الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العصابات الأسدية الإيرانية بين خطف النساء والعنف الدامي ضد طلبة المدارس

سعاد جبر

2011 / 9 / 20
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


تمضي أيام الثورة السورية يوماً وراء الأخر ، وسفك الدماء يتوالى دون توقف من قبل العصابات الاسدية الإيرانية ومن يواليها من حزب الله اللبناني وجيش المهدي العراقي ، وقد تحولت تلك العصابات الدموية إلى منحنى جديد في العنف المتوحش ضد المرأة السورية ، بتكوين عصابات متخصصة سادية مهمتها اختطاف النساء وبالأخص في حمص المنكوبة ، لترويع الأهالي ، حيث تغتصب الفتيات وينلن كافة أشكال التعذيب السادي والتنكيل ، لتلقى الجثة للأهل مقطعة الأوصال ، مفرومة بطريقة وحشية بشعة ، حيث يفصل الرأس عن الجسد وتقطع الأطراف ، في تفنن بلغ أوجه في جزر النساء ، وهذه الوحشية في انتهاك أعراض النساء من قبل تلك العصابات الاسدية الإيرانية ومن يواليها بدأت مع مطلع الثورة ، وازدادت وتيرتها مع كل مطلع يوم من أيام الثورة في كل مناطق سوريا ، وقد وردتنا شهادات موثقة لتلك الماسي في اغتصاب النساء والتلذذ بتعذيبهن بسادية مطلقة في درعا وبانياس وادلب وحماة وغيرها من المدن الجريحة بدماء نسائها وأطفالها؛ حتى الحمير لم تسلم من تلك العصابات الاسدية المتوحشة في قتلها بدموية تعبر عن تسلي تلك العصابات بهذه الدماء الجارية ، في ظل صمت دولي مخجل.

وكم أرسلنا من صرخات النساء السوريات عبر منابر حقوقية عدة ، واستغاثات الصبايا السوريات في نداءات استغاثة عاجلة ، وقد أصبحن ضحايا الاغتصاب من جهة ، وضحايا سرقة الأعضاء منهن بعد القتل والفرم والجزر واخذ ما يمكن أخذه من أعضائهن لبيعها في مافيا متخصصة في إيران.

ويتركز بكثافة عمل تلك العصابات الدموية في الاونة الاخيرة في اتجاهين اولهما اختطاف النساء في سوريا من خلال اختطاف النساء في عقر بيوتهن ، للضغط على الأهالي بالكف عن التظاهر ، أو من خلال اختطافهن من خلال المظاهرات السلمية التي تشارك فيها ناشطات سياسيات وحقوقيات في التعبير عن حقهن في الحرية ؛ وتلي عملية الخطف جرائم الاغتصاب والتعذيب السادي الذي ينتهي الى القتل الوحشي ببشاعة في تقطيع الجثث والتمثيل بها ؛ ومن ثم يبدأ عمل المافيا المتخصصة بنقل وبيع الأعضاء من قبل أطباء مستوردين من إيران ، بعضاً منهم مقيم في المشافي السورية لغاية الإجهاز على الجرحى وقتلهم ، وقسماً أخر مقيم في المعتقلات لغاية القتل الوحشي الذي هو من عجائب هذا الزمان حيث تقلع العين وتقطع البطن الى نصفين ، ويفصل الرأس عن الرقبة ، وتجري هناك عمليات نزع الأعضاء المناسبة ، وهناك مافيا متخصصة مجهزة لنقلها الى إيران بفنيات عالية ، وهناك قسماً أخر متخصص موجود في باصات الشبيحة للغاية ذاتها .

ولقد وجهنا أكثر من نداء حقوقي ، معزز بالاستغاثات لوقف هذه الحرب الدامية الهمجية ضد المرأة السورية ، وأكدنا أكثر من مرة أن اغلب الحالات في الاغتصاب المتوحش المنتشرة انتشار الهشيم في الحطب هي لنساء عزل ، يقمن في أسرهن أو بين أطفالهن ، وهن من عوام الشعب غير مشاركات في النشاط السياسي والتظاهر ، فبأي ذنب يخطفن ويعذبن بسادية متوحشة ويقتلن ببشاعة مقيتة، ويفرمن من قبل جزارين متوحشين ، يشكلوا خطراً على الإنسانية وإرهاباً دامية ضد المرأة السورية والطفل السوري بشكل فاق التصورات ، فهل يمكن لعقل أن يتصور فرم نساء معتقلات من ادلب تحت الفرامات الصناعية ، وقد قامت فعلاً بذلك عصابات الأسد المجرمة في شهر تموز الماضي دونما رحمة أو إنسانية تذكر .

ومن هنا أصبح واجبا أخلاقياً على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفه الحاسم تجاه نظام الأسد الإرهابي في منظومة جرائمة اللامحدودة ضد الإنسانية ، ومن أولويات العمل الحقوقي الدولي أن تتحرك المنظمات الحقوقية والنسوية وان لا تبقى صامتة ضاربة بتلك المجازر الدموية في خطف واغتصاب وتعذيب النساء لاتحرك ساكناً ، وكأن شيئاًً لم يكن ، ونكافئ بهذا الصمت المخجل هذا النظام الدكتاتوري السادي اللااخلاقي على جرائمه البشعة هو وعصاباته من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وجيش المهدي العراقي ، وبشهادات ثقات على الحدود العراقية السورية فإن باصات متواترة من الجنود العراقيين تتوالى على الثرى السوري لممارسة حصتها من تعذيب الشعب السوري والنساء السوريات على وجه التحديد على غرار ما يقوموا به من إرهاب دموي في العراق، والحال ذلك يقال بحق حزب الله اللبناني وباصاته التي لا تتوقف وهي تحمل عناصره المسلحة المتدربة التي تمارس هي بدورها القتل والتعذيب الذي طال كل الثرى السوري المنتفض والذي بلغ أوجه في منطقة القصير في حمص ، فضلاً عن ممارسات هذه المليشيات المسلحة اللاانسانية بقتل الهاربين واللاجئين على الحدود السورية القادمين الى لبنان ، ولا يخفى أن فضيحة النظام اللبناني الرسمي واضحة للعيان في عدم الرعاية الإنسانية المطلوبة للاجئين السوريين على المناطق الحدودية ؛ وعدم إعارتهم اهتمامها الإنساني الإغاثي وتوفير الضروريات لهم ، وكل ذلك يدخل في إطار أجندة عربية ودولية لإجهاض الثورة السورية اليتيمة وبالأخص من جهة محور إيران وأزلامها في المنطقة العربية .

ويتمحور الاتجاه المكثف الثاني لتلك العصابات الاسدية الدموية في التركيزعلى العنف الدامي ضد طلبة المدارس ، وإعمال القتل فيهم بوحشية بالغة ، فضلا عن قيام الدبابات بدهس مجموعة من الأطفال في الحارة بدرعا وقد تكررت في أكثر من مكان ، بسلوكات همجية لا تمت للإنسانية بصلة رامية بعرض الحائط كل المواثيق الدولية التي تكفل حق الطفل وصيانتة من كافة أشكال العنف النفسية والجسدية ، وببرود قاتل يبرر هذا النظام الخارج عن القانون والإنسانية بأن عطلاً فنياً أصاب الدبابات فكانت عملية الدهس الجماعية للأطفال ، وقد حذرت الجهات التنسيقية قبل مطلع العام الدراسي من هذه الدموية للعصابات الاسدية وحذرت من إرسال الأهالي أطفالهم للمدارس لأن المدارس ستكون غرف تحقيق وتعذيب للأطفال وجزر وتفنن في الاغتصاب والسادية ، وكان أولها حالات الدهش الجماعية والقتل المتوحش ضد طلبة المدارس ، مما يجب التشهير به دوليا وعربيا ، والمطالبة من كافة الجهات الحقوقية أن تقوم بالتشهير بتلك الجرائم اللاانسانية ، والدفاع عن حق الطفل في سوريا واحترام حقه في الحياة ، وكل تلك الممارسات اللاانسانية تجاه المرأة والطفل السوري تعبر عن إفلاس تلك الطغمة الحاكمة التي بلغت حدا في الفضائح الأخلاقية ضد الإنسانية والحيوان والشجر وكل ما يخطر ببالك وما لا يخطر ببالك من موجودات على الثرى السوري الجريح ، لا يمكن السكوت عنها دوليا وعربيا ، لان تلك الممارسات الإرهابية من قبل هذا النظام المتوحش تهدد السلم الأهلي في سوريا وهذا ما يريده هذه النظام اللااخلاقي بعصاباته المتوحشة ويعمل له ليل نهار، وذكاء الثورة السورية يفوت عليه الفرص فرصة تلو الأخرى ، ومن هنا يجب الحجر الدولي على بشار الأسد وطغمته الفاسدة المعززة بالعصابات الدموية ، وإنهاء وجودهم على سدة الحكم ، واقتيادهم لمصيرهم في المحاسبة على جرائمهم اللامتناهية في السادية لأنهم خطر على الإنسانية .

ومن الجدير بالذكر أن السلم الأهلي له ضماناته في سوريا الجديدة ما بعد الثورة ، ضمنتها ورشة تجريم الطائفية التي عقدت في القاهرة بتاريخ 12/9/20011، وقد تعمدت تجاهل تلك الورشة والتكتم عنها وعدم تسليط الضوء عليها العديد من وسائل الإعلام الشهيرة لأسباب غير مبررة ، وقد وتواكبت على تلك الورشة منظمات مهمة وشخصيات مؤثرة في الرأي العام السوري من كافة الطوائف ، وقد خرجت ورشة تجريم الطائفية بميثاق وتعهدات لحماية السلم الأهلي ، ونبذ الانتقام والثأر بكافة صورة ، وإجراء محاكمات عادلة لكل مجرم اياً كان ، والتأكيد على الوحدة الوطنية السورية وكفالتها ، وحصول تفاهمات بين العلمانيين والإسلاميين السوريين على بنود مهمة في سوريا ما بعد الثورة ، ومن هنا نناشد الجهات الحقوقية والإعلامية الدولية والعربية بتبني ميثاق تلك الورشة ، ونشره إعلامياً والتعامل معها بجدية دولياً وعربياً لما انبثق عنه من احترام وتعلية لقيم التنوع الديني والثقافي ، وهذا بحد نوعه شكل إبداعي من أشكال المناشط الثقافية والسياسية النادرة النوع في عالمنا العربي والإسلامي .

والتعايش وتعلية قيمة السلم الأهلي ليس غريباً على الشعب السوري والشعوب عامة ، لانها لا تعرف الطائفية والعنصرية والإقليمية ، إنما الأنظمة الاستبدادية الدكتاتورية هي التي تثير تلك النعرات وتؤججها وتعيش عليها لأنه حياتها على سدة الحكم نابعة من مداد نتن تلك النعرات بكافة أشكالها ، والشعوب دائما راعية للسلم الأهلي والتعايش بأجمل صورة ، فكل من يدندن على هذا الوتر ، وينشر المخاوف عند الأقليات ، له أجندته وحساباته من هذا النظام اللاخلاقي ، الذي للأسف سخر مفكرين باعوا ضميرهم له ، وسخر مؤسسات إعلامية ومراكز دراسات سقطت مصداقيتها معه ، وسخر معارضين يعملون لصالحه ضمن المعارضة السورية لشق صفها ، وسخر مشايخ ورجال دين من هنا وهناك ، لكي يدندنوا على وصلته الإرهابية اللاانسانية في التهديد بالطائفية ، وتلك المحاولات المضللة مكشوفة ، والشعب السوري اذكي من هذه الهراء المأفون ، والسلم الأهلي غاية عنده ، والتعايش الجميل دماً يجري في عروقه ، وهذه الكلمات مرسلة للأنظمة الدولية التي تخشى على السلم الأهلي في سوريا وحصول حروب طائفية من هنا وهناك بعد غياب هذه الصفحة السوداء من الحياة السورية ؛ وهناك رسائل متواترة قادمة من الداخل السوري تقول بأن تلك المخاوف على السلم الأهلي فور سقوط النظام لا مبرر لها ، والداخل السوري يشكل صورة رائعة تعجز الكلمات عن وصفها في اللحمة الداخلية والتعايش في كافة المدن السورية وبالأخص في المدن المنكوبة مثل حماة وحمص ودير الزور وغيرها ، فالمجد للشعب السوري ، والحرية باب قوسين أو أدنى ، وتصبحون على وطن وحرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يعاني علم المصريات من الاستعمار الثقافي؟ • فرانس 24 / FRA


.. تغير المناخ.. تحد يواجه المرأة العاملة بالقطاع الزراعي




.. الدكتورة سعاد مصطفى تتحدث عن وضع النساء والأطفال في ظل الحرب


.. بدء الانتخابات التمهيدية الخاصة بالمرأة في الحسكة




.. ضجة في مصر بعد اغتصاب رضيعة سودانية وقتلها