الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن المهام السياسيه لجامعه شعوب الشرق - ترجمه: عبد المطلب العلمي

جوزيف ستالين

2011 / 10 / 4
الارشيف الماركسي


يوسف فيساريونوفتش ستالين

ترجمه: عبد المطلب العلمي

انتقل إلى الموضوع الثاني ، مساله مهام بالنسبه للبلدان المستعمرة والتابعة في الشرق.

ما هي السمات المميزة لحياة وتطور هذه البلدان ، و اوجه الاختلاف مع وضع الجمهوريات السوفياتية في الشرق؟

أولا ، حقيقة أن هذه الدول تعيش و تنمو تحت نير الامبرياليه.

ثانيا ، وجود قمع مزدوج ،القمع الداخلي (من برجوازيتها الخاصة) و القمع الخارجي (من البرجوازية الامبريالية الأجنبية) ، يكثف ويعمق الازمه الثوريه في هذه البلدان.

ثالثا ، ان في بعض هذه البلدان مثل الهند، الرأسمالية تنمو بمعدل سريع، مما يخلق ويشكل طبقة من البروليتاريا المحلية.

رابعا ، مع نمو الحركة الثورية فان البرجوازية الوطنية في هذه البلدان تنقسم الى قسمين ،ثوريه (البرجوازية الوضيعه) ، ومساومة (البرجوازيه الكبيره) ، الاولى تواصل النضال الثوري، في حين أن الثانيه تدخل في تكتل مع الإمبريالية.
خامسا، ، إلى جانب الكتلة الامبرياليه تتألف في هذه البلدان كتلة أخرى، كتلة من العمال والبرجوازية الوضيعه الثورية ، كتلة مناهضة للامبريالية، وتسعي لتحقيق هدفها و هو التحرر الكامل من الاستعمار.
سادسا ، أن مسألة هيمنة البروليتاريا في هذه البلدان ، وتحرير الجماهير من نفوذ البرجوازية الوطنية المساومه يصبح أكثر الحاحا .
سابعا ، أن هذا الظرف يسهل بشكل كبير ربط حركة التحرر الوطني لهذه البلدان مع الحركة البروليتارية في البلدان الغربية المتقدمة.

ويستنتج من ذلك ما لا يقل عن ثلاثة استنتاجات :

1) إن تحرير البلدان المستعمرة والتابعة من الإمبريالية غير ممكن بدون انتصار الثورة ، و لايمكن الحصول على الاستقلال بلا مقابل.
2) المضي قدما في الثورة واحراز الاستقلال التام في المستعمرات الناميه رأسماليا و كذلك في البلدان التابعه مستحيل، بدون عزل البرجوازية الوطنيه المساومه ، بدون تحريرجماهير البرجوازية الوضيعه الثوريه، من نفوذ البرجوازية المساومه، بدون سياسة الهيمنة البروليتاريه و بدون تنظيم العناصر التقدميه من الطبقة العاملة في حزب شيوعي مستقل .

3) لتأمين فوز قوي في البلدان المستعمرة والتابعة ،غير ممكن بدون تلاحم حقيقي بين حركات التحرر في تلك البلدان والحركة البروليتارية في البلدان الغربية المتقدمة.
المهمة الرئيسية للشيوعيين في البلدان المستعمرة والتابعة هي في المضي قدما في عملهم الثوري مستندين على هذه النتائج.

ما هي المهام العاجلة للحركة الثورية في المستعمرات والبلدان التابعه على ضوء ذلك؟

طبيعه المستعمرات والبلدان التابعه في الوقت الراهن هو أنه لم يعد هناك وجود لشكل موحد وشامل للشرق المستعمر. قبلا تخيلوا ان الشرق المستعمر كل متجانس. الآن هذا المفهوم لم يعد يتطابق مع الواقع. لدينا الآن ما لا يقل عن ثلاث فئات من البلدان المستعمرة والتابعة. أولا ، دول مثل مراكش ، والتي البروليتاريا فيها ضئيلة أو معدومة والقطاع الصناعي متخلف جدا. ثانيا، فإن دولا مثل الصين ومصر ، بلدان غير متقدمة صناعيا وفيها عدد قليل نسبيا من البروليتاريا. ثالثا، بلدان مثل الهند، متقدمه رأسماليا بشكل أكثر أو أقل، و بها عدد كبير من البروليتاريا الوطنيه.

من الواضح أنه لا يوجد اي احتمال لوضع كل هذه الدول على لوحه واحده.

بالنسبة لدول مثل مراكش ، حيث البرجوازية الوطنية ليس لديها اي سبب للانقسام الى فئات ثوريه وتصالحية، مهمه العناصر الشيوعية هي اتخاذ جميع التدابير اللازمة لإنشاء جبهة وطنية متحدة ضد الامبريالية. تكوين حزب موحد للعناصر الشيوعيه يقود هذه البلدان في غمار النضال ضد الامبريالية، وخصوصا بعد الانتصار على الامبريالية.
في بلدان مثل مصر والصين ، حيث البرجوازية الوطنية انقسمت بالفعل إلى ثوريه وتصالحية ، ولكن البرجوازية المساومه لا تستطيع بعد أن تلتحم مع الإمبريالية ، إن الشيوعيين لا يمكنهم وضع هدف، و هو تشكيل جبهة وطنية متحدة ضد الامبريالية ، من سياسة الجبهه الوطنية الموحدة ، يجب على الشيوعيين في تلك الدول ان يتجهوا لسياسة الاتحاد الثوري للعمال والبرجوازية الوضيعه. يمكن أن تأخذ هذه الكتلة في هذه البلدان شكل حزب واحد ، حزب العمال والفلاحين ، إلا أن هذا الحزب في الواقع يجب ان يمثل كتلة من قوتين -- الحزب الشيوعي الثوري والبرجوازية الوضيعه. فضح التناقض والنصفيويه للبرجوازية الوطنية ، والنضال الحازم ضد الإمبريالية -- وهذه هي أهداف هذه الوحدة. مثل هذا الحزب المزدوج هو ضروري ومناسب ، إذا لم يؤدي الى تقييد اليدين والقدمين للحزب ، إذا لم تقيد حرية التحريض والدعاية للحزب الشيوعي ، وإذا كان لا يعطل من التفاف البروليتاريا حول الحزب الشيوعي ، إذا تيسرت القيادة الفعلية للحركة الثورية من قبل الحزب الشيوعي. مثل هذا الحزب المزدوج ليس ضروريا وليس من المستحسن ما لم تجتمع هذه الشروط لأنها يمكن أن تؤدي إلى تذويب العناصر الشيوعية في صفوف البرجوازية ، وفقدان الحزب الشيوعي للجيش البروليتاري .

الوضع مختلف بعض الشيء في بلدان مثل الهند. الظروف الرئيسية والجديدة في مستعمرات مثل الهند ليس فقط أن البرجوازية الوطنية قد انقسمت الى ثوريه ومساومة ، ولكن ،و قبل كل شيء ، فان هذه البرجوازية المساومه قد توصلت بشكل عام لاتفاق مع الإمبريالية ، في المقام الأول. خوفا من الثورة أكثر من خوفها من الإمبريالية ،ذودا عن محافظهم اكثر من ذودهم عن مصالح وطنهم ، وهذا الجزء من البرجوازية ،الاكثر غنا و تاثيرا ، أصبح واضعا كل من ساقيه في معسكر الد اعداء الثورة ، مشكلين كتلة مع الإمبريالية ضد العمال والفلاحين في بلادهم . لا يمكن الفوز في الثورة من دون تدمير هذه الكتلة. و لتدمير هذه الكتلة ، يجب علينا ان نركز نيراننا على البرجوازية الوطنية المساومة ، فاضحين خيانتها ، وتحرير الشعب العامل من تحت نفوذها ، وتهيئه منهجية للشروط اللازمة للهيمنة البروليتاريه. وبعبارة أخرى ، في مستعمرات مثل الهند ، يجب إعداد البروليتاريا لدور زعيمه حركة التحرر الوطني ، وخطوة وراء خطوة طرد البرجوازية و أبواقها من هذه المهمه الشريفه . انشاء الكتله الثورية المناهضة للامبريالية وضمان هيمنة البروليتاريا عليها – انها المهمه. هذه الكتلة من الممكن ولكن ليس دائما بالضرورة أن تأخذ شكل حزب موحد للعمال والفلاحين ،على ارضيه ملزمة موحده. استقلاليه الحزب الشيوعي في هذه البلدان يجب أن يكون الشعار الرئيسي للعناصر الشيوعيه الطليعيه ، لأنه لا يمكن الاعداد للهيمنة البروليتاريه الا بقياده الحزب الشيوعي. ولكن يمكن للحزب الشيوعي ، وينبغي أن يشارك في جبهه مفتوحه مع الجناح الثوري من البرجوازية من أجل عزل البرجوازية الوطنية المساومة ، و قيادة الجماهيرالمليونيه من البرجوازية الوضيعه في المناطق الحضرية والريفية في النضال ضد الامبريالية.

وبالتالي ، فإن المهام العاجلة للحركة الثورية في البلدان الرأسمالية المتقدمة ، والمستعمرات والبلدان التابعه :

1) الفوز بأفضل العناصر من الطبقة العاملة إلى الشيوعية، وإنشاء الأحزاب الشيوعية المستقلة.

2) انشاء كتلة وطنية ثوريه من العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين ضد كتلة البرجوازية الوطنيه المساومه والإمبريالية.

3) ضمان هيمنة البروليتاريا في هذه الكتلة.

4) والنضال من أجل تحرير البرجوازية الوضيعه في المناطق الحضرية والريفية من نفوذ البرجوازية الوطنية المساومة.

5) ضمان تلاحم حركة التحرر الوطني مع للحركة البروليتارية في البلدان المتقدمة.

هذه المجموعات الثلاث هي المهام المباشرة امام نشطاء العمال في البلدان المستعمرة والتابعة في الشرق.

هذه المهام ذات طبيعة خطيرة للغاية ، وذات أهمية خاصة إذا نظرنا اليهم في ظل الوضع الدولي الراهن. الوضع الدولي في الوقت الراهن تميز بفترة هدوء مؤقت في الحركة الثورية. ولكن ماذا يعني هذا الهدوء ، ماذا يعني ذلك الآن؟لا يمكن أن يعني سوى زيادة الضغط على العمال في الغرب ، والمستعمرات في الشرق ، وقبل كل شيء ، على الاتحاد السوفياتي كحامل لرايه الحركة الثورية في جميع البلدان. فإنه لايمكن الشك في أن يكون إعداد هذا الضغط على الاتحاد السوفياتي كان قد بدأ بالفعل في صفوف الإمبرياليين. حملة تشهير بصدد حركة التمرد في استونيا ، الاتهامات الاحتياليه ضد الاتحاد السوفياتي بخصوص وقوع الانفجار في صوفيا ، والحملة الشاملة من قبل الصحافة البرجوازية ضد بلادنا – كل هذا هو مرحلة الإعداد للهجوم. هذا هو قصف مدفعي تمهيدي للراي العام يهدف إلى تعويد العامه على الهجمات ضد الاتحاد السوفياتي ، وخلق الشروط الأخلاقية للتدخل. عن ماذا ستسفر هذه الحملة من الأكاذيب والافتراءات ،سنرى اذا كانت ستجازف الامبريالية في هجوم خطير. لكن هذه الهجمات لا تبشر بالخير بالنسبة للمستعمرات ، و لا يكاد يكون هناك سبب للشك بذلك. ولذلك ، فإن مسألة إعداد هجوما مضادا من قبل القوات المشتركة للثورة ضد الضربه المحتمله للإمبريالية مساله لا مفر منهااليوم.

لهذا السبب فان التنفيذ الصائب للمهام العاجلة للحركة الثورية في المستعمرات والبلدان التابعة يحمل في هذا الوقت أهمية خاصة.

ما هي مهمة جامعة شعوب الشرق بالنسبه للبلدان المستعمره و التابعه في ضوء كل هذه الظروف؟ مهمتها هي أن تأخذ في الاعتبار جميع ملامح التطور الثوري في هذه البلدان وتثقيف الكوادر القادمة من هذه البلدان بطريقة من شأنها أن تضمن تحقيق فوري للمهام الملحه المختلفه الوارده اعلاه.

في جامعة شعوب الشرق ، هناك حوالي 10 مجموعات مختلفة من الطلاب الذين جاؤوا الينا من البلدان المستعمرة والتابعة. الجميع يعرف أن هؤلاء الرفاق يتعطشون للضوء والمعرفة. مهمة جامعة شعوب الشرق هي تكوين ثوار حقيقيون مسلحون بالنظريه اللينينيه، ، و تزويدهم بالخبرة العملية اللينينيه وجعلهم قادرين على أداء المهام الملحه لحركات التحرر في المستعمرات والبلدان التابعة ، ليس جبرا و لكن لوازع من الضمير.

ويجب أن يؤخذ في عين الاعتبار أن هناك نوعان من الانحرافات في ممارسة النشاط العمالي في الشرق المستعمر، والتي يجب مكافحتها من أجل تربيه كوادر ثورية حقيقية.

الانحراف الأول هو أن نبخس من الإمكانيات الثورية لحركة التحرير وإعادة تقييم فكرة تشكيل جبهة وطنيه موحدة شاملة في المستعمرات والبلدان التابعة ، بغض النظر عن حالة ودرجة التطور في تك البلدان. هذا هو انحراف إلى اليمين ، محفوف بالخطر من التهوين من شأن الحركة الثورية واذابه العناصر الشيوعية في الجوقة العامة للقوميين البرجوازيين. والنضال الحازم ضد هذا الانحراف هو مسؤولية مباشرة لجامعة شعوب الشرق.

الانحراف الثاني هو التثمين الزائد لالإمكانيات الثورية لحركة التحرير والتقليل من قيمه تحالف الطبقة العاملة مع البرجوازية الثورية ضد الامبريالية. ويبدو أن الشيوعيين في جاوة يعانون من هذا الانحراف ، رافعين مؤخرا شعارا خاطئا،( السلطه السوفياتية) لبلدهم. هذا هو انحراف إلى اليسار ، محفوف بخطر الانفصال عن الجماهير ، و تحويل الحزب الشيوعي الى طائفة. والنضال الحازم ضد هذا الانحراف هو شرط ضروري لتربيه ثوريه حقيقيه للكوادر المستعمرات والبلدان التابعه في الشرق.

هذه هي ،بشكل عام المهام السياسية لجامعة شعوب الشرق ،بالنسبه لشعوب الاتحاد السوفياتي * و شعوب الشرق المُستعمره.

نأمل أن جامعة شعوب الشرق سوف تكون قادرة على أداء هذه المهام بشرف.

"برافدا" № 115

22 مايو-ايار1925


*الفقره المتعلقه بمهام الجامعه بالنسبه لشعوب الشرق السوفياتي لم اقم بترجمتها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
عبد المطلب العلمي ( 2011 / 10 / 4 - 16:45 )
الفقره الاولى من المقال هي بالشكل التالي:
انتقل إلى الموضوع الثاني ، مساله مهام ( الجامعه الشيوعيه لكادحي الشرق) بالنسبه للبلدان المستعمرة والتابعة في الشرق.
لا ادري سبب سقوط نصف الجمله و بعد مراجعتي النص المرسل الى الحوار المتمدن و الذي ما زال امامي على الشاشه تبين ان النص كما هو اعلاه.


2 - جزيل الشكر للرفيق عبد المطلب العلمي
نضال الحديدي ( 2011 / 10 / 4 - 17:45 )
أشكر الرفيق العلمي على ترجمته لهذا النص الرائع والهام للرفيق ستالين. يكتسي هذا النص أهمية خاصة بالنسبة لنا نحن الشيوعيون العرب باعتبار انتمائنا لأقطار شبه مستعمرة من طرف الامبريالية العالمية. إن مجرد قراءة هذا النص تبرز لنا حيويته وراهنيته بالنسبة لحلّ قضايا الثورة في بلداننا، حيث يبرز النص بدقة متناهية مميزات الثورة في الشرق المستعمر وشبه المستعمر والمهام الملقاة على عاتق الشيوعيين. وأريد في هذا الإطار أن أشدّد على تحذير ستالين من الانحراف اليميني المتمثل في النتقاص من الامكانيات الثورية لحركة التحرر الوطني وتهويل مسألة التحالف مع القوميين البرجوازيين إلى درجة تذويب العناصر الشيوعية في الجوقة العامة القومية البرجوازية. وكذا بالنسبة للانحراف -اليسراوي- المتمثل في تهويل الامكانات الثورية لحركة التحرر الوطني وعدم الأخذ في الاعتبار للعامل الوطني الذي قد يطرح في بعض الظروف ولمدة معينة تحالف مؤقت مع البرجوازية ضد الامبريالية. شكرا مرة أخرى للرفيق العلمي


3 - تجربة الحزب البلشفي تحت قيادة ستالين
-شيوعي ماوي عراقي - باروار ( 2011 / 10 / 4 - 19:10 )
الممارسة الثورية التي قامت بها الحركة الثورية العالمية في ظل قيادة ستالين قلبت العالم باسرة ,ورسخت توجها جديدا لتاريخ الانسانية !
تحية نضالية للرفيق عبد المطلب

اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي