الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيدة الاسترالية تتحداكم

حميد الموسوي

2011 / 9 / 24
حقوق الانسان



الى كل مسؤول ادعى مخافة الله , لبس جلباب الايمان وحرص على اداء الفروض صدقا او نفاقا او رياءا لكنه اغلق بابه بوجه المحتاجين واغمض عينيه عن مناظر البؤس والفاقة , وصم اذنيه عن صراخ المظلومين والمستضعفين واستغل منصبه للاثراء السريع ففسد وافسد .
الى كل داعية ومصلح ديني اواجتماعي او انساني .. ايمانا او حرفة او مصلحة او تكليفا حث ويحث الناس على المنابر وفي الكتب والاذاعات والفضائيات على عمل البر ونسي نفسه بل استغل مايجود به الخيرون لنفسه وملذاته .
الى كل ( مجاهد ) هتف الله اكبر وهو يحز رقاب المسلمين والمؤمنين الابرياء بقطعة صفيح صدئة او بمنجل امعانا في تحقيق المزيد من الالم لضحيته ... وصلى ركعتين قبل ان يغتصب البريئات في مسجد يعج باحاديث الرسول والخلفاء ... وتلى سورة او ايات من القران الكريم قبل ان يفجر حزامه الناسف او سيارته المفخخة في سوق او مدرسة او معمل او مطعم او مستشفى او .... مسجد او حسينية في الاشهر الحرام وفي شهر الله وفي ليالي القدر وصلاة التراويح .
الى المتحدثين ليل نهار بالصلاح والاصلاح والقيم والمثل والاخلاق والانسانية وعملوا ويعملون عكسها وبالضد منها.
هل سمعتم بالاسترالية الكافرة ؟
اشك في ذلك لانكم لاترون ولاتسمعون ولاتقراوون الا مايلامس مصالحكم ومنافعكم الشخصية ... والا ما يحقق او يسهم في تحقيق اهدافكم المتمثلة بتكديس الاموال وكثرة الضحايا .
ولا تحسون ولا تتالمون الا بما يتقاطع مع منافعكم ويخالف توجهاتكم .
ولا تشعرون الا بما يهدد مراكزكم واموالكم واوضاعكم ويحول دون تحقيق اهدافكم .
سيدة فاضلة نبيلة سمعت بقصة امراة عراقية دفعها البؤس والشقاء والترمل الى ترك طفليها المعاقين في باب دار للايتام في تسعينيات القرن الماضي ايام الحصار المصطنع على الشعب العراقي المتفق عليه بين السلطة السابقة وقوى الاستكبار العالمي .
تصادف وجود هذه السيدة النبيلة مع وفداسترالي يزور العراق للاطلاع على تداعيات الحصار واثاره السلبية على العوائل العراقية فما كان منها الاتبني الولدين المعاقين دون معرفة قوميتهما او دينهما او مذهبهما وحتى اسميهما واسم والديهما .
وطيلة هذه الفترة حرصت السيدة الطيبة على اعالة الولدين العراقيين في دارها وتنشئتهما وتعليمهما حتى صارا شابين جميلين متعلمين , لمست عند احدهما موهبة غنائية وصوتا جميلا فسعت الى صقل هذه الموهبة واشركته في برنامج غنائي تلفزيوني على قناة استراليا , الشاب العراقي الذي اسمته السيدة ايما نوئيل وهو معاق ضامر اليدين والساقين فشد الجمهور وابكاهم وفاز بجائزة البرنامج الشهير في استراليا وتوقع له المحكمون مستقبلا فنيا واعدا .
بينما برز شقيقه في حقول رياضية وخاصة السباحة .
السيدة الفاضلة مع كل مابذلته من جهود في تربية الولدين وصنعت منهما شابين ناجحين تتمنى ان تتعرف على عائلتهما ليعيشا في كنفها وتستفيد من شهرتهما .
السيدة الاسترالية لم تسمع بحديث الرسول الكريم (ص) ولم تر سبابتيه الشريفتين اللتين جمعتا كافل اليتيم بمنزلته العظيمة .
وبما انكم ايها المسؤولون والمصلحون والمنبريون الذين تقولون مالا تفعلون و( المجاهدون ) الشرفاء جدا لاطاقة لكم بعشر معشار نبل وفضل هذه السيدة فعلى الاقل كفوا عن هذا الشعب المظلوم شروركم .
ولن تقتدروا.... ولن تكفوا .. فقد استحوذ عليكم الشيطان واحالكم الى مسوخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدور حسن باحثة في منظمة العفو الدولية: يستمر عقاب الفلسطينيي


.. تدهور الوضع الإنساني في غزة وسط تقارير بشأن عملية برية مرتقب




.. احتجاجات واعتقالات وشغب.. ماذا يحدث في الجامعات الأميركية؟


.. كابوس رواندا يؤرق المهاجرين.. بريطانيا تعدّ العدّة لترحليهم




.. برنامج الأغذية العالمي يحذر: غزة ستتجاوز عتبات المجاعة الثلا