الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كهرباء حكومة العراق الفدرالية

فراس الغضبان الحمداني

2011 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


مازلت أتذكر تصريحا خطيرا لجيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس بوش الأب وهو يهدد صدام حسين في حرب الخليج الثانية حين قال بان الضربات الأمريكية القادمة ستعيد العراق إلى عصور وقرون الظلام وفسر خبرائنا آنذاك هذا التصريح بأنه يقصد تدمير البنية التحتية العراقية وجوهرتها الطاقة الكهربائية .

لم نكن ندرك الأبعاد المأساوية لتدمير البنية التحتية وفي مقدمتها محطات توليد الطاقة الكهربائية وكنا نأمل ونحلم بان سقوط النظام عام 2003 واعادة السلطة والثروة الى الشعب بأنها ستؤثر على نهضة حضارية وانبعاث جديد لبنية الدولة العراقية واسترجاع حقيقي لطاقتها الكهربائية التي ترتبط بها حركة الإنتاج في كل قطاعات العمل وتتأثر بها كل تفاصيل الحياة اليومية للإنسان العراقي خاصة ونحن نعاني من موجات حر شديدة لا يتحملها بشر على ظهر هذه المعمورة .

ولا يبالغ من يعتقد إن غياب التيار الكهربائي يؤدي إلى الانهيار الاجتماعي والعديد من الأمراض النفسية والخمول الفكري والعقلي ، فقد أشارت إحدى الدراسات إلى إن 70 % من أساتذة الجامعات يتخلون عن البحوث العلمية أيام الصيف لعدم وجود تيار كهربائي يؤمن لهم راحتهم أسوة بسكان المنطقة الخضراء ، وتشير بعض الإحصاءات بان العديد من حالات الاكتئاب النفسي وسوء الأوضاع الجسدية للمصابين بمختلف الأمراض لعدم تمتعهم بساعات نوم عميقة بسبب موجات الحر وافتقادهم للطاقة الكهربائية ورغم كل هذه الحزمة من المشاكل مازالت الحلول هامشية وترقيعية .

لقد أنفقت الحكومة العراقية أكثر من 50 مليار دولار لبناء محطات توليد كهربائية هي أشبه بطواحين دون كيشوت فهي مجرد مراوح تصدر جعجعة فارغة لا نلمس منها إنتاجا بل نرى بالعين المجردة مليارات تختلس وتهرب إلى الخارج ولصوص مازالوا يتمتعون بكامل الحرية وهم وزراء ووكلاء ومدراء عامين ومعهم برلمانيين وقادة سياسيين .

ويبدوا رغم مرور 10 سنوات وصرف المليارات بان الكهرباء الوطنية التي لم تعد وطنية وهي لم ولن تأتي مادام الفساد يغطي كل عقودها ولان إدارتها فاسدة وهذا ما دفع جهات أخرى مثل مجالس المحافظات للقيام بمناورة جديدة للتستر على هذا الملف تمثل في فتح أبواب هدر جديدة وحلول ترقيعية تمثلت باستيراد مولدات صغيرة ستطيل من عمر الأزمة وربما الأمر لا يخلو أيضا من صفقات بين مجالس البلديات وأصحاب المولدات وهذا الأمر يعد من سخريات هذا القدر إن تترك الحلول الجذرية ونبحث عن حلول وهمية تنشغل بها وتنتفع منها المجالس البلدية الديمقراطية .

ولهذا فأنني لن أتردد في إن ارفع صوتي لتأييد لمن أطلق النداء وطالب الشعب العراقي بالاحتجاج على استيراد هذه المولدات والمطالبة بمولدات عملاقة لإنتاج الطاقة الكهربائية وفي الختام نقول تبا للفساد والفاسدين والمفسدين .

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البنى التحتيه مادية وتداعياتها روحيه فكريه مع
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 9 / 21 - 12:02 )
شكرا استاذ فراس على هذه المقالة المختصره والعميقة المعاني
انا اعرف المجتمع الليبي وعشت عنده قرابة 14 سنه وكنت اتصور انه عميق الغور في تخلفه
واعرف مجتمعنا العراقي وعشت معه عشرات السنوات نشطا في المجال العام وكنت اعتقد انه-يقراء الممحي-
تجربة 2003 وحتى الان في العراق اذهلتني واصابتني بالصدمة وبكثير من الياءس
وتجربة الثورة الليبية في الاشهر السبعة الماضية وتصرف عامة الناس وقيادات الليبيين السياسية اذهلتني وتجدني امشي واتساءل مع نفسي لماذا اذكى وارقى واكثر وطنية وشعورا بالمسؤلية من مجمعنا العراقي وسياسييه
كنت اعتقد ان هنالك شبها عظيما بين وحشية وفاشية نظام قذافي وصدام البعث
ودمويتهما ولا انسانيتهما فلماذا لم يستطع نظام القذافي التصحير الكامل لشعب ليبيا في حين استطاع نظام البعث عندنا ان يصحرنا الى درجة اننا وبعد ثمان سنوات ورغم الكم الهائل من مليارات الدولارات تنظيف عاصمتنا من الازبال ناهيك عن عجزنا الكامل عن توفيرالكهرباء في حين جاء يوم واحدايلول في ليبياوهو يوم احتفالات قذافي بثورته فقررالليبيين ان يكون هذا اليوم يوما لتنظيف ليبيا من قاذورات طرابلس وباقي المدن المادية والفكريةبتطوع


2 - لماذا هذه الرده الحضارية عندنا في العراق-تتمه
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 9 / 21 - 12:15 )
وتطوعت حتى الفتيات اليافعات في هذالبلد المشهور بمحافظيته ونظفوا وينظفون ومدنهم صارت اروع رغم استمرار الحرب القاسية اما عندنا فحتى استيراد شركة تركية لم ينجح في تنظيف بغداد من مئات الالاف من اطنان النفايات والازبال وهي في تزايد لان البغداديون سرقوا اكياس الزباله الموزعه على السكان مجانا وكذالك سرقوا كما كبيرا من حاويات جمع الازبال التي زودتنا بها الشركة التركيه
اتساءل مع نفسي عن السر بعيدا عن الاصطلاحات الكبيره عن الاحزاب الدينية وايديولوجيا العلمانية واللبرالية وو وو وتوصلت ان وزير الخارجية الاميركي حينما هدد حكومة المقبور صدام باعادة العراق الى العصر قبل الصناعي لم يكن يقصدفقط البنى التحتية المادية للعراق فقط وانما تداعيات ضربها
لقد راءيت تدميرا كاملا للبنى التحتية والمدن برمتها في اوربا في الحرب الثانية من قبل الهتلرية ولكن النفسية الانسانية الاوربية لم تكن مدمره ويظهر ان 42سنه من حكم قذافي ربما لانها لم تتحرش بامور كسفر الليبيين للخارج ولامنع الفضائيات او استعمال الكومبيوتر والانترنت كما حدث عندنا ايام البعث جعلتاهل ليبيا يتفتحون ولو ببطء وحرماننا جعلنا نخمد ونتجمد بل ونموت

اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران