الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نميّز العملاء من الشرفاء..؟

عصمت المنلا

2011 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


مُعظم الذين يتعاملون مع أدوات إعلامية مشبوهة، ومُتورّطة في التجييش والتحريض على الفوضى الهدّامة.. يُعتبَرون في حِكم العملاء، وفضائيات قطر والسعودية وإيران وبريطانيا وأميركا وصحافتهم الصفراء المتورّطة في التآمر.. هي – قطعاً – مُدانة.. وبالتالي.. فإن الذين يُثرثرون عَبْرهاأ أو ينشرون مقالاتهم وتصريحاتهم فيها.. هم بالتأكيد عُملاء، يقبضون أثماناً باهظة للظهور في تلك الفضائيات، أو للنشر في تلك المطبوعات ذات التمويل السخيّ من خزائن صُناع المؤامرة على أمتنا وأقطارنا العربية!
ألمُعارض الشريف، أو المُفكّر والمتحدّث الحر.. لايمكن أن يَقبل بالتورّط في النشر أو الثرثرة في هكذا منابر تأسّست واستمرّت في مُمارساتها المشينة بحق الأمة من خلال التمويل والرُشى الباذخة.. بهدف ضرب إستقرار وأمن شعبنا العربي الطيّب.. الذي لازال بين جموعه أناس يُخدَعون بمشاهدة، أو قراءة أضاليل نلك الأدوات الإعلامية المُعادية!
قد يعترض البعض بالقول: إن النشر أو "الثرثرة" تتطلّب منابر إعلامية واسعة الإنتشار يستطيع الكاتب أو "المٌثرثر" عَبْرَها إيصال أفكاره الى أوسع قاعدة من المشاهدين ومن القرّاء، وكَوْن هذه المنابر تابعة لجهات مُعادية.. وكَوْنها تدفع بسخاء للكتاب ول"المُثرثرين".. فهذا ليس ذنب هؤلاء..!
مثل هذا القول، مردودٌ على أصحابه.. لأنه ليس بالمقبوضات السخية وبالإنتشار الواسع للأجهزة الإعلامية.. يُمكن للمرء أن يُسَوّغ لنفسه التعامل معها، أو أن يُحلّل النقود التي يقبضها منها.. فالحرام الأكثر فظاعة هو أن يتقاضى الكاتب أو "المُثرثر" ثمناً باهظاً لبضاعته "الإفسادية" من هكذا مصادر تمويل تعتمد – أساساً – على إفساد ماتبقى من ذمم المتعاملين معها.. في سبيل إفساد عقول المُتلقين من المُشاهدين أو القرّاء.. بفضل أطروحات هؤلاء المُتفذلكين في كتاباتهم، أو في ثرثراتهم المدفوعة الأجر بأعلى سعر.. والتي تغسل العدد الأقصى من أدمغة المُتابعين لتلك الوسائل الإعلامية من فضائيات أو صحف عميلة للجهات المُتآمرة على الأمة.. فهل يُدرك المُتعاملون مع تلك الوسائل، أنهم يُشاركونها في خوْض أشرس الحروب العدوانية الساعية ليل نهار الى تقويض دولنا، والى تفتيت مجتمعاتنا..؟
نظريّاً، يُعتبر الإعلام بمثابة رسالة مُضيئة في حياة الشعوب، يسهم في تقديم الحلول للمشكلات.. وإنه مسؤول عن نقل الصورة الواقعية الحقيقية للأحداث والمستجدات، لكن، عملياً.. ثبت منذ قرن ونيّف أنه انحرف عن رسالته الإعلامية الإيجابية هذه، وتحوّل الى قنبلة تفجير شريرة تلحق أخطر الأضرار في حياة الشعوب قاطبة من خلال دوره المُستجدّ الذي لايكتفي بأن يعكس أسوأ مافي الوقائع اليومية المُعاشة.. بل يتدخل في صنع الواقع من خلال: 1- غسل أدمغة الرأي العام – 2 – إحلال مفاهيم وأفكار وتوجّهات بعينها، غالباً ما يتم توظيفها في دفع الرأي العام الى الإنحياز لجهةمُحددة، وتبني مواقفها ومُخطّطاتها في الأمن والسياسة والإقتصاد – 3 – بعد الإمعان في غسل الأدمغة وإحلال مفاهيم هدّامة بعينها فيها.. يأتي دور التحريض، والتجييش، والتحشيد لمواقف في غير مصالح الشعوب، وتخدم الجهات صاحبة المصلحة في ميكانيزما:"الغسل، والإحلال، واتخاذ الموقف".. بهمّة جهات مُتخصّصة، ومُدَرَّبَة على تطويع إرادة الشعوب من أجل الوصول بها الى اتخاذ القرارات التي - غالباً – ماترتدّ مفاعيلها في وقائع حياتها.. أذى، وإضراراً بالمصالح الجماعية العامة.. لكنها تحقق لصانعي الإرادات والمواقف قطاف ثمار النتائج المُبتغاة من إنصياع المُتلقين للإلتزام الأتوماتيكي بنلك المواقف والقرارات.
لقد تابعنا في الأيام الأخيرة أخبار تغيير إدارة فضائية الموساد المعروفة بإسم "الجزيرة".. ومن قبل استغنى مُؤسسوا القناة (حكام قطر مسؤولو شبكة الموساد في منطقة الخليج) عن خدمات عدة جواسيس من العاملين في "جزيرتهم" ومُراسليها في بعض العواصم.. بأنهم استقالوا (حفاظاً على ماء وجوههم).. لكن في الحقيقة، فإن افتضاح دور "الجزيرة" والذين وراءها في شن حروب الفوضى الهدّامة على بعض الدول العربية.. جعل من المُحتم إجراء تغييرات في الوجه البشع للقناة.. والعمل على التستر بأقنعة جديدة من عناصر غير مكشوفة للرأي العام.. فتم تعيين مدير جديد للقناة.. لكن، لاأحد يصدّق أن "موساد قطر" سيتخلّى عن عملائه المُجندين لديه منذ سنوات كعناصر إعلامية فاعلة وناجحة في تنفيذ المخططات المعادية بهذه السهولة.. ونتوقع أن يستمر التعاون مع الذين أقيلوا، أو استقالوا، في مجالات عملهم الجديدة، بعد تبديل أقنعة هؤلاء، والتستر بأقنعة جديدة تفي بغرض الإمعان في تضليل الجماهير التي لطالما تابعتهم أثناء عملهم في "جزيرة الموساد".. وذلك إنسياقاً مع المبدأ الإستخباراتي المعروف عالمياً بعدم قطع العلاقات مع أية عناصر كانت قد خدمت لديها، وتمتعت بثقتها.. ولا ضرورة الآن للخوض في أسماء تلك العناصر الإعلامية المرتبطة، التي لايُستغنى عن خدماتها.. وكُثرٌ من المشاهدين يعرفونهم واحداً، واحداً.
"الجزيرة" ليست سوى المثال الأسوأ في الإعلام المُحارب ، الهجومي ، المُضلِّل ، المُفسد .. الأخطر من حروب المدافع والصواريخ التي تصيب أهدافاً مُحدّدة.. بينما الإعلام المُحارب.. يصيب – عشوائياً – ملايين البشر..!

أهدي ماجاء أعلاه، الى المحترمين الأساتذة: ميشال كيلو، فايز سارة، ياسين الحاج صالح، أكرم البني، هيثم مناع.. وغيرهم من المتورّطين مع الإعلام المتورّط في شن حروب الفوضى الهدّامة على أمتنا....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مهم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 9 / 24 - 05:55 )
موضوع حساس ومهم احسنت فيما تطرقت اليه وهي حقيقة ومنالملموس ان الكثير ممن تعاون مع هذا الاعلام ينطبق علية لقب او وصف مرتزق ويجب ان يحاسب وفق هذا الوصف
لقد تم القاء القبض على بعض مراسلي مثل تلك القنوات وبالذات الجزيره وهو يتكلمون بصفة شاهد عيان
لم اقصد فيما قلت اعلاه السادة الذين ذكرتم اسمائهم في نهاية المقال
تقبل التحيه

اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان