الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام كاريكاتيري / حمار بظروف تجلب الشبهة

سلمان عبد

2011 / 9 / 27
كتابات ساخرة


كلام كاريكاتيري
حمـار بظروف تجلب الشبهـة
هذه الايام ، ماذا ستتصرف عندما تجد امام بيتك قد ركنت سيارة مقفلة ولا احد بقربها وعندما تتفحصها تجد انها خالية من الارقام ؟ وعندما تحدق في داخلها ستجد ان هناك شيء ما على المقاعد لا تتعرف عليه لانه مغطى بغطاء او ببطانية ، وتلتفت يمينا ويسارا فلا تجد احدا ولكنك تلمح من بعيد رجل قد جلس على الرصيف وهو ينظر اليك ويبدو من ملامحه انه غريب لان كل اهل المحلة تعرفهم حق المعرفة . بماذا تتصرف ؟ طبعا ومن غير شك ستهرع الى البيت اذا اسعفتك ارجلك ولم تصطكان او ( حيلك يكع بالكاع وتموت ايديك ) وتلتقط سماعة التلفون او الموبايل ويداك ترتجفان ويجف فمك وستستعين بابنك الصغير لانك ولكثرة ارتباكك سوف تتصل بالفيترجي متصورا مركز الشرطة ، وتطلب من اهل بيتك عدم الخروج لا بل ستشير لهم ان يلبدوا بمكان امن ريثما يتم الاتصال ومجيء الشرطة و تحضر الصحيفة لابنك وتجعله يتصل بالارقام المعلنة عند الشك بوجود ( سيارة ) في ظروف تجلب الشبهه. وتصرفك هذا تصرف طبيعي لمواطن حريص على عائلته وابناء بلده وفي هذا الظرف بالذات ويجنبك الوقوع تحت طائلة المادة 4 ارهاب وان كنت اشك في ذلك .
لكن الامر مختلف تماما في سنة 1923 حيث وجد ( حمارا ) في ظروف تجلب الشبهه ! مما اقلق الشرطة الى الحد الذي اصدرت بيانا عن امر ذاك الحمار المريب ! وما هو مصدر الشك هذا يا ترى ؟ هل تصرف الحمار تصرفا جلب على نفسه الشك والريبة ؟ هل سب عنب زرباطية الاسود على حد قول الكرخي ؟ وهل نتصور نحن في يوم ما ان يكون حمارا مجلبة للشك والريبة بحيث ان الشرطة بقضها وقضيضها تصدر بيانا عنه وملابسات قضيته التي جلبت الشك ،هل كانوا ( ما عدهم شغل ) فاصدروا البيان بدلا من ان يلعبوا بــ .... هل ان الحمار مفخخ ؟ وهل كان في تلك الايام فخ ومفخخات وتفخيخ ؟ والامر الاكثر غرابة هو ان الشرطة وفي مرة اخرى قد اصدرت بيانا اكثر دقة واكثر تحديدا لانهاعثرت على ( حمارة ) اي انثى ، وبالطبع بعد التقصي والمعاينة الميدانية ممن له خبرة في تمييز اناث الحميرعن ذكورها بسهولة او ممن هوايته التعرف على اناث الحمير . والملاحظ ان الاعلان عن وجود الحمير واهتمام الشرطة باصدار بيانات ( لم يكن في وقتها ناطق رسمي ) لكي يتمكن من اضاع حمارته او حماره ان يعطي الاوصاف الى الشرطة لاسترجاع المفقود ولحين ظهور صاحب الحمار او الحمارة يتعين على الشرطة ان تعتني بالمفقود او المفقودة لحين وجود المالك والاخيرة كانت تودع لدى الهاوي الذي تعرف عليها ، وحين التامل جيدا في البيانين نجد ان الشرطة ايام زمان كانت حقا ( في خدمة الشعب ) وتسهر على مصلحته ، فالحمار والحمارة هما الواسطة المهمة في التنقل كالسيارة في ايامنا هذه ، اظافة الى ما تقدمه الحمير من خدمة للمواطنين تماما مثل اي بيك اب اوالستوتة هذه الايام فان ضياع الحماروالحمارة على الاخص خسارة فادحة . لكن الشيء المحير ما هي هذه الشبهة التي تسبب بها الحمار المسكين ؟ لكن مع كل ذلك فان الاهتمام بالحمار واصدار بيان لاجله يدل على ان الشرطة في ذلك الزمان تؤدي واجبها بحرص ومسؤولية ، تذكرت ذلك حين شهدت في احدى تقاطعات الشوارع في مدينة كربلاء وحين كانت السيارات متوقفة انتظارا لاشارة شرطي المرور ، وبينما كانت احدى المتسولات تدور بين السيارات توجه شاب يركب دراجة وانهال عليها ضربا واوقعها على الارض وهي تصرخ وشرطة النجدة ينظرون بلا مبالاة الى المشهد حتى ترجل بعض من اصحاب السيارات لتخليص المرأة ، وصح بهم القول " من اشوفك اتعثر بيك ومن اريدك ما القاك " وفي وعودة الى بيانات الشرطة آنذاك نقرأ :
 اعلان من مديرية شرطة بغداد / عثرت الشرطة على حمارة فعلى فاقديها ان يراجعوا هذه المديرية .
 بموجب المادة 272 من قانون الاصول وجدت دائرة الشرطة بتاريخ 23 تشرين الاول 1923 في البيداء حمارا بظروف تجلب الشبهه . وقد بيع بامر من حاكم الجزاء للواء بغداد فعليه من يدعي من لـه علاقة بالحمار المذكور الحضور لاثبات ملكيته فيه وذلك بظرف ستة اشهر وعند عدم ذلك فسوف يتقيد ثمنه ايرادا للحكومة .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ


.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني




.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق


.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع




.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر