الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كيف يفكرُ اللمعان في عقل اللؤلؤة ؟!
عبد العظيم فنجان
2011 / 10 / 2الادب والفن
!
ينتظرونكِ في مفترقات الطرق ، على نور الفوانيس والشموع ، وأحيانا .. عندما يشتدُّ الظلامُ ، عندما يستولي الخوفُ على نوافذ أحلامهم ، يمشون إليكِ على ضوء خواطرهم .
قديما جدا خلعوا ِعليكِ ملامح الرسولة .
قديما أنصتوا إلى صوتكِ في المطر ، ركعوا لجمالكِ في البرق ، قالوا : هي التي بإمكانها أن تغلق البابَ على الموت ، وأن تعيد العاصفة إلى وكرها ، فانتخبوا لكِ الأسماء والصفات ، وقدموا لكِ الأضحية والنذور في كل موسم :
هياكلهم العظمية على المصاطب ، في محطات القطار ، في الأنفاق ، بين الفراغات التي تتركها الطيور المسافرة في السماء ، وأرواحهم تلوّح إلى طيفكِ البعيد ، إذ يخترعون لكِ أخبارا ، يتناقلونها في المزارات وفي المعابد ، في الشِعر والأغنية ، في الحانات ، في المدن وفي الفنادق ..
ينتظرونكِ
ينتظرون أن تفاوضي القدر :
ينتظرون أن تنجزي ما لم ينجزه الأنبياء ، الشعراء والفلاسفة .
لماذا نمشي حاملين الموت على ظهورنا ؟!
وإلى أين ؟!
لماذا الغبار، كل غبار العالم ، على النوافذ ؟!
لماذا هذه اللامبالاة من الملاك ،
وماذا ذهب ليعمل الشيطانُ ؟
لمن تركَ وظيفته ؟!
ربما راودهم الشعورُ أنكِ محض اسطورة : كائن من كلمات ، غير أن الوهمَ بأنكَ امرأة حقيقية : صبية الأحلام والشِعر وبطلة الروايات ، وشاشات السينما : يجعل منكِ أملا من أجمل ما يكون ، وهو مما يجعلهم يقرأون كتبا غير مكتوبة ، يعاقرون عاداتٍ مريبةٍ : يستضيفون الأشباح ، يعانقون المحن ، ويطيرون في الهواء ..
ربما توقعوا أنكَ قد سُجنتِ .
ربما وقعتِ في شرك ساحر ، بنظرة منه تحوّلتِ إلى جماد .
ربما اغتصبتِ في نينوى ، أو صُلبتِ في اور ، أو دُفنتِ حية تحت التراب .
ربما نجوتِ من مجزرة ، فوقعتِ في مجزرة اخرى ، فالتاريخ نساء ومجازر .
ربما سلبكَ قطاعُ الطرق كل شيء ، فمشيتَ مجردة نحو المطلق .
ربما ..
لا يهم !
لكنهم يأملون أن تقدّري معنى أن تكوني في قلب التوقعات ، بطلة التكهنات وقراءة الطالع و النجوم .. ولذلك يتخيلونكِ متأهبة لأداء المهمة ، فليس إلا أنتِ ، وسيّان إن كنتِ حقيقية أو امرأة من كلمات ، مادمتِ قادرة على تجسيد أحلامهم : أن تباغتي الآلهة ، أن تلفتي الأنظار إلى محنة الجوهر :
لماذا يتفلتُ البلور ،
مَن يقف وراء احتضار الشكل ،
وكيف يفكـّرُ اللمعانُ في عقل اللؤلؤة ؟
لا ..
ليس ضروريا أن تحصلي على جواب ، أو أن تبرمي اتفاقا يعفينا من ضريبة العيش تحت سقف الاضطراب ، فأنتَ تعرفين أن هذا الانتظار هو محضُ هراء ، كما أن رحلتكِ الخرافية هذه ، رحلتكِ التي ابتكرتُها ، وأنا حزين وخائب ، وأنا سكران ومفلس ، هي من أجل أن تُقلقي القدرَ في عزلته الباردة ، أن تهدّدَي بقبضتكِ ، أن تصرخي عاليا ، أن تفاوضي ، أن تناقشي وأن تجادلي اللا أحد الذي هناك ، وأن تجري دموعُ البشر الحارة من عيونكِ ، حتى آخر دمعة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح