابد له من قواعد تضمن له الدخول، باعتباره شريك في الهم وفي الوطن على حدا سواء :
1- تأكيد أن الحق الفلسطيني في الأردن مكفول مدني، لبناء جسور من الثقة والاطمئنان تمنحهم أرضية، للمشاركة في الحراك الشعبي الوطني الأردني باعتبارهم مكون أصيل فيه، لا دخيل .

2- تحويل قانون الجنسية سيء الصيت إلى القضاء وإسقاطه من يد بوزارة الداخلية، وإعادة دراسة كل حالات التنجيس التي تمت بطرق غير شرعية، وإعادة كل من سحبت جنسيته بطرق غير شرعية .

أن الخوف لن يجدي نفعا بعدما ضاع كل شي، كما أن الخوف بات حافزا لانطلاق تشاركي وطني حق .

لابد لإخواننا وأشقائنا الأردنيين من أصول فلسطينية من كلمة – لا يمثلها عرابي السفارة الأمريكية في عمان - ورأي وعمل ومشاركة في الاعتصامات والمظاهرات المطالبة بإصلاح البلد وإعادة تطهيره.

الحيادية سقط زمنها، وأضحى الفعل هو المقياس، نريدكم جنبا لجنب لكم ما لنا وعليكم ما علينا، وفق أسس مواطنة صالحة تحرص على الأردن واستقراره، كما تحرص على فلسطين وبقاءها أرضا وحقا غير قابل للتنازل والتفريط ، لا وفق ازدواجية مختلطة بين الأبيض والأسود، تسيطر عليها علامات سؤال كبرى تحتاج إلى تفسير .

خصوصا وان ابتعاد حراك الديمغرافيا الأردنية ذات الأصول الفلسطينية عن الحراك الشعبي الأردني يقود البعض إلى اتهامها، كما يقود إلى سهولة التضحية بها، هذا فعليا سيناريو استخدمته الحكومة أبان إحداث الداخلية التي ألصقتها بهم باعتبارهم يحتلون الدوار، وضربتهم بأبناء العشائر الذين انطلت عليهم الكذبة الأمنية !!!

لذا بات ملحا الإجابة عن السؤال وعدم الاختفاء او الاختباء خلف شروط الخوف الأمني والتاريخي، لصالح من هذا الحياد ؟؟؟ الصورة لابد وان تتغير، هذا التغيير لا يكون الا بواسطة مشاركة فعلية في الحراك الشعبي الأردني القائم على المواطنة الإنتاجية الحق.

لذا من الأهمية بمكان، اعتبار وجود الديمغرافيا الفلسطينية جزء لا يتجزأ من وجود الأردني وطني في الحراك الشعبي، وهذا يتطلب عقد لقاء تاريخي بين الأردنيين والفلسطينيين تحت بند المواطنة.

الله يرحمنا برحمته ....... وسلام على أردننا من الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير