الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحراك الشعبي و شبيحة المعارضة السورية

علي الأمين السويد

2011 / 9 / 30
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بات الشباب السوري الثائر لا يولي ما يسمى أقطاب المعارضة التقليدية في سورية اهتماما يذكر، فقد بان و انكشف عقم و خشبية فكرهم الذي لا تختلف أيديولوجيته عن أيديولوجية النظام القائم سوى بالأسماء و كلمات الشعارات الفارغة. فقد ثبت أن أقطاب هذه المعارضة المحتضرة ليسوا سوى صائدي جوائز أو قمّامون يستغلون الظروف الأمنية التي تمنع رموز الثورة في الداخل من حرية التحرك، فيبرزون عضلاتهم على هذه القناة الفضائية أو تلك متبعين نفس طريقة النظام العفنة في إظهار ربوبيته للسياسة والوطنية بأسلوب فلسفي همّه الوحيد أن تُحْمَل صور أصحابه في الشوارع مثلما تُحمل صور بشار الأسد و صور أبيه من قبله.
و هؤلاء المعارضون الذين أقل ما يقال عنهم الآن أنهم "شبيحة المثقفين أو شبيحة المعارضة" لا يوفرون جهداً للتأكيد بكل الوسائل التي تخطر على بالهم بأنهم "وحدهم" من يمثل الشعب السوري الثائر، و أنهم هم وليس غيرهم سيكوّنون مشروع قيادة سورية بعد الأسد، و لا يفوتهم التأكيد على أنهم يتحدثون بتفويض من العديد من التنسيقيات و الهيئات التي في الحقيقة لا يجرؤون على ذكر اسم واحدة منها، والمثير للسخرية أنهم عندما يذكرون الشباب على الأرض والذين يشكلون الثقل الحقيقي، يذكرونهم بقرف و باستعلاء كونهم يشكلون الرعاع والمشكوك في أهليتهم لقيادة البلاد والعباد.
ولقد أحجم الشباب الثائر عن توجيه الانتقاد لهم بشكل صريح وذلك حفاظاً على وحدة الصف و محاولة لكسب من يعتقدونه مثقفاً ايجابياً إلا أن الواقع المر أثبت أنهم مصابون بسرطان العبودية للنظام دون أن يشعروا. وهؤلاء الشبيحة المودرن لا يختلفون كثيراً عن المعارضة العراقية التي حملت الدبابات الأمريكية على ظهرها إلى العراق مدعية أنها تمثل الشعب فثبت أنها لا تمثل أحداً و ثبت أن وزنها كوزن شبيحة سورية العجائز – صفر غرام وزن سياسي.
لقد عجزت هذه المسماة "بالمعارضة التقليدية" عن إتمام أي انجاز ذو ثقل سياسي على أرض الواقع السوري مهما كان تافهاً لأن "ختايرتها أو عجائزها" فاقدي المصداقية داخلياً و خارجياً هم أضعف من أن يحركوا أحداً في شوارع سورية غير المنحبكجية الذين يضربونهم فوق الطاولة ويقبلون أرجلهم تحتها.
لقد عَلِم الساسة الغربيون هذه الحقائق و علمت أمريكا بأن "المؤمن الأمريكي" لا يلدغ من جحر مرتين، فقد استحضرت التجربة العراقية مع ما كان يسمى "معارضة" في ذاكرتها و صارت تتحرك بنوع من الحذر و الانتظار علّ صاحبَ شأنٍ ثوري يمثِّل الشارع تمثيلاً حقيقياً يتقدم لعرض مستقبل سورية الذي لن يرسمه أحد غير دماء شهداء الحرية الأبرار فيكون مبررا لأي تحرك دولي مستقبلي.
في هذه الأثناء يسابق ثوار سورية الزمن لإنشاء هيئات و مجالس تنظم العمل الثوري لتركيز الجهود باتجاه إسقاط النظام السوري الأسدي من ألفه إلى يائه سواء تعارض ذلك مع سخافات المعارضة التقليدية بمقولات إسقاط النظام الاستبدادي أو القمعي أو الاستضراطي أو لم يتعارض.
فقد وصل الشباب الثائر إلى مرحلة نفْض اليدين و غسلهما سبع مرات إحداهما بالتراب من أقطاب المعارضة التقليدية الذين تناسوا أنهم - بعدم تبني إرادة الشارع- إنما يلقون حبل النجاة للطغمة المجرمة التي يمثلها المستبد الأول و القامع الأول و المستضرط الأول ابن القاتل الأول المدعو بشار حافظ الأسد، وهذا ما لا يقبله حمزة الخطيب و لا ابراهيم قاشوش ولا زينب الحسني و لا حتى الحمير الشهيدة التي أظهرت بجلاء مدى بطش بشار الأسد و شبيحته على الحمير و الحجر و البشر مما علمه أبويه القاتلين الحاج رفعت و الدراكولا حافظ الأسد.
إن إنشاء أصحاب دم الشهداء مجالس ثورة المحافظات لهو الخطوة التي تلغي أية شرعية مدَّعاة لأية شخصية تقليدية تدعي تمثيل الشارع دون رضا هذه المجالس، فشباب الشارع صاروا يعرفون بعضهم البعض بالرغم من لطخات الدم على وجوههم من اثر الإجرام الأسدي، وهم فقط من ينتدب من يمثله، ومن يتحدث باسمه، ليقارع النظام الغاصب و لكي يقدم سورية الجديدة للعالم الشاخص إليها أمام تحولات ستدك عصوراً سقيمة لم يتخللها إلا عصرا ذهبيا للتخلف العربي على كافة الأصعدة، وتؤسس إلى قرون من انقلاب موازين القوى.
وبما أن الإعلام العالمي يعكس ما يُقدم إليه، يتوجب على المجالس الثورية في المحافظات السورية أن تنشط في سبيل توضيح فكرة أن الشباب هو من يمثل السواد الأعظم من الشعب وهو ليس بحاجة إلى وكلاء مجهولين قبل الخامس عشر من آذار لكي يمثلونهم في المحافل الدولية و كأنهم هم فقط من يفهم في كل شيء، وهم فقط من يمكن أن يُتحدث إليه.
كل من يرضى عنه النظام، هو من النظام. هذه قاعدة بات الشارع السوري يدركها كما يدرك وجود الشمس في كبد السماء. فالقاعدة التي يؤمن بها الشعب السوري تقول: "إن لم تكن مع النظام، قتلك" و إلا بماذا تفسرون وجودكم يا حسن عبد العظيم، و فايز سارة، و ميشيل كيلو، وغليون، ومناع، والذي قبض، و الذي باع على قيد الحياة؟!! كيف يستوي أن النظام لم يقتلكم و أنتم لستم معه؟ احترموا عقول الحمير القتيلة على الأقل !!! الحقيقة هي أن النظام لم يقتلكم لأنكم فعلاً تنادون بإسقاط النظام الاستبدادي واستبداله بنظام استحماري للشعب.
لقد بات قريبا جداً ذلك اليوم الذي يضمد فيه الشعب السوري جرحه النازف تهاجمه الجراثيم الأسدية و الحشرات طمعاً في مص دم الشهداء و الأطفال الأبرياء، غير أن التصميم الأسطوري لهذا الشعب العنيد الذي يرفض أن يموت أفشل كل المحاولات لوأده حياً فسقطت وستسقط كل المؤامرات و كل الابتزازات التي تأتيه من كل فج قريب و من كل فج عميق.
وكلمة أهمس بها إلى كل القلقين على مسار الثورة و على نضوج الثوار الشباب، فبالرغم من وصفهم بالشباب إلا أنهم شبابٌ رجال ينبضون بالحرية و بالحس الحضاري و الديمقراطي وستكشف الأيام على أنهم وحدهم من سيبنون سورية الجديدة إن تدخل العالم أو بقى صامتاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قتلتنا المعارضه
خال الخال ( 2011 / 10 / 1 - 12:04 )
لو لم تكن هناك معارضه تقليدية مهترئه لكان الثوار قادرين على التفاعل بأكثر فاعليه ودينمايكيه سياسياً داخلياً وخارجياً ولكن هذه المعارضه المتذبذبه والفاقده للطاقه والحيويه والتجدد الثوري والخانعه بطبيعتها والحالمه بالتكريس والسلطه والتي إستمدت الكثير من غرائزها وطبائعها من النظام والتي عمل الكثير من أقطابها سابقا مع النظام وبصفه وحسب عليه في مراحل مختلفه من حياته السياسيه كانت من العوامل المثبطه والمؤخره والمشككه والمعيقه لسياق التطور الطبيعي للثوره السوريه وما يستتبع ذلك من تعاطف دولي وداخلي مع الثوره والتعجيل بنصرها على النظام الغاشم الذي تماهى في إستعمال إرهاب الدوله المنظم ضد أبناء شعبه العزل والأحرار

اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان