الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف أمسك الإنسان ب ( الإله ) .. وصارعه حتى الفجر ..!!

محمد الحسيني إسماعيل

2011 / 9 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كيف أمسك الإنسان بالإله .. وصارعه حتى الفجر ..!!
دكتور مهندس / محمد الحسيني إسماعيل

في هذه القصة .. يعطينا الكتاب المقدس معنى حرفيا جديدا للجهاد مع الله . حيث يقول أن " الجهاد مع الله هو نوع من المصارعة الحرة أي الإشتباك بالأيدى والأرجل بين الإنسان وبين " الله " مباشرة ( وجها لوجه ) على النحو الذى نراه فى المصارعة الحرة فى التليفزيون . حيث نرى النبي يعقوب ( عليه السلام ) قد قام بإمساك " الله " ـ ليغفر لنا الله مثل هذا التجاوز الفكرى واللفظى ـ وهو يتجول ليلا على سطح هذا الكوكب ( كوكب الأرض ) ، وكان فى صورة إنسان . حيث قام يعقوب بمصارعة الإله ( سوف استخدم كلمة " إله " بدلا من لفظ الجلالة " الله " كلما أمكن ) ليلة كاملـة ، لم يستطع الإله فيها الإفلات من يعقوب أو التغلب عليه .

ولم يذكر لنا الكتاب المقدس لماذا كان " الإله " يتجول على سطح هذا الكوكب ( أى كوكب الأرض ) ليلا ..؟!! ولماذا بدأت هذه المصارعة ؟ ومن الذى بدأ التحرش بالآخر ؟ وماذا كان سبب هذه المعركة بالضبط ..؟!! ولكن الكتاب المقدس يذكر لنا أن الصراع قد استمر بين يعقوب و" الإله " حتى جاوز الفجرعلى الطلوع ، ولما فشل " الإله " فى تخليص نفسه من بين يدى يعقوب فى هذه المصارعة الحرة ..!! طلب ـ الإله ـ صراحة من يعقوب أن يطلق سراحه لأن الصبح قد اقترب .. وعليه أن يعود إلى السماء ..!! وبديهى يرفض يعقوب أن يطلق سراح " الإله " ..!! ففرصه لن تعوض أن يمسك يعقوب بـ " الإله " ويطلقه بدون أن يملى عليه شروطه وإرادته ..!!

وفعلا يملى يعقوب شرطه على " الإله " ..!! وهو أن يباركه ..!! . ولم يجد " الإله " بدا من الرضوخ ليعقوب وشرطه ، وإلا فلن يستطيع الفكاك من بين يديه ( أى من بين يدى يعقوب ) ..!! ويبارك " الإله " يعقوب ـ بداهة ـ وهو مكره ..!! حتى يستطيع أن يخلص نفسه من هذا المأزق الحرج ، فالصبح قد اقترب وكان عليه ـ أي كان على الإله ـ أن يعود إلى السماء قبل بزوغ الشمس ..!!

ولم يذكر لنا الكتاب المقدس لماذا كان " الإله " حريصا على أن يطلق يعقوب سراحة قبل طلوع الشمس ..؟!! ولنفسح المكان ـ الآن ـ للنصوص المقدسة ، وتفسير قداسة البابا شنودة الثالث ( بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ) لهذا الحدث الجلل .. الذي أمسك فيه الإنسان بـ " الله " ..

[ (22) ثم قام ( يعقوب ) فى تلك الليلة وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر وعبر مخاضة يبوق ( Jab bok ) (23) أخذهم وأجازهم الوادى وأجاز ما كان له (24) فبقى يعقوب وحده . وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر (25) ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه . فانخلع حق فخذ يعقوب فى مصارعته معه (26) وقال أطلقنى لأنه قد طلع الفجر . فقال لا أطلقك إن لم تباركنى (27) فقال له ما اسمك . فقال يعقوب (28) فقال لا يدعى اسمك فى ما بعد يعقوب بل إسرائيل . لأنك جاهدت مع الله ( God ) والناس وقدرت (29) وسأل يعقوب وقال أخبرنى باسمك . فقال لماذا تسأل عن إسمى . وباركه هناك (30) فدعا يعقوب اسم المكان فينيئيل . قائلا لأنى نظرت الله ( God ) وجها لوجه ونجيت نفسى (31) وأشرقت له الشمس إذ عبر فينوئيل وهو يخمع على فخذه ]
( الكتاب المقدس : تكوين {32} : 22 - 31 )

