الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة الي شباب وشابات حزب الامة السوداني

عادل عبد العاطي

2004 / 12 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الاخوة والاخوات شباب وشابات حزب الامة ..
تحية طيبة ..

لا يخفي عليكم موقفي الناقد تجاه حزب الامة وقيادته الاسرية الطائفية؛ ولا يخفي عليكم قرائتي الناقدة لدور هذا الحزب علي طول التاريخ السوداني؛ وخصوصا دوره في خلال ربع القرن الاخير في بلادنا؛ تحت قيادة السيد الصادق المهدي.

ان هذا الموقف كما تعلمون؛ لا ينبع من كراهية وحقد لايا من قيادات حزب الامة او الانصار؛ كما يحاول البعض ان يصور؛ بل ينطلق من موقف مبدئي تجاه عدم خلط السياسة بالقداسة؛ وضرورة فصل الطائفة عن الحزب؛ وحتمية بناء المؤسسات السياسية علي اسس الشفافية والمؤسسية وعلي قاعدة الكسب والنضال والتضحيات؛ وليس الانتماء الاسري وادعاءات السيادة؛ وكذلك ضرورة بناء الحياة السياسية علي قاعدة المبادئ والبرامج والمصالح العامة للمواطتين؛ وليس المصالح الشخصية والاسرية والرغبات الزعامية والتقلبات المزاجية الفطيرة لطالبي الرئاسة والقداسة.

رغما عن هذا الموقف المبدئي؛ فانني اكون مغرضا وغير منصف؛ اذا ما تجاهلت التضحيات الجسيمة التي قدمها اغلب شباب وشابات حزب الامة في معركة الحريات في السودان؛ وانخراطهم في العمل السياسي والمدني والعسكري من اجل الاطاحة بهذا النظام؛ ومواقفهم الممتازة وسط الحركة الطلابية؛ وموقفهم الثابت من هذا النظام؛ والتي تكررت عبر خمسة عشر عاما من عمر النظام؛ ولم تتوقف حتي اليوم.

ان هذه المواقف سيسجلها التاريخ باحرف من نور لمن اضطلعوا بها؛ والتاريخ يسجل مقامات الشرف للمناضلين؛ وانحدارات السقوط للمخذلين .. كما ان الواجب يفترض علينا الا يعمينا الاختلاف السياسي؛ عن ان نعطي ذي حق حقه؛ ولا ان يصرفنا شنان قوم الا نعدل؛ لان العدل خير لنا قبل ان يكون خيرا لهم ..

الا ان اغلب هذه التضحيات مع ذلك؛ تهدر وتضيع هباءا منثورا؛ من جراء المواقف المترددة والمتذبذبة لقيادة حزب الامة الاسرية؛ ولقيادة السيد الصادق المهدي شخصيا .. والتي ادت الي اخراج قوي شعبية عظيمة؛هي جماهير الامة والانصار؛من ساحة النضال الشعبي والمبدئي؛ الذي مثله يوما الامام الصديق المهدي؛ الي حالة السلبية والاحتراب المتبادل؛ كما يتم في دارفور؛وحكمت علي الكوادر بالعجز والركض وراء الاحداث بدل صنعها؛او التململ الصامت؛ اوهجر السياسة كلها.

ان تقلب موقف قيادة حزب الامة من ضرورات مواجهة النظام؛ قد تبدي في اعتقال النضال طويلا قبل خروج السيد الصادق المهدي نهاية عام 1996؛ بل ادانة المناضلين علي شاشة التلفاز؛ ثم اعقب ذلك افساد القيادة العسكرية بتعيين ابن السيد الصادق قائدا اعلي لها؛ دون مؤهلات سوي النسب؛ والدور التدميري الهائل الذي لعبه مبارك الفاضل المهدي علي الساحة السياسية؛ والدور المتذبذب الذي لعبه السيد الصادق المهدي طوال هذه السنين ؛ الامور التي افرزت جنيف وجيبوتي وغيرها؛ تستمر في الموقف غير الواضح والمائع الذي تقفه قيادة حزبكم اليوم؛ والتي تشكل في مجموعها شواهدا عظيمة علي ضياع تضحياتكم واضاعتها من قبل قيادة حزبكم .

ان انضمام مبارك الفاضل للحكم؛ لم يكن الا استمرارا للنهج المتقلب واللامبدئي وللصراعات الاسرية في قيادة حزب الامة ؛ كما ان اسقاط هدف اسقاط النظام من اجندة الحزب ورئيسه؛ وذلك في الوقت الذي بان ضعفه؛ وانكشفت عورته؛ انما يدل علي تراجع سياسي لقيادة حزبكم عن مطامح الجماهير وعن متطلبات الساعة؛ وهو امر ليس مقبولا من القوي الوطنية الجذرية؛ ولا يفترض ان يكون مقبولا من طرفكم.

انني لن اتحدث هنا عن قضايا تهمكم في المقام الاول؛ من الديمقراطية الحزبية والمؤسسية وضرورتهما في الاحزاب السياسية؛ وكيف ان هذه الاهداف الغالية التي تلهج بها قيادة حزبكم؛ تذبح قربانا علي مذبح المجد الشحصي والعائلي؛ فنجدافراداسرة واحدة يحتلوا قمة الهرم الحزبي؛ لانهم ولانهن ابناء وبنات رئيس الحزب؛ وتهمل نضالات الكثيرين والكثيرات من الشباب المناضل؛ ممن دفع الدم والعرق والمال؛ وقدم الغالي والرخيص؛ من اجل قضية الشعب والاهل والحزب .

هذه قضايا جوهرية؛ ولكننا نتركها لكم؛ لانها شانكم؛ ولكن الاكثر اهمية هو الموقف من النظام الحالي؛ والذي لا يغيب عليكم شراسته وارهابه ونكثه بالعهود؛ ولا يغيب عليكم انه لا يمكن التفاوض معه بنية حسنة؛ لا في مفاوضات ثنائية ولا مؤتمر شامل؛ لانه يفتقد هذه النية الحسنة؛ وما ارهابه للابرياء في دارفور ومماطلته في نيفاشا وابوجا ومطاردته للمعارضين عبر الانتربول واعتقاله للشريفات والشرفاء الا شواهد بسيطة علي طبيعته التسلطية الاصيلة غير المتغيرة.

اننا نطالبكم هنا باسم التضحيات التي قدمتموها؛ وباسم الشعب السوداني الذي يرجوم منكم ومنا الكثير؛ ان تتقدموا الصفوف وتعلنوا موقفكم واضحا؛ في وقف كل تفاوض مع هذا النظام المخادع المرائي؛ وطرح هدف اسقاطه كواجب الساعة؛ والضغط علي قيادة حزبكم لتبني هذه المطالب؛ وفي حالة العدم ان تتبنوها انتم وتخرجوا بها الي ساحة العمل السياسي الواسعة؛ وتلجوا بها بين الجماهير السودانية المتعطشة الي البديل .

في النهاية فانني أتقدم اليكم بالشكر والتقدير؛ لما سجلتوه من نضالات؛ واقدم الشكر لما افترضه من تعامل ايجابي مع هذا الرسالة المفتوحة؛ والتي لم تفرض كتابتها الا روح الواجب والحرص علي العمل العام؛ واتمني ان اراكم اليوم وليس غدا؛ في ساحة القوي التي تتجمع لاسقاط النظام؛ وتتأهب لاصلاح الحياة السياسية السودانية؛ وتبني البديل الديمقراطي الذي طال انتظاره وضيعته القيادات.

اخوكم
عادل عبدالعاطي
5 ديسمبر 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على