وكلمة " إنسان " فى هذا النص هنا تعود على " الصورة التى ظهر بها الله ليعقوب " ولا تعني مجرد إنسانا عاديا . ويتضح هذا المعنى جليا من النص [ ... لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت ] ، وقدرت بمعنى أنك تغلبت على " الله " ..!! ويتضح هذا المعنى كذلك من النص [ فدعا يعقوب اسم المكان فينيئيل . قائلا لأنى نظرت الله وجها لوجه ونجيت نفسى ] .

وعلى الرغم من وضوح هذه المعاني فى النصوص ، والتى لا تحتمل التفسير بغير هذا المعنى ، إلا إننى والحق وقفت طويلا متأملا هذا النص ، مترددا فى قبول فكرة صراع يعقوب مع " الله " . فكنت أخشى أن أتهم بإسائة فهم هذا النص فيصبح هذا مأخذا عليّ ، لأنى لم أتحر الدقة الكافية قبل الكتابة فى هذا الشأن . وأعتقد أن خطأ كهذا ليس من السهل عليّ أن أغفره لنفسي ، فما بالك بأهل العقيدة أنفسهم ، وأنا أتجنى عليهم بمثل هذا التجنى ..!!

• البابا شنودة الثالث .. يؤكد لنا الحدث ..

لم يمهلنى الله ـ سبحانه وتعالى ـ وقتا طويلا فى هذه الحيرة ، فقد ساق إليّ تفسير هذا النص على لسان قداسة البابا شنودة الثالث " بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية " عندما سأله واحد من شعب الكنيسة قائلا :

قرأت فى أحد الكتب أن الذى صارعه يعقوب هو ملاك وليس الله ، فما هى الإجابة السليمة ؟
فيرد قداسته بالرد التالي في مرجعه : " سنوات مع أسئلة الناس ـ الجزء السابع . ص 33 - 34 / كاتدرائية العباسية " ( رقم الإيداع بدار الكتب : 4456/1993م ـ الترقيم الدولي : I.S.B.N : 977- 5345 – 07 - 3 ) .

[ الذى صارع يعقوب هو الله للأسباب الآتية :

1. غير الله إسمه من يعقوب إلى إسرائيل . ولا يملك الملاك الحـق فى أن يغير اسم إنسان .
2. قال له الله فى تغيير إسمه " لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت " ( تك 32 : 28) . قال له هذا بعد أن صارعه . فما معنى " مع الله ... وغلبت "
3. يقول الكتاب " فدعا يعقوب إسم المكان فينيئيل قائلا " لأنى نظرت الله وجها لوجه ، ونجيت نفسى " ( تك 32 : 30 )
4. إصرار يعقوب أنه لا يتركه حتى يباركه ، أمر خاص بالله . لأنه لم يحدث فى التاريخ أن إنسانا صارع ملاكا لكى يباركه . وفعلا نال البركة وتحققت .
5. كون أن الذى ظهر له ، ضرب حق فخذه ، فانخلع فخذه ، وصار يخمع عليه ( تك 32 : 25 ، 31 ) . هذا لا يحدث مع ملاك . الملاك لا يضرب إلا إذا أخذ أمرا صريحا بذلك من الله ، وبخاصة لو كان يضرب أحد الآباء أو الأنبياء .

أما عبارة " صارعه إنسان حتى طلوع الفجر " ( تكوين 32 : 24 ) فمعناها أن الله ظهر له فى هذه الهيئة . ]
( انتهى رد قداسة البابا شنودة الثالث )

وبناء على هذا ، فإن الفكر المسيحى واليهودى معا ( لأن القصة وارده فى العهد القديم أى فى الجزء المشترك بين الديانتين ) يقول بأن النبي يعقوب قد صارع " الله " طوال الليل ، ولم يستطع " الله " الإفلات من قبضتة ( أى من قبضة يعقوب ) إلا بشرط خاص قد أملاه عليه يعقوب ، وهو أن يباركه الله . وقد قبل " الله " فعلا هذا الشرط ـ كما يبدو ـ تحت ضغط التهديد الإنسانى له وضغط الحاجه ، حتى يضمن أن يطلق يعقوب سراحة قبل طلوع الفجر .

كما يعطى لنا هذا الفكر معنى حرفيا لمعنى " الجهاد مع الله " : بأنه الإشتباك بالأيدى والأرجل مع " الله " فى مصارعة حرة على النحو الذى نراه فى المصارعة الحرة بالتليفزيون .

ويؤكد هذا المعنى أيضا النص باللغة الإنجليزية ، كما يأتى فى " الكتاب المقدس : " نسخة الملك جيمس : The Holy Bible , King James Version " ، كالنحو التالى :

[ (24) And Jacob was left alone; and there wrestled a man with him until the breaking of the day ]
( The Holy Bible , King James Version : Genesis {32} : 24 )

وهنا تذكر كلمة ( wrestled ) بوضوح ، أى أن يعقوب قد قام بمصارعة الرب على نحو المصارعة الحرة ( wrestling ) التى نراها بالتليفزيون ، أي الإشتباك بالأيدى والأرجل مع الله . وهنا يصل التصور المسيحى واليهودى معا إلى الحضيض الفكري عن " الله " ، للأسباب الثلاثة التالية :

أولا : جعل هذا الفكر قدرة " الله " دون قدرة " الإنسان " ، حيث لم تسعفه هذه القدره ـ كما رأينا ـ للتحول مرة أخرى من " إنسان " إلى " إله " عندما أمسك به يعقوب ، وبذلك لم يستطع أن يخلص نفسه من هذا المأزق .

ثانيا : جعل هذا الفكر قوة " الله " دون قوة " الإنسان " ، حيث لم يستطع " الله " بإستخدام قوته المطلقه من إطلاق سراح نفسه من قبضة يعقوب ، مما دعاه إلى استجداء يعقوب صراحة لإطلاق سراحه .

ثالثا : جعل هذا الفكر أيضا مشيئة " الإنسان " فوق مشيئة " الله " ، فقد كان يعقوب يملك ألا يطلق سراح الرب ، فإن شاء أطلق وإن شاء أمسك . وقد كان هذا الإطلاق المشروط بالمباركة كما رأينا . وهكذا .. إنتزع يعقوب البركة من " الله " ( رغم أنفه ) . ولنا أن نتساءل ما هو الحال إذا قرر يعقوب الإحتفاظ بـ " الإله " وعدم إطلاق سراحه ..!!

وأعتقد إن فكرا كهذا قد فاق الفكر الأسطورى فى خياله . فإننا نجد أن الأسطورة قد قصرت صراع الألهة على نفسها ، أى فيما بينها وبين بعضها البعض . فلم يحدث أن قالت أسطورة بصراع أحد الألهة مع إنسان ، ولم يستطع هذا الإله ـ ذو الحظ العاثر ـ فكاكا من ـ أو التغلب على ـ هذا الإنسان الفائق القدرة أو السوبر . فغالبا ما كانت الأسطورة تحتفظ بالحد الأدنى من الفكر القائل : بأن الحد الأدنى من قدرة أضعف الآلهة لابد وأن يتجاوز الحد الأقصى لقدرة أقوى البشر ، وإلا تداخلت أمور العوالم ( أى عالم الآلهة والعالم الإنسانى ) واختلطت أحداث العالمين بشتى المتناقضات ، حتى على مؤلف الأسطورة نفسه ..!!

• سياحة سريعة في أبعاد الكون السحيقة ..

كان يجدر الإشارة هنا ـ باختصار شديد جدا ـ إلى بعض الأبعاد التى يصعب تخيلها لكوننا هذا ، حتى يتبين لنا من هو " الله " ـ سبحانه وتعالى ـ خالق هذا الوجود ، والذى كان يتمشى على سطح الأرض والذي أمسك به يعقوب .. وتصارع معه فى هذه القصة ..!!

فالشمس بكواكبها التسعة تسبح فى دائرة من الفضاء ، يقطع الضوء قطرها فى زمن قدره (11) ساعة تقريبا . وسرعة الضوء كما نعلم هى ( 300.000 ) كيلومتر فى الثانية الواحدة ( تقريبا ) ، وهى سرعة تكفى لجعل شعاع الضوء يدور حول الكرة الأرضيه حوالى سبع مرات ونصف المرة فى الثانية الواحدة ( بالضبط : 7.48 مرة ) .

والشمس هى أحد نجوم مجرتنا ، أي الجزيرة الكونية ، التى تعرف بإسم " الطريق اللبنى : The Milky Way " . وقطر هذه المجرة يقطعه الضوء فى زمن قدره ( 100.000 ) سنه ( أى مائة ألف عام ) . ومجرتنا هذه تكوّن مجموعة " عنقوديه : Cluster " مع حشد آخر من المجرات شبيه لها ( حسب آخر تقدير ، حوالى 35 مجرة تقريبا ) يعرف باسم " المجموعة المحلية : The Local Group " . وأشهر مجرات المجوعة المحلية هى " مجرة المرأة المسلسلة أو الأندروميدا : The Andromeda " ، وسحابتى ماجلان الصغرى والكبرى . وهذا الحشد المجرى للمجموعة المحلية يحتل حيزا من الفضاء ( مكعب مثلا ) طول ضلعة يقطعه الضوء فى زمن قدرة حوالى (6.52 ) مليون سنة ( أرضية ) .

وهذا الحشد المجرى للمجموعة المحلية ، يكون مع حشود مجرية أخرى مماثلة له ، ما يسمى بـ " الحشد الفائق : Super cluster " " الذى يعرف بإسم " أبل-7 : Abel-7 " ( نسبة إلى مكتشفة الدكتور جورج أو. أبل : Dr. George O. Abel فى عام 1961 ، من جامعة كاليفورنيا ) . وهذا الحشد المجرى الفائق يحتل حيزا من الفضاء ( مكعب مثلا ) ، يقطع الضوء طول ضلعه فى زمن قدره حوالى ( 300 ) مليون سنة ( أرضية ) . كما تكوّن هذه الحشود المجرية الفائقة بدورها حشود مجرية أعلى ..!! تعرف بإسم " الجاذب العظيم : The Great Attractor " ..!! وهكذا ..!! وتقول الدراسات الكونية الحديثة بأن قطر الكون المادى يبلغ طولا يقطعه الضوء فى حوالى ( 40.000 ) مليون سنة أرضية ( أى أربعون بليون سنة ) . كما وإن عمر هذا الكون على حسب الدراسات الكونية الحديثة يتراوح بين ( 14 إلى 20 ) بليون سنة أرضية ، وأن هذا الكون مازال يتمدد ..!!

وهذه عجالة سريعة عن أبعاد الكون المذهلة ، التي لا يمكن حتى تخيلها ...!! وهذا الكون هو أحد مخلوقات الله ، وليس كل الوجود . فالوجود مكون من هذا الكون ، ومن أكوان أخرى متطابقة أو موازية ـ كلٍ له فيزياؤه الخاصة به ـ كما يقول بهذا القرآن المجيد . ويمكن للقاريء المهتم بهذه التفاصيل الفلكية ، وعن النموذج القرآنى للكون المادى ، والأكوان المتطابقة أو الموازية الأخرى الرجوع إلى مرجع الكاتب السابق : [ الدين والعلم .. وقصور الفكر البشرى ] / مكتبة وهبة / القاهرة .

• لفظ الجلالة .. " اله " ..

لقد ناشدت مرارا ، قداسة البابا شنودة الثالث ( بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ) ، وما زلت أناشده ، أن يرفع هذا اللفظ ـ الله .. سبحانه وتعالى ـ من نصوص الكتاب المقدس خصوصا أن هذا اللفظ لم يرد ذكره في الأصول الأولى للكتاب المقدس والتي كتبت باللغات : العبرانية والكلدانية واليونانية ، ولكن ـ وبكل أسف ـ بدون جدوى ..!!

كما ناشدت ـ سابقا ـ الدكتور عبد الصبور مرزوق ( رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ) بأن يتقدم بطلب رسمي إلى الكنيسة المصرية لرفع هذا الاسم من الكتاب المقدس واستخدام اللفظ " يهوه " الذي جاء به الكتاب المقدس .. كما في النص المقدس التالي ..

[ (18) ويعلموا أنك اسْمُكَ يَـهْوَهُ وحْدَكَ العَلِىُّ على كُلِّ الأرْضِ ]
( الكتاب المقدس : مزامير {83} : 18 )

ولكن ـ وبكل أسف ـ رفض .. وكانت حجته في ذلك أن قال لي : " كيف يعقل أن أتقدم بطلب رسمي إلى الكنيسة أهدم به معتقداتها ..!! " . وبديهي ؛ الذي لا يعقل أن نترك هذا العالم المسيحي يظل مخدوعا في ديانة لا تعرف لإلهها اسما ..!! وتستعير اسم إلهها من ديانة أخرى .. هي الديانة الإسلامية ..!!

وعموما سوف أتناول هذا اللفظ " يهوه " في مقال آخر مستقل ـ إن شاء الله ـ لبيان كيف تلاعبت الكنيسة بهذا اللفظ .. حتى يظل لفظ الجلالة " الله " هو اللفظ المستخدم في الكتاب المقدس ..!!

وإلى حديث آخر إن شاء الله ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القسّ ورقة بن نوفل -١
نايا ( 2011 / 9 / 25 - 18:16 )

في كتاب «قسّ ونبي» لأبو موسى الحريري، يٍطلعنا الكاتب في بداية كتابه بشكل تخطيطي مفصّل عن نسب القس ورقة بن نوفل الذي يرجع إلى قُصيّ الجد الثالث لورَقة وخديجة، وهو الجدّ الرابع لمحمد. وبأن الثالثة يلتقون في قصي نسبا وجاها وإيمانا ودينا ومقاماً، والثلاثة من قريش سدنة الكعبة، ومن سّكان مكّة وأصحاب دار الندوة.
فقد عُرف عن قصي أنه تولى أمر الكعبة بعد طرده قبيلتي بني بكر وخزاعة من مكة وأنه جمع شتات القبائل المبعثرة في شعاب مكة وبطاحها تحت زعامته… بمساعدة قبيلة بني عذرة النصرانية، وأخرج خزاعة من مكة وقضى عليها.
وقيل عن القسّ ورقة إنه «كان على دين موسى، ثم صار على دين عيسى، أي كان يهوديا ثم صار نصرانيا» -سيرة ابن هشام ١/٢٠٣-، وكان ورقة مقتصدا في عقيدته، لا يغلو في نظرته إلى المسيح كوفد نجران المسيحي القائل بألوهيّة المسيح، ولا يقتصر على موسى كاليهود الذي ينكرون على عيسى نبوته. … وأنه من الذين اعتقدوا في المسيح نبيا أتى يكمّل ناموس موسى… ويعني أخيراً إن بعضا من العرب قد استجاب لبشارة المبشرين من النصارى ولم تبق النصرانيّة وقفا على الغرباء عنهم.


2 - القسّ ورقة بن نوفل -٢
نايا ( 2011 / 9 / 25 - 18:16 )
كما شهد التاريخ الإسلامي على تنصّر أحياء كثيرة من العرب، ودل خاصة على دخول النصرانية بعض قبائل مكة والحجاز، وأشار بوضوح إلى اعتناق بعض بطون قريش لها، وأخصّها فرع عبد العزى بن قصيّ…. يقول ابن قتيبة: «إن النصرانية كانت في ربيعة وغسان وبعض قضاعة» وتميم وربيعة وبني تغلب وطيء ومذحج وبهراء وسليخ وتنوخ ولخم -اليعقوبي-، ويشهد الجاحظ بقوله: «كانت النصرانيّة قد وجدت سبيلها بين تغلب وشيبان وعبد القيس وقضاعة وسليخ والعباد وتنوخ ولهم وعاملة وجذام وكثيّر بن بلحارث بن كعب…» … هذه الشهادات وغيرها في كتب السير والأخبار تدلّ على وجود نصراني واسع في مكة والحجاز وسائر أنحاء الجزيرة العربية وبلاد الشام، وتدلّ على اتناق بعض العرب للنصرانيّة، وعلى كثرة معتنقيها، وهو ما يبرر وجود قسّ عليها يدير شؤونها الروحيّة ويرعى أمورها الزمنية والاجتماعية وهو القسّ ورقة بن نوفل قسّ مكة وقبيلة قريش.


3 - القسّ ورقة بن نوفل - ٣
نايا ( 2011 / 9 / 25 - 18:17 )
والجدير بالذكر أن كتب السير والأخبار شهدت على نصرانية فرع عبد العزّى بن قصيّ ولاذت بالصمت حيال فرع عبد مناف. ولا ندري إذا كان الصمت جهلاً أم تنكّرا. وكلا الإثنين لا يجوز: فالجهل مردود على أصحابه ….
قيل عن ورقة بن نوفل إنه «كان قسّا، والقسّ «رئيس النصارى» حيث كان رئيسا على كنيسة مكة النصرانية في زمن عبد المطلب وفي فترة من حياة محمد (لمدة ٤٠ عاما). وكان له فيها دور روحي وزمني: فعليه تقوم مهمة قيادة الكنيسة، وتعليم الناس وإرشادهم وتفسير الكتاب وتأويله، وبه تناط خدمة الهيكل،وإلى يرجع في مختلف أمور الدين العقائدية منها والتشريعية، وهذه المسؤوليات هي من خصائس كل قس وكل رئيس في كنيسة المسيح.
لقد اهتمّ القسّ بالنبي نفسه: فهو الذي زوّجه من خديجة، وهو الذي درّبه على التأمل والصلاة في غار حراء (حيث اعتكف هناك، في مدة تزيد على الخمس عشرة سنة، راح القسّ والنبي يختليان ويصلّيان وينقطعان عن الناس ويفكّران بالله، شهراً كاملا من كل سنة، هناك تدرّب النبي على يد القسّ الخبير بشؤون الله والناس.) وأكّدت خديجة


4 - القسّ ورقة بن نوفل -٤
نايا ( 2011 / 9 / 25 - 18:20 )
وأكّدت خديجة ذلك بقولها: «حبّب الله إليه الخلوة التي بها يكون فراغ القلب والانقطاع عن الخلق» -سيدة ابن هشام ١/٢١٦، السيدة الحبية ١/٢٥٨، وهو الذي تولّى إعلان نبوّته على العرب… إن هذه المسؤوليّة الهامة تظهر لنا الدور الذي لعبه القسّ في جماعة مكة النصرانية وسلطته في تعريب الإنجيل من العبرانية، وفرض ترجمته على العرب، ومكانته العالية في مكّة وبين زعماء قريش وتجّارها الميسورين،
كان القس ورقة ابن نوفل للنبي العضد الأمين، والمرشد الحكيم، والوسيط الطاهر بينه وبين الله. وهو ما يشير إلى كونه رجلا صالحاً، له دور فعّال في الدعوة الجديدة التي كان النبي قيّماً عليهما بعد وفاة القس سيد العرب وقائدهم ورئيس دينهم. فهل من المعقول أن يكون «الله» الذي تطالب به البابا شنودة أن يقوم بتغيير اسمه إلى «يهوه» هو غير «الله» الذي عبده القس ورقة بن نوفل والذي دعا إلى عبادته النبي محمد ؟


5 - سؤال صغير
hazem ( 2011 / 9 / 25 - 19:26 )
عارف يا حماده قصه الاسراء و المعراج اللي حفظوهالك وانت صغير

افنكرتها حلو قوي

فاكر لما صلعم فضل طالع نازل علي اله الاسلام يفاصل معاه في عدد الصلوات المفروضه علي الانسان و نجح بشطارته يخليهم 5 بدل 50

ممكن اعرف بتسمي ده ايه واحد عمال يقاوح مع الهه لأ و الذيذ ان الاله بيرجع في كلامه كل مره بالذمه بتسمي ده ايه

اخيرا طبعا نحن لا نعبد اله الاسلام المتكبر الضار خير الماكرين

الضعيف العاجز حتي عن الدفاع عن نفسه فيطلب من اتباعه المزعومين الدفاع عنه و الموت في سبيله

يا راجل دي وصلت ان الناس بتاخد حق الهك في المحاكم
:):):):)):):):)):):)



6 - طرح وجيه
أيمن قدرى ( 2011 / 9 / 25 - 21:43 )
فى الحقيقه أنت صاحب طرح وجيه يا اخى
ولكن بماذا تفسر لنا ماجاء فى تفسير القرطبى حول هذا الموضوع
فعند تفسيره لآيه



كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ

يقول القرطبى
قبل يعقوب عليه السلام من حران يريد بيت المقدس حين هرب من أخيه عيصو , وكان رجلا بطشا قويا , فلقيه ملك فظن يعقوب أنه لص فعالجه أن يصرعه , فغمز الملك فخذ يعقوب عليه السلام , ثم صعد الملك إلى السماء


يا ليت تجيبنا يا أخى الفاضل وألاتكون ممن يلقون الطروحات ثم يرحلون
ثم نكمل


7 - يا حبذا لو يجيبنى الكاتب
أيمن قدرى ( 2011 / 9 / 25 - 23:19 )
أنتظر الرد من الأستاذ الكاتب على الطرح اليعقوبى القرآنى
فهل يا ترى سيطول إنتظارى؟؟؟؟؟؟؟؟
أم المقال للمؤلفه عقولهم


8 - ملاحظة جميلة
وليد حنا بيداويد ( 2011 / 9 / 26 - 21:26 )
تحية للكتاب، بلا شك انها لملاحظة جميلة تستحق الوقوف حدها والتامل بها. نعم ان اسم الرب فى العهد القديم هو يهوة وليس الله لان لفظلله هى كلمة اسلامية قرانية حسب اعتقادى انا ايضا،، لابد من بحث فى هذا الموضوع
شكرا لك


9 - القس والنبى
وليد حنا بيداويد ( 2011 / 9 / 26 - 23:55 )
راسل احد الاخوة المتنصرين من العراق كتابا كنت انا كمسيحى افتقده الا وهو القس والنبى وهذا الكتاب يجيب على اسئلة مهمة عن تاريخ نبى الاسلام والدين الاسلامى
طلبت من الاخ المتنصر نشره فى الحوار المتمدن لنرى ردود افعال الاخوة المسلمين كيف ستكون وفى المقدمة منهم حاملى الفكر الوهابى ولكن لوجود طارئ ولسفر الاخ المتنصر تم تاجيل نشر هذا الكتاب من قبله
الكتاب هو رد فعلى على الكاتب مباشرة وعلى افكاره وتوجهاته واهدافه الوهابية الطلعتيه الاسماعلية النتنة
اتمنى ان يحصل الكاتب على الكتاب بنفسه قبل نشره لعله يجهز الاجوبة سلفا
تحية

اخر الافلام

.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف


.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب




.. مأزق العقل العربي الراهن


.. #shorts - 80- Al-baqarah




.. #shorts -72- Al-baqarah